تويت
دعوني أقدم لكم أول قصة أقدمت على كتابتها و هي بعنوان :
حقيقة الظل
"زيد..إلهام..توقفاعنذلك"قال أبي ذلكبعصبية وهو يدير مقود السيارة متخذا الطريق على يمينه الذي ينتهي بالمدرسة، قالها وهو شاخص البصر يحدق فينا من مرآة السائق، الغضب بدّل ملامح أبي.. جحظت عيناه و تغير لونه .. رمانا بنظرة تهديد و وعيد.. لدرجة ارتجاف قلبانا. وتزايد ضرباتهما .. لكن في الوقت ذاته احمرت وجنتانا، فلم تكن تلك المرة الأولى التي يصرخ فيها علينا بل كانت السادسة، فأنا و أخي -زيد- كثيري الشجار نتشاجر على أتفه الأسباب ،أدركت أن صرخة الغضب الأخيرة التي أطلقها أبي آخر إنذار لنا يوحي بعقاب شديد ، لم يكن ذلك بإرادتنا لأن اليوم هو آخر يوم لنا في المدرسة ، لم نستطع كتم السعادة اللامثيل لها التي تغمرنا الآن ،بالتأكيد أحسستم من قبل بلذة الحرية من التقيد بتلك القواعد و الواجبات ... إلى آخر ذلك ، فنحن نتشاجر من أجل ما نفعله في الْجازة الصيفية فهل نقضيها في لعب البلاي ستيشن التي كانت تزورنا في أحلامنا أم كالعادة نقضيها في استكشاف بقعة أخرى من تلك الغابة التي يقع بيتنا بالقرب منها ، فهذه أروع شيء أخذناه عن أبي فقد كان أبي محبا للمغامرة و الاستكشاف يحب البحث في الغابات و التجوال في الصحاري والغوص في البحار، ربما من كثرة ما كان يحكي لنا عن قصصه و مغامراته الشيقة و الممتعة التي أصبحت كالحبل نزداد تمسكا و تعلقا به ، مرت فترة خيم فيها الصمت علينا ، قبل أن يركن أبي السيارة في أحد المواقف بدأت أتأهب -وأخي- لحمل لحقيبتي ، لكن لم يشأ قلبي أن يترك أبي يرحل دون اعتذار أو قبلة .. توجهت إليه قدمت اعتذاري و قبلته ثم انطلقت داخلة إلى المدرسة .
وأنا أمشي متجاوزة الباب الأمامي للمدرسة هبت علي نسمة حرية جابت أنحاء المدرسة ، لقد كان كل الطلبة يقفزون و يمرحون و يضحكون و يصفون لأقرانهم عن عطلتهم كيف سيقضونها، رأيت أخي من بعيد مع أصحابه و الفرحة لا تسعه .. صرفت نظري عنه ،و التفت يمنة و يسرة بغية رؤية أصحابي فقد اتفقنا على الالتقاء عند المدخل ، شرعت أبحث عنهم لكن دون جدوى .. بحثت عنهم في الممرات و في الحمامات وفي فصلنا الدراسي و في فناء المدرسة ، لم أجد أحدا منهم ، ثم فكرت في أنهم يمكن أن يكونوا قد ذهبوا إلى مخبأنا السري، وهو صف مهجور اكتشفناه –أنا و أصدقائي- في إحدى مغامراتنا الشيقة في المدرسة اتخذناه مخبأ لنا لبعده عن الصفوف الأخرى كما أنه لا أحد يأتي إليه، جريت جريا إلى أن وصلت إليه كان منظره من الخارج يوحي بعدم وجود أحد فيه، لكني عندما اقتربت منه لمحت ظلالا تقوم بحركات غريبة أشبه برقصة التانغو ، ثم توالت إلى مسامعي صيحات و همسات مبهمة كأنها طقوس دينية لم أر مثلها من قبل ، بث كل ذلك في نفسي الرعب عندها أدركت أنه يجب عليَّ التحقق ما إذا كان أحدا في خطر أم لا ، خطوت نحو الباب .. تنفست بعمق .. أمسكت مقبض الباب بكلتا يدي ، دفعته بقوة.. اغمضت عيني ،جاهت لفتحهما و اخرجت ما كنزت بداخلي من هواء لكن لم ارى شيئا كانت الأدراج كالعادة ملقاة هنا و هناك كذلك الكراسي و الكتب القديمة ،لكن ومنظر النوافذ المحطمة و الملطخة و بقايا الزجاج المتناثر على الأرض دعاني للبحث عن مصدر هذه الاعصار الذي هب هنا ، و رحت أمشي وسط كل هذه الفوضى .. لمحت كم من الأشياء التي كانت مألوفة لدي مثل تلك الحقائب المتشابهه مختلفة الألوان و كتب و مجلات وغيرها من الأشياء التي طغى عليها اللون الأحمر ، الغريب أن كل شيء ممزوجا باللونين الأحمر و الأسود اللذان يوحيان بأن شيئا ما قد حصل هنا ، المكان يبدو كالمجزرة وسط هذه الأشياء الملطخة بالدماء ، لكن الأغرب هو وجود علامات غريبة رسمت على جدران هذا الصف علامات تبث العب في النفوس ، وليس من الغريب أنها نشرت الرعب في نفسي لأني قد رأيتها في حدث فيلم مشابه لهذا الذي يحدث لي الآن ، الخوف كان من هذه الرسومات التي بالأحرى لم ترسم أو تخطط عبثا ..
أوحى كل هذا لي بان صديقاتي –فجر و لينا- في خطر كبير ، و أن علي فعل شيء ما لإنقاذهما ، ولكني كنت عاجزة تماما كأني قيدت بسلاسل حديد، الأفكار كانت تجول في خاطري ذهابا و ايابا .. لم استطع امساك ولا واحدة حاولت كثيرا حتى استطعت التمسك بحبل أمل و شجاعه،و ما إن عزمت على إيجادهن .....
....طااااااااااااااخ.....
يتبع......
تعليق