(ذوقك حلو)
قالتها وهي تلفلف خجلها الباذخ
تماما كما لفت بكل عناية طرحتها السوداء على جوانب رأسها
مخرجة غرتها التي بالكاد تصل إلى أطراف حواجبها
مشكلة بها علامة استفهام لا بالشكل فقط بل حتى حقيقة
فما زال في رأسي لا علامة استفهام واحدة بل ألف علامة
ترى لماذا نخنق مشاعرنا ؟
ولماذا نحتاط قبل أن نخرج الحرف من بين شفاهنا
بدد الصمت سؤالي لها : (أعجبتك الهدية؟ )
لم ترد فقط هزت رأسها علامة الموافقة
اذاً خمني ماهي؟
وقبل أن تبدأ بالتخمين وقبل أن أعطي لها الفرصة بالحديث بادرتها:
( كيف أعجبتك وانتي ما تدرين وشي؟ )
لم يعجزها الجواب بل جاء عفويا – هكذا أظنه-
(يكفي انها منك )
(إذا خمني ؟ )
- طقم ألماس
- لم أتكلم فقط هززت رأسي علامة النفي
- (بروش مذهب) ؟
- لا
- زجاجة عطر؟
- أيضا لا
- (جوال بكاميرا)؟
- للمرة الأخيرة لا
- (يانحسك)
(يانحسك) قالتها وهي بالكاد تخرجها ليس خجلا هذه المرة بل فرحة بانتهاء فاصل (التخمين) الموغل في التقليدية – كما ظننتها تراه-
لم أجبها بل تركتها تفتح بكل شغف ذلك الورق الزاهي الذي غلف هديتها
كعادتها مارست هوايتها المحببة ( الفوضوية ) مزقت بعنف شريط التغليف وأتبعته بورق التغليف
لتتناول – بكل لطف هذه المرة – قطعة من جلد الغزال الفاخر ملأت كل فضاء العلبة وأخذت تقرأ ما كتب عليها :
بحثت كثيرا عن شيء يعجبك , شيء يستحق أن يهدى إليكِ
لم يردني المال ولم اعجز عن شراء أي سلعة
الحيرة وحدها استطاعت أن تنفرد بي وتبسط نفوذها على قواي
كل الأشياء الجميلة لديك
كل الهدايا الغالية تمتلكينها
تماما كالبحر
نعم البحر نعم انتِ بحر
حبي : هل تعرفين البحر؟
لا أقول هل زرتيه ؟ بل أقول هل تعرفيه؟
انتي بحر
حنونة
كريمة
واسعة الأفق
صبورة
جميلة
صامتة
هكذا أنتِ اليوم ....
لم تكمل القراءة
بل دخلت في نوبة بكاء أذهلتني
جعلتني أبحث عن سبب مقنع له
لم تجب على كل تساؤلاتي – بل وتوسلاتي (لم أطلب منها التوقف عن البكاء ) فقط أردت منها أن تخبرني السبب
وظلت أسئلتي بلا أجوبة
حتى ذلك اليوم الذي زرتهم فيه عندما دست أختها الصغيرة في يدي ورقة كتبتها بقلمها – ذات بوح- قالت فيها :
شبهتني بالبحر
لا أدري هل البحر بما أعرفه أم بما تعرفه ؟
أم بما لا يعرفه كلانا
البحر تقول أنه حنون
هو فعلا كذلك
ولكنه في الوقت نفسه غدار
تقول انه كريم؟
هو فعلا كريم والدليل درره الثمينة
ولكن هل تعلم كم هلكت من نفس في سبيل وصول درره إلينا؟
تقول عنه جميل؟
هو جميل وقت الغروب ,, والشروق أيضا
ولكنه بينهما قد يهيج ويتخلى عن لغة (الصمت) المزعومة ليعلن ثورته لاعنا كل من يبحث عن ثروته داخل غياهبه
بل وتتعدى ذلك لأناس ذنبهم الوحيد أنهم جاوروه ,,, ذلك هو البحر
نعم هو البحر بجماله بثورته بصمته بغدره بكل ما فيه من لون ولون وبكل ما فيه من وجوه
نعم وجوه هكذا رأيت وعرفت البحر له ألف وجه ووجه
ترى هل تقصد أن تقول أن كل تلك الصفات فيني؟
عزيزي : نعم للبحر وجوه أخرى
ألم تسمع ( غدار أعرفك يابحر)
ألم ترى (بس يابحر )
ألم تعاصر (تسونامي) ؟
شيء واحد لم تذكره ولو ذكرته لاتفقت معك أنه يمثل شيئا كبيرا لكلانا أنا والبحر
أتدري ماهو؟
لن أمارس معك لعبة التخمين سأخبرك ماهو
إنه (الغموض)
تلك وجوه البحر المتعددة وله وجوهه الأخرى التي – ربما- لا نعرفها
نعم للبحر وجوه متعددة وللحقيقة وجه واحد فقط
هنا انتهت حروفها
وهنا ( تنهدت ) وأكبرت فيها ذوقها وحرفها ومفردتها
وتصورها الجميل للبحر
وتمنيت لو صرخت بأعلى صوتي ( شايف البحر شو كبيييييير كبر البحر بحبك )
هيبة المكان جعلتني أهمس لنفسي : ( فعلا ذوقي حلو)
