[align=center]الإعجاز العلمي في السنة
حديث الثلث والحقائق العلمية الثابتة
إسلام فرحات
روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما ملأ أدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محال الآدمي نفسه فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) ورواه الإمام أحمد في مسنده عن المقدام بن معدي كرب. في هذا الحديث النبوي الشريف أشار النبي صلى الله عليه وسلم الى حقيقة الأضرار الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام منذ أربعة عشر قرناً من الزمان في عبارة بليغة سابقة لعصرها وموجزة وهي (ما ملأ ادمي وعاء شر من بطن) فمن خلال أحدث ما توصل إليه العلم الحديث فعرف هذا الشر بيقين في هذا العصر بظهور الأمراض الخطيرة المهلكة للإنسان الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام بدون تقنين وذلك بعد تقدم وسائل الفحص والتشخيص الطبي الدقيق الذي أفضى لمعرفة حقيقة هذا الشر.
هذا ما أكده الدكتور عبدالجواد الصاوي الباحث في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي في بحثه حول الإعجاز العلمي في حديث الثلث الذي أشار فيه الى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح في هذا الحديث عدة حقائق مهمة حين شبه النبي صلى الله عليه وسلم - المعدة (المشار إليها في الحديث بالبطن) بالوعاء وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ملء هذا الوعاء بكثرة الأكل شر على الإنسان ونصح بالاكتفاء من الطعام على قدر الاحتياج.
كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم - حجم المعدة الى ثلاثة أقسام وأخبر أن أكبر كمية من الطعام والشراب يمكن أن يتناولها المرء عند الحاجة الملحة هو مقدار ما يملأ ثلثي حجم المعدة وأخبر - صلى الله عليه وسلم -أن ترك ثلث حجم المعدة خالياً من الطعام والشراب ضروري لتنفس الإنسان وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقائق وأيدها وقسم حجم المعدة الى ثلاثة ثلثتن للطعام والشراب للنفس.
وأضاف د. عبدالجواد الصاوي أن هناك أضرارا ناتجة عن الإفراط في تناول الطعام وأثبتها الطب الحديث منها السمنة أو (البدانة) وما يصاحبها من أمراض حيث ترتبط السمنة بالإفراط في تناول الطعام خصوصاً الأطعمة الغنية بالدهون وهي مشكلة واسعة الانتشار وربما ترتبط بزيادة خطر الأمراض القلبية الوعائية مثل قصور القلب والسكتة القلبية ومرض الشريان التاجي ومرض انسداد الشرايين المحيطة بالقلب وارتفاع دهون الدم ولاشك أن جلطة القلب لها علاقة بالسمنة وكذلك حصيات المرارة وراء النقرس وهو مرض مزمن يسبب نوبات من الآلام المفصلية وينتج عن زيادة الحامض البولي في الدم فينشأ عن ذلك ترسب هذا الحامض البولي على شكل بلورات من يورات الصوديوم حول المفاصل ومن أهم أسبابه: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالموارد البروتينية (كاللحوم والأسماك) والأطعمة الغنية بالنيكلوبروتين (كالمخ والمخيخ والكبد ولوزة العجل).
وأشار الدكتور الصاوي في معرض حديثه عن الأمراض الناتجة عن الإفراط في تناول الأطعمة :أن هناك أمراضا اخرى لها علاقة بالسمنة مثل: دوالي الساقين. فتق المعدة والإمساك والالتهابات. بطء شفاء الجروح التهاب المفاصل التنكسي.
وأوضح أن السمنة تحدث نتيجة لاضطرابات العلاقة بين ثلاثة عناصر من الطاقة وهي: الكمية المستهلكة من الطعام والطاقة المبذولة في النشاط والحركة والطاقة المختزنة على هيئة دهون بصفة أساسية فالإفراط في تناول الطعام مع قلة الطاقة المبذولة في الحركة يؤدي الى ظهور السمنة خصوصاً مع توفير وسائل الحياة المريحة.
حيث إن الإنسان العادي يستهلك حوالي 20 طناً من الطعام في فترة حياته وحدوث نسبة 25% من الخطأ في توازن الطاقة يؤدي الى زيادة في الوزن تبلغ 50 كجم وهذه الزيادة عند شخص بالغ يزن 70 كجم تجعل وزنه 120 كجم وهذا من شأنه أن يبين مدى الدقة المطلوبة في تنظيم تناول الطعام للمحافظة على استقرار وزن الجسم.
