إننا الآن في زمن الإحتضار، حيث الموت أمنية عزيزه، مكاننا قرية منسية على ضفاف الوجع ، حيث قوافل الجياع تقتات من رمل التحسر 0
تحديدا أنا الآن في الساعة الثانية عشرة إلا خمسا من أغرب ليل عرفه تاريخ البشر، ليل بدأ قبل أربع سنوات ولا زال في الثانية عشرة الا خمسا
غرباء منسيون هؤلاء نحن ، وليلي هذا أغرب من الغربا000 والغربة 00والغرابة00 بداء هذا الليل قبل أربعة أعوام من الوجع ولم يعبر نصفه للآن
احمد - أبي حصاد اثني عشر عاما من الشقاء 59.9%
مئات الألاف من الأزمنة والثواني هذة غلتها وهذا جناها
الأب - الم نقل لك اجتهد فنحن الآن في زمن البوساء يا ولدي ، وكنت الأمل الكَابِر المكابِر في وجه ذلك البؤس
- وما كنت ترجوا أكثر يا والدي
كل ليل أرى في عيون الشمع نضرة توسل واستجداء من كثرة ما تحترق، ترجوا لها الراحة ولي السكنى فقد تعبت من حمل أوزار الزمن ،
أراها تحكي باتقادها حكايا الشتاء المرير فأرثي لها لحظة تغتال فيني ذكرى الأساطير ، وأعود أخرى على عجل لتلك الأوراق التي إهترأت من كثرة التململ بين الأصابع والنزيف 0
كل ليل تتكرر ذات الحكاية لا يتغير فيها الأ الزمن نفسه ، أما هي فجامدة كجمود ذلك الليل من حولي ( تدمع عيناه فيواري الدمع تجلدا وحياء)
- أحمد000000 حمادة
- نعم يا أمي
- بشرني يا ولدي
- لك البشرى ولي الدمار يا أماه ، أبشرى أم سهر حد الضنى ،
أمي لقد حصدت الشوك، زرعت نسرينا وحصدت شوكا ، فمن غير البذر أماه
سأمضي إلى حيث تنام الدموع لأوقضها من رقدتها الأزلية فقد ولى زمن النوم
- ولدي عد لا تذهب
- سأعود يا أمي ولربما لا عود، دعيني 00 دعيني
وبعد دقائق مرت من ذلك الليل الغريب عدها ثلاثة أسابيع
الأب _ ولدي هناك تسجيل في معهد التمريض ، ويطلبون شبابا من حملة الثانوية العامة، فهلا تعيش على ذا الأمل 0
- غدا أذهب لهم غدا أمل جديد غدا حلم ولد الآن وغدا نفطمه
وفي الغد
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
- وعليكم السلام والرحمة ما اسمك ؟؟
- أحمد خميس عليان
- كم عمرك ؟؟
- سبعة عشر عذابا وخمسة الآم وست شظايا صغيره
- كم عمرك ايها الغبي المتذاكي ؟؟
- سبعة عشر عاما كما تسمونها وخمسة شهور وستة أيام
- ما مؤهلاتك ؟؟
- الثانوية العامه وبلاد من الفقر على كاهلي
- ما نسبتك ؟؟
- 59.9%
- لكننا يا أخي نريد من 60%
- وما الفارق جزء من عشرة يجبره عذابي
- اغرب عني أيها المجنون اخرج00000
- والمعهد والحلم الذي عمره يوم كامل وذلك الحلم الذي عمره سبعة عشر عذابا حلم والداي وقريتي البلهاء ، كم حلما ستكسرون لأجل جزء عشري واحد
- أخرج قبل أن أستدعي الأمن
- حسنا حسنا لا بد من حلم آخر غدا يتكاثر الأمل
وعود الى رفيقة القحط والحرمان
الأب- ولدي أراك خلف جدار الصمت منزويا ، أرجوك عد قبل هجوم اليأس
فأذكره قد كان يعيش في الحقول المجاورة وحشا كاسرا، وهكذا نهش من لحمي ، فعد قبل أن تفترسك أنيابه ، عد وأصرخ غدا فجر جديد
اخبرني ما سرك؟
- لا شيء فقط جزء عشري
