بسم الله الرحمن الرحيم
الدنيا مهما طالت فهي قصيرة.
ومهما عظمت فهي حقيرة.
وأن الليل مهما طال فلابد من طلوع الفجر.
وأن النهار مهما طال فلابد له من الغروب.
وأن كل نعيم على الدنيا زائل لا محالة.
وأن كل شيء سيفنى ويموت.
وأن الإنسان مهما عاش فلابد من الرحيل.
وأن العمر مهما طال فلابد من دخول القبر.
وأن بعد الموت إما الجنة أو النار.
وسبحان الحي القيوم الذي لا يموت.
والسؤال الأهم ماذا أعددنا لرحلة النهاية؟
ماذا قدمنا لأنفسنا من خير لنجده عند الله في ميزان حسنانا في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم؟
ماذا سجل في صحائفنا؟
ماذا أعددنا للحفرة التي سنوضع فيها؟
ماذا أعددنا لسؤال يوم القيامة عن (العمر – الشباب – العلم – المال)؟
ماذا أعددنا للوقفة الحاسمة أمام أحكم الحاكمين وجبار السموات والأرض؟
فهل تذكرنا الموت في يوم من الأيام وأن القبر أما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار؟
هل أدينا الصلوات الخمس المفروضة على أوقاتها في خشوع وطمأنينة كاملة وحفظنا على أدائها في المساجد؟
هل نجد الراحة النفسية عند أداء الصلاة؟
هل قرآنا شيئا من القرآن الكريم وعملنا به في حياتنا؟
هل ثابرنا على الأذكار والأوراد دبر كل صلاة (سبحان الله ثلاثاً وثلاثين والحمد لله ثلاثاً وثلاثين والله أكبر ثلاثاً وثلاثين ثم آية الكرسي)؟
هل سألنا الله الجنة التي فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على بال بشر؟
هل استعذنا به من عذاب القبر وعذاب جهنم؟
هل علمنا أن السعادة الحقيقية في طاعة الله؟
هل تجنبنا كل ما يغضب الله؟
هل اجتنبنا الكبائر (الشرك بالله – عقوق الوالدين – قول الزور)؟
هل اجتنبنا المهلكات (ترك الصلاة – قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق – الزنا – شرب الخمر – الرشوة – قطع الأرحام – أكل الربا – أكل مال اليتيم بغير حق – السحر – قذف المؤمنات المحصنات الغافلات)؟
هل فكرنا في الابتعاد عن أصدقاء السوء؟
هل نظفنا قلوبنا من الكبرياء والحسد والحقد والنفاق والتعلق بمفاتن الدنيا؟
هل طهرنا ألسنتنا من الكذب والنميمة والغيبة والسخرية من الآخرين؟
هل تحرينا الحلال الطيب في مشربنا ومطعمنا؟
هل أعطينا الزكاة حقها وهل أدركنا أنها حق الله؟
هل اجتهدنا للتخلص من خلق مرذول أو صفة ذميمة أو عادة قبيحة (الغضب – فضول الكلام – سوء الظن – الاستهتار – الكسل – بذاءة القول – الخداع – البخل – الطمع – التشاؤم)؟
هل اجتهدنا لاكتساب خلق كريم أو صفة حميدة أو سنة كنا نهملها (الحلم – الصبر – الحياء – الرحمة – التواضع – الإخلاص – الكرم – الوفاء – التسامح – الإيثار – المروءة – إفشاء السلام – آداب الاستئذان – قيام الليل – صيام الاثنين والخميس – الصدقة على الفقراء والمساكين – تقبيل يد الوالدة والوالد – التفاني في العمل – مراقبة الله – زيارة القبور – التعاون على البر والتقوى – الدعوة إلى الخير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)؟
هل جاهدنا أنفسنا أمام الشهوات والنزعات الشيطانية؟
هل حفظنا فروجنا من فاحشة الزنا؟
هل زرنا أقاربنا ووصلنا أرحامنا؟
هل أحسنا إلى جيراننا؟
هل أعطينا الطريق حقه (غض البصر – كف الأذى – رد السلام)؟
هل علمنا حقيقة الدنيا الفانية وحقارة أمانيها؟
وأدركنا أن الدنيا دار ممر وابتلاء ليميز الله الخبيث من الطيب؟
وأن محبة المال أصل الشرور ومنبع الخلاف وغياب المحبة والمودة بين الناس؟
وأن القناعة كنز لا يفني؟
وأن حق الزوجة (حسن المعاشرة بالمعروف – المعاملة الطيبة – الإطعام – الملاطفة والممازحة في اعتدال ووقار – تجنب ضرب الوجه والضرب المبرح)؟
وأن أساس الحياة الزوجية هو المودة والمحبة، وليس أساسها المهر الغالي ولا الشقة الفاخرة ولا الأثاث الثمين؟
وأن أجمل زينة للبنت هي الحياء والوقار؟
وأن الحجاب عفة وطهارة ونقاء؟
وأن المرأة التي تجعل لباسها التقوى وزينتها الحياء وعطرها الوضوء وحليها الوقار والعفاف امرأة عروب ودرة مصونة ولؤلؤة مكنونة وجوهرة ثمينة محفوظة؟
هل تفكرنا في أسماء الله الحسنى وصفاته العليا؟
هل تذكرنا الكلمتان الخفيفتان على اللسان، والثقيلتان في الميزان، والحبيبتان إلى الرحمن (سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)؟
هل نعلم بأن الحسنة ضياء في الوجه ونوراً في القلب وسعة في الرزق وقوة في البدن ومحبة في قلوب الخلق؟
وأن السيئة سواد في الوجه وظلمة في القلب وضيقاً في الرزق ووهناً في البدن وبغضاً في قلوب الخلق؟
إنها أسئلة طريق السعادة الحقيقية الأبدية، ليست نثراً من الأدب ولا شعراً من الطرب، إنها حديث القلب من المحب إلى الحبيب.
أو كما قال الحبيب (ص): حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا.
اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً فأغفر لي، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
سبحانك اللهم وبحمدك نستغفرك ونتوب إليك
تعليق