إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مقالات من كوكب آخر!!

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #46
    أنشر تؤجر



    بسبب عبارة ( أنشر تؤجر)( لا تبخل على نبيك بحركة زر )

    فهد بن عبد العزيز السنيدي




    مما لاشك فيه أن تقرير الأجر في أي عمل لا بد فيه من تحقق شروط كون العمل مأموراً به شرعاً ويؤدي إلى تحقيق أمر شرعي فالإخلاص والمتابعة شرطان لقبول العمل . ولذا يسعى كثير من المخلصين المحبين للخير لنشر سبل الخير بين الناس ولكن ليس حب الخير وحده كافياً للصواب إذ لا بد من تقدير الأمور والعواقب عند كل عمل .
    والحرص الذي ذكرته هو الذي دفع أقواماً لنشر وتصوير الورقة المنسوبة إلى أحمد خادم الحجرة والتي لقيت رفضاً من عدد من العلماء على تتابع أزمانهم ، ومع ذلك نجد بعض المساكين يعمد إلى نشرها بسبب ( أنشر تؤجر ) .
    أما الآن ومع تطور وسائل الاتصال ظهر لنا أسلوب آخر يحمل عبارة ( أنشر تؤجر ) وهي رسائل الجوال التي لا خطام لها ولا زمام ، فبمجرد أن ينشئ أحدهم رسالة حتى يكتب في آخرها هذه العبارة فتسوقها رياح الحرص بين الأخيار ولكن الرياح خالية من التعقل والنظر الصحيح ، إذ وجدنا بين هذه الرسائل ما يشيب لها رأس الوليد ، وسأحكي لكم جزء من هذه المعاناة التي وقفت عليها بنفسي تحت اسم ( أنشر تؤجر ).
    1- انتشر بين الناس وخصوصاً الحريصين على الخير والدعوة رسالة تقول ( اتصل بالرقم .... في كندا وصوت لصالح النبي صلى الله عليه وسلم ولا تبخل على نبيك بدقيقة من وقتك أنشر تؤجر ) .
    هذه الرسالة سارت في الناس أشد من رسالة خادم الحجرة النبوية ، واتصل بي بعض كبار السن ممن لهم نصيب وافر في العمل والدعوة وقالوا إننا اتصلنا بأنفسنا على هذا الرقم واضغط واحد ثم أدخل مربع ثم .... وهكذا استنزفت هذه الرسالة أموال المسلمين دون أدنى فائدة ، والذي حصل هو أن إحدى الشركات اتفقت مع الاتصالات في كندا على تخصيص الرقم ونشره بين المسلمين من أجل كسب أموال طائلة قدرت بمبلغ أربعين مليون دولار في شهر واحد ، فأين نحن من هؤلاء ؟
    ثم أين نتيجة التصويت المزعوم ؟ وهل الموضوع ينتظر التصويت أصلاً ؟ وإذا كانت نتائج التصويت ستؤثر على مسيرة هذه القضية فأين تصويتنا في قضايا أمتنا المنكوبة ؟
    يا أهل رسالة ( أنشر تؤجر ) هلا تعقلتم قبل الإرسال .
    ومن الطريف هنا أن أحد الدعاة الكبار قال لي : لقد اتصلت بسبب الحماس فقط من شدة الرسالة ثم أيقنت أن الموضوع لعبة .
    2- انتشر كذلك رسالة حول موقع على شبكة الإنترنت ( إحذف الجزء الأول ثم قم بالتصويت لا تبخل على نبيك بحركة زر ) ؟! وإني أسال ماذا حصل من نتائج لهذا الموقع الذي حقق أكثر من ثمانين مليون زيارة في أقل من أربعة أشهر و نحن السبب ؟
    إنها دعوة للإخوة الكرام أن يكونوا أكثر اتزاناً في الإرسال ..
    3- جاءت رسالة من أحد أساتذة الجامعة ( تبرع لإخوانك في النيجر وإليك حساب الدكتور السميط لا تبخل على المسلمين ولو بريال ) فاتصلت بهذا الدكتور وكنت أعرف فيه التعجل وقلة التثبت فضلاً عن الحرص غير المتزن في حياته فسألته : هل ذهبت للبنك وتأكدت من رقم الحساب ؟ فقال لي : هذه رسالة في دعم الخير إن لم نقف معهم فمن يقف معهم ؟ عندها أخبرته أنه لا يوجد حساب باسم الدكتور السميط في هذا البنك بهذا الرقم فكيف تنشر ون هذه الرسائل دون تثبت ؟ يا دكتور أنت مكان قدوة ، فإذا أرسلت أنت وأمثالك فكيف نعيب على غيركم ؟
    4- نماذج كثيرة من الرسائل التي اتهمت الناس وتكلمت في الأعراض وقذفت بعض المظلومين انتشرت بسبب أولئك المتعجلين الذين لم يلتزموا المنهج الشرعي في التثبت فبمجرد وصول الرسالة إليهم من أي شخص وفيها ( أنشر تؤجر ) يقومون بنشرها دون تثبت ولا تبين وهذا من أعظم الخلل الذي نحن بحاجة إلى منعه فوراً بالتصدي له والوقوف بتعقل ضده .
    5- أسلوب كتابة هذه الرسائل هو أسلوب الوصاية والاستعلاء كأن الناس قد أجروا عقولهم لهذا الكاتب فهو يأمر بشكل مقزز ( أنشر ، بادر فوراً بالاتصال ، هيا لا تتقاعس )
    ألفاظ استعلائية فيها جانب الوصاية ظاهر جداً ، وهي جزء من الثقافة المستقاة من بعض الخطابات الدينية الموجهة في بعض المجتمعات والتي كان من ثمارها هذا النوع من الوصاية .
    ومما يحزن أن بعضهم نشر رسالة مضحكة جداً تقول :{ السبت قبل الأحد ثم يجي الاثنين بعدها .. ( أنشر تؤجر ) المرسل : .......} .
    أعتذر لأني لن أكتب ما صفة هذا المرسل ، لكن السبب في انتشارها هم ، أعني أولئك الذين لم يتثبتوا في النشر .
    إخواني : كلي رجاء أن نعيد النظر في هذه الجزئية من تعاملنا مع ثقافة نشر الخير لأنها تعود علينا بالضرر لا الخير والأخطاء لا الإصلاح عفا الله عنا وعنكم ودلنا جميعاً إلى سلوك الخير والله المستعان ،،، كتبه

