بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا .
أيها الأحبة في الله ...
قال الله جل وعلا : " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ " [الأعراف 127-130]
لما ظهر أمر موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام خشي السادة والكبراء من قوم فرعون من ذلك فقاموا بحثِّ فرعون لقتال نبي الله موسى ، فكان موقف النبوة هنا هو :
(1) تفويض الأمر إلى الله تعالى : " استعينوا بالله "
(2) الحث على التحلي بصفات أهل الإيمان : " واصبروا "
(3) التذكير بربط القلوب بالملك المعبود سبحانه ، " إن الأرض لله يورثها من يشاء "
(4) التذكير بأسس النصر ومقتضياته وسنة الله الكونية بأن " العاقبة للمتقين "
إنها قضية " يقين " و" معادلة النصر " لا تحتاج إلى براهين ، فلما خرج المرجفون وأصحاب النفوس الضعيفة تنظر للأمور بمقاييس الدنيا ، ورأوا أنهم لم يلقوا من الاستجابة لدعوة موسى عليه السلام إلا العنت والمشقة والعذاب ، وأظنها لسان حال كثيرين في يومنا هذا ، وهم يعتبون على أهل الإيمان مواقفهم ، ويحسبون الأمور بغير فهم عن الله تعالى .
هنا ردَّ موسى عليه السلام عليهم بأنَّ الأيام دول ، وأنَّ الغلبة ستكون لهم في يوم من الأيام ، لكن المحك هنا الذي يحتاج لوقفات طويلة ، هذه المرآة الكاشفة عن حقائق النفوس وما تخفي الصدور " فينظر كيف تعملون "
كيف تعملون بعد أن هُزم الجمع وولوا الدبر ؟
إذا أردتم الخير لهذه الأمة فلا تخلفوا الله ما وعدتموه ، ولا تنقضوا العهد بعد توكيده وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، استبشروا ببيعكم يا من أخذتم قرار التغيير ، واصدقوا الله يصدقكم .
فالمطلوب منكم الآن :
(1) تحديد مجال التغيير ( علمياً ، تعبديًا ، دعويًا ) أين الخلل عندك ؟ وابدأ خطوة بخطوة نحو الهدف .
(2) نحتاج إلى خمسة ثوابت التزامية للجميع ( إصلاح الفرائض ، قيام الليل ، ترتيل القرآن ، الذكر ، والتبتل ( الخلوة بالله تعالى) .
هيا ضعوا الجداول العملية لإصلاح هذه الخمس لتقيموا أمر دينكم .
- نحتاج تصحيح أمر الصلاة في أول الوقت ( ولا تهاون هنا أبدا ) .
- نحتاج تثبيت ورد يومي في القيام لا يقل عن نصف ساعة يوميا .
- ورد القرآن لا يقل عن جزء يوميا .
- المحافظة على اذكار الصباح والمساء ، والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
- نريد خلوة مناجاة وتبتل مع الله تعالى .
(3) ارتقاء إيماني علمي ، فأحداث غزة أظهرت بلا شك حجم الجهل عن الله بين ساحات الملتزمين قبل غيرهم ، ومن هنا نحتاج إلى علم وبصيرة ليهتدي المرء في زمان الفتنة هذا .
وأوصي هنا بالاستماع لسلسلة شرح الأسماء والصفات ، وإن شاء الله ستجدونها متوافرة للجميع قريبا .
(4) كن جنديا من جنود الإسلام في الأرض ، ألم تفهم بعد ما يكاد لهذه الأمة ؟ فمتى تفيق وتكون لبنة في جدار هذه الأمة ؟؟؟
اكتب أهداف هذا العام ، وتعالوا من الآن وحتى رمضان القادم نجعلها عام التغيير في حياتنا ، هذا سيختم القرآن إن شاء الله ، وهذا سينهي الفرض العيني عليه في العلم ، وهذا سيحقق هدفًا إيمانيا متعثرا عليه الآن ، بإذن الله سنتغير ، ونبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى .
استفيقوا واجعلوا من صمود إخوانكم وثباتهم دافعًا لكم لنصرة هذا الدين حتى يمكن له ، و " نراه قريبًا " إن شاء الملك .
والله المستعان
أيها الأحبة في الله ...
