دمعة شاعر
الفقر ُ والمرض والهم إذا اجتمعوا في الإنسان إما أن يجعلا منه مبدعا أو يصنعا له تابوتا وهو حئ.
يا لها من مشاعر تلك التي ينزفها الشعراء،وياله من وجدان ذاك الذي يتقاطر من بوحهم ليشكل لنا محيطا من الكلاسيكية أو ليجلي لنا عن الأشياء نقابا ترينا إياها بصورة أوضح ، أو ليسفر لنا عن ما تسفر الشمس بأشعتها لعيوننا بعد الظلام.
كل هذا وأكثر توجد في أسفار أولئك الذين يصيغون عقودا من المشاعر ليرونا المشاعر على صورتها الأم.
وللأسف أصبحنا نعيش في عالم ليس فيه للحب مكان ٌ ، وليس للرومانسية محل ٌ ولكننا نرى للعنتريات التي ما قتلت ذبابة ً أجنحة في قلوبنا فاخرة قد سكنتها دونما استئذان أو دونما حجز مسبق .
أخواني وأخواتي:
أدّعى قوم ٌ أن الأشعار ما هي إلا شعار ٌ لمن ليس لديهم ((مهرة)) أو عمل أو دنيا يصيبونها بدليل أنهم يتشببون فيمن يهونها حتى الممات وقد لا يتقدموا خطوة واحدة ً بينما من سيّر حياته بالنفاق أو سوء الأخلاق له نصيب الأسد فرضا محتما له من المجتمع.
وكم تلاقت بعض القلوب حبا دونما مواعيد ، وكم تواعدت على نصرة قضيتها الأم الحب والرومانسية والشاعرية ولكن كما قال قائلنا : فصاحة ُ حسان ٍ ، وخط ابن مقلة ٍ ، وحكمة لقمان ٍ ، وزهد ابن أدهم إذا اجتمعوا في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يُباع بدرهم .
فبين واقعية الحدث وحدث الواقع أقبع مهموما مكبوتا مقهورا وبين مرض القلب والخاطر وهم الرزق والخوف من سوء الظن من بعض الخلق أقمع كلمتي ببلعوم الحلق قبل أن تفضحني أو تنبذني بصحراء جوها طلق.
وخرجت أبحث عن ذاتي بين أهلي وصحبي وبين الشعر وبين من صرعني مقعدا مريضا عليلا وجعلني أكتب بالرمز همساتي فوجدت نفسي أهيم بغير هدى ومن هام بغير هدى أجمع علماءنا الأفاضل كلهم باختلاف مذاهبهم أنه لا يجوز له القصر أو الجمع . ووجدت هداي َ هنا وهناك ولكن حال بيني وبينه ضلالة ُ المجتمع وقيود العادات وشواء التقاليد فأصبح مثلث برمودا الذي قدر لي يخرجني من النور إلى الظلمات.
فلتسمع الدنيا مني أنني سأرحل عنها وفي قلبي بقايا من آهات وأشجان أكثر من تلك التي نزفتها في آهات وأشجان شاعر مقاعسة وأكثر من تلك التي هي نشرت هنا وهناك أو جمعت في كتب ٍ شاء الله ميلاده نفس يوم ميلاد خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه . ولتسمع الدنيا أنني لست أشكو إلا لغير الله وأن أختياري للحروف ليس عزفا كما يعزفه أهل الخمور ويتغنوا بلا شعور بنساء رفعوهن حتى على الحور وإنما آهات كالجبال وأشجان بحنان درجة أولى جمعها النبض وصاغها الحب ورتلتها الروح وخشعت لها نواقيس المعابد لتشبه إن لم تفوق قصص ليلى ومجنونها ، وقصص عبلة وعنترها ، ولا تعترف بروميا وجوليت إذ لا صحة لها وتقسم أنها لو بقيت قبيلة بني هلال لصار من قصصها التي لا شك أنها ستنسي العالم حديث أي محب كان أو يكون.