    فهد بن عبد العزيز السنيدي

    مذيع إذاعة القرآن الكريم

    قناة المجد الفضائية
    بداية
    /
    \

    كن خلوقا وأنت تسيح
    بقوطيك في شوارع الناس
    وبلاش قلة أدب

    ***

    تعليق


    • #47
      كلما فتحت أثير إذاعاتنا المحلية

      كلما فتحت أثير إذاعاتنا المحلية
      عائشَة السيفيّ
      من مدونتها حرية بثمن الخبز
      1/ قرأتُ لأحدِ آبائنا من الكتّاب العمانيين القدَماء هذا المقطعَ من مقالٍ طويل:
      " فإنّ من علاماتِ فقرِ المجتمع وإفلاسهِ فكرياً هو الحديث الذي لا طائلَ لهُ ولا منفعَة فيه دنياً ولا آخرة ، وإنّ من علامات فقرِ المجتمعِ استوَاء الصغير والكبير في التفكير فلا يفاضلُ الكبير على الصغيرِ لا بحفاصةِ (أعتقد المقصود حصافة) المنطقِ ولا بواسعِ الحكمَة فكلاهمَا سواءٌ فيمرتبَةِ الجهل"
      لا أدريْ إن فهمَ أيٌ منكُم العبارةَ أعلاه . . لكنْ صدقاً كلّما فتحتُ أيّ إذاعةٍ من أثير إذاعاتنا المحليّة
      شعرتُ بالأسفِ لمستوَى الضحالة الفكريّة التي يمرّ بها المتصلونَ والمذيعُون على السوَاء !
      وأدركتُ تماماً كم تنطبقُ عليهم صناعة الغباءِ التيْ ذكرتها في مقالٍ سابقٍ تكرسُ لها إذاعاتنا المحليّة "مشكُورة"
      2/ اتصالات "هايفة" . . فتيَات "يتأوهنَ" عبر الأثير وكأنهنّ في محادثة غراميّة ولسن على الهوَاء!
      يتمسّحن بالمذيع كأنّه "البوي فريند" . .
      ومذيعَة كلمَا بعثَ لها أحد المستمعينَ إهداءً ردّت بنبرَة متصنّعة الأنوثة : فدِيتك يا أبو علي الفلانيّ . .
      فديتك يا قيس الفلانيّ
      ودخلتْ في دوّامة "تفديَّة" لا تنتهيْ !
      3/ كلّما فتحتُ أثير إذاعاتنا المحليّة !
      وجدتُ أناساً يتصلونَ لتفريغ الهمُوم اليوميّة غير ممانعين في الدخول في أحاديث سخيفَة جداً
      لابدّ أنهم يدركُون حجم سخفها مع المذيع الحاصلِ على شهادَة السخف الدوليّة !
      4/ كلّما فتحتُ أثيرَ إذاعاتنا المحليّة . .
      عجبتُ من استوَاء الصغير والكبير في "مصوخيّة" الحديث!
      يتّصل رجل من الواضح من صوتهِ أربعينيّته في السن . .
      ويبدأ في كيل التخاريف على الهوَاء . .
      ويسمّونها في العرف الإذاعي "مداخلَة" وقيلَ في مسندٍ آخر "إهداء" !
      وتتصلُ بعدها فتاةٌ لا تكادُ تتخطّى الإعداديّة لتهديْ "الغالي" الذي يسمعها تلك اللحظَة . .
      الأغنيَة الفلانيّة !
      ثم تهديها لرحّوم ووفوي وشوشة وندّوش وعلاوِي وشموسَة وأسومة وتعدّد بنات الصفّ والحلّة كلها !
      5/ ساعتَان على الهوَاء والمذيع يتلقّى الاتصالات
      من المستمعين ليفتُوه في موضوع الزوَاج فقد أعلنها على الهواء . .
      برغبتهِ في الخطبَة . .
      يرن الهاتفُ فيعلن المذيع: والحين نستقبل الاتصال من عريسنا القادم . .
