السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
يقول ربنا سبحانه في الآية السادسة والعشرين من سورة البقرة: ( ان الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها)
جاء في تفسير شيخنا ابن السعدي رحمه ربي:
احتوت الآية الكريمة على ضرب بالمثل ، والقرآن يستخدم الأمثال لاشتمالها على الحكمة ، وايضاح الحق ، والله لا يستحي من الحق ، وكأن في هذا جوابا لمن أنكر ضرب الأمثال في الأشياء الحقيرة ، واعترض على الله في ذلك ، فليس في ذلك محل اعتراض ، بل هو تعليم الله لعباده ورحمته بهم ، فيجب أن تتلقى بالقبول والشكر ، ولهذا قال: ( فأما الذين ءامنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم ) فيفهمونها ويتفكرون فيها .
فان علموا ما اشتملت عليه على وجه التفصيل ، ازداد بذلك علمهم وايمانهم ، وعلموا أنها حق ، وما اشتملت عليه حق ، وان خفي عليهم وجه الحق فيها ، لعلمهم بأن الله لم يضربها عبثا ، بل لحكمة بالغة ، ونعمة سابغة.
( وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا ) فيعترضون ويتحيرون ، فيزدادون كفرا الى كفرهم ، كما ازداد المؤمنون ايمانا على ايمانهم ، ولهذا قال ( يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا ) فهذا حال المؤمنين والكافرين عند نزول تلك الآيات القرآنية .
وما أعظم نزول تلك الآيات القرآنية ولكن مع هذا ، تكون لقوم محنة وحيرة ، وضلالة ، وزيادة شر ، الى شرهم ، ولقوم منحة ، ورحمه ، وزيادة خير الى خيرهم ، فسبحان من فاوت بين عباده ، وانفرد بالهداية والاضلال.
ثم ذكر سبحانه حكمته من اضلالهم فقال: ( وما يضل به الا الفاسقين ) أي: الخارجين عن طاعة الله ، المعاندين لرسول الله ، الذين صار الفسق وصفهم ، فاقتضت حكمته اضلالهم لعدم صلاحيتهم للهدى ، كما اقتضى فضله وحكمته هداية من اتصف بالايمان ، وتحلى بالأعمال الصالحة.
فائدة /
الفسق نوعان : نوع مخرج من الدين ، وهو الفسق المقتضي للخروج من الايمان ، كالمذكور في هذه الاية ونحوها ، ونوع غير مخرج من الايمان كما في قوله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) .
الفسق نوعان : نوع مخرج من الدين ، وهو الفسق المقتضي للخروج من الايمان ، كالمذكور في هذه الاية ونحوها ، ونوع غير مخرج من الايمان كما في قوله تعالى: ( يا أيها الذين ءامنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا ) .
بارك الله لكم .
كتبه أخيكم / المتيم بحب الله .
تعليق