أخوة الاسلام /
دخل رجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فوجده يقَبِّلُ حفيده
الحسن بن علي -رضي الله عنهما-، فتعجب الرجل، وقال: والله يا رسول الله إن لي عشرة من الأبناء ما قبَّلتُ أحدًا منهم أبدًا، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لا يرْحم لا يرْحم) [متفق عليه].
هذا خُلُق رسولكم عباد الله ، فقد كان القدوة لأمته ، كان رحيما رؤوفا بمن حوله ، تقول السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن رحمة النبي صلى الله عليه وسلم، فتقول: ما ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده خادمًا له قط ولا امرأة) [رواه أحمد].
ان الرحمة يا عباد الله خُلُق المسلم الفذ ، فبها تتآلف القلوب ، وتسمو الأرواح الى حيث التعاون والتآلف والتقارب والتعاضد ، وبها تتحرك القلوب نحو اللين والعطف والرفق بالآخر مسلمهم وكافرهم ذكرهم وأنثاهم ، تزول بها قسوة القلوب ، وينصنع بها المعروف ، ويتعاون بها الأفراد والمجتمعات .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحم من في الأرض، يرحَمْك من في السماء) [الطبراني والحاكم]، وقال صلى الله عليه وسلم: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم؛ مثل الجسد؛ إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى) [مسلم].
ان المجتمع يا عباد الله ، يوم يتعاون فيه أفراده ، فيرحم الكبير الصغير ، ويلطف التاجر بالباعة ، والشرطي بالناس ، والموظف بالمراجعين ، والغني بالفقير ، فانه ولا بد أن تتحقق فيه معاني الأُلفة والمحبة ، فينتشر الخير ، ويعم الأمن والسلام ، وتعلو راية المجتمعات المسلمة شامخة شموخ الجبال .
يحكي لنا النبي صلى الله عليه وسلم قصة رجل غفر الله له؛ لأنه سقى كلبًا عطشان، فيقول صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا فيها، فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث، يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفَّهُ (حذاءه) بالماء، ثم أمسكه بفيه (بفمه)، فسقى الكلب، فشَكَرَ اللهُ له، فَغَفَر له).
فقال الصحابة: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم لأجرًا؟
قال: (في كل ذات كبد رطبة أجر (يقصد أن في سقي كل كائن حي ثوابًا) [البخاري].
أسأل الله أن يرحم قلوبنا ، وأن يرزقنا رحمة أخواننا وأحبتنا ، ويجمعنا واياكم بفضل رحمته في مستقر داره ، حيث الراحة والسعادة الأبدية ، والله على ذلك قدير ...
كتبه مع بعض النقل أخيكم الصغير / المتيم بحب الله .
تعليق