      - والحين بناخذ اتصال من العريس أبو حمد . . أهلين بعريسنا!
      - ها شـ يريد يقول العريس لي بخصوص الزواج !
      6/ يعقّب المذيع وكأنّه سيذهب غداً ليزفّ الفتاة التي لم يتقرر حتّى اللحظة من تكُون !
      - مشكلة لما السوق ما يفتح 24 ساعة وانت محتاج تروح تتسوق عشان العرس . .
      الواحد يتمنى لحظتها أنه الدكاكين تكون مفتوحة 24 ساعة عشان يخلص جهاز العرس . .
      تتصلُ متصلة وتسلم على المذيع وكأنها لم تلتقهِ منذ عامين . .
      تقول له: عرفتني. فيقول : لا . . مين العروس المتصلة؟
      فترد : أفا ما عرفتني . . طيب حزّر .. ما ميّزت نبرة صوتي !؟
      ونستمعُ حينها إلى حوار تعارفي يتضح في النهايةِ أن اسم صاحبتهِ: شـ . . .!
      7/ يستقبلُ المذيع اتصالاً جديداً من متّصلة يتضح من صوتها أنها لا تزال مراهقَة !
      تقول للمذيع: ناوي تعرس؟
      فيرد المذيع: ايه والله ناوين. .
      فترد عليه بقمة الوقاحة وقلّة الأدب: شو رايك تعرس بي أنا؟
      فلا يملك المذيع سوى أن يقول : أوهو !! قويّة !
      8/ لمدّة ساعَةٍ تستقبلُ المذيعَة اتصالاتِ المستمعين لكي "يغنوا على الخطّ" . .
      تستقبلُ الاتصالَ وراء الأخير لكي يغنّي المستمع و"يهزهز" طبقاتِ صوتهِ عبر الأثِير !
      ومنْ "هشاشة" البرنامج يشعرُ الواحدُ منّا بأنه "سيزوع" قدّامه في تلكَ اللحظَةِ !
      لماذا؟ لأنّ هنالكَ كرنفَال "نشاز غنائيّ" مدّتهُ سَاعة !
      9/ أصبحَ الشبابُ -لانتشار "موضة السخافة الإذاعيّة"
      - يتناقلون بلوتوثوهاتٍ لهذه الاتصالات ملقينَ النكات على هؤلاء المتصلينَ
      الذينَ أصبحوا محط استهزاء وسخريَة . .
      يعرفُ كثيرُون أسماءهم المستعارة التيْ يتصلُون بها ويتساءل البعض
      كيف لا تزال الإذاعَة تسمحُ باستقبال اتصالاتهم المسيئة لجديّة برامجها . .
      ويعمد البعض لإرسال إشارات حول استئجار الإذاعاتِ لهؤلاء المتصلين. .
      10/ سيقولُ قائلٌ: الناس مهمُومة . .
      تريد أن تفرّغ وإن لم يرقكِ ما تسمعين فأغلقي الإذاعة . .
      وسأقولُ أنا ما قالهُ ذلكَ الكَاتب:
      " فإنّ من علاماتِ فقرِ المجتمع وإفلاسهِ فكرياً هو الحديث الذي لا طائلَ لهُ ولا منفعَة فيها دنياً ولا آخرة ،
      وإنّ من علامات فقرِ المجتمعِ استوَاء الصغير والكبير في التفكير
      فلا يفاضلُ الكبير على الصغيرِ لا بحفاصةِ (حصافة) المنطقِ ولا بواسعِ الحكمَة فكلاهمَا سواءٌ في مرتبَةِ الجهل""
      وإنْ صحّ ما قيلَ أعلاهُ فلا أقولُ سوَى: قاتلَ اللهُ الفقر . .
      قاتلَ اللهُ الهموم اليومية التيْ ينسحقُ تحتهَا هذا الشّعب . . قاتلَ اللهُ الإفلاس الفكريّ
      بداية
      /
      \

