الكذب على الأنبياء
٭ من المعلوم بأن الله - جل وعلا - حفظ لهذه الأمة كتابها إلى يوم الدين ولكن مع هذا كله دخلت مرويات نُسبت إلى السنة النبوية، ثم ذكر سماحته بأن الغزو الفكري بدأ في مرحلة مبكرة، ومن التشويه الفكري إلحاق التهم بالأنبياء والرسل فكم من أنبياء بني إسرائيل أُلحقت بهم تهم عظيمة تصورهم شهوانيين يسعون وراء شهواتهم، فمثلاً قالوا أن لوطاً - عليه السلام - سكر يوماً وزنى بابنته وحملت منه، وغير ذلك كثير.
الإفتراء على داود - عليه السلام -
٭ وجاء من المسلمين من يتلقى عن بنى إسرائيل ويحشو بها كتب التفسير، ومما نسب إلى الأنبياء تهم عظيمة تداولها المفسرون كثيراً، منها أن نبي الله داود - عليه السلام - عشق امراة وأرسل زوجها في سرية من أجل أن يُقتل حتى يتمكن من الزواج من تلك المرأة، وهو بطبيعة الحال من الغزو الفكري، والله - تبارك وتعالى - وصف نبيه داود بأحسن الصفات التي تبرءه مما نسب إليه.
الإفتراء على يوسف - عليه السلام -
٭ ومما يؤسف له كذلك ما نسب إلى يوسف - عليه السلام - فقد روى ابن جرير الطبري في تفسيره وتناقله الكثير من المفسرين أنه همَّ بإتيان الفاحشة مع امرأة العزيز واستدل بالآية الكريمة {ولقد همت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} «يوسف 42»، وقد زعموا أنه - عليه السلام - قعد منها مقعد الرجل من زوجته لولا أنه رأى يعقوب - عليه السلام - عاضاً على أنامله، ومنهم من قال أنه رأى يداً مكتوب عليها كيف تفعل هذا وأنت من النبيين، وقد أجاد الفخر الرازي عندما قال : بأن من قال هذا القول فقد كذّب الله - تبارك وتعالى - حيث قال سبحانه وتعالى : {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} «يوسف 42»، فكيف مع ذلك يوصف بهذا الوصف. وما أدرك هؤلاء حقيقة الهم الذي نسبهُ الله إلى يوسف - عليه السلام - وقد بيّن العلامة سيد رشيد رضا في تفسيره المنار بأن المرأة تهم بالفاحشة عن طريق دعوتها إياه وتمكينه من نفسها وإما أن تهم بالفاحشة فلا، لأنها مفعولٌ بها وليست بفاعل، لذلك عندما وجدت من يوسف - عليه السلام - الإباء همت أن تضربه نصرة لكبريائها ولعصيانه أمرها، وهم هو بالدفاع عن نفسه وضربها لولا أن الله قذف في نفسه إن هو ضربها فسوف يحدث بها آثاراً قد تكون حجة لها عليه لإيقاع التهمة به، لذلك هرب عنها فاستمسكت بقميصه فقدته من دبر فكانت الحجة عليها، وما من أحـــــد يقرأ عن الأنبيـــاء - عليهم السلام - مثل هذه السفاسف الدنية، فإن في ذلك ما يشجعه على الوقوع في الفحشاء والإنحراف عن سواء الصراط.
الإفتراء على هاروت وماروت
٭ وقد نسبوا إلى الملائكة أنهم كان بينهم وبين الله ما كان، فأمرهم الله أن يختاروا ملكين هم من أكثر الملائكة خشية وعبادة لله، فأنزلهما إلى الدنيا وابتلاهما وركّب فيهما الشهوة، فجاءتهما امرأة تشكو إليهما زوجها فراوداها عن نفسها فاشترطت عليهما أن يسجدا للصنم وأن يشربا الخمر وأن يقتلا زوجها ففعلا ذلك، ثم بعد ذلك نالهم من العذاب ما نالهم، ولا يختلف أحد بأن مثل هذه الحادثة عندما يروج لها تجد كثيراً من الناس يقولون ملكين وغلبتهما شهوة الجنس فكيف بنا نحن كبشر، والحقيقة بعكس ذلك حيث أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فكيف يوصفون بما وصفوا به.
إفتراءٌ على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
٭ وكذلك وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - على علو شأنه وعظم منزلته - أوصاف لا تدل إلا على الهمجية والشهوانية فمما يؤسف له تجد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشارك قومه في بناء المسجد الحرام ويحمل الطوب على كتفه فلم يجد ما يتقي به فأشار عليه عمه العباس - رضي الله - عنه بأن يخلع إزاره ويتقي به ففعل وكان بادي العورة أمام الناس وأمام البيت الحرام ثم انتبه فخر مغشياً عليه، من يستطيع أن يصدق مثل هذه الرواية والنبي صلى الله عليه وسلم معروف بخلقه الرفيع فكيف به يرضى أن يبدي عورته.
