إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اللَّيلة بالنَّادي الثَّقافي: أسرة القصَّة تحتفي بقصص مُلتقى صلالة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • #16
    « إن كنت حلمًا فعليك أن تظهر لا أن تختبئ كامرأة تستحم.»
    كادت عبارته هذه أن تكون ضربًا من المجاز لولا وجود امرأة حقيقية تختبئ عند الاستحمام حقا (أو هذا ما كانت تدعيه على الأقل). والعبارة نفسها فرصة مناسبة للقول بأن صائد الأحلام لم يكن يحب الاستحمام كثيرًا، فقد كان يزعجه أن تغلق بائعة العسل بابها بداعي الاستحمام وحده، ويزيد انزعاجه حين يكون في حاجة شديدة إلى تقوية ذاكرته بشرب كميات كثيرة من العسل حسب نصيحة بائعة العسل نفسها إضافة إلى كونه يستغل قوارير العسل فور فراغها كأقفاص لحبس الأحلام التي يصطادها.
    ولو أن البائعة لم تغلق بابها توعد صائد الأحلام بأن يملأ ذاكرته بالعسل حتى إذا داهمه ذلك الحلم في نومه لمات غرقًا في بحيرة لزجة والتم الذباب عليه لتعود ذاكرة النَّادل إلى عافيتها فيقدم حساء الأرز بلا ذباب يصارع الغرق.
    « لقد مات، ذلك الماء، لا شك في ذلك.»
    وإذ لم يكن له رائحة الموتى لم يتعب نفسه في البحث عن جثته، وأغلق عينيه لينام مطمئنًا. بعدها فُتح باب كان مغلقًا طول النهار، وما لبث أن خرج منه حلم لزج بدا أن لديه ما يفعله حين وجد أوراقًا وأقلامًا كانت مخفية في مكان ما."
    ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ صائد الأحلام الذي يكتب القصص ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ
    ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ وليد النبهاني ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ
    كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
    ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
    ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
    نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
    مِن أطياف
    "رواية" لـ/رضوى عاشور

    تعليق


    • #17
      رؤية في قصص الملتقى - 3

      صائد الأحلام الذي يكتب القصص ( وليد النبهاني ) :
      رؤية في قصص الملتقى- 3
      بقلم: محمد بن سيف الرّحبي
      في عين ثالثة
      جريدة الشّبيبة

      "كان يمكنها أن تكون الجواد الرَّابح في سباق الملتقى، لكنها الجوائز لا تذهب دومًا للنَّص الجيد، بل لذلك المُمسك بمجموعة من التَّقنيات الفنِّية المكتملة، أو التي يشعر أعضاء لجنة التَّحكيم بتحققها، وفق مؤشرات يتداخل فيه النَّفسي مع الفني، أما صائد الأحلام فهو قادر على التَّفوق لو تخلى عن بعض الجمل ( الصحفية ) التَّقريرية، ومِن أمثلتها: "ما أن وصل إلى بيته، وبينما كان صائد الأحلام، وحتى لا يعترف بخطئه، ولو أن البائعة لم تغلق بابها"..
      ومثل هذه الجمل التَّقريرية كثيرة أضاعت المعني ( الاصطيادي ) الجميل الذي قبض عليه النبهاني بمهارة حتى وإن تمرَّدت جمله على الصور الفنِّية المبتغاة مستعينة بالجمل ( الإعلامية ).
      الفكرة هنا أوضح من جميع القصص الأخرى، فكرة مدهشة، ولغة ( رغم هناتها ) اقتربت مِن التَّعامل الجيد مع الحدث، وصياغة الرؤية المتجلية حول اصطياد حلم، هذا الصائد الذي يكتب القصص فيدهش قارئه أن هذا الصائد/ كاتب النَّص "لديه ما يفعله حين وجد أوراقًا وأقلامًا كانت مخفيَّة في مكان ما".
      ــــــــــ\\\\\ـــــــــــ\\\\\ـــــــــــ
      كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
      ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
      ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
      نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
      مِن أطياف
      "رواية" لـ/رضوى عاشور

