إعجاب كل ذي رأي برأيه
هذا من المهلكات المحققة، وعامل أساس في التفرق والتمزق الذي أصاب العاملين في مجال الدعوة.
قال المناوي رحمه الله في تأويل ذلك: (أما العجب فهو الداء العُضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، ونظره لغيره بعين الاحتقار20، وثمرته أن يقول: أنا وأنا، كما قال إبليس، ونتيجته في المجالس التقدم والترفع وطلب التصدر، وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد كلامه، وذلك مهلك للنفس في الدنيا والآخرة.
قال الزمخشري: الإعجاب هو فتنة العلماء، وأعْظِم بها من فتنة..
وقال القرطبي: إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظة لها بعين الكمال، مع النسيان لنعمة الله).21
وقال الغزالي: ومن آفات العُجْب أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى، فإن عجب مخذول فإذا انقطع عن العبد التأييد والتوفيق فما أسرع ما يهلك.
لخطورة هذه الأدواء فإن استفحالها واستحكامها في الأمة يرفع عنها الحرج في عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أبي أمية الشعباني قال: "أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ فقال: أيُّ آية؟ قلت: قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"22، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العامة، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم"، وفي رواية: "أجر خمسين منا أومنهم؟ قال: بل منكم".
هذه الأدواء والأمراض من أقوى أسباب الاختلاف والتفرق بين العلماء والدعاة في هذا العصر، وهي التي أفشت العداوة والبغضاء بينهم، وولدت سوء الظن.
فإن تعجب فاعجب أخي المسلم من أولئك الإخوة الذين عال صبرهم، وضاق صدرهم بثلة خيرة من إخوانهم السنيين السلفيين، حتى راموا عزلهم، وأرادوا شينهم، ومع ذلك فهم ساعون في تجميع أهل القبلة ولمِّ شملهم23، بل طمعوا فيما هو أبعد من ذلك، وهو السعي للتقرب مع الرافضة، وبدأوا يقللون من خطورة الفوارق بين السنة والشيعة، إلى أن اختزلها البعض في شيء من الفروع.
لم يقنع هؤلاء بما توصل إليه السلف الصالح في هذا الباب، فبدلاً من أن ينتهوا إلى ما انتهى إليه أولئك، حدثتهم أنفسهم أن يبدأوا من حيث بدأوا، هذا على الرغم من أن التاريخ أعاد إليهم نفسه في أحداث العراق - لعلم الله تعالى بضعف ذاكرتنا وشدة غفلتنا - وبدد آمالهم، وكذب أحلامهم، وخيب ظنهم، مع كل ذلك فإن البعض لا يزال يحسن الظن بأحفاد ابن سبأ، وبنسل ابن العلقمي، وبما فرخه القرامطة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلموا أن نصركم، ورزقكم، وحمايتكم، بضعفائكم المغمورين المهجورين كما أخبر رسولكم، وليس بالرؤساء المشهورين.
والله نسأل أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويهديهم سبل السلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهدى، ونبي الملحمة، وعلى آله وصحبه، والتابعين له من أولي النهى
ما رأيكم بهذه المقوله((إعجاب المرء بنفسه دليل على صغر عقله))!!!
هذا من المهلكات المحققة، وعامل أساس في التفرق والتمزق الذي أصاب العاملين في مجال الدعوة.
قال المناوي رحمه الله في تأويل ذلك: (أما العجب فهو الداء العُضال، وهو نظر العبد إلى نفسه بعين العز والاستعظام، ونظره لغيره بعين الاحتقار20، وثمرته أن يقول: أنا وأنا، كما قال إبليس، ونتيجته في المجالس التقدم والترفع وطلب التصدر، وفي المحاورة الاستنكاف من أن يرد كلامه، وذلك مهلك للنفس في الدنيا والآخرة.
قال الزمخشري: الإعجاب هو فتنة العلماء، وأعْظِم بها من فتنة..
وقال القرطبي: إعجاب المرء بنفسه هو ملاحظة لها بعين الكمال، مع النسيان لنعمة الله).21
وقال الغزالي: ومن آفات العُجْب أنه يحجب عن التوفيق والتأييد من الله تعالى، فإن عجب مخذول فإذا انقطع عن العبد التأييد والتوفيق فما أسرع ما يهلك.
لخطورة هذه الأدواء فإن استفحالها واستحكامها في الأمة يرفع عنها الحرج في عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فقد روى أبو داود والترمذي وغيرهما عن أبي أمية الشعباني قال: "أتيت أبا ثعلبة الخشني فقلت له: كيف تصنع بهذه الآية؟ فقال: أيُّ آية؟ قلت: قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لاَ يَضُرُّكُم مَّن ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ"22، قال: أما والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: بل ائتمروا بالمعروف، وتناهوا عن المنكر، حتى إذا رأيتَ شحاً مطاعاً، وهوى متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بنفسك، ودع عنك أمر العامة، فإن من ورائكم أياماً الصبر فيهن مثل القبض على الجمر، للعامل فيهن مثل أجر خمسين رجلاً يعملون مثل عملكم"، وفي رواية: "أجر خمسين منا أومنهم؟ قال: بل منكم".
هذه الأدواء والأمراض من أقوى أسباب الاختلاف والتفرق بين العلماء والدعاة في هذا العصر، وهي التي أفشت العداوة والبغضاء بينهم، وولدت سوء الظن.
فإن تعجب فاعجب أخي المسلم من أولئك الإخوة الذين عال صبرهم، وضاق صدرهم بثلة خيرة من إخوانهم السنيين السلفيين، حتى راموا عزلهم، وأرادوا شينهم، ومع ذلك فهم ساعون في تجميع أهل القبلة ولمِّ شملهم23، بل طمعوا فيما هو أبعد من ذلك، وهو السعي للتقرب مع الرافضة، وبدأوا يقللون من خطورة الفوارق بين السنة والشيعة، إلى أن اختزلها البعض في شيء من الفروع.
لم يقنع هؤلاء بما توصل إليه السلف الصالح في هذا الباب، فبدلاً من أن ينتهوا إلى ما انتهى إليه أولئك، حدثتهم أنفسهم أن يبدأوا من حيث بدأوا، هذا على الرغم من أن التاريخ أعاد إليهم نفسه في أحداث العراق - لعلم الله تعالى بضعف ذاكرتنا وشدة غفلتنا - وبدد آمالهم، وكذب أحلامهم، وخيب ظنهم، مع كل ذلك فإن البعض لا يزال يحسن الظن بأحفاد ابن سبأ، وبنسل ابن العلقمي، وبما فرخه القرامطة، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
واعلموا أن نصركم، ورزقكم، وحمايتكم، بضعفائكم المغمورين المهجورين كما أخبر رسولكم، وليس بالرؤساء المشهورين.
والله نسأل أن يرينا وجميع إخواننا المسلمين الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه، وأن يؤلف بين قلوب المسلمين، ويهديهم سبل السلام، إنه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم وبارك على إمام الهدى، ونبي الملحمة، وعلى آله وصحبه، والتابعين له من أولي النهى
ما رأيكم بهذه المقوله((إعجاب المرء بنفسه دليل على صغر عقله))!!!
تعليق