محمد يعقوب: نحن أمة العلم والإبداع
محيط ـ إيمان الخشاب
تحدث الشيخ محمد حسين يعقوب عن العلاقة بين السنة الشريفة والعلم الحديث وذلك خلال برنامجه المتميز "مفاتيح الخير" على قناة الرسالة .
بدأ الحديث قائلاً: إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، إن نور الوحي القرآني، والنبوي لا يطمس نور العقل أو نور العمل أبدا.. بل يباركه، ونزكيه، ويقويه، بشرط أن يزعن العقل، والعلم مع الكون كله لله رب العالمين.
فواجب على أمة العلم أن تحترم العلم، وأن تقدر العقل، وأن تقدر الإدراك البشري بالقدر الذي أراده الرب العلي، والحبيب العلي بشرط أن لا نتجاوز بالعقل أو بالعلم الحد، ولا المجال حتى لا نتيه في الضلال، وحتى لا نجعل بعد ذلك من العلم أو من العقل ندا لله جل وعلا.
فالإسلام لا يحارب العلم حاشى، ولا يتهم العقل أبدا بل لقد جعل الإسلام العقل مناط التكليف، وكانت الآيات الأول التي نزلت على قلب الأمي الذي علم المتعلمين -صلى الله عليه وسلم- تدعوا إلى العلم، وإلى القراءة.. بل وتتحدث عن المرحلة من مراحل الخلق لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا في السنوات القليلة الماضية ألا وهي مرحلة العلقة تدبر معي قول الله تعالى في صدر سورة العلق.. { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} تدبر معي كلمات العلم، ومواد العلم في هذه الكلمات القليلة في هذه الآيات الكريمة التي كانت أول آيات نزلت على قلب الأمي الذي علم الأميين -صلى الله عليه وسلم- نعم نحن أمة العلم، وأمة القراءة، وأمة الإبداع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. بل أقول بملئ فمي، وباطمئنان كامل إن علمنا الذي هو من خلال الوحي الرباني، والنبوي هو اليقين، والحق الذي لا يأتيه الباطل هو الحق الثابت المطلق، أما ما يقدمه الإنسان في العصر الحديث من العلم من قانون أو تجربة أو كشف علم أو نظرية علمية حديثة إلى غير ذلك.. ما هو إلا احتمالات.
يقول عالم الطبيعية الأمريكي الشهير مالكي استانلي "إن العلوم التي يقدمها الإنسان في العصر الحديث تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات، ونتائجها ليست يقينية، وليست نهائية.. بل هي اجتهادية، ولذلك هي قابلة للتعديل بالإضافة أو الحذف، ومن ثم إذا وصل العالم إلى قانون أو نظرية علمية يقول هذا آخر ما وصل إليه العلم الحديث.. ثم يترك الباب مفتوحا لأي تعديلات بالإضافة أو الحذف"
وهنا اقول : شهد شاهد من أهلها.. هذه شهادة تؤكد أن ما يصل إليه الإنسان من نظريات علمية حديثة تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات، ونتائجها ليست نهائية، وليست يقينية.. بل هي ظنية.. بل هي اجتهادية.. بل وتخرج نظريته محكومة بصفاته فالإنسان موصوف بالجهل أو بقلة العلم تتحكم فيه الشهوات، والنزوات، وإن عاش في زمان لا يعيش في غيره، وإن رأى مكان لا يرى غيره، ومن ثم يأتي كشفه العلمي متصف بصفاته البشرية الإنسانية؛ ولذلك يقف أو ينقسم الناس إلى صنفين أو إلى قسمين مع هذه النظرية العلمية الحديثة.
الشاهد أيها الأفاضل: أننا لا نقلل من شأن العلم بل نؤكد لأحبابنا ولأولادنا بل للعالم كله أن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أمة العلم، وأول آيات نزلت على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- تؤكد هذه الحقيقة بجلاء.
باختصار شديد المقدمة الثانية مع هذا العلم الذي وصل إليه الإنسان في العصر الحديث، ولم ندفن رؤوسنا في الرمال، ونتجاهل ما وصل إليه الإنسان لا بل نقر بأن فجر الذرة، وصنع القنبلة النووية، والهيدروجينية، ونقر بأنه صنع الفضائيات بل، وصدر في السموات.. في السنوات القليلة الماضية أتوبيس الفضاء اسكفري.. بل ونقر بأنه حول العالم كله إلى قرية صغيرة عن طريق هذا التقدم العلمي المذهل في عالم الاتصالات، والمواصلات.. تستطيع الآن، وأنت بين يدي أن تخاطب إنسان في أقصى الشرق أو في أقصى الغرب عبر هاتفك المحمول.. بل، وتستطيع أيضا أن تراه عبر هذا الجهاز الذي نراه الآن بين أيدينا، والذي يعرف بالكمبيوتر أو اللاب توب.