- ماذا تقول لا أفهم شيئا ؟؟
- لا شي فقط جزء عشري
ودخل إلى ما يسمى في عرفهم غرفة ، أما عند العالم فهي قبر بائد ، دخل يبكي حلمه المكسور ثانية ً
وبعد مرور ثوان من ذلك الليل عدها 9 أيام ولد من رحم الفواجع حلم جديد
أحمد – أبي سأذهب الى مسقط
- وماذا ستفعل في مسقط
- هناك تسجيل في القوات المسلحة ويطلبون شبابا للذود عن الوطن
- حسنا مع من ستذهب
- مع عبود الطويل
- وفقك الله يا ولدي
وفي مسقط عند انبثاق خيوط الشمس وارتحال النوارس على شطآن الحكايا وقف ذلك الحارس مجلجلا بصوته ألخرابي لتدخلوا للفحص
أخذوا قياسات أطوالنا وأوزان هياكلنا الجوفاء وحانت ساعة الركض
كنت أركض بكل أقدام البشر كان الحلم يركض أمامي وكنت ألاحقه كيما يهرب
ويتلاشى ، الريح كانت تعول خلفي وهيهات ان تلحقني ، كنت أهرب من الفقر الى الحلم وكنت أول الواصلين
بعدها كبر الحلم الجديد حتى لمحت تحققه عندها بكيت على ما كان من أحلام أصبح مآلها هذا التضائل
وجاء دور الفحص الطبي
دخلت وحدي عريان إلا من مواجعي ، دخلت وما هي إلا لحضات حتى سمعنا رنين الهاتف
وسمعت الطبيب يقول
- الو
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
- ما اسمه
- حسنا سيدي هو ناجح
- إن كان أحولا فلا بأس سيقاتل بشجاعة أكثر، سيرمي العدو الواحد مرتين ليثأر للوطن منه 00 خير الشباب الحول 00 خير الشباب الحول
انتهت المكالمة
جاء الطبيب ليفحصني
- رائع ممتاز جسمك سليم ولله الحمد
- ارني عينيك الجميلتين ما أجملهما
- أوه عذرا هناك انحراف في عينيك بمقدار جزء من عشره أنت لا تصلح أنا آسف
- ماذا والحلم الذي ركضت خلفه مع أنه تضائل كثيرا حتى لمسته واقعا أين ذهب
- لقد طار ههههههههههه
- نعم طار مهاجرا إلى ارض الخراب نعم من الخطاء أن يحلم البؤساء
وعود إلى رفيقة القحط والحرمان
عود إليها وما من زاد في الراحلة ، عود وما حملت غير انكساراتي ، وحلم ذابل آخر
وكرت دقائق من ذلك الليل عدها بعض سنين ذابله
أحمد – أبي اريد منك نصف ريال أضناني التوجع سأخرج مع اللاأحد إلى
اللا مكان ، نصف فقط في زمان الأنصاف وسقوط الأنصفه *
الأب _ إخرس ايها اللعين فلترجمك الراجمات، فلتذهب ولتبحث لك عن عمل أيها العالة اللعينه ، والداء العضال
- وهل أحيا الا على تلك الأحلام التي سرعان ما تتكسر على زيف الواقع
وأنا مع كل غروب أقول غدا فجر جديد
غدا يتكاثر الأمل وهو في الواقع غدا يتضائل الأمل
- اغرب عن وجهي لا ردك الله
خرج أحمد والتماعات بعينيه تكبر وتتضائل في ارتياب ، دمعتان سقيمتان انحدرتا على ذالك الوجه المكتسي جمالا وجمودا ، كان كل شي في وجهه بارد جامد الا تلك الدمعتان بقيتا ساخنتين
خرج لتلك الحقول حيث يسكن اليأس كما ذكر والده، وكانت هي تبكي على انكساراته بكل أشيائها ، جرائد النخيل ذابلة ذبول الضياع ، أوراق السدر جافة كجمام الموتى ، اعشاش الطيور خاوية الا من أشواك السمر ، حمامتان غنتا للعالم وللظلام أغنية الفقد ، كان في هديلهما الأف الأسئلة التي زادت نفسه تشرذما