      تعليق


      • #18
        وجه رجل ميت

        وجه رجل ميت
        أحمد الحجري
        القصَّة الفائزة بالمركز الرَّابع

        ـــــــــــــــــ
        لم يكد يضع يديه على مقبض الباب – الذي تنبعث منه رائحة الخشب المهترئ الممزوج بالغبار – حتى اصطكت أذنيه بصريره المجلجل الذي مزق ثوب السكون حوله ، كان يقف في منتصف المدخل كظل فزاعة مسمرة على الأرض، بدا جسده الهزيل وقد اخترقه الضوء المتوهج خلفه مشكلاً سياجًا ضوئيًا حوله أشبه بلوح فوتوغرافي لم يحمض بعد.
        نزل بضع خطوات على الدرج ضاغطًا الأرض بنعليه الممزقين، فلم تجد كريات الغبار البنية بدًا من الهرب مكونة غيومًا ركامية حول قدميه كعوادم سيارة قديمة.
        توقَّف للحظات، وبدأ بتفحص القبو بعينين ذابلتين، كان المكان غارقًا في الظلام إلا من ضوء يتقاطر من نافذة شبه مغلقة كشفت جانبًا من أرجاء القبو الممتد كصحراء لا نهاية لها، أدار وجهه – فجأة – إلى يمينه وكأنه تذكَّر شيئًا نسيه قبل قليل، وحين رآها تقبع في مكانها وقد ارتدت عباءة كيسيَّة سوداء، أخذ نفسًا عميقًا مليئًا بالغبار وبدأ يسعل...
        مشى بضع خطوات أخرى والغبار لا يفتأ يئن تحت وقع أقدامه، كانت بيوت العناكب المبعثرة قد ملأت أركان السَّقف كشباك الصيادين المتناثرة على شاطئ البحر، تسمَّر في مكانه حين شاهد عنكبوتًا ضخمًا يصارع سحلية من دون ذيل، بدا الصراع على الحياة قويا لدى الطرفين، كانت السِّحلية تواجه ثمانية أذرع تحاول تكفينها بخيوط بيضاء كأنها خيوط جراحية، لكنها بدت خصمًا عنيدًا ليس من السهل القضاء عليه، تركهما وشأنهما فهو يدرك تمامًا نهاية صراع درامي كهذا.
        عاد لتفحص القبو من جديد وكأنه لم يدخله من قبل أبدًا، كانت الأردية الكبيرة البيضاء تغطي كل الأغراض الموضوعة بغير نظام في أنحاء القبو وكأنها أشباح تحيي حفلة تنكرية، وقد نسج الغبار خيوطه عليها وأعطاها لونًا حليبيًا غامضًا. بدا القبو وكأنه خارج حدود الكون: سكون يتثاءب ببطء وظلام مترع بسواد غير حالك، ورائحة مغبرة كرائحة كتب قديمة، بيد أن عينيه لم تستقرا منذ لامست أقدامه مدخل القبو كان يبحث عن شيء ما وحين رآه معلقًا في مكانه كجسدٍ مصلوب تقافزت مقلتيه وارتسمت على محياه ابتسامة شاحبة، اقترب منه وكأنه لم يصدق عينيه بعد ، أخذ كومة من الهواء المغبر في فيه وأطلقها صوبه لتتناثر جزيئات الغبار على وجهه وتعمل التنقيب في منخريه فجعل يسعل.. ويسعل كأنه لم يسعل من قبل أبدًا.
        كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
        ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
        ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
        نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
        مِن أطياف
        "رواية" لـ/رضوى عاشور

