السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ربنا جل وعلا في الآية الثلاثين من سورة البقرة : ( واذا قال ربك للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة ) : هنا حين أراد الله سبحانه خلق آدم أبو البشر أخبر الملائكة بذلك ، وأن الله مستخلفه في الأرض فقالت الملائكة : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ) بالمعاصي ( ويسفك الدماء ) وهذا تخصيص بعد تعميم ، لبيان شدة مفسدة القتل ، وهذا بحسب ظنهم أن المجعول في الأرض سيحدث منه ذلك ، فنزهوا الباري عن ذلك وعظموه ، وأخبروا أنهم قائمون بعبادة الله على وجه خال من المفسده ، فقالوا : ( ونحن نسبح بحمدك ) أي : ننزهك التنزيه اللائق بحمدك وجلالك .
( ونقدس لك ) يحتمل أن معناها : ونقدسك ، فتكون اللام مفيدة للتخصيص والاخلاص ، ويحتمل أن يكون : ونقدس لك أنفسنا ، أي نطهرها بالأخلاق الجميلة ، كمحبة الله وخشيته وتعظيمه ، ونطهرها من الأخق الرذيلة .
قال الله للملائكة : ( اني أعلم ) من هذا الخليفة ( ما لا تعلمون ) لان كلامكم بحسب ما ظننتم ، وأنا عالم بالظواهر والسرائر ، وأعلم أن الخير الحاصل بخلق هذا الخليفة أضعاف أضعاف ما في ضمن ذلك من الشر .
بارك الله لي ولكم .
كتبه أخيكم / المتيم بحب الله .
تعليق