٭ وكذلك ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم أنه نما إلى علمه بأن ابن عم جاريته مارية يواقعها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يذهب إليه ويقتله على الفور، فذهب علي من فوره فوجد الرجل يستحم في ركوة فجذبه لكي يقتله فبدت عورته فوجده مجبوباً (عديم الذكر)،فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأمره بأن يكف عنه، هذه القصة لو نسبت إلى جبار من الجبابرة لكان ملوماً فكيف بالرحيم الحليم صلوات ربي وسلامه عليه، وهل النبي يأخذ الناس بالظنة، وبمجرد الأخبار فقط ؟! والمتتبع يجد أن هذه القصه حدثت بعد حادثة الإفك وما جرى من أمرها فهل يكون النبي أغير على جاريته مارية أكثر من زوجه عائشة؟! وما حدث لها، فلم يأمر بقتل الرجل الذي شاع في أوساط الناس بأنه على علاقة مع السيدة عائشة وبرأها الله من فوق سبع سماوات، وهذا دليل واضح على أن الرواية غير صحيحة.
٭ وكذلك نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم - كما جاء في تفسير ابن جرير الطبري - بأنه زار مولاه زيد في منزله وأبصر زوجه وعليها ثياب رقاق فاستبد جمالها بقلبه، وسرى حبها في أعماق نفسه، فلم يتمالك نفسه فخرج وهو يقول : سبحان مقلب القلوب، وقالوا : بأن هواه بها وتعلقه بها هو المعني في الأية {وتخفي في قلبك ما الله مبديه} «الأحزاب 73»، هذا الأمر لا يليق بمسلم عادي يزور أخاه في بيته فينظر إلى أهله فكيف به ينسب إلى سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه، والتفسير الصحيح للآية أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بأن الله كتب له بإن يتزوجها ومع ذلك فهو يأمر زوجها بأن يتمسك بها وأن لا يطلقها في قوله تعالى : {أمسك عليك زوجك} «الأحزاب 73».
للاستفاضة (كتاب وقفات في ظلال المطالعات)
لأبي العبادلة المويتي
٭ من المعلوم بأن الله - جل وعلا - حفظ لهذه الأمة كتابها إلى يوم الدين ولكن مع هذا كله دخلت مرويات نُسبت إلى السنة النبوية، ثم ذكر سماحته بأن الغزو الفكري بدأ في مرحلة مبكرة، ومن التشويه الفكري إلحاق التهم بالأنبياء والرسل فكم من أنبياء بني إسرائيل أُلحقت بهم تهم عظيمة تصورهم شهوانيين يسعون وراء شهواتهم، فمثلاً قالوا أن لوطاً - عليه السلام - سكر يوماً وزنى بابنته وحملت منه، وغير ذلك كثير.
الإفتراء على داود - عليه السلام -
٭ وجاء من المسلمين من يتلقى عن بنى إسرائيل ويحشو بها كتب التفسير، ومما نسب إلى الأنبياء تهم عظيمة تداولها المفسرون كثيراً، منها أن نبي الله داود - عليه السلام - عشق امراة وأرسل زوجها في سرية من أجل أن يُقتل حتى يتمكن من الزواج من تلك المرأة، وهو بطبيعة الحال من الغزو الفكري، والله - تبارك وتعالى - وصف نبيه داود بأحسن الصفات التي تبرءه مما نسب إليه.
الإفتراء على يوسف - عليه السلام -
٭ ومما يؤسف له كذلك ما نسب إلى يوسف - عليه السلام - فقد روى ابن جرير الطبري في تفسيره وتناقله الكثير من المفسرين أنه همَّ بإتيان الفاحشة مع امرأة العزيز واستدل بالآية الكريمة {ولقد همت به وهمّ بها لولا أن رأى برهان ربه} «يوسف 42»، وقد زعموا أنه - عليه السلام - قعد منها مقعد الرجل من زوجته لولا أنه رأى يعقوب - عليه السلام - عاضاً على أنامله، ومنهم من قال أنه رأى يداً مكتوب عليها كيف تفعل هذا وأنت من النبيين، وقد أجاد الفخر الرازي عندما قال : بأن من قال هذا القول فقد كذّب الله - تبارك وتعالى - حيث قال سبحانه وتعالى : {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} «يوسف 42»، فكيف مع ذلك يوصف بهذا الوصف. وما أدرك هؤلاء حقيقة الهم الذي نسبهُ الله إلى يوسف - عليه السلام - وقد بيّن العلامة سيد رشيد رضا في تفسيره المنار بأن المرأة تهم بالفاحشة عن طريق دعوتها إياه وتمكينه من نفسها وإما أن تهم بالفاحشة فلا، لأنها مفعولٌ بها وليست بفاعل، لذلك عندما وجدت من يوسف - عليه السلام - الإباء همت أن تضربه نصرة لكبريائها ولعصيانه أمرها، وهم هو بالدفاع عن نفسه وضربها لولا أن الله قذف في نفسه إن هو ضربها فسوف يحدث بها آثاراً قد تكون حجة لها عليه لإيقاع التهمة به، لذلك هرب عنها فاستمسكت بقميصه فقدته من دبر فكانت الحجة عليها، وما من أحـــــد يقرأ عن الأنبيـــاء - عليهم السلام - مثل هذه السفاسف الدنية، فإن في ذلك ما يشجعه على الوقوع في الفحشاء والإنحراف عن سواء الصراط.