ومن ناحية اخرى أكد الدكتور الصاوي في بحثه على تأثير امتلاء المعدة بالطعام على باقي أجهزة الجسم قائلاً: أنه حينما تمتلئ المعدة تماماً تضطرب مضخة التنفس ولا يصل كل الدم الوريدي غير المؤكسد الى القلب بسهولة وإذا لم تنقبض عضلة الحجاب الحاجز بالقدر المطلوب بسبب امتلاء المعدة يؤدي ذلك بدوره الى عدم قدرة الرئتين على التمدد الكامل نظراً لعدم اتساع القفص الصدري وبالتالي فلا يحصل تبعاً لذلك دخول الهواء بالحجم الطبيعي أو المدى الى الرئتين وتتدخل عندئذ عضلات الطوارئ في إحداث تنفس عميق مما يؤدي الى ضغط محتويات التجويف البطني لتفريغ مساحة لاتساع التجويف الصدري وهذا بدوره يؤدي الى شدة واضطراب يؤثر على جميع أجهزة الجسم المختلفة أما إذا ترك ثلث المعدة أو أكثر منه فارغاً وهو ما يوازي حجمه حجم الهواء الطبيعي الداخل للرئتين (500 مل) فإنه بذلك يؤدي الى تنفس انسيابي مريح وانصباب سهل للدم الوريدي للقلب وبهذا يظهر الأثر الضار لامتلاء المعدة على كل من الجهاز التنفسي والدوري عند الإنسان كما إن امتلاء المعدة بالطعام يؤثر سلباً على هضمه حيث أن تمدد جدار المعدة يثبط نشاط عضلات هذا الجدار فيؤدي بدوره الى تأخير وإعاقة الهضم.
منقول من ملحق أشراقات من جريدة عمان
--------------------------------------------------------------------------------[/align]
حديث الثلث والحقائق العلمية الثابتة
إسلام فرحات
روي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (ما ملأ أدمي وعاء شراً من بطنه بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لا محال الآدمي نفسه فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه) ورواه الإمام أحمد في مسنده عن المقدام بن معدي كرب. في هذا الحديث النبوي الشريف أشار النبي صلى الله عليه وسلم الى حقيقة الأضرار الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام منذ أربعة عشر قرناً من الزمان في عبارة بليغة سابقة لعصرها وموجزة وهي (ما ملأ ادمي وعاء شر من بطن) فمن خلال أحدث ما توصل إليه العلم الحديث فعرف هذا الشر بيقين في هذا العصر بظهور الأمراض الخطيرة المهلكة للإنسان الناتجة عن الإفراط في تناول الطعام بدون تقنين وذلك بعد تقدم وسائل الفحص والتشخيص الطبي الدقيق الذي أفضى لمعرفة حقيقة هذا الشر.
هذا ما أكده الدكتور عبدالجواد الصاوي الباحث في هيئة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التابعة لرابطة العالم الإسلامي في بحثه حول الإعجاز العلمي في حديث الثلث الذي أشار فيه الى أن النبي صلى الله عليه وسلم أوضح في هذا الحديث عدة حقائق مهمة حين شبه النبي صلى الله عليه وسلم - المعدة (المشار إليها في الحديث بالبطن) بالوعاء وأخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ملء هذا الوعاء بكثرة الأكل شر على الإنسان ونصح بالاكتفاء من الطعام على قدر الاحتياج.
كما قسم النبي صلى الله عليه وسلم - حجم المعدة الى ثلاثة أقسام وأخبر أن أكبر كمية من الطعام والشراب يمكن أن يتناولها المرء عند الحاجة الملحة هو مقدار ما يملأ ثلثي حجم المعدة وأخبر - صلى الله عليه وسلم -أن ترك ثلث حجم المعدة خالياً من الطعام والشراب ضروري لتنفس الإنسان وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقائق وأيدها وقسم حجم المعدة الى ثلاثة ثلثتن للطعام والشراب للنفس.
