الهي كم اشتقت اليك والى طاعتك والقرب منك ، والعمل على رضاك ، كم تمنيت ألا أغادر جنابك ، وأن أحيا وأموت على كتابك وعلى سنة نبيك ، ففيهما الخير والرحمة ...
سيدي ومولاي قد أرهقتني الذنوب والآثام ، لُذت بجنابك ، ووقفت ببابك ، فلا تردنا عن جنابك خائبين ولا عن بابك مطرودين ، ربي أُغلقت كل الأبواب في وجوهنا الا بابك ، أنخنا المطايا ببابك ، ووقفنا ننتظر توبتك علينا ورحمتك بنا ، ورضاك عنا ...
ربي أعلم كما أنت تعلم بجلالك أننا مذنبون ، وأنت غني عنا ، ولكننا نعلم أيضا كما أنت تعلم أنك تواب رحيم ، وقد قلت يا أعز من قائل سبحانه : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ، ان الله يغفر الذنوب جميعا ، انه هو الغفور الرحيم ) .
أسقطنا الدموع يا رباه ، عشرا عشرا ، وجئناك الهنا ، مكبلين بذنوب كالجبال ، بعد أن عظم الكرب واشتد الهم ، فلا نافع الاك يا رباه ، ولا ضار الاك الهي ، فكن لنا خير معين ، فرّج عنا ، واقبلنا عندك ، وارحمنا قبل أن تلتفُّ الساق بالساق ، وتبلغ الروح الحلقوم ...
أحبتي /
كلنا مذنبون ، لماذا نقف عند الذنب ولا نتوب منه ، لماذا لا ندرك معنى المغفرة والرحمة عند رب العباد سبحانه ، دعونا نهرع الى جناب الله والى كرم الله ، فانه والله جواد كريم رحمن رحيم ، قفوا ذات ليلة والناس نيام في دجى الليل ، أسبلوا الدمع ، وأظهروا لربكم الافتقار ، والذل والحاجة اليه ، فهو سبحانه يفرح بتوبة عبده ، وقولوا بقلب نقي مخلص منيب : جئناكم يا ربنا بعد غيبة طويلة ، فقد قصمت الذنوب ظهرونا ، وأحلولك الليل ، واشتد الهم ، فيا رحمن اقبلنا ، وتب علينا والطف بنا يا ذا الرحمة والجلال .
غفر الله لكم ...
كتبه أخوكم الصغير / المتيم بحب الله ...
تعليق