لا ننكر ذلك.. لكن مع هذا التقدم العلمي خرج على البشرية صنف متمرد ينفخ في القلوب، والعقول، والآذان في آن ليوهم البشرية أنها بعدما وصلت بعد هذه المرحلة من مراحل التقدم العلمي المذهل أصبحت البشرية في مرحلة تسمى بمرحلة النضج العقلي بحيث لا تعد البشرية الآن في حاجة إلى الرسل عامة، وإلى النبي محمد خاصة.
بل منهم من يقول: إن إلزام البشرية بالعودة إلى القرآن، وإلى السنة يشكل حشرا على العقل البشري المذهل المبدع الذي صنع ما صنع، ووصل إلى ما وصل إليه.. فهذه الدعوة ترد البشرية آلاف السنين إلى الوراء.. فالتفوت البشرية؛ لتمضي كما تشاء بعيدا عن وحي السماء الذي يتمثل في القرآن أو في كلام الرسل، والأنبياء، وعلى رأسهم إمامهم الأعظم صلى الله عليه وسلم.
دعوة خبيثة، وخطيرة بل وأثرت في قلوب، وعقول كثيرة، وأنا كما ذكرت، وأؤكد ما أقلل من قدر ما وصل إليه الإنسان في العصر الحديث في الجانب العلمي لا أقلل من قدر ذلك، ولكنني أؤكد لإخواننا، ولأحبابنا حتى لا ينخدع أحد وحتى لا يفتن أحد بأن العقل له مجاله، الذي يبدع فيه، ويتقن فيه.. بل، وأمره الإسلام بذلك: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} أفلا يعقلون؟ أفلا يتدبرون؟
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } إلى غير ذلك من المعاني الجميلة التي تدعوا العقل إلى الإبداع، وإلى التفكر والعمل.. لكن محال أن يصل العقل مجردا بدون الوحي القرآني، والنبوي.. محال أن يصل إلى الحق فيما يتعلق بجانب الإيمانيات، والعقيدة، وجانب الغيبيات محال أن يصل العقل مجردا بعيدا عن الوحي إلى أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى، وإلى أفعاله -جل وعلا- محال أن يصل إلى حقائق الإيمان، وإلى أركان الإيمان يستطيع العقل أن يتعرف على بعض آيات الربوبية إن كان عقلا سويا.. لكن محال أن تعرف العقل على حقائق الدين، والإيمان بعيدا عن الوحي.
المراد بالعلم.. العلم عن الله.. العلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا لا أريد أن أطيل النفس في هذه الجزئية.. إذا أردت أن تتعرف على قيمة العقل البشري.. إذا انفك عن نور الوحي الإلهي الرباني، والنبوي فانظر إليه ستراه في مستنقع جانب عفن في جانب العقيدة، في جانب الأخلاق في جانب المعاملات في جانب السلوك سترى هذا العقل يعبد حجرا يعبد شجرا يعبد بقرة يدافع عن الدعارة يدافع عن العنصرية البغيضة الذي يسميها الآن كذبا، وتضليلا بالتطهير العقلي يدافع عن سفك الدماء، وتمزيق الأشلاء التي يسميها كذبا، وزورا، وبهتانا بالحرية المشئومة إلى غير ذلك.
إذا أردت أن تعرف حقيقة العقل إذا انفك عن نور الوحي الإلهي، والنبوي فانظر إليه في أي مستنقع أثم من هذه المستنقعات للتعرف على قيمته الحقيقية، وعلى قدره، وقدرته.. لا شيء فلا ينبغي أن يعبد العقل، ولا ينبغي أن يعبد العلم، ولا ينبغي أن نتخذ العقل، والعلم من دون الله جل وعلا.
سلو الله أن يملأ قلوبنا جميعا بحبه، وحب نبينا -صلى الله عليه وسلم- فأنا لا أقلل من قدر العقل أبدا، وإنما أقول: يجب على العقل أن لا يتعدى حده، وأن لا يتخطى قدره، وأن يزعن العقل، والعلم معا مع الكون كله لله رب العالمين.. فما وصل العقل البشري لما وصل إليه إلا في الوقت الذي اراده الله جل وعلا .
محيط ـ إيمان الخشاب
تحدث الشيخ محمد حسين يعقوب عن العلاقة بين السنة الشريفة والعلم الحديث وذلك خلال برنامجه المتميز "مفاتيح الخير" على قناة الرسالة .