قالتها وهي تلفلف خجلها الباذخ
تماما كما لفت بكل عناية طرحتها السوداء على جوانب رأسها
مخرجة غرتها التي بالكاد تصل إلى أطراف حواجبها
مشكلة بها علامة استفهام لا بالشكل فقط بل حتى حقيقة
فما زال في رأسي لا علامة استفهام واحدة بل ألف علامة
ترى لماذا نخنق مشاعرنا ؟
ولماذا نحتاط قبل أن نخرج الحرف من بين شفاهنا
بدد الصمت سؤالي لها : (أعجبتك الهدية؟ )
لم ترد فقط هزت رأسها علامة الموافقة
اذاً خمني ماهي؟
وقبل أن تبدأ بالتخمين وقبل أن أعطي لها الفرصة بالحديث بادرتها:
( كيف أعجبتك وانتي ما تدرين وشي؟ )
لم يعجزها الجواب بل جاء عفويا – هكذا أظنه-
(يكفي انها منك )
(إذا خمني ؟ )
- طقم ألماس
- لم أتكلم فقط هززت رأسي علامة النفي
- (بروش مذهب) ؟
- لا
- زجاجة عطر؟
- أيضا لا
- (جوال بكاميرا)؟
- للمرة الأخيرة لا
- (يانحسك)
(يانحسك) قالتها وهي بالكاد تخرجها ليس خجلا هذه المرة بل فرحة بانتهاء فاصل (التخمين) الموغل في التقليدية – كما ظننتها تراه-
لم أجبها بل تركتها تفتح بكل شغف ذلك الورق الزاهي الذي غلف هديتها
كعادتها مارست هوايتها المحببة ( الفوضوية ) مزقت بعنف شريط التغليف وأتبعته بورق التغليف
لتتناول – بكل لطف هذه المرة – قطعة من جلد الغزال الفاخر ملأت كل فضاء العلبة وأخذت تقرأ ما كتب عليها :
بحثت كثيرا عن شيء يعجبك , شيء يستحق أن يهدى إليكِ
لم يردني المال ولم اعجز عن شراء أي سلعة
الحيرة وحدها استطاعت أن تنفرد بي وتبسط نفوذها على قواي
كل الأشياء الجميلة لديك
كل الهدايا الغالية تمتلكينها
تماما كالبحر
نعم البحر نعم انتِ بحر
حبي : هل تعرفين البحر؟
لا أقول هل زرتيه ؟ بل أقول هل تعرفيه؟
انتي بحر
حنونة
كريمة
واسعة الأفق
صبورة
جميلة
صامتة
هكذا أنتِ اليوم ....
لم تكمل القراءة
بل دخلت في نوبة بكاء أذهلتني
جعلتني أبحث عن سبب مقنع له
لم تجب على كل تساؤلاتي – بل وتوسلاتي (لم أطلب منها التوقف عن البكاء ) فقط أردت منها أن تخبرني السبب
وظلت أسئلتي بلا أجوبة
حتى ذلك اليوم الذي زرتهم فيه عندما دست أختها الصغيرة في يدي ورقة كتبتها بقلمها – ذات بوح- قالت فيها :
شبهتني بالبحر
لا أدري هل البحر بما أعرفه أم بما تعرفه ؟
أم بما لا يعرفه كلانا
البحر تقول أنه حنون
هو فعلا كذلك
ولكنه في الوقت نفسه غدار
تقول انه كريم؟
هو فعلا كريم والدليل درره الثمينة
ولكن هل تعلم كم هلكت من نفس في سبيل وصول درره إلينا؟
تقول عنه جميل؟
هو جميل وقت الغروب ,, والشروق أيضا
ولكنه بينهما قد يهيج ويتخلى عن لغة (الصمت) المزعومة ليعلن ثورته لاعنا كل من يبحث عن ثروته داخل غياهبه
بل وتتعدى ذلك لأناس ذنبهم الوحيد أنهم جاوروه ,,, ذلك هو البحر
نعم هو البحر بجماله بثورته بصمته بغدره بكل ما فيه من لون ولون وبكل ما فيه من وجوه
نعم وجوه هكذا رأيت وعرفت البحر له ألف وجه ووجه
ترى هل تقصد أن تقول أن كل تلك الصفات فيني؟
عزيزي : نعم للبحر وجوه أخرى
ألم تسمع ( غدار أعرفك يابحر)
ألم ترى (بس يابحر )
ألم تعاصر (تسونامي) ؟
شيء واحد لم تذكره ولو ذكرته لاتفقت معك أنه يمثل شيئا كبيرا لكلانا أنا والبحر
أتدري ماهو؟
لن أمارس معك لعبة التخمين سأخبرك ماهو
إنه (الغموض)
تلك وجوه البحر المتعددة وله وجوهه الأخرى التي – ربما- لا نعرفها
نعم للبحر وجوه متعددة وللحقيقة وجه واحد فقط
هنا انتهت حروفها
وهنا ( تنهدت ) وأكبرت فيها ذوقها وحرفها ومفردتها
وتصورها الجميل للبحر
وتمنيت لو صرخت بأعلى صوتي ( شايف البحر شو كبيييييير كبر البحر بحبك )
هيبة المكان جعلتني أهمس لنفسي : ( فعلا ذوقي حلو)
تعليق