قال تعالى :
{قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون}
سبحان الله
وما أعظم هذه الآية
وما أعظم ما نصت عليه
إنها تفضل العلماء على غيرهم من عامة المسلمين
وذلك لأن العلماء
هم الذين عرفوا المحظورات فاجتنبوها وعرفوا المندوبات فأتوها
وسموا بأنفسهم عن المشتبهات إلى أحوط الأمور،
ولكن
إذا نظرنا إلى الآية من زاوية أخرى
فإن هذه الآية أيضاً تفضل وتميز
العارف على الجاهل
وتميز المتعلم على الأمي
ومثل ما إنها تميز العلماء والعارفين في الأجر والثواب
فهم أيضاً متميزون في العذاب إذا هم لم يستخدموا علمهم أو معرفتهم في الخير
يقول الشيخ السالمي رحمه الله
وعالمٌ بعلمه لم يعملا
أشد في التعذيب ممن جهلا
بالطبع
نحن لا نعني العلماء العاملين
ولكن نورد أمثلة على العارفين بالشيء المنهي عنه أو المحرم ويفعلونه من عدة نواحي
1. من الناحية الدينية : تجد بعض العارفين يصلون الصلوات الخمس بالمنزل وهم يعلمون أمر الله ورسوله بالصلاة في المساجد.
2. من الناحية الاجتماعية : تجد الشخص الدارس المتعلم يعلم كل العلم بأن بعض الحفلات التي تعتبر بحد ذاتها غريبة عن المجتمع المسلم ويصل الحكم فيها إلى الحرمة لما فيها من ترسم لخطى الكافرين ومن ترسم خطى قوم احبهم ومثال ذلك (حفلات الخطبة الحديثة، وحفلات أعياد الميلاد، وحفلة رأس السنة).
3. من الناحية الثقافية : تجد كثيراً من العارفين يعلمون لما تحتويه شبكة الاتصالات العالمية (الأنترنت) من فوائد عظيمة ودورها الفعلي في تحويل العالم بأسره إلى قرية صغيره ولكن مع الاسف تجد بعضهم شغله الشاغل هو البحث عن كل غث في هذه الشبكه.
4. من الناحية الأخلاقية : تجد بعض العارفين يتتبعون خطوات العلماء وذلك ليس بغرض التعلم منهم ولكن لاقتناص هفواتهم والتشهير بهم فلو نظر هؤلاء أن الكمال لله وحده ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة لكفاهم.
5. من الناحية الإنسانية : تجد بعض العارفين يعلمون ما للخمر والتدخين وجميع المسكرات من خطر جسيم على الجسم ولكنهم يتعامون عن ذلك.
فكم هو امر طيب
لو أن كل عارف انتفع بمعرفته
ونجا بنفسه ومن يرعاهم
من سقر لا تبقي ولا تذر عليها تسعة عشر
يقول الجليل العظيم
(يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون).
فلنتعظ ولنخشى يوم نرد فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون
تعليق