        تعليق


        • #19
          انكشفت الصورة ورأى وجهه وقد علته ابتسامة ساخرة ،بينما ظل وجهه هو بابتسامته البائسة المتحجرة وكأنه لا يستطيع الإفلات منها، وبيدين معروقتين أمسك بتلابيب وجهه ووضعه تحت إبطيه متقدما بتثاقل مميت، حتى إذا كان في وسط القبو أخرج قطعة قماش وهوى بها إلى كرسي خشبي بجانبه -طالما احتضن أميرات وفاتنات وبائعات هوى، وسرعان ما تطاير الغبار ورسا على شعر رأسه كما ترسو السفن على شط البحر وأخذ يسعل.. ويسعل.. ويسعل ..
          جلس ووضع وجهه بين يديه وأخذ يتمعن في ألوانه المتدرجة الداكنة، كانت عيناه غائرتين تحيط بهما هالة من السواد يعلوهما حاجبان مزججان بعناية، كان الأنف مدببًا والابتسامة السَّاخرة لا تتزحزح عن شفتيه الصغيرتين، تذكر حينها كيف خطرت له فكرة أن يكون له وجهان، كان الجو خريفيًا، والشَّمس تمد الأرض بلبنها الضوئي الذي ينساب رقراقًا من خلف الأوراق المتمايلة، أوراقه البيضاء وألوانه تلامس جبينه، وجفونه تكاد تستسلم لمضايقات النَّوم المتكررة. فجأة قفز من مكانه واتجه نحو ماء البركة القريبة منه ليطرد النوم، لكنه لم يفعل حين رأى وجهه منعكسًا على سطح الماء. وقف مشدوهًا وكأنه يراه لأول مرة، في تلك اللَّحظة لمع في ذهنه خاطر قال له: هل يمكن لهذا الوجه أن يكون بداية مشوارك في عالم الفن؟.. بلى.. ستترك قبوك التَّعيس إلى الأبد لتعيش في عالم الأضواء، هذه هي فرصتك، إنه ليس وجهًا عاديًا إنه وجهك أنت، ستملك به أحاسيس النَّاس وشعورهم، سيصبح الجميع في قبضة وجهك، وحينها تكون أنت سيد الجميع؛ لأن وجهك سيجذب النَّاس إليه وسيجعلهم عبيدًا له... وقتها لم يجد إلا والفرشاة تبدع أغرب وأعجب وجه رسمه في حياته.
          كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
          ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
          ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
          نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
          مِن أطياف
          "رواية" لـ/رضوى عاشور

          تعليق


          • #20
            سقط وجهه على الأرض وتهشم الزجاج المحيط به لكنه سرعان ما أعاده إلى مكانه بين يديه وعاد لتمعنه بعينين فاحصتين.. « أولئك الزوار الأغبياء المتكدسين على وجهي كحبات الغبار، إنهم لا يرون من لوحاتي جميعا سوى ذلك الوجه الذي أخذ من عمري خمس سنوات بأكملها، أوتراهم يدركون أنه وجهي؟ فلم لا يأتون إلي إذن ؟ لم لا يبدون إعجابهم بي؟ أوليس وجهي أنا؟ أو لست مبدعه وصانعه؟ منذ أن قررت رسمه أصبح النَّاس يتحدثون عنه هو فقط وأنا لا يذكرني أحد، أوتراهم لا يرونني، أم يرونني أنا فيه؟.
            وأولئك الفتيات السَّاذجات ترى بم يتهامسن حول وجهي؟ أو يعقل أنهن وقعن فريسة له؟ وإلا فلم كل هذه الجاذبية لوجهي وليس لي،
            آه.. أكاد أجن، لم أعد أستطيع أن أتحمل كل هذا التَّجاهل وكأنني لست موجودًا بل كأنني ميت منذ زمن طويل.
            تبًا.. تبًا أنا السَّبب، أنا من أضعت نفسي بفرشاتي حين قررت رسمه، لن أترك لهذا الوجه اللَّعين فرصة إلغائي، لن أتركه يحقق أحلامه، أنا من سيقضي عليه، أنا من سيحطمه، سأعلمه كيف يحترم وجودي؟ سأريه أن لا قيمة له بدوني، ليس سوى وجه خائن لا أمان له..
            لبرهة مِن الزمن ارتفع صوت قهقهة عالٍ، كان الضَّحك متواصلاً بشكلٍ هستيري، وقف الرجل مرعوبًا يتحسس مصدر الصَّوت لكنه ذعر أكثر حين رأى عيني وجهه شبه مغمضتين وحاجبيه متلاصقين وشفتيه منفرجتين عن مغارة تصدر صوتًا اهتز له بدنه، وكاد أن يسقطه مغشيًا عليه:
            - ولماذا رسمتني إذن منذ البداية.. أولم تكن تخطط لتصبح شيئًا ما في المستقبل؟.
            - بلى.. ولكن أين هو المستقبل الذي تتحدث عنه؟ إني لا أرى سوى مستقبلك أنت وحدك.
            - ولم الكآبة والضيق إذن ؟ أوليس مستقبلي هو مستقبلك؟
            - ولكنك لا تترك لي فرصة مشاركتك إياه.
            - أنت من قررت أن أكون أنا وحدي من يصنع المستقبل حين رسمتني.
            - لكنها ليست المرة الأولى التي أرسم فيها وجوهًا .
            - ولكنه وجهك أيها الأحمق.
            - وما الفرق؟
            - الفرق أنك تنازلت عن مستقبلك وتخليت عن طموحك ، حين رضيت أن ترسم وجهك.
            - كانت صفقة خاسرة حين لم أرض ببيعك أيها الخائن.
            - كنت ستبيع نفسك وتخسرك وجودك.
            - اخرس.. أنا مَن سيعيدك إلى العدم، وسيلغي وجودك.
            - إذن تمحو وجودك من الوجود.
            كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
            ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
            ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
            نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
            مِن أطياف
            "رواية" لـ/رضوى عاشور

