خرج من منزله تائه الفكر شارد النظرات

يعدو الشارع الكبير بسرعة كبيرة اذهلت المارين بالشارع لم يعبأ بالسيارات المسرعة التي تنفخ في أبواقها

لكي تحزره من الاقتراب منها يجري فيتخبط بالبشر وكأنه لص هارب خائف من بطش الشرطة. واخيرا وقف امام

باب مستشفي كبير وبسرعة كبيرة دخل للإستقبال يسأل ويستفسر وتشير له الممرضة علي الطريق فيجري غير

مبالي لما يحطمه في الطريق وأخيرا وقف أمام باب حجرة وقف وتسمرت قدماه لا يستطيع الدخول لقد أقسمت

قدمه علي عدم الدخول .......................بدأت قواه تخور.................... وبدأ سيل من الدموع .................بل شلال

متدفق من الدموع في ليل شتاء قارس . مد يده ببطء وأحكم قبضته علي المقبض .أحس بالخوف والرهبة

يمتلكانه بدأ يفتح باب الغرفة نظر بداخلها يمينا ويسارا واخيرا أستقرت عيناه في وسط الحجرة وجد ما يبحث

عنه ................وجد حلم حياته ..................وجد حب طفولته وشبابه ............................................وجد محبوبته

ترقد في وسط الحجرة وحولها الكثير والكثير من الاجهزة المعقدة موضوعة فيها بكل عناية ودقة وكأنها تمثال

أثري يحتاج للترميم ..أقبل عليها في حزن يكاد يدمي القلب لابل قد أدماه بالفعل .امسك يدها في صمت لعلها

تشعر برجفة يديه وتعود اليه. طبع قبلة علي شفتيها لعلها تشعر به وتتحدث اليه . يريدها أن تستيقظ لتتحدث اليه لا

يستطيع أن يصدق ما حدث ظل بجانبها ساعات وساعات ممسكا بيدها حتي غلبه النوم بجانبها ...وعندما

أستيقظ وجد نفسه في حجرة مختلفة فتح عيناه وبسرعة تذكر أنه كان يرقد بجوار حبيبته فحاول النهوض لكي

يذهب اليها فمنعوه !!.........أخذ يصرخ ويسأل عنها فأحكموا قبضتهم القوية عليه.. أخذ يسأل عنها فلا أحد

يجيب أين حبيبتي ؟ أين حلم طفولتي ؟ ينظرون اليه وفي أعينهم حزن شديد

بل بكاء اشبه بالنحيب أخذ يصرخ فيهم ويسأل عنها ...........واخيرا فهم انها قد ..............ماتت ...........فرجع الي

مكانه في سكون اشبه بسكون الليل المفزع . وفي ذهول أخذ يقول بصوت هادئ حبيبتي ماتت ...انتهت ...اذا لقد

انتهيت انا معها. لقد قالت لي في يوم من الايام

(( حتي الموت يا حبيبي لن يستطيع أن يفرق بيننا))

صرخ صؤخا كبيرة وقال :- لقد كذبتي علي !! لقد كذبتي علي !! ها هو الموت أخذك مني .ها هو الموت فرق

بيننا . كاذبة انتي كـــــــــــــــاذبة كـــــــــــــاذبة

وراح في غيبوبة طويلة وظل في المستشفي عدة شهور وحالته تسوء يوما بعد يوم لا يتقبل الطعام ولا يتقبل

الشراب حتي أضروا لحقنه بالسوائل لكي يعيش لكن جسده كان أضعف بكثير مما تخيلوا لم يستطع الصمود

طويلا ها هو الان يرقد في وسط الحجرة وحوله اسرته وأصدقاءه يبكونه ويودعوه أحس بخروج روحه من جسده

وطاف فوق رؤسهم جميعا بالحجره وهم لا يشعرون وجد نفسه يرقد علي سرير ابيض وتظهر عليه علامات

المرض والبؤس والشقاء والموت أنا اموت وهذه هي روحي التي انا بها الان ها هي الروح تصعد

للسماء نظرت روحه لأعلي فوجد محبوبته في السماء بملابس بيضاء بجمال أخاذ وجد نفسه بجانبها يمسك

بيدها ويقبلها ويقول لها

(( سامحيني يا حبيبتي .....لأني نعتك بالكاذبة .....لكنك صدقتي الأن حتي الموت لم يستطع أن يفرق بيننا))