الحديث السابع والثامن
الأمر كله لله وحده لا يشاركه فيه نبي ولا ملك ولاغيرهما
عن أنس – رضي الله عنه – قال : شج النبيr يوم أحد وكسرت رباعيته ، فقال :
« كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ ». فنـزلت الآية ] ليس لك من الأمر شيء [.
( رواه البخاري([1]) ومسلم([2]) والترمـذي([3]) وابن ماجـه([4]) وأحمـد([5]) ).
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع رسول اللهr يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر :
« اللهم العن فلاناً وفلانا » بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله : ] ليس لك من الأمر شيء [.. الآية.
وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام. فنـزلت ]ليس لك من الأمر شيء [
(رواه البخاري([6]) والنسائي([7]) وأحمد([8]) والترمذي([9])).
صحابيا الحديث :
1- أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله وخادمه خدم النبي عشر سنين وله ألف ومائتا حديث وستة وثمانون حديثاً اتفق الشيخان منها على مائة وثمانية وستين. ( مات بالبصرة وقد جاوز المائة ).
2- هو عبد الله بن عمر القرشي العدوي أسلم قديماً بمكة مع أبيه وهاجر وهو ابن عشر وقد شهد الخندق وما بعدها وكان من سادات الصحابة وفضلائهم لازماً للسنة فاراً من البدعة ناصحاً للأمة ( مات سنة 74 هـ ).
المفـردات :
الشج : في الأصل في الرأس خاصة وهو أن تضربه بشيء فيجرحه ويشقه ثم استعمل في غيره من الأعضاء.
الرباعية : كل سن بعد ثنية وللإنسان أربع رباعيات.
الفلاح : الفوز بالمطلوب الأعظم.
اللعن : الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السب والدعاء.
المعنى الإجمالي :
خاض رسول اللهr المعركة يوم أحد ضد أعداء الله المشركين فهزم المشركين في أول المعركة ، ثم بسبب مخالفة بعض الجيش لأمر رسول اللهr ولحكمة أرادها الله دارت الدائرة على المسلمين فاستشهد بعض الصحابة وأصيب رسول اللهr بجروح فقال رسول اللهr مستبعداً فلاح هؤلاء المشركين ودخولهم في الإسلام حيث بلغ بهم السفه والعناد إلى هذا الحد « كيف يفلح قوم شجوا نبيهم » ثم دعا على جماعة من صناديدهم فماذا كان.
لقد أنزل الله العليم الخبير والمالك المتصرف الذي له الخلق والأمر وله الحكم في الدنيا والآخرة على أكرم رسله : ] ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنّهم ظالمون[ أي: لي الملك وحدي والهداية والإضلال بيدي لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.
ثم شاء الله الهداية لهم فداهم الله للإسلام فكانوا من خيرة جنوده وأخلصهم له وفتح الله بهم الدنيا وهدى الله أمماً على أيديهم، فهل يكون من العقلاء من يعتقد في رسول الله أو غيره أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون ؟. وهل يكون عاقلاً من يلجأ إلى غير الله في الشدائد وينتظر منه النجدة ؟. وكشف الكروب ؟. إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ما يستفاد من هذين الحديثين :
1- فيه وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء ، ليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقن أنهم مخلوقون مربوبون ، ولا يفتتن بما ظهر على أيدهم من المعجزات ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم. ( قاله القرطبي ).
2- فيه مشروعية القنوت في النوازل.
3- وفيه جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة ولا يؤثر ذلك في الصلاة.
4- وفيه أن الأمر والملك كله لله ، فقد دعا النبيr على المشركين ، وسادات الصحابة يؤمِّنون فلم يستجب لهم في المدعو عليهم ثم هداهم الله للإيمان.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب المغازي : باب (21).
([2]) كتاب الجهاد والسير : حديث رقم (101-104).
([3]) كتاب التفسير : حديث رقم (3002-3003) ، (5/226-227).
([4]) كتاب الفتن : حديث رقم (4027) ، (2/1336).
([5]) (3/99،179).
([6]) كتاب المغازي : (4069،4070).
([7]) كتاب التطبيق : (2/160).
([8]) (2/93،147).
([9]) كتاب التفسير : حديث رقم (3004).
الأمر كله لله وحده لا يشاركه فيه نبي ولا ملك ولاغيرهما
عن أنس – رضي الله عنه – قال : شج النبيr يوم أحد وكسرت رباعيته ، فقال :
« كيف يفلح قوم شجوا نبيهم ؟ ». فنـزلت الآية ] ليس لك من الأمر شيء [.
( رواه البخاري([1]) ومسلم([2]) والترمـذي([3]) وابن ماجـه([4]) وأحمـد([5]) ).
