تويت
ثمانيني يحفظ نصف القرآن في خمس سنوات
ثمانيني يحفظ نصف القرآن في خمس سنوات
محيط - بدرية طه حسين
الطريق إلى الله طويل ولا يتوقف السير فيه عند سن فالإنسان يجب أن يتطلع دائما إلى نيل رضوان الله حتى وأن اصبح قعيد لا يستطيع التحرك من مكانه .. هذا ما يسرده لنا الدكتور مريد الكلاب في برنامجه الممتع "سبع دقائق" الذي يبث على قناة "الرسالة".
ويروي الكلاب قصته مع عجوز ثمانيني التقى به وهو في السابعة عشر من العمر عندما ذهب لزيارة أحد أصدقائه في أول أيام عيد الفطر، وتصادف وقت وصوله إلى منزل زميله قرب صلاة العصر ففضل أن يتوجه إلى المسجد أولا ثم يذهب إليه بعد الصلاة.
ويقول الكلاب :" دخلت المسجد فإذ بي أرى رجل كبير في السن يذكر الله ويسبح فجلست أقرا القرآن انتظارا للصلاة ، فاقترب مني العجوز أكثر فأكثر كما لو كان يريد أن يسمع القرآن ، وعندما شعرت برغبته هذه أصبحت ارفع صوتي حتى يسمعه بوضوح ".
وتابع :" بعد آذان العصر وقبل الاقامة تحدث إلي الرجل المسن وطلب مني أن اتلو المزيد من القرآن بصوت مرتفع ، ففعلت حتى ذهبنا للصلاة".
ومضى الدكتور مريد الكلاب في سرد القصة بالقول:" بعد الصلاة وضع العجوز يده على يدي وسألني .. هل تسكن في مكان قريب؟ فأجابته لا ولكني أملك سيارة ويمكن أن آتي إلى هذا المكان بسهولة ويسر، فقال لي أتمنى ان أحفظ القرآن الكريم ولكني لا أجيد القراءة أو الكتابه".
وتعجب الكلاب من موقف هذا الرجل كيف يمكنه أن يحفظ القرآن في هذا السن دون أن يعرف القراءة والكتابه ، فسارعه العجوز بطرح فكرته ، قائلا:" إذا قرأت علي خمس أيات كل يوم سوف أحفظهم".
وهنا دار حديث بيني وبين نفسي :" كم من العمر يحتاج هذا العجوز لحفظ القرآن .. أكثر من 20 عامًا ، كما أنه مسن ذاكرته ضعيفة" ، الا أنه قال له من باب المجاملة سوف آتي لك كل يوم وأقرا عليك خمس آيات .
ويتابع الدكتور الكلاب قصته :" في البداية كان ليس بإمكانه أن يحفظ الا اية أو اثنين أو ثلاثة ومع مضي أسبوعين من المدوامة وصل الحال به أن يحفظ نصف صفحة كاملة من خلال قراءتي عليه، كما كنت أبدل مع زميلي في تحفيظ هذا الرجل يوم ويوم ".
وقال :" في ذات مرة ذهبت كالعادة لأحفظه كتاب الله ، الا انني لم أجده في مكانه وعندما سألت عليه وجدته توفي وصُلي عليه بالامس ودفن .. فوقفت متعجبا من أمري ، فقد كانت الفترة بين وفاته واللقاء الاول به كانت خمس سنوات حفظ فيها 15 جزء".
وفي نهاية الحلقة ، تساءل الدكتور الكلاب هل كان يتوقع هذا العجوز الذي وصل للثمانين من عمره ان يعيش خمس سنوات ، تاركا درسا هامًا يجب ان نتعظ منه جميعا اننا بإمكاننا أن نمتلك طموحات عالية في مرضاة الله سبحانه وتعالي لكي يرضى عنا .
تعليق