قال الله جل وعلا : " وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآَلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ قَالُوا أُوذِينَا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَأْتِيَنَا وَمِنْ بَعْدِ مَا جِئْتَنَا قَالَ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرَ كَيْفَ تَعْمَلُونَ " [الأعراف 127-130]
لما ظهر أمر موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام خشي السادة والكبراء من قوم فرعون من ذلك فقاموا بحثِّ فرعون لقتال نبي الله موسى ، فكان موقف النبوة هنا هو :
(1) تفويض الأمر إلى الله تعالى : " استعينوا بالله "
(2) الحث على التحلي بصفات أهل الإيمان : " واصبروا "
(3) التذكير بربط القلوب بالملك المعبود سبحانه ، " إن الأرض لله يورثها من يشاء "
(4) التذكير بأسس النصر ومقتضياته وسنة الله الكونية بأن " العاقبة للمتقين "
إنها قضية " يقين " و" معادلة النصر " لا تحتاج إلى براهين ، فلما خرج المرجفون وأصحاب النفوس الضعيفة تنظر للأمور بمقاييس الدنيا ، ورأوا أنهم لم يلقوا من الاستجابة لدعوة موسى عليه السلام إلا العنت والمشقة والعذاب ، وأظنها لسان حال كثيرين في يومنا هذا ، وهم يعتبون على أهل الإيمان مواقفهم ، ويحسبون الأمور بغير فهم عن الله تعالى .
هنا ردَّ موسى عليه السلام عليهم بأنَّ الأيام دول ، وأنَّ الغلبة ستكون لهم في يوم من الأيام ، لكن المحك هنا الذي يحتاج لوقفات طويلة ، هذه المرآة الكاشفة عن حقائق النفوس وما تخفي الصدور " فينظر كيف تعملون "
كيف تعملون بعد أن هُزم الجمع وولوا الدبر ؟
إذا أردتم الخير لهذه الأمة فلا تخلفوا الله ما وعدتموه ، ولا تنقضوا العهد بعد توكيده وقد جعلتم الله عليكم كفيلا ، استبشروا ببيعكم يا من أخذتم قرار التغيير ، واصدقوا الله يصدقكم .
فالمطلوب منكم الآن :
(1) تحديد مجال التغيير ( علمياً ، تعبديًا ، دعويًا ) أين الخلل عندك ؟ وابدأ خطوة بخطوة نحو الهدف .
(2) نحتاج إلى خمسة ثوابت التزامية للجميع ( إصلاح الفرائض ، قيام الليل ، ترتيل القرآن ، الذكر ، والتبتل ( الخلوة بالله تعالى) .
هيا ضعوا الجداول العملية لإصلاح هذه الخمس لتقيموا أمر دينكم .
- نحتاج تصحيح أمر الصلاة في أول الوقت ( ولا تهاون هنا أبدا ) .
- نحتاج تثبيت ورد يومي في القيام لا يقل عن نصف ساعة يوميا .
- ورد القرآن لا يقل عن جزء يوميا .
- المحافظة على اذكار الصباح والمساء ، والاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
- نريد خلوة مناجاة وتبتل مع الله تعالى .
(3) ارتقاء إيماني علمي ، فأحداث غزة أظهرت بلا شك حجم الجهل عن الله بين ساحات الملتزمين قبل غيرهم ، ومن هنا نحتاج إلى علم وبصيرة ليهتدي المرء في زمان الفتنة هذا .
وأوصي هنا بالاستماع لسلسلة شرح الأسماء والصفات ، وإن شاء الله ستجدونها متوافرة للجميع قريبا .
(4) كن جنديا من جنود الإسلام في الأرض ، ألم تفهم بعد ما يكاد لهذه الأمة ؟ فمتى تفيق وتكون لبنة في جدار هذه الأمة ؟؟؟
اكتب أهداف هذا العام ، وتعالوا من الآن وحتى رمضان القادم نجعلها عام التغيير في حياتنا ، هذا سيختم القرآن إن شاء الله ، وهذا سينهي الفرض العيني عليه في العلم ، وهذا سيحقق هدفًا إيمانيا متعثرا عليه الآن ، بإذن الله سنتغير ، ونبدأ صفحة جديدة مع الله تعالى .
استفيقوا واجعلوا من صمود إخوانكم وثباتهم دافعًا لكم لنصرة هذا الدين حتى يمكن له ، و " نراه قريبًا " إن شاء الملك .
والله المستعان
تعليق