أتى نزار ُ وتغني ببلقيس ولكنه لم يقو َ على الصبر والصوم عن سواها فذكر فلانة وذكر علانة ووصف المناطق المحظورة ولا أشك أنها فلتات شيطانية فأي حب ٍّ هذا الذي يقف عن الإطار البراوزي الطيني الصنع الذي من أقل شرارة يحترق ومن أقل وهج شمس ينفر صاحبُــه منه فضلا ً عن أمه وأبيه وكل من محيط الأرض يحويه.
وأي حب ٍّ هذا الذي لا يخترق القفص الصدري لينظر إلى محل ٍ تشرف أن يكون محل نظر الحق سبحانه وتعالى.
آه وآه أوّاه أواه أي مجتمع ٍ هذا يرفض أن يعترف أن كل الذي فوق التراب ِ تراب ُ ويسمع إلى قولي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وفي الحديث الآخر : فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : يا ابن آدم وضعت نسبا ووضعتم نسبا فقلت : إن أكرمكم عند الله اتقاكم وأبيتم ألا أن تقولوا فلان ابن فلان فاليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون ، أين المتقون.
تحجرت قلوب الناس فصاروا يسعون للزائل ويتركون الباقي ولكم شاهدت إمام مسجد أو عالم أو من تزيا بلباس التقوى الذي هو خير يعارض ويقسو على الطالبين بحق وحلال أكثر عن من لا يصلون أو إيمانهم قليل.
لن أطيل الكلام خوفا عن الملل ولكثرة العمل الذي لولا ما وجد من كتب هذه المقالة أو قرأها بيسة ً ليفتحها
ويقرأها .
نعم تفرض الحياة وتغلو وترتفع أسعارها وتنافس الأبراج العالية ولكن ما ذنب أولئك الذين قُدِّر لهم البقاء في عالم الشقاء..... ولا زال الكلام مستمرا
.................................................. ...............................جاسم ع ع القرطوبي
الفقر ُ والمرض والهم إذا اجتمعوا في الإنسان إما أن يجعلا منه مبدعا أو يصنعا له تابوتا وهو حئ.
يا لها من مشاعر تلك التي ينزفها الشعراء،وياله من وجدان ذاك الذي يتقاطر من بوحهم ليشكل لنا محيطا من الكلاسيكية أو ليجلي لنا عن الأشياء نقابا ترينا إياها بصورة أوضح ، أو ليسفر لنا عن ما تسفر الشمس بأشعتها لعيوننا بعد الظلام.
كل هذا وأكثر توجد في أسفار أولئك الذين يصيغون عقودا من المشاعر ليرونا المشاعر على صورتها الأم.
وللأسف أصبحنا نعيش في عالم ليس فيه للحب مكان ٌ ، وليس للرومانسية محل ٌ ولكننا نرى للعنتريات التي ما قتلت ذبابة ً أجنحة في قلوبنا فاخرة قد سكنتها دونما استئذان أو دونما حجز مسبق .
أخواني وأخواتي:
أدّعى قوم ٌ أن الأشعار ما هي إلا شعار ٌ لمن ليس لديهم ((مهرة)) أو عمل أو دنيا يصيبونها بدليل أنهم يتشببون فيمن يهونها حتى الممات وقد لا يتقدموا خطوة واحدة ً بينما من سيّر حياته بالنفاق أو سوء الأخلاق له نصيب الأسد فرضا محتما له من المجتمع.
وكم تلاقت بعض القلوب حبا دونما مواعيد ، وكم تواعدت على نصرة قضيتها الأم الحب والرومانسية والشاعرية ولكن كما قال قائلنا : فصاحة ُ حسان ٍ ، وخط ابن مقلة ٍ ، وحكمة لقمان ٍ ، وزهد ابن أدهم إذا اجتمعوا في المرء والمرء مفلس ونادوا عليه لا يُباع بدرهم .