      كن خلوقا وأنت تسيح
      بقوطيك في شوارع الناس
      وبلاش قلة أدب

      ***

      تعليق


      • #48
        الوصفة السحرية

        الوصفة السحرية للحياة الزوجية
        بقلم/ دكتور/عائض القرني

        الأربعاء 26 مايو 2010 08:22 م



        ينبغي للرجل أن يكون واقعياً في اختياره لزوجته، فلا يذهب وراء الخيال والمثاليات في البحث عن الزوجة التي تسعده، فإن بعض الناس يشترط في الزوجة شروطاً كشروط المجتهد المطلق عند الأحناف، فيريد زوجةً في حسن يوسف وعفاف مريم وصوت داود، وتكون على حد قول الأعشى:
        * غَرّاءُ فَرعاءُ مَصقولٌ عَوارِضُها - تَمشي الهُوَينا كَما يَمشي الوَجي الوَحِلُ
        * كَأَنَّ مِشيَتَها مِن بَيتِ جارَتِها - مَـرُّ السَـحابَةِ لا رَيـثٌ وَلا عَـجَلُ.
        أما وجهها وشعرها فعلى حد قول صديقي أبي الطيب:
        * كَشَفَت ثَلاثَ ذَوائِبٍ مِن شَعرِها - في لَيلَةٍ فَأَرَت لَيالِيَ أَربَعـا
        * وَاستَقبَلَت قَمَرَ السَماءِ بِوَجهِهـا - فَأَرَتنِيَ القَمَرَينِ في وَقتٍ مَعا.
        وهذه الأوصاف لا تنطبق إلا على إحدى الحور العين في جنّات النعيم، بينما هو قد يكون أحمق من هبنّقة وأبخل من مادر وأغبى من باقل وأجبن من أبي حيّة النميري. وعلى المرأة أن تكون واقعية في اختيار الزوج ولا تهيم مع الخيال المجنّح في اختيار شريك حياتها، فبعضهن متشدِّدة موسوسة في شروطها التي يتصف بها الزوج، فتريده على حد قول أبي تمام: إِقدامَ عَمرٍو في سَماحَةِ حاتِمٍ في حِلمِ أَحنَفَ في ذَكاءِ إِياس في زهد الحسن البصري وفِقْه أبي حنيفة وحفظ الأصمعي، بينما هي قد تكون آية في الغباء ومضرب المثل في ثقالة الدم وقمة في سوء الخُلُق، لماذا لا نعيش واقعنا ونرضى بما تيسَّر؟ وإذا حصل خلاف بين الزوجين فهناك وصفة سحرية اكُتشفت في الأخير على يد أحد خبراء علم التربية بعد بحث طويل وسهر مضنٍ، وهي أن يجلس الزوجان بعد كل مشكلة جلسة مصارحة ومكاشفة تسمى جلسة (فضفضة) يشترط فيها ألا يشاهد الزوجان التلفزيون ولا يشتغلان بالقراءة ولا بالنظر إلى الحديقة، وإنما ينصت كل واحد منهما للآخر، فيبدأ أحدهما بالحديث حتى يخرج كل ما في جعبته وينصت الآخر ولا يقاطع، فإذا انتهى المتكلم قال المستمع: هذا كلام جميل وأنا موافق عليه وآسف على كل خطأ، ولا يحاول ان يعترض على أي كلمة سمعها أو يرد عليها، بعدها سوف تتحوّل الجلسة إلى مصالحة ومسامحة، لأن 90% من مشاكل الزوجين صغيرة وتافهة أو (كلام فاضي) فهي عن تأخر الزوج عن البيت أو انشغال جواله أو كثرة ضيوفه