السلام عليكم
اني أتقطع من المرارة وأنا أقرأ المواضيع التي غيبت عمدا و أقولها عمدا لكي نبتعد عن الإسلام الحقيقي الإسلام المحمدي الأصيل و ها هم الصحابة و التابعين البررة يتبركون بآثار سيد الخلق و الكائنات رسولنا محمد صلوات الله عليه و آله.
جرت سنة الله الحكيمة على إجراء فيضه إلى الناس عن طريق الأسباب العادية ، كما هو المشاهد لكل واحد منا إلا أنه سبحانه ربما يجري فيضه عن طريق علل غير مألوفة أو خارقة للعادة لغايات مختلفة ، فتارة تكون الغاية هي الاعجاز وإثبات النبوة وأخرى تكون هي إجلال الشخص وتكريمه .
أما الأول ، فكالمعاجز التي يأتي بها الأنبياء بإذن الله سبحانه في مقام الدعوة والتحدي ، والقرآن يعج بهذا النوع من المعجزات .
وأما الثاني : فنذكر منه نموذجين : قال سبحانه : * ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) * . ( 1 )
وقال سبحانه : * ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ) * . ( 2 )
1 . آل عمران / 37 .
2 . مريم / 25 .
وما ورد في هذه الآيات من ظهور فيضه سبحانه على خاصة أوليائه إنما هو من باب الكرامة لا الإعجاز ، فلم تكن مريم " عليها السلام " مدعية للنبوة حتى تتحدى بهذه الكرامة ، بل كان تفضلا من الله سبحانه عليها في فترات متلاحقة .
ويقرب مما ذكرنا قوله سبحانه : * ( اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا .
. . * فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ) * . ( 1 )
ومما لا شك فيه أن يوسف لم يكن مدعيا للنبوة أمام إخوته حتى يتحدى بهذه الكرامة ، وإنما كان تفضلا من الله عن هذا الطريق لإعادة بصر أبيه يعقوب .
هذه الآيات توقفنا على أنه سبحانه : يجري فيضه على عباده عن طريقين فتارة عن طريق الأسباب العادية ، وأخرى عن طريق أسباب غير عادية . وأما تأثير تلكم الأسباب غير العادية كالأسباب العادية فكلها بإذن الله سبحانه .
وعلى ضوء ذلك كان المسلمون يتبركون بآثار
رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " حيث يتبركون بشعره وبفضل وضوئه وثيابه وآنيته ومس جسده الشريف ، إلى غير ذلك من آثاره الشريفة
1 . يوسف / 93 - 96 .
التي رواها الأخيار عن الأخيار . فصار التبرك بها سنة الصحابة واقتدى آثارهم من نهج نهجهم من التابعين والصالحين .
قال ابن هشام في الفصل الذي عقده لصلح الحديبية : إن قريشا بعثت عروة بن مسعود الثقفي إلى رسول الله " صلى الله عليه وآله
وسلم " فجلس بين يديه وبعد ما وقف على نية الرسول من خروجه إلى مكة رجع إلى قومه وأخبرهم بما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : إن محمدا لا يتوضأ إلا وابتدر أصحابه بماء وضوئه ، ولا يسقط من شعره شئ إلا أخذوه ، ثم قال : يا معشر قريش لقد رأيت كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه ، والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشئ أبدا فروا رأيكم . ( 1 )
وقد ألف غير واحد من علماء الإسلام ما قام به الصحابة من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم نذكر عناوينها : التبرك بتحنيك الأطفال . التبرك بالمسح والمس . التبرك بفضل وضوئه وغسله . التبرك بسؤر شرابه وطعامه .
1 . السيرة النبوية : ابن هشام : 2 / 314 ، صلح الحديبية .
إن تبرك الصحابة لم يقتصر على ذلك بل كانوا يتبركون بماء أدخل فيه يده المباركة ، وبماء من الآنية التي شرب منها ، وبشعره ، وعرقه ، وظفره ، والقدح الذي شرب منه ، وموضع فمه ، ومنبره ، والدنانير التي أعطاها ، وقبره وجرت عادتهم على التبرك به ، ووضع الخد عليه والبكاء عنده .
وقد ألف المحقق العلامة محمد طاهر بن عبد القادر كتابا باسم " تبرك الصحابة " ، وهو من علماء مكة المكرمة قال فيه : أجمعت صحابة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " على التبرك بآثار رسول الله والاهتمام في جمعها وهم الهداة المهديون والقدوة الصالحون فيتبركون بشعره وبفضل وضوئه وعرقه وثيابه وآنيته وبمس جسده الشريف ، وبغير ذلك مما عرف من آثاره الشريفة التي صحت به الأخبار عن الأخيار .
وقد وقع التبرك ببعض آثاره في عهده وأقره ولم ينكر عليه ، فدل ذلك دلالة قاطعة على مشروعيته ، ولو لم يكن مشروعا لنهى عنه وحذر منه .
اللهم صل على محمد و آل محمد
اني أتقطع من المرارة وأنا أقرأ المواضيع التي غيبت عمدا و أقولها عمدا لكي نبتعد عن الإسلام الحقيقي الإسلام المحمدي الأصيل و ها هم الصحابة و التابعين البررة يتبركون بآثار سيد الخلق و الكائنات رسولنا محمد صلوات الله عليه و آله.
