السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تتوقع أن تكون لاعباً ماهراً في لعبة ما ، خلال أسبوع واحد فقط ..!؟
أم هل يمكن أن تتصور أن تجيد الضرب على الآلة الكاتبة ، بمهارة عالية خلال يومين أو ثلاثة ..!؟
أم هل تتخيل يوما أن تصبح سباحا ماهرا ، خلال بضعة أيام من التدريب !؟
قل مثل هذا ، إذا أردت أن تكون خطاطاً مبدعا ، أو رساماً بارعا ، ونحو هذا
إن هذا لا يكون أبداً ..حيث لابد من تدريب كثير ، وبذل جهد طويل ، وصبر ومصابرة ومرابطة على ما تريد ، وتحمل لمرارة التعلم ، وصبر على شدة المعلم ، ونحو هذا .. فلا شيء يأتي بدون تعب ..!
إذا فهمت هذه البديهية ..
فاعلم أنك لن تستطيع أن تصل إلى مقام التقوى مثلاً ، أو مقام الإحسان ، في أيام أو حتى شهر بل ولا شهرين !!
فكما أنك تحتاج في اكتساب مهارة اللعب إلى زمن ، وتدريب ، وتعب ، ونصب ، ومحاولة مستمرة ، وبذل جهد ووقت ، وعدم يأس ، بل إلى جرعات من الإصرار والعزم ..
فكذلك يحتاج السير إلى الله سبحانه للتحقق بالمقامات العالية في دين الله ، يحتاج إلى هذا كله بل وأكثر من هذا بكثير ..
أما الذين يريدون أن يصلوا إلى مراتب عالية ،في دين الله بمجرد الأماني ..
فيقال لهم : ستعيشون ما تعيشون في دنياكم ، ولم تحصّلوا إلا على الخيبة !
وإلا فهل رأيتم عالماً كبيراً ، بل أو لاعبا خطيرا ، وصل إلى ما وصل إليه بمجرد الأماني ، أو ببذل فضلة الوقت ، وفتات الجهد ..؟
كلا والله .. فهذه من هذه لو كان لك قلب أو ألقيت السمع وأنت شهيد !
ولتتضح لك الأمور بصورة أكبر ، عليك أن تعود إلى سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو يربي ذلك الجيل الفريد في تاريخ البشرية
كيف بدأ معهم ، وعلى أي شيء رباهم منذ البداية ، ألم يكن يصلي بهم ليلا طويلا قرابة السنة ، حتى نزل التخفيف بعد ذلك ؟؟
وعلى هذا قس سترى العجب ..!
كيف بدأ معهم ، وعلى أي شيء رباهم منذ البداية ، ألم يكن يصلي بهم ليلا طويلا قرابة السنة ، حتى نزل التخفيف بعد ذلك ؟؟
وعلى هذا قس سترى العجب ..!
ومن هنا كان يقال :من لم تكن له بداية محرقة ، لا تكون له نهاية مشرقة !
أما الأماني المجردة فهي رأس مال المفاليس ..!
ومن ثم فالطريق إلى المقامات الرفيعة العالية ، هذا شأنه :
تعب وجهد وعطاء وصبر ومصابرة ، ومجاهدة مستمرة للنفس ، حتى تستقيم ..
طريق التوبة
تعليق