أو عدم مدحه لطعامها أو لأنه لم ينظر للزوجة بإعجاب عند دخول البيت، أو أن الزوجة أخَّرت الطعام، أو لم ترتب الملابس أو نسيت المناشف أو أن الشاي بارد أو أن ملح الطعام زائد قليلا، وهذه المشاكل العالمية الكبرى تحتاج إلى جلسة طارئة فيها فضفضة، ولا يتخذ فيها أي قرار، إنما إنصات وحسن استماع وهزّ رأس بالموافقة وبعدها تعود الحياة أجمل ما تكون، أرجو أن لا يكثر الزوجان من الجدل العقيم والمناقشات والحرص على الردود فهذه لا تزيد النار إلا اشتعالا، قيل لأحد الحُكَماء كيف تعالج المشكلة مع زوجتك؟ قال: أنصت لها حتى تقول كل ما لديها، ثم أوافق على كلامها واعترف بالتقصير والخطأ، فتبدأ هي تبحث لي عن أعذار، ولو ذهب الرجل يرد على زوجته ويغلّطها لرفعت صوتها وسبَّتهُ، ثم كذَّبها، حينها تشتمه ثم يضربها فتقوم فتلطمه فيطلقها حالا ويُهدم البيت، إذاً المشكلات الزوجية سهلة في الغالب، بل تافهة إنما تحتاج إلى واقعية وفضفضة وسعة بال واعتراف بالخطأ وعدم الحرص دائماً على أن يثبت أحد الزوجين للآخر أنه على حق وسوف يصلح الحال، ويُشرح البال، ويزول الإشكال، وينتهي القيل والقال، وعلى الرجل أن يستعمل المجاملة مع زوجته، فإذا نظر إليها وهي معبِّسة مقطِّبة أسمعها قول الشريف الرضي:
        * يا ظَبيَةَ البانِ تَرعى في خَمائِلِهِ - لِيَهنَكِ اليَومَ أَنَّ القَلبَ مَرعاكِ.
        وإذا ذكرت له امرأةً أخرى جاملها وهوَّن من شأن الأخرى، وقال كما قال شاعر الزُّلْفي ابن عويس:
        * الزّين ما ودَّك تحطَّه مع الشِّين - ودَّك تخلي كل شيٍّ لحالَهْ.
        وعليها أن تجامله فإذا رأتهُ نائماً وله شخير قالت:
        * يا ذيب يالّلي جرَّ صوتٍ عوى بهْ - هو ذا هوى والاّ من الجوعْ ياذيبْ.
        وإذا كحَّ وتنحنح فعليها أن تقول:
        * بِاللَهِ لَفظكَ هذا سالَ من عسلٍ - َم قَد صَبَبتَ على أَفواهِنا عَسَلا.
        وعلى الزوج أن يمدح الشاي والمكسرات ويثني على الصحون والملاعق وينظر بإعجاب إلى زوجته ويرفع يديه فيحمد الله على أن رزقه بها وهو يتمنّى في نفسه أن تموت في أقرب وقت، وعلى الزوجة أن تنظر بإعجاب إلى وجه زوجها العبوس القمطرير وتقول له قول أبي الطيب:
        * خَفِ اللَهَ وَاِستُر ذا الجَمالَ بِبُرقُعٍ - فَإِن لُحتَ ذابَت في الخُدورِ العَواتِقُ.
        وهو يبادلها النظر إلى وجهها المكفّهر ويقول:
        * تبدَّتْ لنا كالشمس تحتَ غمامةٍ - بدا حاجبٌ منها وضنَّتْ بحاجبِ.
        والمقصود استعمال الدبلوماسية والمجاملة (ومشّوا الأمور) وأصلا الحياة قصيرة جداً.

