قصة من الموروث الشعبي في وادي الفرات
تقول القصة أن رجلاً تزوج من إمرأة
فكانت لسوء حظه تسيء العشرة و تنكر الاحسان
لاتهتم بنظافة ولا عطر ولا هندام
لاودوداً و لا ولوداً
صبر عليها أياماً وشهوراً وسنين
وهي لاتزيد إلا شرّاً وعدواناً
فقرر التخلص منها
أمرها بالتجهّز لزيارة أهلها
وانطلقا في الرحلة المزعومة
وبعد أيام ٍ عرّج على بئر مهجورة
وطلب من ( أم دغموش) النزول إلى البئر
لملء الدلو بالماء ليشربا ويسقيا الراحلة
فربطها بحبل ٍ بزعم سحبها بعد إنجاز المهمة
ولما تدلّـت داخل البئر قطع الحبل
فسقطت (أم دغموش) إلى قعر البئر
الذي غيبها وغيّب صراخها
أكمل الرجل رحلته ولما وصل إلى أهل زوجته
روى لهم قصة مختلقة عن مرضها وموتها
وكيف أنه دفنها وسط الصحراء
ترحموا عليها وأكرموا نسيبهم ثم ودعوه حين رحل عائداً
وفي طريق العودة وكما يقولون
( المجرم يحوم حول مكان جريمته)
أراد أن يتأكد مما حلّ بـ( أم دغموش )
فلابد أنها باتت طعاماً للدود
ولمّا وقف على حافة البئر
نادى ( أم دغموش )
وكم كانت دهشته مذهلة ً حينما ردّ عليه صوت مرتجف
أجفل الرجل وكاد يهرب من المكان
لكن الصوت واصل توسلاته بأن ينقذه مما هو فيه
ومما قاله المتوسل:
( فكني من ( أم دغموش) ولك ماتريد0
عند ذلك أدلى الرجل بالحبل داخل البئر ثم سحبه بقوة ً
فخرج المتوسل من داخل البئر
متعلقاً بالحبل في حالة يرثى لها
فسأله:
من أنت وماذا حصل لك
وهل تعرف ( أم دغموش) أما زالت على قيد الحياة 0
فأجاب :
أنا أحد شيوخ الجن
كنت أتخذ من هذا البئر موطناً لي
منذ أن هجره الناس وكنت سعيداً في عيشتي
حتى جئت أنت ورميت بتلك العجوز الشمطاء
ومن يومها وأنا في صراع ٍ معها لقد عانيت منها الأمرين 0
اعتذر الرجل خائفاً من انتقام الجني :
لم أقصد أذيتك كل ما أردته الخلاص منها 0
أجاب الجني :
لا عليك يا رجل والآن تمنى عليّ ماذا تريد 0
الرجل :
لا أريد سوى أن تسامحني 0
الجني :
لا ياصاحبي لقد عملت معي معروف لابد أن أجازيك عليه
اسمع أيها الإنسي سوف أتلبس بنت حاكم المدينة
ولن أخرج من جسدها حتى
تأتي أنت كمعالج وطبيب وحتى يرضونك بكبير عطاء
ولا تنسى أن تطلب منهم ما تشاء 0
تابع الرجل طريقه ولما اقترب من المدينة
أوقفه رجال الحاكم وقصّوا عليه حكاية بنت حاكمهم
التي أصابها مرض غريبٌ أعجز الأطباء
وقد وعد الحاكم من يشفيها أن يعطيه ما يغنيه
وافق الرجل على معالجة المريضة
وكان الأمر عليه هيناً فمنذ أن رآه الجني
همس في أذنه اطلب ما تشاء
وسوف أرحل من جسدها ولكن إيّاك ثم إياك
أن تحاول ذلك مرة أخرى مع أي من أتلبس جسدها
حينها سأنتقم منك شرّ انتقام ولا تنسى ما فعلته معي
حينما رميت عليّ بتلك الشريرة ( اللي ما تتسمى )