وأضاف د. عبدالجواد الصاوي أن هناك أضرارا ناتجة عن الإفراط في تناول الطعام وأثبتها الطب الحديث منها السمنة أو (البدانة) وما يصاحبها من أمراض حيث ترتبط السمنة بالإفراط في تناول الطعام خصوصاً الأطعمة الغنية بالدهون وهي مشكلة واسعة الانتشار وربما ترتبط بزيادة خطر الأمراض القلبية الوعائية مثل قصور القلب والسكتة القلبية ومرض الشريان التاجي ومرض انسداد الشرايين المحيطة بالقلب وارتفاع دهون الدم ولاشك أن جلطة القلب لها علاقة بالسمنة وكذلك حصيات المرارة وراء النقرس وهو مرض مزمن يسبب نوبات من الآلام المفصلية وينتج عن زيادة الحامض البولي في الدم فينشأ عن ذلك ترسب هذا الحامض البولي على شكل بلورات من يورات الصوديوم حول المفاصل ومن أهم أسبابه: الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالموارد البروتينية (كاللحوم والأسماك) والأطعمة الغنية بالنيكلوبروتين (كالمخ والمخيخ والكبد ولوزة العجل).
وأشار الدكتور الصاوي في معرض حديثه عن الأمراض الناتجة عن الإفراط في تناول الأطعمة :أن هناك أمراضا اخرى لها علاقة بالسمنة مثل: دوالي الساقين. فتق المعدة والإمساك والالتهابات. بطء شفاء الجروح التهاب المفاصل التنكسي.
وأوضح أن السمنة تحدث نتيجة لاضطرابات العلاقة بين ثلاثة عناصر من الطاقة وهي: الكمية المستهلكة من الطعام والطاقة المبذولة في النشاط والحركة والطاقة المختزنة على هيئة دهون بصفة أساسية فالإفراط في تناول الطعام مع قلة الطاقة المبذولة في الحركة يؤدي الى ظهور السمنة خصوصاً مع توفير وسائل الحياة المريحة.
حيث إن الإنسان العادي يستهلك حوالي 20 طناً من الطعام في فترة حياته وحدوث نسبة 25% من الخطأ في توازن الطاقة يؤدي الى زيادة في الوزن تبلغ 50 كجم وهذه الزيادة عند شخص بالغ يزن 70 كجم تجعل وزنه 120 كجم وهذا من شأنه أن يبين مدى الدقة المطلوبة في تنظيم تناول الطعام للمحافظة على استقرار وزن الجسم.
ومن ناحية اخرى أكد الدكتور الصاوي في بحثه على تأثير امتلاء المعدة بالطعام على باقي أجهزة الجسم قائلاً: أنه حينما تمتلئ المعدة تماماً تضطرب مضخة التنفس ولا يصل كل الدم الوريدي غير المؤكسد الى القلب بسهولة وإذا لم تنقبض عضلة الحجاب الحاجز بالقدر المطلوب بسبب امتلاء المعدة يؤدي ذلك بدوره الى عدم قدرة الرئتين على التمدد الكامل نظراً لعدم اتساع القفص الصدري وبالتالي فلا يحصل تبعاً لذلك دخول الهواء بالحجم الطبيعي أو المدى الى الرئتين وتتدخل عندئذ عضلات الطوارئ في إحداث تنفس عميق مما يؤدي الى ضغط محتويات التجويف البطني لتفريغ مساحة لاتساع التجويف الصدري وهذا بدوره يؤدي الى شدة واضطراب يؤثر على جميع أجهزة الجسم المختلفة أما إذا ترك ثلث المعدة أو أكثر منه فارغاً وهو ما يوازي حجمه حجم الهواء الطبيعي الداخل للرئتين (500 مل) فإنه بذلك يؤدي الى تنفس انسيابي مريح وانصباب سهل للدم الوريدي للقلب وبهذا يظهر الأثر الضار لامتلاء المعدة على كل من الجهاز التنفسي والدوري عند الإنسان كما إن امتلاء المعدة بالطعام يؤثر سلباً على هضمه حيث أن تمدد جدار المعدة يثبط نشاط عضلات هذا الجدار فيؤدي بدوره الى تأخير وإعاقة الهضم.
منقول من ملحق أشراقات من جريدة عمان
--------------------------------------------------------------------------------[/align]
تعليق