بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله , والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن ولاه .
وبعد :
أيها الإخوة والأخوات
فإنَّه مما لا شك فيه ولا ريب أنَّ شريعة الإسلام شريعة كاملة صالحة لكل زمان ومكان , فما من خير إلا و أرشد الله إليه , وما من شر إلا و حذر الله منه.
فمن تلك الأمور التي جاءت في شريعة الإسلام , وحث عليها خير الأنام محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام .
" رؤيةُ المخْطُوبة "
الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على استحباب رؤية الخاطب لخطيبته .
أولا : عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ رضي الله عنه , قَالَ : خَطَبْتُ امْرَأَةً فَقَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا " قُلْتُ : لا قَالَ : " فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا" . أخرجه الترمذي وصححه الألباني .
ثانيا : عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ ". أخرجه أبوداود وصححه الألباني.
وغير ذلك كثير .
ما الذي يراه الخاطب من مخطوبته ؟
الجواب : أن ينظر إلى الوجه والكفين .
وقيل : أن ينظر إلى ما يظهر منها غالبا .
حال الناس في رؤية الخاطب للمخطوبته .
الناس في مسألة رؤية الخاطب للمخطوبته
طرفان و وسط
طرف هم من أهل الإفراط ,
فلا يجعلون الخاطب أن يرى مخطوبته بأي حال من الأحوال .
ومنهم من يسمح لكريمتهم أن تذهب مع السائق بلا محرم وإلى السوق وهي متبرجة
وإذا جاء الخاطب قالوا : لا تنظر إليها ولا نسمح لك !!!
وهذا من التناقض العجيب .
وطرف هم من أهل التفريط , فيجعلون الخاطب أن يخرج مع خطيبته إلى الأسواق والحدائق والمنتزهات وهو لم يعقد عليها أصلاً , ثم بعد فترة يقول لهم : لا أريدها , و قد فعل ما فعل فتقع الكارثة !!!
وأما أهل الوسط فهم الذين امتثلوا أمر النبي صلى الله عليه وسلم , فسمحوا للخاطب أن ينظر للمخطوبته , وفق الضوابط الشرعية , فإن وفق الله بينهما فالحمد لله ويتم العقد بينهما .
فإن لم يوفق بينهما , فإن الزواج قسمة ونصيب .
من فوائد رؤية المخطوبة .
أولا : دوام المودة بين الزوجين .
ثانيا : اجتناب كل من الزوجين العيوب التي يكرهها من الآخر .
ثالثا : إتمام الزواج على بينة , وعدم لوم الآخرين .
والحمد لله رب العالمين
تعليق