جرت سنة الله الحكيمة على إجراء فيضه إلى الناس عن طريق الأسباب العادية ، كما هو المشاهد لكل واحد منا إلا أنه سبحانه ربما يجري فيضه عن طريق علل غير مألوفة أو خارقة للعادة لغايات مختلفة ، فتارة تكون الغاية هي الاعجاز وإثبات النبوة وأخرى تكون هي إجلال الشخص وتكريمه .
أما الأول ، فكالمعاجز التي يأتي بها الأنبياء بإذن الله سبحانه في مقام الدعوة والتحدي ، والقرآن يعج بهذا النوع من المعجزات .
وأما الثاني : فنذكر منه نموذجين : قال سبحانه : * ( كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقًا قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ) * . ( 1 )
وقال سبحانه : * ( وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا ) * . ( 2 )
1 . آل عمران / 37 .
2 . مريم / 25 .
وما ورد في هذه الآيات من ظهور فيضه سبحانه على خاصة أوليائه إنما هو من باب الكرامة لا الإعجاز ، فلم تكن مريم " عليها السلام " مدعية للنبوة حتى تتحدى بهذه الكرامة ، بل كان تفضلا من الله سبحانه عليها في فترات متلاحقة .
ويقرب مما ذكرنا قوله سبحانه : * ( اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا .
. . * فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا ) * . ( 1 )
ومما لا شك فيه أن يوسف لم يكن مدعيا للنبوة أمام إخوته حتى يتحدى بهذه الكرامة ، وإنما كان تفضلا من الله عن هذا الطريق لإعادة بصر أبيه يعقوب .
هذه الآيات توقفنا على أنه سبحانه : يجري فيضه على عباده عن طريقين فتارة عن طريق الأسباب العادية ، وأخرى عن طريق أسباب غير عادية . وأما تأثير تلكم الأسباب غير العادية كالأسباب العادية فكلها بإذن الله سبحانه .
وعلى ضوء ذلك كان المسلمون يتبركون بآثار
رسول الله " صلى الله عليه وآله وسلم " حيث يتبركون بشعره وبفضل وضوئه وثيابه وآنيته ومس جسده الشريف ، إلى غير ذلك من آثاره الشريفة
1 . يوسف / 93 - 96 .
التي رواها الأخيار عن الأخيار . فصار التبرك بها سنة الصحابة واقتدى آثارهم من نهج نهجهم من التابعين والصالحين .
قال ابن هشام في الفصل الذي عقده لصلح الحديبية : إن قريشا بعثت عروة بن مسعود الثقفي إلى رسول الله " صلى الله عليه وآله
وسلم " فجلس بين يديه وبعد ما وقف على نية الرسول من خروجه إلى مكة رجع إلى قومه وأخبرهم بما دار بينه وبين الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم قال : إن محمدا لا يتوضأ إلا وابتدر أصحابه بماء وضوئه ، ولا يسقط من شعره شئ إلا أخذوه ، ثم قال : يا معشر قريش لقد رأيت كسرى في ملكه ، وقيصر في ملكه ، والنجاشي في ملكه ، وإني والله ما رأيت ملكا في قومه قط مثل محمد في أصحابه ولقد رأيت قوما لا يسلمونه لشئ أبدا فروا رأيكم . ( 1 )
وقد ألف غير واحد من علماء الإسلام ما قام به الصحابة من التبرك بآثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم نذكر عناوينها : التبرك بتحنيك الأطفال . التبرك بالمسح والمس . التبرك بفضل وضوئه وغسله . التبرك بسؤر شرابه وطعامه .
1 . السيرة النبوية : ابن هشام : 2 / 314 ، صلح الحديبية .
إن تبرك الصحابة لم يقتصر على ذلك بل كانوا يتبركون بماء أدخل فيه يده المباركة ، وبماء من الآنية التي شرب منها ، وبشعره ، وعرقه ، وظفره ، والقدح الذي شرب منه ، وموضع فمه ، ومنبره ، والدنانير التي أعطاها ، وقبره وجرت عادتهم على التبرك به ، ووضع الخد عليه والبكاء عنده .
وقد ألف المحقق العلامة محمد طاهر بن عبد القادر كتابا باسم " تبرك الصحابة " ، وهو من علماء مكة المكرمة قال فيه : أجمعت صحابة النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " على التبرك بآثار رسول الله والاهتمام في جمعها وهم الهداة المهديون والقدوة الصالحون فيتبركون بشعره وبفضل وضوئه وعرقه وثيابه وآنيته وبمس جسده الشريف ، وبغير ذلك مما عرف من آثاره الشريفة التي صحت به الأخبار عن الأخيار .
وقد وقع التبرك ببعض آثاره في عهده وأقره ولم ينكر عليه ، فدل ذلك دلالة قاطعة على مشروعيته ، ولو لم يكن مشروعا لنهى عنه وحذر منه .
اللهم صل على محمد و آل محمد