الإفتراء على هاروت وماروت
٭ وقد نسبوا إلى الملائكة أنهم كان بينهم وبين الله ما كان، فأمرهم الله أن يختاروا ملكين هم من أكثر الملائكة خشية وعبادة لله، فأنزلهما إلى الدنيا وابتلاهما وركّب فيهما الشهوة، فجاءتهما امرأة تشكو إليهما زوجها فراوداها عن نفسها فاشترطت عليهما أن يسجدا للصنم وأن يشربا الخمر وأن يقتلا زوجها ففعلا ذلك، ثم بعد ذلك نالهم من العذاب ما نالهم، ولا يختلف أحد بأن مثل هذه الحادثة عندما يروج لها تجد كثيراً من الناس يقولون ملكين وغلبتهما شهوة الجنس فكيف بنا نحن كبشر، والحقيقة بعكس ذلك حيث أن الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون فكيف يوصفون بما وصفوا به.
إفتراءٌ على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم
٭ وكذلك وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم - على علو شأنه وعظم منزلته - أوصاف لا تدل إلا على الهمجية والشهوانية فمما يؤسف له تجد في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشارك قومه في بناء المسجد الحرام ويحمل الطوب على كتفه فلم يجد ما يتقي به فأشار عليه عمه العباس - رضي الله - عنه بأن يخلع إزاره ويتقي به ففعل وكان بادي العورة أمام الناس وأمام البيت الحرام ثم انتبه فخر مغشياً عليه، من يستطيع أن يصدق مثل هذه الرواية والنبي صلى الله عليه وسلم معروف بخلقه الرفيع فكيف به يرضى أن يبدي عورته.
٭ وكذلك ما نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم كما جاء في صحيح مسلم أنه نما إلى علمه بأن ابن عم جاريته مارية يواقعها، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب أن يذهب إليه ويقتله على الفور، فذهب علي من فوره فوجد الرجل يستحم في ركوة فجذبه لكي يقتله فبدت عورته فوجده مجبوباً (عديم الذكر)،فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فأمره بأن يكف عنه، هذه القصة لو نسبت إلى جبار من الجبابرة لكان ملوماً فكيف بالرحيم الحليم صلوات ربي وسلامه عليه، وهل النبي يأخذ الناس بالظنة، وبمجرد الأخبار فقط ؟! والمتتبع يجد أن هذه القصه حدثت بعد حادثة الإفك وما جرى من أمرها فهل يكون النبي أغير على جاريته مارية أكثر من زوجه عائشة؟! وما حدث لها، فلم يأمر بقتل الرجل الذي شاع في أوساط الناس بأنه على علاقة مع السيدة عائشة وبرأها الله من فوق سبع سماوات، وهذا دليل واضح على أن الرواية غير صحيحة.
٭ وكذلك نسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم - كما جاء في تفسير ابن جرير الطبري - بأنه زار مولاه زيد في منزله وأبصر زوجه وعليها ثياب رقاق فاستبد جمالها بقلبه، وسرى حبها في أعماق نفسه، فلم يتمالك نفسه فخرج وهو يقول : سبحان مقلب القلوب، وقالوا : بأن هواه بها وتعلقه بها هو المعني في الأية {وتخفي في قلبك ما الله مبديه} «الأحزاب 73»، هذا الأمر لا يليق بمسلم عادي يزور أخاه في بيته فينظر إلى أهله فكيف به ينسب إلى سيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه، والتفسير الصحيح للآية أن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم بأن الله كتب له بإن يتزوجها ومع ذلك فهو يأمر زوجها بأن يتمسك بها وأن لا يطلقها في قوله تعالى : {أمسك عليك زوجك} «الأحزاب 73».
للاستفاضة (كتاب وقفات في ظلال المطالعات)
لأبي العبادلة المويتي
تعليق