شيء ما أوقفني لبرهة مع نفسي
جعلني أبحث وسط زحمة أنفاسي عن حدسي
جعلني أحاول تحسس حرارة باردة تنولد في مكان ما وسط شمسي
جعلني أسبح راكضة بتقزز وأسحب يديّ المرتجفتان من عناقه الطويل
وارتديت رداء الغرور الذي غفلت عن وجوده في رفوفي ، ضائعاً بين صفوفي وجعلته يضيق على قوامي النحيل
تذكرت دفئ لهيب بين أطرافي ألعقه في البرد القارس إذا خبئني بين أحضانه وفي مسامعي نسمة هديل
تذكرت العسولية الغامضة التي تكمن في عباراته عندما كان يوصف أرباعي كنت أحدّق بإعجاب في حركة شفاته ويتثاقل قلبي في دقاته وكل أحشائي تميل
كنت أسرح ، وأتلقى ضرب مبرح في آن واحد
كنت أفرح ، ويلتهب في كياني جرح في آن واحد
كنت اتخيل وأهمس في أذن خيالي بصرخة في طياتها أنين ارحل عني ، ازحف عن دمي
كنت أتخيل الحضن الذي احتمي به يرتمي على غير صدري
كانت شكوك تلتصق باستمرار في رأسي ودلائل تُضعف الأمل الذي زرعته بين كفي
كانت عيناه وبريقها المضيء تنظر إلى مقلتيّ بحب غاضب وتنتزع دموعي من أطراف جفوني
الى أن حان وقت الرحيل ، وسرح ذهني ساعات في حزن مرير
وبعدها قصصت أطراف ثوبي الطويل وحررت نفسي من أوهام نسجت في خاطرتي هم عنيدبكيت بحرقة على ضحكاتي التي فارقتني وسحبت ساقيّ الطويلتان إلى داره لأسلّمه دموع تحتضر في كفني دفنها صمته الأليم
تعليق