ان الناظر في أوقاتنا يا اخوان ليلاحظ كيف أن الوقت يمر مرّ البرق ، ولا يكاد يستفيد أحد منا من وقته الا ما رحم الله ، فما سبب انعدام البركة في أوقاتنا وكيف لنا أن نعيد هذه البركة ، فالصحة والفراغ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس.
قبل ذلك كله أود التوضيح لأمر جلل ، وهو تقارب الزمان ، فنجد السنة كالشهر ، والشهر كالأسبوع ، والأسبوع كاليوم فقد روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج -وهو القتل- حتى يكثر فيكم المال فيفيض.
وروى الترمذي في سننه عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتى يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر، والشهر كالجمعة، وتكون الجمعة كاليوم، ويكون اليوم كالساعة، وتكون الساعة كالضرمة بالنار. وصححه الألباني.
قال ابن حجر في فتح الباري: فالذي تضمنه الحديث قد وجد في زماننا هذا، فإنا نجد من سرعة مر الأيام ما لم نكن نجده في العصر الذي قبل عصرنا هذا، وإن لم يكن هناك عيش مستلذ، والحق أن المراد نزع البركة من كل شيء حتى من الزمان، وذلك من علامات قرب الساعة. انتهى
لا اله الا الله ، هل انتبهنا يا اخوان لهذا المفهوم ، فوالله ان الساعة قربت ، " وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ " (القمر، 46) ، فلماذا لا نتعظ ولماذا لا نتفكر في أمرنا ، ونعود اليه سبحانه بالتوبة والانابة " قُلْ هُوَ رَبِّي لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ " (الرعد، 30).
فهذه الآثار تبين ذهاب بركة الوقت بمرور الزمان، وأنه كان يحصل للسلف من البركة في الوقت، ما لا يحصل لمن بعدهم، وما ذلك إلا لكثرة الذنوب والمعاصي والآثام، ومع هذا فإن فضل الله تعالى واسع، ولا يخلو زمان من الأزمنة من طائفة تسير على جادة السابقين، وتحمل لواء السلف الصالحين، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لما يحب ويرضى.
نسأل الله أن يرحمنا برحمته الواسعة ، وأن يصلح حالنا ، فوالله لا ندري كيف سنلقاه سبحانه ونحن بهذه الحال ، ولا حول ولا قوة الا بالله ...
نسّقه أخيكم / المتيم بحب الله ...
تعليق