            تعليق


            • #21
              فجأة انتفض الرجل، وانقض مسرعًا على قنينة الزيت مخلفا جوًا مكهربًا بالغبار، خلع الغطاء، وسكب الزيت على وجهه، فسال الأنف واختلطت الشفاه بالأذنين، وذاب الشعر وتقاطر الحاجبان وسبحت العينان في مستنقع وحل، فارتسمت على وجهه ابتسامة النَّصر، ومسح أودية العرق من على جبينه بظاهر كفيه المغبرين، وأخرج عود ثقاب وأشعله، وقبل يلقيه، اتجه مسرعًا ليجذب رداءً كبيرًا معلقًا على جانب أحد الرفوف، فجذب معه دولابًا ضخمًا هوى بشدة على أرضية القبو مصدرًا صوتًا كصوت الرعد، ومخلفًا غيمة من الغبار كغيمة قنبلة ذرية. انفجر السكون وغاص في جزيئات الغبار المتطايرة، ولم يسمع صوت سعال هذه المرة.
              * * * * * * * * * *
              خلال يومين من البحث لم يستطع رجال الشّرطة العثور على أي دليل يقودهم لجثة الرجل، كل ما لفت انتباههم في ذلك القبو رائحة الغبار النَّفاذة، ولوحة فنية لوجه شاب بدا وكأنه داخل سجن لا يستطيع الخروج منه.
              ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ وجه رجل ميت ـ،،ـ،،ـ،،ـ،،ـ
              ـ،،ـ،،ـ،،ـ أحمد الحجري ـ،،ـ،،ـ،،ـ
              كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
              ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
              ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
              نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
              مِن أطياف
              "رواية" لـ/رضوى عاشور

              تعليق


              • #22
                رؤية في قصص الملتقى- 3

                وجه رجل ميت ( أحمد الحجري ) :
                رؤية في قصص الملتقى- 3
                بقلم: محمد بن سيف الرّحبي
                في عين ثالثة
                جريدة الشّبيبة

                "من القصص المشتغلة بأسلوب قصصي وازن بين الفكرة واللُّغة، ولعبت على وتر العلاقة النَّفسية داخل الكاتب/البطل، بحيث أن الأول لم يسرق ضوء الآخر، إنما تعاونا معا لرسم صورة وجه ( أحدهما ) يقابلهما على الجانب الآخر، وجه يمثلهما معا، كشفت العنوان عن خاتمة النَّص، فصاحب الوجه يموت في النِّهاية، ويبقى وحده في اللوحة كأنه يسخر من هذا الرّسام الذي انتهى بعبثيّة ساذجة فيما ظلَّ هو ( المرسوم ) مبقيًا على الألوان، تلك الَّتي بعثرها البطل، وحاورها، تجاوزًا لأخطاء إملائية ونحويّة فإن النَّص كاشف لحالة قصصيّة ستكون فاعلة في المشهد القصص العماني، فالقدرة على الكتابة النَّفسيّة للشَّخصيّة على قدر كبير من الأهمية في بناء الشَّخصية القاصَّة".
                ــــــــــ\\\\\ـــــــــــ\\\\\ـــــــــــ
                كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                مِن أطياف
                "رواية" لـ/رضوى عاشور

