أحبتي أخوتي /
بداية أحمد الله تعالى عدد ما مشى فوق الأرضين ودرج ، حمدا طيبا مباركا فيه أن صرف عنا اعصار فيت ، ورحمنا سبحانه برحمته التي وسعت كل شيء ...
وددت القول أخوتي واعذروني سأتكلم ببساطة مفرطة حتى تصل الفكرة ، سبحان الله كيف لهجت ألسنتنا بالاستغفار ، وكيف أن قلوبنا لم تتوقف من الدعاء ليل نهار بأن يحفظ الله لنا بلادنا وأخواننا وأهلنا من كل سوء ، كيف كنا نصلي تلك الصلاة الخاشعة ، وتلك السجدات التي كنا نود ألا نقوم منها ونحن نناجي فيها رب العباد أن يصرف عنا غضبه وعذابه ...
كيف كان الأب يقول ( يا رب اصرف عنا هذا الاعصار ، وأفض علينا من رحمائك ) وكيف كانت الأم الحنون تنادي ربها وتقول ( يا رب احفظ لي أبنائي ، واحفظ زوجي الذي يعمل في أماكن الاعصار من كل سوء ) ، نعم تحولت أيامنا وأوقاتنا طاعات بعد طاعات واستغفار بعد استغفار ، وذل وانكسار الى رب السماء ...
وصل النداء ، ووصلت الدعوات ، وفتحت السماء أبوابها لدعوات الأيتام والأطفال والنساء والشيوخ ، وسبقت رحمة الرحمن غضبة وخفّ السوء وانزاح ، وأقبل الخير وانتشر ، والحمد لله خرجنا بأقل الخسائر ولله الفضل والانعام والمنة ...
الآن بغض النظر أخوتي عن سبب هذا الاعصار وغيره أقول /
لماذا نحن هكذا ، لماذا قلوبنا تظل خائفة وجلة في الملمات والمصائب فقط ، هل ستظل حياتنا هكذا ، اعصار نتوب فيه وكارثة نرجع فيها الى الله ، ثم ما نلبث أن نعود الى ذنوبنا وأفعالنا القبيحة ...
تذكر معي أخي يوم أن كنا أنت وأنا صعاليك ، ذليلين ، منكسرين الى الله يوم الاعصار ، يااااااااه كيف كنا نشعر بالخوف والرعب ، وبعد أن جائت الرحمة نعود الى ذنوبنا ، فصاحب الأغاني يعود الى غيه ورقصه ، والزاني معاذ الله يعود الى وقاحته ومصيبته ...
أسألكم بالله العزيز أخوتي أرجوكم ، وأرجوا من نفسي التي بين جنبي ، أن نراجع أنفسنا نعم نراجع أنفسنا ، فمن كان منا متهاونا في صلاته فليبادر من اليوم بالحفاظ عليها وعلى سننها ونوافلها ، ومن كان ينام عن صلاة الفجر فليوقت المنبه منذ الغد وليشمر عن ساعد الجد ، ومن كان عاقا لوالديه فليعود اليهما وليقبل رأسيهما وليظفر منهما بدعوة صادقة ، ولنري الله من أنفسنا خيرا فالله سبحانه يقول : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) ...
أكثروا من الاستغفار أخوتي في كل مكان ، في السيارة ، في البيت ، في الذهاب الى المسجد ، في كل مكان ، وألينوا قلوبكم بذكر الرحمن ، وتلاوة كتابه العزيز ، وصلوا أرحامكم ، وادعوا الله أن يعم علينا بخير من عنده ( وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ) ...
حفظنا الله وبلادنا وبلاد المسلمين من كل سوء ...
كتبه أخيكم الصغير / المتيم بحب الله .
تعليق