(ملاحظة: هذا النص والنصوص الآخرى اللاحقة كنت قد كتبتها سابقا في أحد المواقع التي توقفت لأسباب فنية، ورغم أنني أدرجت هذه النصوص باسمي الحقيقي إلا أن بعض الأشخاص اعطوا لأنفسهم الحق في نسبة النصوص لأنفسهم وتذييلها بأسمائهم... لا يهم.. فتلك عقدة نقص يعاني منها الكثر)
في هذه الأيام تراودني عن نفسي فكرة خرق القوانين لأن قسم التمرد الداخلي في عقلي قد سمع عرضًا بأن المتعة تكمن في اقتحام الحد الفاصل بين عالم القانون وعالم المحظورات، وهذا يعني وضع القوانين الخاصة التي تتماشى مع المصالح الشخصية في عالم الفضائل والرذائل، الإخلاص فضيلة باقية والخيانة رذيلة أبدية تدوم بخلاف الرذائل الأخرى مِمَنْ يُعتبرن مجرد متع مؤقتة ما تلبث أن تزول بانطفاء شعلتها المتوهجة ككذبة، وتماشيا مع هذا التمرد الداخلي والثورة البيضاء على غرار الثورة البرتقالية والإنقلابات البيضاء والسوداء فقد قررت الآن وفي هذه اللحظة بالذات أن أمارس طقسًا من طقوس الخيانة!
بخلاف عادتي في الكتابة، بدأت في خيانة الورق عندما تعرفت عليها مصادفة في أيام الدراسة الجامعية، أعجبني ذكاؤها، وطبعا جمالها وفتنتها، لم تكن ذات دين ولا حتى ذات حسب ونسب أعتز بمصاهرته، لكن رغما عني أدمنتها عشقا، لم يصدر منها أي شيء يفضح عشقها لي، لكنني لم أكن أكترث لذلك حتى وإن كان حبا أو عشقا من طرف واحد، قبل أن أعرفها كنت أحب الكتابة بأقلام الرصاص لأنها تنزف على الورق نزفًا صريريًا رصاصيًا بخلاف أقلام الحبر التي دائمًا ما كانت تتقيأ على وريقاتي الحبيبة بألوانها الحبرية وروائحها الكريهة، والآن فقط وبعد أن اشتعلت لحيتي شيبًا وبعد أن شُفيتُ من حبها وعشقها أتراجع عن خيانتي المزمنة لأذيقها طعم الخيانة على ورق، أعرف أنها تشتاق إلي الآن وفي هذه اللحظة بالذات مثلما يقتلني الشوق إليها، لكنني لا أستطيع إلا أن أخونها الآن فكريا مع ورقة، وبقلم رصاص، وعندما انتهي سأعود للجلوس أمامها وجها لوجه لأعترف لها بتلك المتعة التي عشتها مع ورقة ليست بإغرائها ولا بجمالها ولا حتى بعقلها إن كان للورقة عقل، مجرد ورقة ناصعة البياض تعمدت أن ألطخ بياضها بكل هذه الأفكار الرصاصية التي تقرؤونها الآن،تعمدت أن أرسم لها خيانة تناسب مقاسها، معها أو دونها، هكذا بدت لي الحالة التي أعيشها الآن، العبور بين قطبين، والانتقال من حال إلى آخر، حاملا هذه الورقة الحبيبة -الآتية من الماضي- بين يدي وقلبي واضعا إياها في عين الخيانة، كناسك أطوف بين صخرتين، لا شرقيتين ولا غربيتين، هي عن يميني وتلك عن يساري،أطّوف بعباءتي السوداء باحثا عن الإخلاص بينهما فلعلِّي أمسك به متلبسا في ثياب حبيب.