                تعليق


                • #23
                  و الآن إلى قصص أخرى شاركت بالملتقى

                  و الآن إلى قصص أخرى شاركت بالملتقى

                  هـــداية
                  قصَّة مُشارِكة
                  لـ/سالم العمري
                  "لا تسألني يا صاحبي لماذا أضحك تارة وأدمع تارة فالمشكلة ليست في الكأس التي في يدي، فما كان الشّرب يومًا سببًا كافيًا للدموع ولا سببًا كافيًا للضحك. فقط أتذكر لحظات معينة مرَّت بي في هذا المكان، أتذكر حين خسرنا أنا وأنت في السّوق تلك الخسارة الكبيرة، أنت أنجدك أخوتك في لحظتها، أما أنا فعدت إلى القرية في ليلة رائحتها تشبه رائحة امراة خائنة مكسورًا ذليلاً. عدت إلى هنا إلى قريتي، إلى المكان الذي سقط اسمي من قوائمه منذ زمن طويل، منذ أن نسيت أهلي وكلَّ مَن في القرية ووهبت حياتي للمال ولذيذه فقط.
                  أذكر تلك الليلة تمامًا، كنت أسأل نفسي: ماذا أقول لهم؟. كيف أحيا بينهم؟ وغدًا عندما يكتشفون أني لم أعد أملك شيئًا، ماذا سيفعل بي كل مَن أسأت إليه؟. في تلك اللحظات... أدركت كم أنا وحيد؟!.. وأحسست أن كل ما بداخلي كان خواء أو أسوأ من ذلك.
                  دخلت القرية بداية الليل، نمت في قصري.. الذي أعرف جيدًا بأني سأفقده حين يعلن إفلاسي. ذلك القصر الذي كان لعمي الغبي ذات يوم وانتقل بموته إلى حيازتي... لا أعرف لماذا تخيَّلته تلك اللّيلة؟ ورأيت صورته في كل المكان؟. رغم أنه منذ موته لم يمرّ بذاكرتي إلا حين يذكره الآخرون، حتى بوجود ابنته في سريري، ربما حضور صورته الطاغي تلك اللّيلة سببه أن كلّ المال كان له لذلك يعاتبني على ضياعه.
                  أتعرف ياصاحبي أن السّاعة الثّالثة والنّصف صباحًا ليلتها لم تسعفني بالنوم؟. ولم تسعفني بأن أذهب إلى مكان ما؟. ولا أدري لماذا حرّكتني قدماي أو قدماي حركتاني لأتمشى ليلاً في القرية، كم هي تعيسة تلك اللّيلة؟!. وصلت إلى المسجد بعد أن مررت مشيًا على بيوت كانت طفولتي أمام أبوابها وأسوارها. آه تذكَّرت في لحظتها بأن في قريتنا مسجداً، كانت صورته قد اختفت كباقي تفاصيل القرية عندي منذ زمن.. وجدته يجذبني إليه، دخلته دون وضوء، وبعد أن دخلت بقليل
                  التعديل الأخير تم بواسطة إيمي; الساعة 10-10-2008, 08:42 AM.
                  كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                  ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                  ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                  نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                  مِن أطياف
                  "رواية" لـ/رضوى عاشور

                  تعليق


                  • #24
                    ــــــــــ\\\\\ـــــــــــ\\\\\ـــــــــــ
                    التعديل الأخير تم بواسطة إيمي; الساعة 11-10-2008, 02:07 PM.
                    كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                    ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                    ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                    نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                    مِن أطياف
                    "رواية" لـ/رضوى عاشور

