الحديث الخامس والسادس
خطورة دعاء غير الله تعالى
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أن رسـول اللهr قال : « من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار».
(رواه البخاري([1])).
وعن جابر – رضي الله عنه – : « من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ».
(رواه مسلم([2])).
صحابيا الحديث :
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة مناقبه جمّة ، وأمّره عمر على الكوفة مات بالمدينة سنة 32هـ.
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، الأنصاري ، ثم السلمي صحابي ابن صحابي غزا مع رسول اللهr تسع عشرة غزوة ، مات بالمدينة بعد السبعين.
تفسير المفردات :
الدعاء : هو الطلب والرغبة.
النـد : هو الشبيه والمثيل.
الشرك : هو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كما يحب الله أو يصرف له نوهاً من أنواع العبادة ، فهذا هو الشرك الذي لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء.
المعنى الإجمالي لحديث ابن مسعود :
الحديث يبين مكانة الدعاء وأنه من أعظم العبادات ومن أعظم حقوق الله بحيث لو صرفه العبد لغير الله لكان بذلك مشركاً قد اتخذ لله نداً ومثيلاً في الإلهية وفي استحقاق العبادة.
وهذا تمرد على الله وعناد لأنبيائه وتكذيب لرسله الذين اتفقت دعواتهم ورسالاتهم جميعاً على وجوب إفراد الله بالعبادة ومن أعظمها الدعاء.
قال رسول اللهr : « الدعاء هو العبادة ».
وقال تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين [ (الأعراف 55).
وقال تعالى : ] وقال ربكم ادعوني أستجب لكم … [ (غافر 60).
وقال ناهياً عن دعاء غيره : ] ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين [ (يونس 106).
وقال : ] فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين [ (الشعراء 213).
فدعوة غير الله تعتبر تأليهاً لذلك الغير والعياذ بالله …
وقال تعالى موبخاً للمشركين : ] ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير @ هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب @ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون [ (غافر 12-14) الدين : أي الدعاء.
وقال تعالى حاكماً بالضلال والخيبة على من يدعو غير الله : ] ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون @ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين [ (الأحقاف 5-6).
وقال تعالى : ] ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير @ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [ (فاطر 13-14).
ومن هذه النصوص وأمثالها في القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبين لمن فتح الله بصيرته وأنار قلبه وشرح صدره أهمية الدعاء ومكانته في العقيدة الإسلامية.
ولأجل هذه المكانة توعد الله من لا يخضع له بالدعاء بدخول النار صاغراً ذليلاً. قال تعالى : ] إن الذي يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين [.
وتوعد من يدعو غير الله بدخول النار كما في هـذا الحديـث: « من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار ».
ما يستفاد من الحديث :
1- مكانة الدعاء وأنه أعظم العبادات لله.
2- إن دعاء غير الله شرك عظيم وظلم جسيم.
3- إن من يدعو غير الله ليس له جزاء إلا النار إن مات على ذلك.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب التفسير : حديث رقم (4497).
([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (151-152).
خطورة دعاء غير الله تعالى
عن ابن مسعود – رضي الله عنه – أن رسـول اللهr قال : « من مات وهو يدعو من دون الله نداً دخل النار».
(رواه البخاري([1])).
وعن جابر – رضي الله عنه – : « من لقي الله لا يشرك به شيئاً دخل الجنة ومن لقيه يشرك به شيئاً دخل النار ».
(رواه مسلم([2])).
صحابيا الحديث :
عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهذلي أبو عبد الرحمن من السابقين الأولين ومن كبار العلماء من الصحابة مناقبه جمّة ، وأمّره عمر على الكوفة مات بالمدينة سنة 32هـ.
جابر بن عبد الله بن عمرو بن حرام ، الأنصاري ، ثم السلمي صحابي ابن صحابي غزا مع رسول اللهr تسع عشرة غزوة ، مات بالمدينة بعد السبعين.
تفسير المفردات :
الدعاء : هو الطلب والرغبة.
النـد : هو الشبيه والمثيل.
الشرك : هو أن يجعل لله نداً يدعوه كما يدعو الله أو يخافه أو يرجوه أو يحبه كما يحب الله أو يصرف له نوهاً من أنواع العبادة ، فهذا هو الشرك الذي لا يبقى مع صاحبه من التوحيد شيء.
المعنى الإجمالي لحديث ابن مسعود :
الحديث يبين مكانة الدعاء وأنه من أعظم العبادات ومن أعظم حقوق الله بحيث لو صرفه العبد لغير الله لكان بذلك مشركاً قد اتخذ لله نداً ومثيلاً في الإلهية وفي استحقاق العبادة.
وهذا تمرد على الله وعناد لأنبيائه وتكذيب لرسله الذين اتفقت دعواتهم ورسالاتهم جميعاً على وجوب إفراد الله بالعبادة ومن أعظمها الدعاء.
قال رسول اللهr : « الدعاء هو العبادة ».
وقال تعالى : ] ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين [ (الأعراف 55).
وقال تعالى : ] وقال ربكم ادعوني أستجب لكم … [ (غافر 60).
وقال ناهياً عن دعاء غيره : ] ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين [ (يونس 106).
وقال : ] فلا تدع مع الله إلهاً آخر فتكون من المعذبين [ (الشعراء 213).
فدعوة غير الله تعتبر تأليهاً لذلك الغير والعياذ بالله …
وقال تعالى موبخاً للمشركين : ] ذلكم بأنه إذا دعي الله وحده كفرتم وإن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العلي الكبير @ هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقا وما يتذكر إلا من ينيب @ فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون [ (غافر 12-14) الدين : أي الدعاء.
وقال تعالى حاكماً بالضلال والخيبة على من يدعو غير الله : ] ومن أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون @ وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداءً وكانوا بعبادتهم كافرين [ (الأحقاف 5-6).
وقال تعالى : ] ذلكم الله ربكم له الملك والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير @ إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير [ (فاطر 13-14).
ومن هذه النصوص وأمثالها في القرآن الكريم والسنة المطهرة يتبين لمن فتح الله بصيرته وأنار قلبه وشرح صدره أهمية الدعاء ومكانته في العقيدة الإسلامية.
ولأجل هذه المكانة توعد الله من لا يخضع له بالدعاء بدخول النار صاغراً ذليلاً. قال تعالى : ] إن الذي يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم داخرين [.
وتوعد من يدعو غير الله بدخول النار كما في هـذا الحديـث: « من مات وهو يدعو لله نداً دخل النار ».
ما يستفاد من الحديث :
1- مكانة الدعاء وأنه أعظم العبادات لله.
2- إن دعاء غير الله شرك عظيم وظلم جسيم.
3- إن من يدعو غير الله ليس له جزاء إلا النار إن مات على ذلك.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب التفسير : حديث رقم (4497).
([2]) كتاب الإيمان : حديث رقم (151-152).
تعليق