        بداية
        /
        \

        كن خلوقا وأنت تسيح
        بقوطيك في شوارع الناس
        وبلاش قلة أدب

        ***

        تعليق


        • #49
          خطاب الدكتورة العمانية فاطمة أنور اللواتية '''' النســـخة العربية


          (( النســـخة العربية ))




          7 مايو 2010

          الى الكنيسة المعمدانية الأولى
          شارلوتسفيللا – فرجينيا

          الفاضل الدكتور ليندساي سادلر الإبن
          كبير الأساقفة

          أشعر أن من واجبي أن اكتب إليكم كونكم كبير القساوسة في الكنيسة المعمدانية في شارلوتسفيل، حول زيارتي الأخيرة التي لن تنتسى و هي الأولى لي لكنيستكم. ومع الأسف، فإن الزيارة للكنيسة المعمدانية الأولى كانت أسوأ تجربة حدثت لي أو يمكن تصور حدوثها لي في حياتي، في مكان عبادة .

          ففي يوم السبت الموافق 1 مايو 2010 قمت بزيارة الكنيسة المعمدانية الأولى الواقعة على شارع بارك 735 ، و بعد إستماعي لمحاضرة ألقتها إمرأة أمريكية من أصل مصري بدلت دينها من الإسلام الى المسيحية. بصفتي عضوة في مجموعة مشتركة مؤلفة من مسلمين و مسيحيين قررت الحضور و نقل تجربتي للمجموعة. و قد كنت مهتمة بصفة خاصة للحضور كوني مسلمة و لم أكن مطلعة على تجارب كثيرة لتبديل الأديان.

          أخذت المحاضِرة تصف تجربتها المريرة لنشأتها في عائلة ليس بها أب، و قد هجرتها أمها و هي في سن الثالثة عشرة . في وقت لاحق من حياتها، تعرضت للإساءة من زوجها. أشعر بالأسى لحالها وتعاطفت مع تجربتها. و لكنها ، سرعان ما بدأت تلقي باللوم في محنتها و بؤسها السابق على ديانتها السابقة و التي لم تمارسها قط. و اختتمت بالقول بأن الإسلام يشجع على الإساءة للمرأة. و أخذت تهاجم بكلامها محمدا نبيي و نبي المسلمين في كافة أنحاء العالم، تحت بصَرِ و سَمْعِ بعض قادة الكنيسة و ابرشيتها.

