بسم الله الرحمن الرحيـم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتـه
حب الشهـوات.. إلى أين؟؟
قـال صلى الله عليه وسلـم ( حفت الجنة بالمكـاره، وحفت النار بالشهـوات ) الشهوات المحرمـة التي أخذت كثيـر من المسلمين والمسلمات إلى بحـار الندم والحسـرة. الشهـوات إن لم نضبطها فإنـها سوف تكون وبال على المرء، فتأمـل كلام نبيك أخي الحبيـب.
حفت الجنـة بالمكاره، يعني طريق الجنة صعـب وليس بالسهل، وهنـاك مطبات سوف تواجهك هذه الحيـاة.كـل شيء لا لا لا..لا تـزني، لا تغتاب، لا تشاهد النسـاء، لا تستمع إلى الغناء، لا تكـذب، لا تفعل اللواط، لا تشرب الخمـر.
ولكـن بعد ذلك، أليس الجنـة أخواني وأخواتي، فيهـا ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطـر على قلب بشـر.
وحفـت النار بالشهـوات،، ماذا يعني هـذا؟؟ يعـني أشرب الخمر، وازنـي ، وافعل المحرمات، واستمع إلى المحرمات وفعل ما تريده نفسك، وافعل الفواحـش. ولكن بعد ذلك، نااار والعياذ بالله.
إذن أخي الحبيب وأختي الكريـمة لا تغتروا بالكفار وما هم عليه من متع الدنيـا. فقد قال الله تعالى عنهم ( لا يغرنـك تقلب الذين كفروا في البـلاد، متاع قليل ثـم مأواهم جهنم وبئس المهـاد )
فهـذا للكفار، فماذا قال سبحانـه وتعالى بعـد ذلك للمؤمنـين ( لكـن الذين اتقوا ربـهم لهم جنـات تجرى من تحتها الأنـهار خالدين فيها نزلاً مـن عند الله وما عند الله خيـرا للأبرار )
هـذه الدنيا دار ابتـلاء واختبار، وسوف تبتلى ربـما بالنساء أو بشيء أخـر. فعليـك أن تعلم أن هذا اختبـار، فأقبل على الله تعالـى واطلب منه المدد وأن يحفظـك من الفتن.
وكذلـك أنت أختي ربـما تبتلي بشاب يتعلق قلبك بـه، فعليك بالصبر وكثـرة الدعاء والبعد عن المحرمـات.
حـتى يأتي لك الفـرج، نعم أخواني وأخواتي هذه هي الدنيـا، فلا نغتر بـها أو تتعلق قلوبنا بـها. قـال صلى الله عليه وسلـم ( لما خلق الله الجنـة قال لجبريل: اذهب فانظر إليهـا فذهب فنظر إليها ثـم جاء فقال:
أي رب! و عزتـك لا يسمع بـها أحد إلا دخلها ثـم حفها بالمكاره ثـم قال: يـا جبريل! اذهب فانظـر إليها فذهب ثـم نظر إليها ثم جاء فقـال: أي رب !
و عزتـك لقد خشيت أن لا يدخلهـا أحد فلما خلق الله النـار قال: يـا جبريل ! اذهب فانظر إليها فذهـب فنظر إليها ثـم جاء فقـال: وعزتـك لا يسمع بـها أحد فيدخلها فحفها بالشهـوات ثم قال: يـا جبريل اذهب فانظر إليهـا فذهب فنظر إليها فقـال: أي رب و عزتـك لقد خشيـت أن لا يبقى أحد إلا دخلهـا )
فـلا إله إلا الله..
فاتـق الله يا عبد الله، واتق الله يا أمـة الله، لا تتعلق قلوبنا بالشهوات المحرمـة من زنا ولواط ومشاهدة الصور والأفـلام أو السحاق بين البنـات.
فـإن الشيء يجر الشيء، والمعصيـة تجر المعصية، والصغيرة تأخذ إلى كبيـرة ولا بـد. فمـن وقع في مشاهدة الصور والأفـلام فلا بد أن يقع في العادة السـرية ويدمن عليهـا.
ومن وقع العادة السريـة لن يهدى له بال حتى يقـع والعياذ بالله في كبيـرة سوى كان زنا او لـوط. فهـذه معاصي كلها من عائلة واحـدة، فاتقوا الله يا شباب، واتقوا الله يا بنـات.
وتأملـوا كلام ربكم عن الحيـاة الدنيا وزينتها، قـال الله تعالـى ( زيـن للناس حب الشهـوات من النساء والبنين والقناطيـر المقنطرة من الذهب والفضـة والخيل المسومـة والأنعام والحرث ذلك متـاع الحياة الدنيـا والله عنده حسن الـمآب )
جـاء في التفسير الميسر تـحت هذه الآيات ( حُسِّـن للناس حب الشهـوات من النساء والبنيـن, والأموال الكثيـرة من الذهب والفضـة. والـخيل الحسان, والأنعـام من الإبل والبقر والغنـم, والأرض المتخذة للغراس والزراعـة.
ذلـك زهرة الحياة الدنـيا وزينتها الفانيـة، والله عنده حسن المرجـع والثواب, وهو الجنــة ) فـلا تضيع هذا العرض أخـي، وتأمل كلام ربـك، وحاسب نفسك قبل الرحيـل.
كتبه/ محب الجنان
تعليق