                    تعليق


                    • #25
                      تذكّرت بأن علي أن أتوضأ. توضأت . عدت إلى ما كنت أفعله في سالف الأيام، قرأت القرآن، كان جميلاً و مسكنًا، وكان وصول الناس ووصول إمام المسجد قاسيًا على قلبي . أردت أن لا يقطعوني عن القراءة، إنها لذة لم أعهدها من قبل. أردت أن أواصل، صليت معهم وأعرف أن بعضهم تهامس عند خروجه مستغربًا من أن أصلي الفجر، أردت أن أواصل قراءة القرآن، سلّمت على الإمام وعلى عدد ممن بقي متأخرًا، ظللت أقرأ حتى أشرقت الشّمس .
                      كانت ثمة نافذة جنب المحراب تأتي بالضوء كأنه حزمة من النّقاء، أطلت عيناي منها، لترى ذلك المنظر الجميل، الله كم موقعه جميل مسجد قريتنا في قمة الجبل؟! تنظر إلى الأسفل فترى الوديان والسهول الممتدة مع خور جميل يمتد حتى البحر الذي تعكس زرقته أشعة الضوء بجمال متناه، لماذا لم يفكر أحد أن يستثمر هذا المكان الجميل؟!. أنا متأكد أن السياح سيجنون حين يشاهدونه ......
                      تساءلت في داخلي لحظتها :
                      (أعوذ بالله.. ماذا بي؟.. ماذا دهاني؟.. أنا في بيت الله.. وأريد أن أستثمره للتّجارة وللسّياحة.. لما لا.. لما.. لما لا يكون الله قادك إلى هذا المكان لتنجو من الإفلاس والهوان والذل؟.)
                      كانت تلك الكلمات بداخلي، عصفت بي للحظات ثم انتصر الشّيطان الساّكن في يسار قلبي كعادته، وخرجت إلى مسكن الإمام..
                      لم يكن من الصعب بأن أجعله إلى جانبي ليساعدني في إقناع أبناء القرية بأن الخير سيعم المكان والمنطقة كلها، وبأن أبناءهم سيعملون في المشروع السّياحي وبأننا سنبني مسجدًا أكبر منه في موقع آخر، فقمت بأخذ تنازلات من الجميع واستعنت بمعارفي في كتابة الأرض باسمي وبعتها لمستثمرين كرام، أحبوا الفكرة وأقبلوا عليها بسرعة وسددت ديوني وبدأت الحياة تلعب لعبتها معي من جديد.
                      - هل كان بعيدًا من هنا هذا المسجد؟
                      - ليس كثيرًا أظنه مكان المسبح والمطعم الإيطالي أو أقرب قليلاً إلى خيمة الرقص الشّرقي.
                      - وأين بنيت لهم المسجد الجديد ؟
                      - لم يبن بعد، المشكلة يا صاحبي بأن أسعار أراضي القرية ارتفعت والميزانية المخصصة للمسجد الجديد لم تخطط وتحسب لهذا الارتفاع .
                      ـــــــــــــــــــ شرفات جريدة عمان
                      كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                      ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                      ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                      نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                      مِن أطياف
                      "رواية" لـ/رضوى عاشور

                      تعليق


                      • #26
                        الملتقى بصلالة
                        عين ثالثة : رؤية في قصص الملتقى -2
                        كتبها: محمد بن سيف الرحبي
                        9/3/2008
                        الشبيبة

                        هداية ( سالم العمري ) :
                        "لغة سلسلة احتفت بالفكرة لتوضيحها: رجلٌ أصيب بخسارة كبيرة في سوق الأسهم، يتجه للإفلاس، لكنه يتمسك بقشة أخيرة تنقذه، المبدأ الديني، يتحوَّل المسجد إلى مشروع سياحة، يمكن بيع كل شيء للخروج من دائرة السّقوط، فطموحات رجال الأعمال تصعد حتى مئذنة لتجعل ما أسفلها مطعمًا إيطاليًا، فكرة متأنقة بالسَّلاسة، دفعتها خبرة القاص إلى بعض الزوائد التَّقريرية، فضعف الإمساك بخيط اللَّغة داخلة في تفاصيل عامة أوقعت القاص في خطابية أثرت رغم قلتها على النَّص ( القصير )، هداية، ربما ستهدينا قاصًا من نوع متميِّز يجيد الالتقاط واللَّعب على الرمزية بحنكة ودراية تدهشنا".
                        كان المُقاتِل مات/ جاءَه رجلٌ وقال: "لا تمت فأنا أحبُّك كثيرًا!!"/
                        ولكن الجُثْمان؛ ياللخسارة، واصلَ الموت/.
                        ثم جاءَه...(كلُّ أحبابه)/ أحاطوا به؛ رآهم الجُثْمان الحزين "هزَّه التَّأثر/
                        نهضَ ببطء/ احتضنَ أوَّلَ شخصٍ، وبدأ يسير"!!!.
                        مِن أطياف
                        "رواية" لـ/رضوى عاشور

                        تعليق

                        يعمل...
                        X