بدأ الحديث قائلاً: إن أصدق الحديث كتاب الله تعالى، وخير الهدي هدي نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدث بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، إن نور الوحي القرآني، والنبوي لا يطمس نور العقل أو نور العمل أبدا.. بل يباركه، ونزكيه، ويقويه، بشرط أن يزعن العقل، والعلم مع الكون كله لله رب العالمين.
فواجب على أمة العلم أن تحترم العلم، وأن تقدر العقل، وأن تقدر الإدراك البشري بالقدر الذي أراده الرب العلي، والحبيب العلي بشرط أن لا نتجاوز بالعقل أو بالعلم الحد، ولا المجال حتى لا نتيه في الضلال، وحتى لا نجعل بعد ذلك من العلم أو من العقل ندا لله جل وعلا.
فالإسلام لا يحارب العلم حاشى، ولا يتهم العقل أبدا بل لقد جعل الإسلام العقل مناط التكليف، وكانت الآيات الأول التي نزلت على قلب الأمي الذي علم المتعلمين -صلى الله عليه وسلم- تدعوا إلى العلم، وإلى القراءة.. بل وتتحدث عن المرحلة من مراحل الخلق لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا في السنوات القليلة الماضية ألا وهي مرحلة العلقة تدبر معي قول الله تعالى في صدر سورة العلق.. { اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ{1} خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ{2} اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ{3} الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ{4} عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} تدبر معي كلمات العلم، ومواد العلم في هذه الكلمات القليلة في هذه الآيات الكريمة التي كانت أول آيات نزلت على قلب الأمي الذي علم الأميين -صلى الله عليه وسلم- نعم نحن أمة العلم، وأمة القراءة، وأمة الإبداع بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. بل أقول بملئ فمي، وباطمئنان كامل إن علمنا الذي هو من خلال الوحي الرباني، والنبوي هو اليقين، والحق الذي لا يأتيه الباطل هو الحق الثابت المطلق، أما ما يقدمه الإنسان في العصر الحديث من العلم من قانون أو تجربة أو كشف علم أو نظرية علمية حديثة إلى غير ذلك.. ما هو إلا احتمالات.
يقول عالم الطبيعية الأمريكي الشهير مالكي استانلي "إن العلوم التي يقدمها الإنسان في العصر الحديث تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات، ونتائجها ليست يقينية، وليست نهائية.. بل هي اجتهادية، ولذلك هي قابلة للتعديل بالإضافة أو الحذف، ومن ثم إذا وصل العالم إلى قانون أو نظرية علمية يقول هذا آخر ما وصل إليه العلم الحديث.. ثم يترك الباب مفتوحا لأي تعديلات بالإضافة أو الحذف"
وهنا اقول : شهد شاهد من أهلها.. هذه شهادة تؤكد أن ما يصل إليه الإنسان من نظريات علمية حديثة تبدأ بالاحتمالات، وتنتهي بالاحتمالات، ونتائجها ليست نهائية، وليست يقينية.. بل هي ظنية.. بل هي اجتهادية.. بل وتخرج نظريته محكومة بصفاته فالإنسان موصوف بالجهل أو بقلة العلم تتحكم فيه الشهوات، والنزوات، وإن عاش في زمان لا يعيش في غيره، وإن رأى مكان لا يرى غيره، ومن ثم يأتي كشفه العلمي متصف بصفاته البشرية الإنسانية؛ ولذلك يقف أو ينقسم الناس إلى صنفين أو إلى قسمين مع هذه النظرية العلمية الحديثة.
الشاهد أيها الأفاضل: أننا لا نقلل من شأن العلم بل نؤكد لأحبابنا ولأولادنا بل للعالم كله أن أمة النبي -صلى الله عليه وسلم- هي أمة العلم، وأول آيات نزلت على قلب النبي -صلى الله عليه وسلم- تؤكد هذه الحقيقة بجلاء.
باختصار شديد المقدمة الثانية مع هذا العلم الذي وصل إليه الإنسان في العصر الحديث، ولم ندفن رؤوسنا في الرمال، ونتجاهل ما وصل إليه الإنسان لا بل نقر بأن فجر الذرة، وصنع القنبلة النووية، والهيدروجينية، ونقر بأنه صنع الفضائيات بل، وصدر في السموات.. في السنوات القليلة الماضية أتوبيس الفضاء اسكفري.. بل ونقر بأنه حول العالم كله إلى قرية صغيرة عن طريق هذا التقدم العلمي المذهل في عالم الاتصالات، والمواصلات.. تستطيع الآن، وأنت بين يدي أن تخاطب إنسان في أقصى الشرق أو في أقصى الغرب عبر هاتفك المحمول.. بل، وتستطيع أيضا أن تراه عبر هذا الجهاز الذي نراه الآن بين أيدينا، والذي يعرف بالكمبيوتر أو اللاب توب.