ظل يبكي عمره وحيدا هناك يتذكر نفسه و19 عذابا كبرا سويا ، ظل يخط على الرمل تاريخه الباهت وتأتي الريح لتذري تاريخه، وكأنما حتى الريح تستكثر عليه الذكرى وتريده لا شيء 0
أغمض عينيه الجميلتين فرارا من واقعه المهزوم إلى ظلام الأحجيات ، لكن صوت أقدام شيطانيه عبرت ذلك السكون وكان يسمع معهما تأوهات التراب من كبر الخطايا 0
راشد – أحمد ماذا تفعل هنا وسط الخرائب والحقول
أحمد – لا شيء أداري انكساراتي عن عيون الشامتين
أتعلم كم هي خاوية نفسي الآن وهي التي كانت ميناء سفائن الأمنيات جميعها
أوتدري عن أمنيات الجياع ،أقسى أمنياتهم لقيا الرغيف ، كم استفاضت هدايا الأيام على مملكتي وما هداياها ؟؟
سياط الهجر والوحده
قبائل من صحراء اليباب هاجرت لتستعمرني بعنف ، قراصنة من خلف بحار العتمة جاءوا بكل شرهم ليستوطنوا دواخلي القفراء، فأنا الضحية والجناة
انا كل المتناقضات ، كل الهزائم ، ولا أمل وسط هذا ،لا طموح للتغيير
راشد– لماذا كل هاذا التشائم أنت يا أحمد وحدك من لا يجب أن تيأس أوتدري لماذا؟؟
لان جمالك هذا أغلى أعطيات القدر ، وجهك أجمل من وجوه الغيد الفاتنات وجهك البريء لولا حزنه الجاثم
- أتدري يا راشد لم يبق باب إلا طرقته وما انفتحت أغلاق باب واحد للآن
أنا ألهث خلف سراب وكلما اقتربت منه ازداد بعدا وأنا أعلم أنه سراب ولكن أن توقفت عن الركض خلفه أموت
- لا لم تطرق كل باب ، هناك باب واحد لم تطرقه للآن وأنت سيفتح لك على مصراعيه ، باب تجرحك عتبته عندما تدخل وعندها لا عود ولا إياب ، رغم هاذا ستدفن الجوع والحرمان في مقبرة النسيان ، ستدفن ثيابك المهترئة على قارعة الطريق ، ستسرقك الأرصفة ، ولكن لا ضير ما دمت ستحيا سيدا في مملكتك
- احقا ما تقول وما ذاك الباب ؟؟
- قبل أن أخبرك يجب أن تعلم أننا في زمان الأشباه ،أشباه من الناس ولا ناس حقيقيون ، أشباه من النساء ولا نساء ، أشباه من المظاليم وهم ألظلمه ، فلكي تعيش يجب أن تتخلى عن الأصول وعش شبيها لا أصيلا
ستكون من أشباه الرجال حيا خير من أن تكون رجلا يحتضر
- ماذا تقول ما قصدك ؟؟ ما تريدني أن أعمل ؟؟
- لا تنفعل فكر فحسب كم تذكر من شظاايا عمرك التي انتثرت هنا وهناك ولم تجد من يلمها إلا الظمأ ، انظر لجرحك يتقيح كل يوم ولا من مداو ، الناس عبيد الشهوه كل يلهث خلفها فهذا بائع لضميره ، وآخر بائع لدينه ، وثالث بائع لكرامته ، ورابع بائع لوطنه ، ولا فرق الكل يبيع والخطيئة والعذاب هما الثمن ، من سيسأل عنك إن مت جوعا فلم لا تعيش ماداموا هباءً وأنت وحدك من ترثي لحالك
- وكيف أحيا برفقة العار؟؟
- لا تخف ستتعود ولا عار ما دمت تعمل لتعيش
- حسنا وهل سأحصد المال والسعادة ؟؟
- نعم 00نعم
- وكيف الطريق ؟؟
- هاذا سهل سأدللك عليه
وجنى أحمد المال وودع القحط والحرمان والجوع ودعهم ولكن الثمن غالٍ جدا
انتهت رحلة الجوع الطاهر ، وبدأت رحلة الشبع والخطيئة
العار صار أخر الأحلام والغريب انه الوحيد الذي لم ينكسر
وما بين العار والكرامة سوى جزء عشري واحد
تعليق