إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفقتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي وطنا
تركوها لجة وأتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا




أنلهوا وأيامنا تذهب
ونلعب والموت لا يلعب
عجبت لذي لعب قد لها
عجبت ومالي لا أعجب
أيلهوا ويلعب من نفسه
تموت ومنزله يخرب
نرى كلما ساءنا دائما
على كل ماسرنا يغلب
نرى الخلق في طبقات البلى
إذا ماهم صعدوا صوبوا
ترى الليل يطلبنا والنهار
لم ندر أيهما أطلب
أحاط الجديدان جميعا بنا
فليس لنا عنهما مهرب
وكل له مدة تنقضي
وكل له أثر يكتب
إلى كم ندافع نهي المشيب
يا أيها اللاعب الأشيب
ومازالت تجري بك الحادثات
تسلم منهن أو تنكب
ستعطى وتسلب حتى تكون
نفسك آخر مايسلب


إن القرير عينه عبد
خشي الإله وعيشه قصد
عبد قليل النوم مجتهد
لله كل فعاله رشد
نزه عن الدنيا وباطلها
لا عرض يشغله ولا نقد
حذر حمى أكدار مهجته
ما إن له في غيره وكد
مستجهل في الله محتقر
هزل المخافة عنده جد
متذلل لله مرتقب
ماليس من أتيانه بد
رفض الحياة على حلاوتها
وأختار مافيه له الخلد
يكفيه مابلغ المحل به
لا يشتكي إننابه جهد



ومالمرء إلاراكب ظهر عمره
على سفر يفنيه باليوم والشهر
يبيت ويضحي كل يوم وليلة
بعيدا عن الدنيا قريبا للقبر



أشاب الصغير وأفنى الكبيــ
ــر كر الغداة ومر العشي
إذا ليلة أهرمت يومها
أتى بعد ذلك يوم فتي




\\