          و شَكَّلَ هذا لي صدمة قوية . إذ لم أكن أتوقع في مكان عبادة، أن يقوم محاضر بالتعدي الصارخ و السمج على مبادئ وشخصيات و رموز لدين آخر. وأعتقد أنه عندما يحاضر أحد في مكان مقدس، فإن المحاضر ستتحلى بالصدق والنزاهة لا أن تقوم بتحريف الحقائق لنشر الكراهية والخوف. أنا افترض أن كنيستكم ستحاول الوصول إلى الناس من خلال الحب بدلاً من تشويه صورة الدين من 1,6 مليار مسلم
          و هي ثاني أكبر ديانة و اسرع نموا في العالم ، في الوقت الذي يحظى فيه التفاهم و القبول المتبادل بالأهمية القصوى.

          ما هو المنطق وراء دعوة أحد المتحدثين ممن ليس هدفهم الوحيد هو إثارة الكراهية في نفوس المصلين في كنيستكم ضد الإسلام و المسلمين؟ لقد طلبت الفرصة لأقول بضع الكلمات بعد فترة الأسئلة والأجوبة، وبعد أن دعى المصلون للمتحدثة. أردت تعريف الجمهور بالمفاهيم الحقيقية للإسلام وتعريفهم بخبرتي كامرأة مسلمة، و كيف يتحدث الإسلام عن مريم والمسيح. و لكن، قبل أن أقول الكثير، أمر المتحدث بفصل الميكروفون. لماذا متحدث زائر يمارس السلطة في كنيستكم؟

          بدأتُ حديثي القصير بتوجيه الشكر للجميع لإستقبالي بينهم. و عرَّفتُهم بنفسي ، وقلت لهم: أنا ابنة رجل لديه خمس بنات وابن واحد، و كلهن خريجات الكليات، و يحملن شهادات أكاديمية عليا : دكتوراه و ماجستير، و انا ابنة عائلة من طبقة وسطى ، و لي أم محبة وأب حكيم غرس في نفوسنا الإيمان وحب التعليم كما أمر بذلك الإسلام. ولدي خمسة أطفال ناجحون منهم ابنتان ستتخرجن من كليات الطب والهندسة الكيميائية هذا العام. لم أشعر أبدا بالإساءة ، لا كإبنة ولا كزوجة. شعرت بالاحترام والحب و بالحرية لتحقيق احلامي. وأنا هنا في الولايات المتحدة كباحثة "فولبرايت" من بلد في الشرق الأوسط هي عمان. ولم أشعر قط بالتمييز ضدي كإمرأة، لا من قبل حكومتي ولا من قبل ثقافتي. لدي زوج محب و هو الذي ساعدني على إكمال دراستي ونيل درجة الدكتوراة، على الرغم من زواجي المبكر الذي كان بمحض إرادتي واختياري. أتمتع بكامل الحرية في التعلم والكسب.

          و لكني لم تمكن من متابعة حديثي لأنهم فصلوا الميكروفون بناء على أمر المتحدثة . هي قاطعتني و طلب مني الإجابة على أسئلتها إما بقول (نعم) أو بقول (لا) و إلا فإنها سوف تفصل الميكروفون. و رفضت هذا الأمر قائلة: "ليس هناك إما أبيض و إما أسود". و سألتني مني مرة أخرى: "هل بإمكانك أن تصبحي مسيحيةً؟ نعم أو لا؟"
          فقلت: "لن أختار أن أكون مسيحية لأنني بالفعل أؤمن بإبراهيم وموسى والمسيح ومحمد، عليهم السلام. أنا فعلا أؤمن بالمسيح نبيا". وقامت كنيستكم بفصل الميكروفون. جاؤوا و نزعوا الميكروفون من يدي و قام رجل مسن بمرافقتي الى الخارج و هو يكيل لي الكلام الفظيع صارخا. كانت تجربة فظيعة لا تصدق، حيث، على الرغم من تكرار القاء الأحاديث عن محبة المسيح ، لم أجد أي دليل على الحب.