أعود إلى موضوع الخيانة، بصغيرها وكبيرها وعظيمها، قد لا تتعدى الخيانة حدود اللياقة الأدبية والفكرية والشرعية، رغم أن هناك من يمنح لنفسه الحق في التنازل عن قناعاته وحتى أخلاقياته لتحقيق أهدافه بخيانة قد يدرجها خلسة ضمن نطاق الخيانات الشريفة التي لا تخدش الحياء، ربما لو علم الناس بما يدور في ذهن الخائن –الشريف- لعذروه لأنهم لن يردعوه عن ارتكاب خيانة كبرى في حقهم، ففي كل مرة يردعونه عن خيانة فإنه سيجد له مخرجًا ومدخلاً لكل خيانة، ستعلمه الخيانة كيف يكذب بصدق، وكيف يغدر بنبل، سيتعلم كيف تنسل يداه من تحت الفراش ليخون الفراش الذي يغطيه، سيرسل خياناته من دورات المياه،سيفوح جسده بروائح الخيانة،بألوانها الشفافة، بمذاقها السمسمي وهو يسري في الجسد ببطء شديد، كغصة في الحلق، سيرتكبها في وضح النهار كلص يحترف سرقة اللوحات النادرة والماسات التي لا تقدر بثمن من أكثر المتاحف تحصينا، سيتعلم كيف يخفي خيانته عن مرأى المجتمع ومسمعه لأنها في العرف عيب وفي الشرع جريمة، حالها حال الحب العربي الذي لا يزهر ولا يزدهر ولا يثمر ولا يحدث ولا يعيش ولا ينبت إلا في الظلمات وخلف الأبواب الموصدة، ثم ما يلبث أن يلقى به وبمخلفاته في أقرب نفاية بحكم خطيئة الحب.
لأن الأضواء الكاشفة تقتله، ولأن النهار يفضحه، ولأنه مرض محرم عليك أن تصاب به، ولأنك تريده وهم لا يريدونه لك، ولأنه حلال لهم في سرهم ونجواهم، وحرام عليك في علانيتهم وإفصاحهم، ولكل هذه الأسباب وغيرها، فإنك تمارس طقوس حبك سرا وراء ستار الخيانة، باختصار شديد جدا، الخيانة تعلمك ألوانا من الفنون للبقاء على قيد شيء آخر تسعى لامتلاكه، فيجمعك الحديث مع الحبيب خلسة ناسيا ومتناسيا أن هناك رقيب، لا يسمع مد تحاوركما ولا جزره، ولا يرى أحلامكما البريئة، ولا يطّلع على خططكما المستقبلية، لأنه وضع فيكما ثقة وأمانة بمقاس عمركما العقلي ونام قرير العين، لا تساوره الشكوك أبدا حيالكما فلم يخطر بباله ولو لمرة واحدة أو حتى ببالكما أنه سيهاتفكما في منتصف الليل ليرى أن كنتما ستضعان صوته في الانتظار، لأنه لا يتوقع أن تنجب التربية التي زرعها فيكما خيانة بمقاس ثقته العمياء بكما،لكن يبقى الحب حقا من الحقوق التي تطالبان بها ويطالب بها العشاق في الخفاء، هل فكر أحد في إخبار والديه بأنه يحب بنت الجيران أو أن ابن الجيران يحبها وأنهما لا يريدان أن يخطوا خطوة إلى الأمام قبل مشورة أولي الأمر والنهي وقبل أن يدفن الواحد منهما نفسه في صراع نفسي مع الواقع والمفروض؟ متى نصل إلى علاقة أسرية شفافة تُطَلّقُ فيها كل الخيانات وتطرح على طاولتها جميع أوراق التفاهم والمناقشات والمداولات، ألن يكون الرقيب العائلي –المتفهم- صمام أمان يضمن بقاء الحب على قيد حبيبين؟ أليس من الإجحاف ممارسة هذه الطقوس في الخفاء وكأنها جريمة؟ وقبل أن تكون جريمة، هل هي خيانة؟
لأنها حبيبته، فقد كان يخون زوجته معها خيانة روحية وفكرية بمقاس عرفي، ولأنها زوجته، فقد كان يخون حبيبته معها خيانة حسية وجسدية بمقاس شرعي،قناعاته الحياتية تقول له بأن للحبيبة –المحتملة- حق في امتلاك عقله وقلبه مثلما للزوجة حق في امتلاك جسده وقلبه، لم يكن يعرف قبلاً معنى الخيانة،وها هو ذا يتلذذ بممارس طقوس من الخيانات المزدوجة، لكنه في النهاية خائنٌ شريف، لا يلاحقه القانون ما دام يمارس خياناته طبقا لما تنصه القوانين الشرعية والعرفية، سألته حبيبته ذات صباح بكل براءة: هل استمتعت اليوم بخيانتي مع زوجتك شرعيًا؟ فيجيبها إجابة إمام عادل: استَمتَعتُ بِخيانتِك معها مثلما استمتِعُ الآن بخيانتِها أثيريا معك! فترد عليه موارية غيرتها الخضراء: لم أعش لحظات خيانة حقيقية مثلما أعيشها الآن معك، شكرا لك حبيبي، فقد ساعدتني!
