هي أمنية تراود الجميع لكن قليل من يسعى لتحقيقها ، انها الأمنية التي طالما حلُم بتحقيقها أهل الخير من أمة الاسلام فجدوا وشمروا حتى أصابوا كبدها ، فأناخوا سويداء قلوبهم عندها ليقطفوا من فيضها المدار ، دررٌ وروحانيات طالما تمنوها ليأنسوا بها وبما فيها من آيات بينات " يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ " (يونس، 57).
أقصد بهذه الأمنية هي حفظ كتاب الله العزيز الذي " لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ " (فصلت، 42) ، فما أحلى وما أسمى تلك الروح النقية الزاهدة الورعة التي لاحقت ربها ، وهي تحمل معها كتاب ربها سبحانه .
نعم اخوتي وأخواتي الأكارم ، تخيلوا أنفسكم وأنتم تقبلون على ربكم وأنتم حفاظ لكتابه العزيز ، كيف سيكون حالكم ، وكيف ستكون منزلتكم عند ربكم يقول ابن الجوزي في (صيد الخاطر) "أو ليس في الحديث يقال للرجل: اقرأ وارق فمنزلك عند آخر آية تقرؤها. فلو أن الفكر عمل في هذا حق العمل حفظ القرآن عاجلاً." .. لذلك يجب أن تتمسك بأول الطريق وهو حفظ القرآن الكريم والعمل بما فيه، واجعل القرآن أول لبنة تُقيم عليها إلتزامك وبالقرآن تصِّل لأعلى درجات الجنان إن شاء الله..
وتذكر أخي الحبيب /
1. حفظ القرآن سنة متبعة , فالنبي صلى الله عليه وسلم قد حفظ القرآن الكريم بل وكان يراجعه جبريل عليه السلام في كل سنة.
2. حفظ القرآن ينجي صاحبه من النار , قال النبي صلى الله عليه وسلم:"لو جعل القرآن في إهاب ثم ألقي في النار ما احترق" رواه أحمد.
3. يأتي القرآن يوم القيامة شفيعا لأهله وحفاظه قال النبي صلى الله عليه وسلم:"اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه".
4.حفظ القرآن رفعة في الدنيا أيضا قبل الآخرة قال النبي صلى الله عليه وسلم :"إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين".
فاجعل هذه الأمنية أخي الحبيب نصب عينيك ، وليكن قلبا بيتا لكتاب الرحمن ، فأنت مقبل على حفرة مظلمة موحشة ، بيتك الذي سوف تفدُ اليه بعد هذه الدنيا ، وهو اما أن يكون روضة من رياض الجنة ، أو حفرة من حفر النيران ، ولعل القرآن العظيم يكون لك نورا في قبرك مؤنسا لك ، مدافعا عنك أمام الله سبحانه .
نقله وأضاف عليه أخيكم / المتيم بحب الله .
تعليق