الأحد المقبل بالنادي الثقافي :
جمعية الكُتّاب تحتفي بـ"سغب الجذور" للراحلة فايزة اليعقوبية
جمعية الكُتّاب تحتفي بـ"سغب الجذور" للراحلة فايزة اليعقوبية
وفاءً لكاتبة جعلتْ من القصة هاجسها ، وباحثة جعلتْ من الدأب والمثابرة ديدنها ، تحتفي الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء في قاعة النادي الثقافي مساء الأحد المقبل بالكتاب القصصي "سغب الجذور" للقاصة العُمانية الراحلة فايزة بن خميس اليعقوبية ، والذي صدر مؤخراً – أي بعد رحيل الكاتبة - ضمن مشروع النادي الثقافي لإصدار الإبداعات العمانية بالتعاون مع مؤسسة الانتشار العربي ببيروت .. وخلال الأمسية التي ستديرها القاصة هدى الجهورية سيقدم الناقد العراقي المقيم في السلطنة الدكتور غالب المطّلبي ورقة عن "سغب الجذور" يضيء خلالها الجوانب الفنية لهذه المجموعة القصصية ، كما سيقرأ القاص سليمان المعمري عدداً من قصص المجموعة .. إضافة إلى فتح باب الحوار والمداخلات للحضور حول الكتابة القصصية للراحلة ، والكتابة النقدية التي صدر للكاتبة فيها كتاب " العلاقة بين النقد وتاريخ الأدب في شقائق النعمان للخصيبي " ضمن مشروع وزارة التراث والثقافة لنشر إبداعات الكتاب العُمانيين بمناسبة مسقط عاصمة العرب الثقافية 2006.
وكانت فايزة اليعقوبية قد انتقلت هي وزوجها وطفلها إلى جوار ربهم في الحادي عشر من أبريل من عام 2006 اثر حادث سير أليم .
يُشار إلى أن ناشر المجموعة القصصية "سغب الجذور" وضع على غلافها الأخير مقتطفاً من المقال التأبيني الذي كتبه الشاعر عبدالله حبيب وضمَّنَه كتابَه الجديد "رحيل" ، والذي يقول فيه :
" في النصوص القصصية للراحلة، والتي أتيح للمرء الإطلاع عليها، تتجاور الموهبة الأصيلة والوعد الراسخ مع ارتباكات البداية، ولكن أي جور وفجور أن يتحدث المرء عن "ارتباكات البداية" في نصوص زميلة وصلت إلى أقصى تخوم تجربة وموهبة الحتف قبله؟ .. ليس الإبداع الحقيقي إلا محاولة صعبة نحو صمت الخليقة الأولى هناك حيث، في البعيد البعيد، ترفل فايزة بأثوابنا، وأحلامنا، وانكساراتنا جميعاً .. وفي نصوصها القصصية تلك يشاكسها الشعر في ما يكاد أن يكون تقليداً في القصة العمانية القصيرة، فتحاول أن تتملص منه وأن تتورط فيه معاً، وأن تغزل القص في نسيج حكاياتها الآسرة، وتتردد في الإفشاء كمن لا يريد أن يقول شيئاً عن الكثير الذي لديه. إنها أنثى تجيء إلى البوح في مناخ اشمأز حتى الذكور من ذكوريته، فيا لصعوبة مهمتها، ويا لنبل مسعاها. تجمع في أحد نصوصها بين ما تسميه "التشابه المفضي إلى العدم" وإشارة لاذعة إلى برنامج "السياحة في بلادي"... من المرجح أن فايزة كانت تدرك أن "السياحة" هي أيضاً مفهوم صوفي مارسته هنا في بلادها، أرواح كبيرة مثل عبد الله القرموشي، وذلك بمعنى التطواف المتأمل على الأرض قبل مغادرتها, لكن القرموشي، الذي يتردد في الأثر أنه عبر المسافة من قريات إلى مكة، وفي رواية أخرى من اليمن إلى مكة، سيراً على القدمين، حين سئل في أواخر عمره "كم سنة سحت في الأرض؟" فاجأ سائله بالإجابة التالية: "تسألني كم سنة سحت في الأرض، وكان من الأجدر بك أن تسألني كم سنة سحت في بطن أمي!".
وكانت فايزة اليعقوبية قد انتقلت هي وزوجها وطفلها إلى جوار ربهم في الحادي عشر من أبريل من عام 2006 اثر حادث سير أليم .
يُشار إلى أن ناشر المجموعة القصصية "سغب الجذور" وضع على غلافها الأخير مقتطفاً من المقال التأبيني الذي كتبه الشاعر عبدالله حبيب وضمَّنَه كتابَه الجديد "رحيل" ، والذي يقول فيه :
" في النصوص القصصية للراحلة، والتي أتيح للمرء الإطلاع عليها، تتجاور الموهبة الأصيلة والوعد الراسخ مع ارتباكات البداية، ولكن أي جور وفجور أن يتحدث المرء عن "ارتباكات البداية" في نصوص زميلة وصلت إلى أقصى تخوم تجربة وموهبة الحتف قبله؟ .. ليس الإبداع الحقيقي إلا محاولة صعبة نحو صمت الخليقة الأولى هناك حيث، في البعيد البعيد، ترفل فايزة بأثوابنا، وأحلامنا، وانكساراتنا جميعاً .. وفي نصوصها القصصية تلك يشاكسها الشعر في ما يكاد أن يكون تقليداً في القصة العمانية القصيرة، فتحاول أن تتملص منه وأن تتورط فيه معاً، وأن تغزل القص في نسيج حكاياتها الآسرة، وتتردد في الإفشاء كمن لا يريد أن يقول شيئاً عن الكثير الذي لديه. إنها أنثى تجيء إلى البوح في مناخ اشمأز حتى الذكور من ذكوريته، فيا لصعوبة مهمتها، ويا لنبل مسعاها. تجمع في أحد نصوصها بين ما تسميه "التشابه المفضي إلى العدم" وإشارة لاذعة إلى برنامج "السياحة في بلادي"... من المرجح أن فايزة كانت تدرك أن "السياحة" هي أيضاً مفهوم صوفي مارسته هنا في بلادها، أرواح كبيرة مثل عبد الله القرموشي، وذلك بمعنى التطواف المتأمل على الأرض قبل مغادرتها, لكن القرموشي، الذي يتردد في الأثر أنه عبر المسافة من قريات إلى مكة، وفي رواية أخرى من اليمن إلى مكة، سيراً على القدمين، حين سئل في أواخر عمره "كم سنة سحت في الأرض؟" فاجأ سائله بالإجابة التالية: "تسألني كم سنة سحت في الأرض، وكان من الأجدر بك أن تسألني كم سنة سحت في بطن أمي!".
تعليق