ألهذا الحد تكون الخيانة وجبة شهية تفسد إن لم تتناولها في وقتها، وكأن أفضل الخيانات هي تلك التي ترتكب بإخلاص! فلا مجال لأنصاف الخيانات، هي خيانة واحدة وتدلف بعدها إلى عالم الخيانات، كشريط سينمائي يستعرض فيه الخائن ألما لذيذا خالجه بعد كل مشهد ولقطة، لكن لِمَ يصر المرء على إقناع نفسه بأن ما يرتكبه لا يتعدى حدود الخيانات الشريفة، فهو لا يريد أن يخرق قانون المحرمات فيكفر ولا قانون المحظورات فيسكر ولا قانون المؤسسة الزوجية فيفجر، فقط يريد أن يكون خائنًا شريفًا.
يدهشني أن الخيانة أنثى وليست امرأة! ربما كان لهذه الأنوثة دورًا تاريخيًا في حمل هذه الصفات بالذات، كيف سيكون حال الخيانة يا ترى لو كانت ذكرًا؟ أليس من المفارقة أن تكون الخيانة أنثى في حين يكون معظم مرتكبيها ومرتادي مكاتبها وحاناتها من الذكور؟ هل لاحظتم أن الخيانة أنثى والإخلاص ذكر؟! بودي لو أعرف لماذا تؤنث المصطلحات اللغوية التي اخترعها الرجال بحُكمِ أنهم أول مرتكبيها وممارسيها باسم الشرع والعرف والقانون فتلصق بالنساء كالسرقة والخيانة والخطيئة، حتى أن التأنيث اللغوي حرف بعض الكلمات فأصبحت مخالفة لما أريد بها من معان تتماشى مع نظيراتها الذكورية!
حتى الكلمات تحترف الخيانة، فلطالما كانت الكلمات تخونني على التعبير أمام الورق، وما دامت الكلمات تمتلك حق الخيانة فأنا أولى منها بأن أطالب بحقي الشرعي في ممارسة هوايتي الجديدة على ورق!
إن خنتني سأخونك
في هذه الأيام تراودني عن نفسي فكرة خرق القوانين لأن قسم التمرد الداخلي في عقلي قد سمع عرضًا بأن المتعة تكمن في اقتحام الحد الفاصل بين عالم القانون وعالم المحظورات، وهذا يعني وضع القوانين الخاصة التي تتماشى مع المصالح الشخصية في عالم الفضائل والرذائل، الإخلاص فضيلة باقية والخيانة رذيلة أبدية تدوم بخلاف الرذائل الأخرى مِمَنْ يُعتبرن مجرد متع مؤقتة ما تلبث أن تزول بانطفاء شعلتها المتوهجة ككذبة، وتماشيا مع هذا التمرد الداخلي والثورة البيضاء على غرار الثورة البرتقالية والإنقلابات البيضاء والسوداء فقد قررت الآن وفي هذه اللحظة بالذات أن أمارس طقسًا من طقوس الخيانة!
