السيده زينب بنت الامام علي هي ثمرة للبذور الطيبة السماوية وقد ساهم في تشكيلها عدد من العظماء والافذاذ وعباقرة ؛ فهي امتداد طبيعي لرسول الله وحفيدته ؛ وكانت زينب – عليها السلام – تمتلك مواصفات نفسية عالية وكفاءات ذهنية وعلمية متقدمه ؛ أحدثت تأثير فعلي مهم على ساحة الانسانيه ؛ فقد أدركت زينب بشخصيتها الواعية المأزق الذي وصل اليه الحكم الاموي بتحوليه الخلافة الراشده التي هي مهمة دينية وحضارية الى مجرد الملك ؛ وكانت السيدة زينب احدى القيادات الاسلامية التى وعت هذا المأزق الخطير ؛ والتقطت امال واحلام وهموم ومخاوف الحركة الشعبية التي ارادت أن تدافع عن مشروع الاسلام الحضاري والتحرري ؛ وقد نذرت نفسها لحياة الكفاح والمواجهة والتضحية وتنازلت عن سعادتها ؛ واستقرارها ؛ تنازلت عن كل شئ شخصي من اجل المبادئ ؛ لذا غادرت بيتها العائلي الهادئ والتحقت بقافلة الثوره لقيادة المعارضة السياسيه ضد الفساد الاقتصادي والاجتماعي والانحلال الخلقي الذي ساد بعد انتهاء الخلافة الراشده ؛ واستطاعت زينب بصمودها أن تصحح الخلل الفكري ؛ وتفجر روح الثورة وتخاطب المتقاعسين بانه لا يجوز أن يقايض المسلم على حريته ومبادئه مهما كان الثمن .
ومن خلال مشاركتها الفعالة والواضحة ولاستيعابها الكامل لفلسفة الثورة مثلت زينب المرأة المسلمة في تفاعلها مع الحدث ؛ وفي تجسيد موقف الاسلام من عمل المرأة في المجال السياسي وفي المجال الاجتماعي .
واستمرت السيده في اداء رسالتها الجهادية الاعلامية بوعي سابق وادراك عميق الى حين وفاتها في المنفى وفي ظروف غامضه .
وقد بقيت تلك القيم متوهجة يتذكرها التاريخ بتقدير وتبجيل كرمز من رموز العطاء الانساني ونموذج لمواقف المرأة في الثورات والانتفاضات والحركات السياسية على مر العصور .
الهوامش :
- المرشد العدد الخامس – محمد مهدي شمس الدين
بطلة كربلاء – بنت الشاطئ
السيده زينب – محمد تقي المدرسي
تعليق