وبعد أن قبض الرجل ما طلب من أموال وجواهر
وسيق إليه ما طلب من خيل و إبل وأغنام وعبيد
بدأ بالمعالجة المزعومة
فتمتم وبرطم وهدد وتوعد وأرغى وأزبد
ثم أعطاها السقوة الشافية
وما هي إلا لحظات
حتى عادت الفتاة إلى حالتها الطبيعية
فقد رحل الجنيّ من جسدها وفق الخطة المرسومة
عمّت الأفراح المدينة
وغادر الرجل مودعاً بالحفاوة والتكريم
وصار من الأغنياء وأهل الهناء
و ودع حياة الفقر والشقاء
وبعد مدة من الزمن جاء إليه رسولٌ من حاكم المدينة
ولم يجد بداً من الشخوص إليه
ولما صار بين يديه
أعلمه أن رسالةً جاءت من السلطان
تطلب إليه أن يوفد الطبيب الذي عالج ابنة الحاكم
حيث أن ابنة السلطان أصابها ذات الداء
حاول الرجل الاعتذار وشرح الأسباب
لكن الحاكم ساقه مخفوراً إلى ديار السلطان
بعد أن أفهمه بأن التردد في معالجة ابنة السلطان
والعمل على شفائها سيعرض حياته للخطر
إذ سيعتبر ذلك تمرد ٌ و خيانة ٌ
وعدم إخلاص وكتمانٌ للعلم وغشٌ في العمل 0
وصل الرجل إلى ديار السلطان
وقصّوا عليه قصّة مرض ابنة السلطان
فتأكد له أن الجني ذاته قد تلبسها
كاد أن يغمى عليه
فقد أيقن أنه هالك لا محالة
إما من غضب السلطان أو من انتقام شيخ الجان
طلب مهلة ً لدراسة الحالة وتحضير العلاج
وأوصى بالتكتم على خبر وصوله
ثم هداه تفكيره إلى خطة أمِـل أن يكون فيها الخلاص
وذات مساء تعالى الصياح في كل أرجاء السلطنة
( النجاة ، النجاة ، اهربوا ، اهربوا )
كان الجميع في حالة ذعر شديد
الرجال والنساء والأطفال
العمال والفلاحين والرعاة
الحرس والجند والحاشية
البشر و السوائم
كلٌّ يطلب النجدة والخلاص
ارتاع الجنّي مما يرى ويسمع
وفجأة رأى صاحبه يركض لاهثاً
يسعى هو الآخر لنجاة يبدو أنها بعيدة المنال
استوقفه الجني وسأله:
أنت هنا ، ألا أخبرتني ما الخطب مالكم تهربون0
ردّ الرجل بصوت مرتجف : أتجهل ما حصل
لم يعد لنا في النجاة من أمل
إنها هي ، هي يا صاحبي ، إنها ( أم دغموش )
خرجت من البئر وهي في الطريق إلينا0
وقع الجني على الأرض مرعوباً أمسك بثياب صاحبه
ناشده بالله أن يرشده على الخلاص0
أما خلاصك فهينٌ وأما أنا فيا حسرةً على شبابي
ثم أردف : اهرب أيها الجني اهرب إلى خلف البحار
اهرب إلى بلاد ( الوق واق ) وبذلك تنجو من ( أم دغموش )0
لحظات وتحول الصياح والصراخ إلى زغاريد وأهازيج
لقد شفيت ابنة السلطان
وكيف لا تشفى وقد هرب شيخ الجان
وذلك بفضل ذكاء الإنسان
فلم تكن هناك ( أم دغموش )
إنما هي خدعة من تدبير الرجل
وبذلك تضاعف غناه وازداد هناه
وتمكن بحسن فطنته
من التخلص من أشرار العالم إنسه وجنّته
قبل أن أغادركم
تلفتوا حولكم
إذا كان قربك ( أم دغموش ، أبو دغموش )
وجهك على أقرب بير مهجور 0