بخلاف عادتي في الكتابة، بدأت في خيانة الورق عندما تعرفت عليها مصادفة في أيام الدراسة الجامعية، أعجبني ذكاؤها، وطبعا جمالها وفتنتها، لم تكن ذات دين ولا حتى ذات حسب ونسب أعتز بمصاهرته، لكن رغما عني أدمنتها عشقا، لم يصدر منها أي شيء يفضح عشقها لي، لكنني لم أكن أكترث لذلك حتى وإن كان حبا أو عشقا من طرف واحد، قبل أن أعرفها كنت أحب الكتابة بأقلام الرصاص لأنها تنزف على الورق نزفًا صريريًا رصاصيًا بخلاف أقلام الحبر التي دائمًا ما كانت تتقيأ على وريقاتي الحبيبة بألوانها الحبرية وروائحها الكريهة، والآن فقط وبعد أن اشتعلت لحيتي شيبًا وبعد أن شُفيتُ من حبها وعشقها أتراجع عن خيانتي المزمنة لأذيقها طعم الخيانة على ورق، أعرف أنها تشتاق إلي الآن وفي هذه اللحظة بالذات مثلما يقتلني الشوق إليها، لكنني لا أستطيع إلا أن أخونها الآن فكريا مع ورقة، وبقلم رصاص، وعندما انتهي سأعود للجلوس أمامها وجها لوجه لأعترف لها بتلك المتعة التي عشتها مع ورقة ليست بإغرائها ولا بجمالها ولا حتى بعقلها إن كان للورقة عقل، مجرد ورقة ناصعة البياض تعمدت أن ألطخ بياضها بكل هذه الأفكار الرصاصية التي تقرؤونها الآن،تعمدت أن أرسم لها خيانة تناسب مقاسها، معها أو دونها، هكذا بدت لي الحالة التي أعيشها الآن، العبور بين قطبين، والانتقال من حال إلى آخر، حاملا هذه الورقة الحبيبة -الآتية من الماضي- بين يدي وقلبي واضعا إياها في عين الخيانة، كناسك أطوف بين صخرتين، لا شرقيتين ولا غربيتين، هي عن يميني وتلك عن يساري،أطّوف بعباءتي السوداء باحثا عن الإخلاص بينهما فلعلِّي أمسك به متلبسا في ثياب حبيب.
أعود إلى موضوع الخيانة، بصغيرها وكبيرها وعظيمها، قد لا تتعدى الخيانة حدود اللياقة الأدبية والفكرية والشرعية، رغم أن هناك من يمنح لنفسه الحق في التنازل عن قناعاته وحتى أخلاقياته لتحقيق أهدافه بخيانة قد يدرجها خلسة ضمن نطاق الخيانات الشريفة التي لا تخدش الحياء، ربما لو علم الناس بما يدور في ذهن الخائن –الشريف- لعذروه لأنهم لن يردعوه عن ارتكاب خيانة كبرى في حقهم، ففي كل مرة يردعونه عن خيانة فإنه سيجد له مخرجًا ومدخلاً لكل خيانة، ستعلمه الخيانة كيف يكذب بصدق، وكيف يغدر بنبل، سيتعلم كيف تنسل يداه من تحت الفراش ليخون الفراش الذي يغطيه، سيرسل خياناته من دورات المياه،سيفوح جسده بروائح الخيانة،بألوانها الشفافة، بمذاقها السمسمي وهو يسري في الجسد ببطء شديد، كغصة في الحلق، سيرتكبها في وضح النهار كلص يحترف سرقة اللوحات النادرة والماسات التي لا تقدر بثمن من أكثر المتاحف تحصينا، سيتعلم كيف يخفي خيانته عن مرأى المجتمع ومسمعه لأنها في العرف عيب وفي الشرع جريمة، حالها حال الحب العربي الذي لا يزهر ولا يزدهر ولا يثمر ولا يحدث ولا يعيش ولا ينبت إلا في الظلمات وخلف الأبواب الموصدة، ثم ما يلبث أن يلقى به وبمخلفاته في أقرب نفاية بحكم خطيئة الحب.