فبين واقعية الحدث وحدث الواقع أقبع مهموما مكبوتا مقهورا وبين مرض القلب والخاطر وهم الرزق والخوف من سوء الظن من بعض الخلق أقمع كلمتي ببلعوم الحلق قبل أن تفضحني أو تنبذني بصحراء جوها طلق.
وخرجت أبحث عن ذاتي بين أهلي وصحبي وبين الشعر وبين من صرعني مقعدا مريضا عليلا وجعلني أكتب بالرمز همساتي فوجدت نفسي أهيم بغير هدى ومن هام بغير هدى أجمع علماءنا الأفاضل كلهم باختلاف مذاهبهم أنه لا يجوز له القصر أو الجمع . ووجدت هداي َ هنا وهناك ولكن حال بيني وبينه ضلالة ُ المجتمع وقيود العادات وشواء التقاليد فأصبح مثلث برمودا الذي قدر لي يخرجني من النور إلى الظلمات.
فلتسمع الدنيا مني أنني سأرحل عنها وفي قلبي بقايا من آهات وأشجان أكثر من تلك التي نزفتها في آهات وأشجان شاعر مقاعسة وأكثر من تلك التي هي نشرت هنا وهناك أو جمعت في كتب ٍ شاء الله ميلاده نفس يوم ميلاد خير الورى صلوات ربي وسلامه عليه . ولتسمع الدنيا أنني لست أشكو إلا لغير الله وأن أختياري للحروف ليس عزفا كما يعزفه أهل الخمور ويتغنوا بلا شعور بنساء رفعوهن حتى على الحور وإنما آهات كالجبال وأشجان بحنان درجة أولى جمعها النبض وصاغها الحب ورتلتها الروح وخشعت لها نواقيس المعابد لتشبه إن لم تفوق قصص ليلى ومجنونها ، وقصص عبلة وعنترها ، ولا تعترف بروميا وجوليت إذ لا صحة لها وتقسم أنها لو بقيت قبيلة بني هلال لصار من قصصها التي لا شك أنها ستنسي العالم حديث أي محب كان أو يكون.
أتى نزار ُ وتغني ببلقيس ولكنه لم يقو َ على الصبر والصوم عن سواها فذكر فلانة وذكر علانة ووصف المناطق المحظورة ولا أشك أنها فلتات شيطانية فأي حب ٍّ هذا الذي يقف عن الإطار البراوزي الطيني الصنع الذي من أقل شرارة يحترق ومن أقل وهج شمس ينفر صاحبُــه منه فضلا ً عن أمه وأبيه وكل من محيط الأرض يحويه.
وأي حب ٍّ هذا الذي لا يخترق القفص الصدري لينظر إلى محل ٍ تشرف أن يكون محل نظر الحق سبحانه وتعالى.
آه وآه أوّاه أواه أي مجتمع ٍ هذا يرفض أن يعترف أن كل الذي فوق التراب ِ تراب ُ ويسمع إلى قولي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم : من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه وفي الحديث الآخر : فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى : يا ابن آدم وضعت نسبا ووضعتم نسبا فقلت : إن أكرمكم عند الله اتقاكم وأبيتم ألا أن تقولوا فلان ابن فلان فاليوم أضع نسبكم وأرفع نسبي أين المتقون ، أين المتقون.
تحجرت قلوب الناس فصاروا يسعون للزائل ويتركون الباقي ولكم شاهدت إمام مسجد أو عالم أو من تزيا بلباس التقوى الذي هو خير يعارض ويقسو على الطالبين بحق وحلال أكثر عن من لا يصلون أو إيمانهم قليل.
لن أطيل الكلام خوفا عن الملل ولكثرة العمل الذي لولا ما وجد من كتب هذه المقالة أو قرأها بيسة ً ليفتحها
ويقرأها .
نعم تفرض الحياة وتغلو وترتفع أسعارها وتنافس الأبراج العالية ولكن ما ذنب أولئك الذين قُدِّر لهم البقاء في عالم الشقاء..... ولا زال الكلام مستمرا
.................................................. ...............................جاسم ع ع القرطوبي
تعليق