دمتم بخير 0
تقول القصة أن رجلاً تزوج من إمرأة
فكانت لسوء حظه تسيء العشرة و تنكر الاحسان
لاتهتم بنظافة ولا عطر ولا هندام
لاودوداً و لا ولوداً
صبر عليها أياماً وشهوراً وسنين
وهي لاتزيد إلا شرّاً وعدواناً
فقرر التخلص منها
أمرها بالتجهّز لزيارة أهلها
وانطلقا في الرحلة المزعومة
وبعد أيام ٍ عرّج على بئر مهجورة
وطلب من ( أم دغموش) النزول إلى البئر
لملء الدلو بالماء ليشربا ويسقيا الراحلة
فربطها بحبل ٍ بزعم سحبها بعد إنجاز المهمة
ولما تدلّـت داخل البئر قطع الحبل
فسقطت (أم دغموش) إلى قعر البئر
الذي غيبها وغيّب صراخها
أكمل الرجل رحلته ولما وصل إلى أهل زوجته
روى لهم قصة مختلقة عن مرضها وموتها
وكيف أنه دفنها وسط الصحراء
ترحموا عليها وأكرموا نسيبهم ثم ودعوه حين رحل عائداً
وفي طريق العودة وكما يقولون
( المجرم يحوم حول مكان جريمته)
أراد أن يتأكد مما حلّ بـ( أم دغموش )
فلابد أنها باتت طعاماً للدود
ولمّا وقف على حافة البئر
نادى ( أم دغموش )
وكم كانت دهشته مذهلة ً حينما ردّ عليه صوت مرتجف
أجفل الرجل وكاد يهرب من المكان
لكن الصوت واصل توسلاته بأن ينقذه مما هو فيه
ومما قاله المتوسل:
( فكني من ( أم دغموش) ولك ماتريد0
عند ذلك أدلى الرجل بالحبل داخل البئر ثم سحبه بقوة ً
فخرج المتوسل من داخل البئر
متعلقاً بالحبل في حالة يرثى لها
فسأله:
من أنت وماذا حصل لك
وهل تعرف ( أم دغموش) أما زالت على قيد الحياة 0
فأجاب :
أنا أحد شيوخ الجن
كنت أتخذ من هذا البئر موطناً لي
منذ أن هجره الناس وكنت سعيداً في عيشتي
حتى جئت أنت ورميت بتلك العجوز الشمطاء
ومن يومها وأنا في صراع ٍ معها لقد عانيت منها الأمرين 0
اعتذر الرجل خائفاً من انتقام الجني :
لم أقصد أذيتك كل ما أردته الخلاص منها 0
أجاب الجني :
لا عليك يا رجل والآن تمنى عليّ ماذا تريد 0
الرجل :
لا أريد سوى أن تسامحني 0
الجني :
لا ياصاحبي لقد عملت معي معروف لابد أن أجازيك عليه
اسمع أيها الإنسي سوف أتلبس بنت حاكم المدينة
ولن أخرج من جسدها حتى
تأتي أنت كمعالج وطبيب وحتى يرضونك بكبير عطاء
ولا تنسى أن تطلب منهم ما تشاء 0
تابع الرجل طريقه ولما اقترب من المدينة
أوقفه رجال الحاكم وقصّوا عليه حكاية بنت حاكمهم
التي أصابها مرض غريبٌ أعجز الأطباء
وقد وعد الحاكم من يشفيها أن يعطيه ما يغنيه
وافق الرجل على معالجة المريضة
وكان الأمر عليه هيناً فمنذ أن رآه الجني
همس في أذنه اطلب ما تشاء
وسوف أرحل من جسدها ولكن إيّاك ثم إياك
أن تحاول ذلك مرة أخرى مع أي من أتلبس جسدها
حينها سأنتقم منك شرّ انتقام ولا تنسى ما فعلته معي
حينما رميت عليّ بتلك الشريرة ( اللي ما تتسمى )