لأن الأضواء الكاشفة تقتله، ولأن النهار يفضحه، ولأنه مرض محرم عليك أن تصاب به، ولأنك تريده وهم لا يريدونه لك، ولأنه حلال لهم في سرهم ونجواهم، وحرام عليك في علانيتهم وإفصاحهم، ولكل هذه الأسباب وغيرها، فإنك تمارس طقوس حبك سرا وراء ستار الخيانة، باختصار شديد جدا، الخيانة تعلمك ألوانا من الفنون للبقاء على قيد شيء آخر تسعى لامتلاكه، فيجمعك الحديث مع الحبيب خلسة ناسيا ومتناسيا أن هناك رقيب، لا يسمع مد تحاوركما ولا جزره، ولا يرى أحلامكما البريئة، ولا يطّلع على خططكما المستقبلية، لأنه وضع فيكما ثقة وأمانة بمقاس عمركما العقلي ونام قرير العين، لا تساوره الشكوك أبدا حيالكما فلم يخطر بباله ولو لمرة واحدة أو حتى ببالكما أنه سيهاتفكما في منتصف الليل ليرى أن كنتما ستضعان صوته في الانتظار، لأنه لا يتوقع أن تنجب التربية التي زرعها فيكما خيانة بمقاس ثقته العمياء بكما،لكن يبقى الحب حقا من الحقوق التي تطالبان بها ويطالب بها العشاق في الخفاء، هل فكر أحد في إخبار والديه بأنه يحب بنت الجيران أو أن ابن الجيران يحبها وأنهما لا يريدان أن يخطوا خطوة إلى الأمام قبل مشورة أولي الأمر والنهي وقبل أن يدفن الواحد منهما نفسه في صراع نفسي مع الواقع والمفروض؟ متى نصل إلى علاقة أسرية شفافة تُطَلّقُ فيها كل الخيانات وتطرح على طاولتها جميع أوراق التفاهم والمناقشات والمداولات، ألن يكون الرقيب العائلي –المتفهم- صمام أمان يضمن بقاء الحب على قيد حبيبين؟ أليس من الإجحاف ممارسة هذه الطقوس في الخفاء وكأنها جريمة؟ وقبل أن تكون جريمة، هل هي خيانة؟
لأنها حبيبته، فقد كان يخون زوجته معها خيانة روحية وفكرية بمقاس عرفي، ولأنها زوجته، فقد كان يخون حبيبته معها خيانة حسية وجسدية بمقاس شرعي،قناعاته الحياتية تقول له بأن للحبيبة –المحتملة- حق في امتلاك عقله وقلبه مثلما للزوجة حق في امتلاك جسده وقلبه، لم يكن يعرف قبلاً معنى الخيانة،وها هو ذا يتلذذ بممارس طقوس من الخيانات المزدوجة، لكنه في النهاية خائنٌ شريف، لا يلاحقه القانون ما دام يمارس خياناته طبقا لما تنصه القوانين الشرعية والعرفية، سألته حبيبته ذات صباح بكل براءة: هل استمتعت اليوم بخيانتي مع زوجتك شرعيًا؟ فيجيبها إجابة إمام عادل: استَمتَعتُ بِخيانتِك معها مثلما استمتِعُ الآن بخيانتِها أثيريا معك! فترد عليه موارية غيرتها الخضراء: لم أعش لحظات خيانة حقيقية مثلما أعيشها الآن معك، شكرا لك حبيبي، فقد ساعدتني!
ألهذا الحد تكون الخيانة وجبة شهية تفسد إن لم تتناولها في وقتها، وكأن أفضل الخيانات هي تلك التي ترتكب بإخلاص! فلا مجال لأنصاف الخيانات، هي خيانة واحدة وتدلف بعدها إلى عالم الخيانات، كشريط سينمائي يستعرض فيه الخائن ألما لذيذا خالجه بعد كل مشهد ولقطة، لكن لِمَ يصر المرء على إقناع نفسه بأن ما يرتكبه لا يتعدى حدود الخيانات الشريفة، فهو لا يريد أن يخرق قانون المحرمات فيكفر ولا قانون المحظورات فيسكر ولا قانون المؤسسة الزوجية فيفجر، فقط يريد أن يكون خائنًا شريفًا.
يدهشني أن الخيانة أنثى وليست امرأة! ربما كان لهذه الأنوثة دورًا تاريخيًا في حمل هذه الصفات بالذات، كيف سيكون حال الخيانة يا ترى لو كانت ذكرًا؟ أليس من المفارقة أن تكون الخيانة أنثى في حين يكون معظم مرتكبيها ومرتادي مكاتبها وحاناتها من الذكور؟ هل لاحظتم أن الخيانة أنثى والإخلاص ذكر؟! بودي لو أعرف لماذا تؤنث المصطلحات اللغوية التي اخترعها الرجال بحُكمِ أنهم أول مرتكبيها وممارسيها باسم الشرع والعرف والقانون فتلصق بالنساء كالسرقة والخيانة والخطيئة، حتى أن التأنيث اللغوي حرف بعض الكلمات فأصبحت مخالفة لما أريد بها من معان تتماشى مع نظيراتها الذكورية!
حتى الكلمات تحترف الخيانة، فلطالما كانت الكلمات تخونني على التعبير أمام الورق، وما دامت الكلمات تمتلك حق الخيانة فأنا أولى منها بأن أطالب بحقي الشرعي في ممارسة هوايتي الجديدة على ورق!
تعليق