وعن ابن عمر – رضي الله عنهما – أنه سمع رسول اللهr يقول إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الأخيرة من الفجر :
« اللهم العن فلاناً وفلانا » بعد ما يقول : سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ، فأنزل الله : ] ليس لك من الأمر شيء [.. الآية.
وفي رواية يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام. فنـزلت ]ليس لك من الأمر شيء [
(رواه البخاري([6]) والنسائي([7]) وأحمد([8]) والترمذي([9])).
صحابيا الحديث :
1- أنس بن مالك الأنصاري الخزرجي صاحب رسول الله وخادمه خدم النبي عشر سنين وله ألف ومائتا حديث وستة وثمانون حديثاً اتفق الشيخان منها على مائة وثمانية وستين. ( مات بالبصرة وقد جاوز المائة ).
2- هو عبد الله بن عمر القرشي العدوي أسلم قديماً بمكة مع أبيه وهاجر وهو ابن عشر وقد شهد الخندق وما بعدها وكان من سادات الصحابة وفضلائهم لازماً للسنة فاراً من البدعة ناصحاً للأمة ( مات سنة 74 هـ ).
المفـردات :
الشج : في الأصل في الرأس خاصة وهو أن تضربه بشيء فيجرحه ويشقه ثم استعمل في غيره من الأعضاء.
الرباعية : كل سن بعد ثنية وللإنسان أربع رباعيات.
الفلاح : الفوز بالمطلوب الأعظم.
اللعن : الطرد والإبعاد من الله ، ومن الخلق السب والدعاء.
المعنى الإجمالي :
خاض رسول اللهr المعركة يوم أحد ضد أعداء الله المشركين فهزم المشركين في أول المعركة ، ثم بسبب مخالفة بعض الجيش لأمر رسول اللهr ولحكمة أرادها الله دارت الدائرة على المسلمين فاستشهد بعض الصحابة وأصيب رسول اللهr بجروح فقال رسول اللهr مستبعداً فلاح هؤلاء المشركين ودخولهم في الإسلام حيث بلغ بهم السفه والعناد إلى هذا الحد « كيف يفلح قوم شجوا نبيهم » ثم دعا على جماعة من صناديدهم فماذا كان.
لقد أنزل الله العليم الخبير والمالك المتصرف الذي له الخلق والأمر وله الحكم في الدنيا والآخرة على أكرم رسله : ] ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنّهم ظالمون[ أي: لي الملك وحدي والهداية والإضلال بيدي لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت.
ثم شاء الله الهداية لهم فداهم الله للإسلام فكانوا من خيرة جنوده وأخلصهم له وفتح الله بهم الدنيا وهدى الله أمماً على أيديهم، فهل يكون من العقلاء من يعتقد في رسول الله أو غيره أنه يعلم الغيب أو يتصرف في الكون ؟. وهل يكون عاقلاً من يلجأ إلى غير الله في الشدائد وينتظر منه النجدة ؟. وكشف الكروب ؟. إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
ما يستفاد من هذين الحديثين :
1- فيه وقوع الأسقام والابتلاء بالأنبياء ، ليعلم أنهم من البشر تصيبهم محن الدنيا ويطرأ على أجسامهم ما يطرأ على أجسام البشر ليتيقن أنهم مخلوقون مربوبون ، ولا يفتتن بما ظهر على أيدهم من المعجزات ويلبس الشيطان من أمرهم ما لبسه على النصارى وغيرهم. ( قاله القرطبي ).
2- فيه مشروعية القنوت في النوازل.
3- وفيه جواز الدعاء على المشركين بأعيانهم في الصلاة ولا يؤثر ذلك في الصلاة.
4- وفيه أن الأمر والملك كله لله ، فقد دعا النبيr على المشركين ، وسادات الصحابة يؤمِّنون فلم يستجب لهم في المدعو عليهم ثم هداهم الله للإيمان.
هذه السلسله المباركه من مذكرة الحديث النبوي في العقيدة والاتباع للشيخنا ربيع بن هادي المدخلي امد الله في عمره على التوحيد والسنه ونصرتها في جميع الميادين
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) كتاب المغازي : باب (21).
([2]) كتاب الجهاد والسير : حديث رقم (101-104).
([3]) كتاب التفسير : حديث رقم (3002-3003) ، (5/226-227).
([4]) كتاب الفتن : حديث رقم (4027) ، (2/1336).
([5]) (3/99،179).
([6]) كتاب المغازي : (4069،4070).
([7]) كتاب التطبيق : (2/160).
([8]) (2/93،147).
([9]) كتاب التفسير : حديث رقم (3004).
تعليق