لا ننكر ذلك.. لكن مع هذا التقدم العلمي خرج على البشرية صنف متمرد ينفخ في القلوب، والعقول، والآذان في آن ليوهم البشرية أنها بعدما وصلت بعد هذه المرحلة من مراحل التقدم العلمي المذهل أصبحت البشرية في مرحلة تسمى بمرحلة النضج العقلي بحيث لا تعد البشرية الآن في حاجة إلى الرسل عامة، وإلى النبي محمد خاصة.
بل منهم من يقول: إن إلزام البشرية بالعودة إلى القرآن، وإلى السنة يشكل حشرا على العقل البشري المذهل المبدع الذي صنع ما صنع، ووصل إلى ما وصل إليه.. فهذه الدعوة ترد البشرية آلاف السنين إلى الوراء.. فالتفوت البشرية؛ لتمضي كما تشاء بعيدا عن وحي السماء الذي يتمثل في القرآن أو في كلام الرسل، والأنبياء، وعلى رأسهم إمامهم الأعظم صلى الله عليه وسلم.
دعوة خبيثة، وخطيرة بل وأثرت في قلوب، وعقول كثيرة، وأنا كما ذكرت، وأؤكد ما أقلل من قدر ما وصل إليه الإنسان في العصر الحديث في الجانب العلمي لا أقلل من قدر ذلك، ولكنني أؤكد لإخواننا، ولأحبابنا حتى لا ينخدع أحد وحتى لا يفتن أحد بأن العقل له مجاله، الذي يبدع فيه، ويتقن فيه.. بل، وأمره الإسلام بذلك: { قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ} أفلا يعقلون؟ أفلا يتدبرون؟
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لِّأُوْلِي الألْبَابِ } إلى غير ذلك من المعاني الجميلة التي تدعوا العقل إلى الإبداع، وإلى التفكر والعمل.. لكن محال أن يصل العقل مجردا بدون الوحي القرآني، والنبوي.. محال أن يصل إلى الحق فيما يتعلق بجانب الإيمانيات، والعقيدة، وجانب الغيبيات محال أن يصل العقل مجردا بعيدا عن الوحي إلى أسماء الله الحسنى، وصفاته العلى، وإلى أفعاله -جل وعلا- محال أن يصل إلى حقائق الإيمان، وإلى أركان الإيمان يستطيع العقل أن يتعرف على بعض آيات الربوبية إن كان عقلا سويا.. لكن محال أن تعرف العقل على حقائق الدين، والإيمان بعيدا عن الوحي.
المراد بالعلم.. العلم عن الله.. العلم عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأنا لا أريد أن أطيل النفس في هذه الجزئية.. إذا أردت أن تتعرف على قيمة العقل البشري.. إذا انفك عن نور الوحي الإلهي الرباني، والنبوي فانظر إليه ستراه في مستنقع جانب عفن في جانب العقيدة، في جانب الأخلاق في جانب المعاملات في جانب السلوك سترى هذا العقل يعبد حجرا يعبد شجرا يعبد بقرة يدافع عن الدعارة يدافع عن العنصرية البغيضة الذي يسميها الآن كذبا، وتضليلا بالتطهير العقلي يدافع عن سفك الدماء، وتمزيق الأشلاء التي يسميها كذبا، وزورا، وبهتانا بالحرية المشئومة إلى غير ذلك.
إذا أردت أن تعرف حقيقة العقل إذا انفك عن نور الوحي الإلهي، والنبوي فانظر إليه في أي مستنقع أثم من هذه المستنقعات للتعرف على قيمته الحقيقية، وعلى قدره، وقدرته.. لا شيء فلا ينبغي أن يعبد العقل، ولا ينبغي أن يعبد العلم، ولا ينبغي أن نتخذ العقل، والعلم من دون الله جل وعلا.
سلو الله أن يملأ قلوبنا جميعا بحبه، وحب نبينا -صلى الله عليه وسلم- فأنا لا أقلل من قدر العقل أبدا، وإنما أقول: يجب على العقل أن لا يتعدى حده، وأن لا يتخطى قدره، وأن يزعن العقل، والعلم معا مع الكون كله لله رب العالمين.. فما وصل العقل البشري لما وصل إليه إلا في الوقت الذي اراده الله جل وعلا .
تعليق