السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
يقول ربنا جل في علاه في الآية 14 من سورة البقرة : ( " وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكْمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ " (البقرة، 14) )
جاء في تفسير شيخنا ابن السعدي رحمه الله :
أن المنافقين اذا اجتمعوا بالمؤمنين ، أظهروا أنهم على طريقتهم ، وأنهم معهم ، فاذا خلوا الى شياطينهم - أي كبرائهم ورؤسائهم بالشر - قالوا : انا معكم في الحقيقة ، وانما نحن مستهزئون بالمؤمنين باظهارنا لهم ، أنّا على طريقتهم ، فهذه حالتهم الباطنة والظاهرة ، ولا يحيق المكر السيء الا بأهله .
أن المنافقين اذا اجتمعوا بالمؤمنين ، أظهروا أنهم على طريقتهم ، وأنهم معهم ، فاذا خلوا الى شياطينهم - أي كبرائهم ورؤسائهم بالشر - قالوا : انا معكم في الحقيقة ، وانما نحن مستهزئون بالمؤمنين باظهارنا لهم ، أنّا على طريقتهم ، فهذه حالتهم الباطنة والظاهرة ، ولا يحيق المكر السيء الا بأهله .
ثم قال سبحانه : (" اللّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ " (البقرة، 15))أي أن الله سبحانه يستهزيء بهم جزاء على استهزائهم بعباده ، ومن صور ذلك :
1. زين لهم ما كانوا فيه من الشقاء والأحوال الخبيثة ، حتى ظنوا أنهم مع المؤمنين ، لما لم يسلط الله المؤمنين عليهم .
2. أن الله يعطيهم مع المؤمنين نورا ظاهرا ، فاذا مشى المؤمنين بنورهم ، طفىء نور المنافقين ، وبقوا في الظلمة بعد النور حائرين ، فما أعظم اليأس بعد الطمع " يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ " (الحديد، 14).
3. قوله : (" وَيَمُدُّهُمْ " (البقرة، 15)) أي يزيدهم (" فِي طُغْيَانِهِمْ" (البقرة، 15)) أي : فجورهم وكفرهم (" يَعْمَهُونَ " (البقرة، 15)) أي حائرون مترددون وهذا من استهزائه تعالى بهم .
غفر الله لنا ولكم .....
كتبه أخيكم الفقير الى الله / المتيم بحب الله .
تعليق