وبعد أن قبض الرجل ما طلب من أموال وجواهر
وسيق إليه ما طلب من خيل و إبل وأغنام وعبيد
بدأ بالمعالجة المزعومة
فتمتم وبرطم وهدد وتوعد وأرغى وأزبد
ثم أعطاها السقوة الشافية
وما هي إلا لحظات
حتى عادت الفتاة إلى حالتها الطبيعية
فقد رحل الجنيّ من جسدها وفق الخطة المرسومة
عمّت الأفراح المدينة
وغادر الرجل مودعاً بالحفاوة والتكريم
وصار من الأغنياء وأهل الهناء
و ودع حياة الفقر والشقاء
وبعد مدة من الزمن جاء إليه رسولٌ من حاكم المدينة
ولم يجد بداً من الشخوص إليه
ولما صار بين يديه
أعلمه أن رسالةً جاءت من السلطان
تطلب إليه أن يوفد الطبيب الذي عالج ابنة الحاكم
حيث أن ابنة السلطان أصابها ذات الداء
حاول الرجل الاعتذار وشرح الأسباب
لكن الحاكم ساقه مخفوراً إلى ديار السلطان
بعد أن أفهمه بأن التردد في معالجة ابنة السلطان
والعمل على شفائها سيعرض حياته للخطر
إذ سيعتبر ذلك تمرد ٌ و خيانة ٌ
وعدم إخلاص وكتمانٌ للعلم وغشٌ في العمل 0
وصل الرجل إلى ديار السلطان
وقصّوا عليه قصّة مرض ابنة السلطان
فتأكد له أن الجني ذاته قد تلبسها
كاد أن يغمى عليه
فقد أيقن أنه هالك لا محالة
إما من غضب السلطان أو من انتقام شيخ الجان
طلب مهلة ً لدراسة الحالة وتحضير العلاج
وأوصى بالتكتم على خبر وصوله
ثم هداه تفكيره إلى خطة أمِـل أن يكون فيها الخلاص
وذات مساء تعالى الصياح في كل أرجاء السلطنة
( النجاة ، النجاة ، اهربوا ، اهربوا )
كان الجميع في حالة ذعر شديد
الرجال والنساء والأطفال
العمال والفلاحين والرعاة
الحرس والجند والحاشية
البشر و السوائم
كلٌّ يطلب النجدة والخلاص
ارتاع الجنّي مما يرى ويسمع
وفجأة رأى صاحبه يركض لاهثاً
يسعى هو الآخر لنجاة يبدو أنها بعيدة المنال
استوقفه الجني وسأله:
أنت هنا ، ألا أخبرتني ما الخطب مالكم تهربون0
ردّ الرجل بصوت مرتجف : أتجهل ما حصل
لم يعد لنا في النجاة من أمل
إنها هي ، هي يا صاحبي ، إنها ( أم دغموش )
خرجت من البئر وهي في الطريق إلينا0
وقع الجني على الأرض مرعوباً أمسك بثياب صاحبه
ناشده بالله أن يرشده على الخلاص0
أما خلاصك فهينٌ وأما أنا فيا حسرةً على شبابي
ثم أردف : اهرب أيها الجني اهرب إلى خلف البحار
اهرب إلى بلاد ( الوق واق ) وبذلك تنجو من ( أم دغموش )0
لحظات وتحول الصياح والصراخ إلى زغاريد وأهازيج
لقد شفيت ابنة السلطان
وكيف لا تشفى وقد هرب شيخ الجان
وذلك بفضل ذكاء الإنسان
فلم تكن هناك ( أم دغموش )
إنما هي خدعة من تدبير الرجل
وبذلك تضاعف غناه وازداد هناه
وتمكن بحسن فطنته
من التخلص من أشرار العالم إنسه وجنّته
قبل أن أغادركم
تلفتوا حولكم
إذا كان قربك ( أم دغموش ، أبو دغموش )
وجهك على أقرب بير مهجور 0
دمتم بخير 0
تعليق