          يجب القول أني أشعر بالأسى تجاه المصلين معكم و ارجو أن لا يكونوا قد انخدعوا بكلام المتحدثة عندما كانت تقدم العنف الأسري كأنه عنف إسلامي. أنها – المتحدثة - هي نتاج أسرة غير صحية و سليمة وكانت غير قادرة على التمييز بين تجربتها الخاصة كطفلة معتدى عليها ولاحقا كبالغ مساء إليها، و بين حقوقها كإمرأة في الإسلام. إن الحقوق التي يمنحها الإسلام للمرأة والرجل هي الأساس التي تم وفقها صياغة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة.

          ومن المحبط حقا أن نرى اناسا يكيلون بمكيالين. فعندما تحدُث مشكلة في الشرق الأوسط أو في العالم العربي، فإن الإسلام يكون هو الجاني. و عند حدوث نفس المشكلة في الولايات المتحدة يُنظرُ إليها على أنها مسألة عنف أسري. مهما يحدث في العالم العربي، فإنه خطأ الإسلام. وفي الغرب، حيث تقع العديد من أشكال الإيذاء و العنف الأسري ، تحدث من آب يستغل ابنته ، ورئيس غير مخلص، وحتى عندما يقوم الأساقفة والكهنة بإستغلال الأطفال، وفضائح الكنيسة، كل ذلك لا يعزى إلى الدين. ولكن، عندما تتم الإساءة في دولة اسلامية الى شخص عادي مثل متحدثتكم، فإن اللوم يلقى على الإسلام! أرفض توجيه اللوم سواء للإسلام أو للمسيحية لأنهما دينان سماويان ينكران كل أشكال الشرور.

          أرسل لك هذه الرسالة مصحوبة بالأمل في أنك سوف تتخذ الخطوات اللازمة لوقف الكراهية من أن تنبثق من كنيستكم وبدلاً من ذلك أن تحمل رسالة السلام والحب و هو ما عمل المسيح على نشرها. وآمل أن كنيستكم سوف تعمل على بناء جسور المحبة مع تنوع الأديان في مجتمع شارلوتسفيلا والوصول إلى أصحاب المعتقدات المختلفة بطريقة سلمية. وسأكون سعيدة لإتاحة الفرصة لي للتحدث في كنيستكم للتعريف بالمفاهيم الحقيقية للإسلام التي تثري حياتي.

          وأخيراً أريد أن الفت انتباهك الى اقتباس من القرآن الكريم الذي يروي قصة المسيح. وآمل أن سيكون ذلك بمثابة خطوة اولى جيدة لإبراز أوجه التشابه بين الإسلام والمسيحية في الحب و الإحترام المشترك لمريم والمسيح على أمل تعزيز السلام والتفاهم.

          في سورة مريم ، قال تعالى : قال إني عبدالله آتاني الكتاب و جعلني نبيا (٣٠) و جعلني مباركا أينما كنت و أوصاني بالصلاة و الزكاة ما دمت حيا (٣١) و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا (32) و السلام علي يوم ولدت و يوم أموت و يوم أبعث حيا (33) ذلك عيسى بن مريم قول الحق الذي فيه يمترون (34) ما كان لله أن يتخذ من ولد سبحانه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون (35)

          شكرا لكم و السلام عليكم
          الدكتورة فاطمة اللواتية
          باحثة بجامعة فيرجينيا
          بداية
          /
          \

          كن خلوقا وأنت تسيح
          بقوطيك في شوارع الناس
          وبلاش قلة أدب

          ***

          تعليق

          يعمل...
          X