إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

دروس وعبر في ظلال الهجرة المباركة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دروس وعبر في ظلال الهجرة المباركة


    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين
    الحمد الله الذي خلق فسوى وقدر فهدى
    وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك خلق كل شيء فقدره تقديرا
    وأشهد أن سيدنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم سيد الخلق وأشرفهم
    وهادي البشرية إلى صراط مستقيم وبعد،،،
    فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    ها نحن نستقبل عاماً قد أتى
    ونودع عاماً قد أفل
    رحل بكل ما فيه من خير وشر
    رحل بكل ذكرياتنا التي نسأل الله تعالى
    أن تكون ذكريات مشرقة مشرفة سعيدة


    فطوبى لمن رحل عامه
    وهو فرح بكل ما قضى فيه من أعمال
    سجلت في صحائفه الصالحة

    ووآسف لمن رحل عامه
    وهو يتمنى أن ترجع بعض أيام عامه الذي انصرم
    ليحدث فيها ولو تغييراً بسيطاً حتى يحسن العلاقة مع مولاه


    فكم هم الشباب
    الذين لم يضعوا في حسبانهم أن ما تسطره أقلام الكرام الكاتبين
    لا يمكن مسحه أو تعديله

    وكم هن الفتيات
    اللواتي غاب من تقديراتهن أن بعض الثوابت إذا انهدمت لا يمكن استرجاعها

    ما تقدم يرجع بنا إلى ذكريات عظيمة غالية على قلوبنا جميعاً

    ألا وهي ذكريات هجرته صلى الله عليه وسلم

    تلك الهجرة التي تعتبر بداية التأريخ الإسلامي

    ذلك التاريخ الحافل بالعديد من المشاهد العظيمة

    ومن يستذكر تلك الذكريات
    فإنه يستلهم منها الدروس والعبر

    أهم هذه الدروس والعبر

    أولاً : الصبر والتضحية

    ليكن في حسباننا جميعاً
    أن هذا الدين لم يصل إلينا إلا بعد تضحيات
    وبذلت في سبيل ذلك أرواح غالية

    وبالمقال يتضح المقال
    فالصحابة وبعد أمر الله تعالى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم
    أن يصدح بما يؤمر
    تفنن زعماء السوء من مشركي قريش
    في سوم الصحابة المستضعفين سوء العذاب
    وكان صلى عليه وسلم يمر بهم
    ويذكرهم بأن الصابر في الجنة
    فهو صلى الله عليه وسلم
    عندما مر بسمية وزوجها وابنهما رضي الله عنهم أجمعين
    قال لهم : صبرا آل ياسر إن موعدكم الجنة
    يأتي إليه بعض الصحابة من سملت عيونهم
    فيرقي بعضهم فيبصرون
    هل تعلمون ما معنى سمل الأعين
    له طريقتان
    الأولى أن يحمى على الميل
    والميل ذلك القضيب الحديدي الذي يكتحل به
    حتى يحمر من شدة الحرارة
    ثم يقرب من الصحابي يقال له هل ترجع عن دين محمد
    فعندما يرفض
    يقرب الميل من عينه حتى يوضع فيها
    فتسيل عينه على خده
    والثانية هي أن يحمى على السيف في النار حتى يحمر
    ثم يقرب من عيني الصحابي
    فإن لم يستجب لما يقال له
    يستمر السيف بالاقتراب من عينيه
    حتى تبيض عينه من شدة حرارة السيف

    هلا حاولنا استشعار ذلك الألم الشديد
    الذي قد تحدثه مثل هذه الطريقة العنيفة في التعذيب


    اذا استشعرنا ذلك
    فلنستعرض مثالاً آخر من التضحيات

    خباب بن الأرت رضي الله عنه يجلد حتى
    يختلط جلده بلحمه
    ومن شدة الألم يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقول يا رسول الله هلا دعيت الله لنا يا رسول الله هلا دعيت الله لنا
    فيغضب النبي صلى الله عليه وسلم
    ويقول : لقد كان فيمن كان قبلكم يؤتى بأمشاط الحديد فيمشط بين عظمه ولحمه وينشر بين مفرق رأسه لا يغيره ذلك عن دينه ولكنكم قوم تستعجلون

    وما النبي صلى الله عليه وسلم
    ببعيد من أمثال هذا الصبر العظيم
    فها هو يسجد أمام الكعبة المباركة
    فيأتي أشقى القوم
    ابن أبي معيط
    فيضع على ظهره سلى (أحشاء) جزور
    ولا يستطيع صحابته صلى الله عليه وسلم
    الحراك فزعامات الشرك محيطة بالكعبة المشرفة
    ثم تأتي ابنته الزهراء
    فتزيحه عن ظهره

    بل أشد من ذلك
    يقوم أحدهم بعد أن قسم النبي صلى الله عليه وسلم بعض الغنائم
    فيقول : هذه قسمة لم يرد الله فيها
    فيغضب النبي صلى الله عليه وسلم
    ويقول : رحم الله أخي موسى أوذي أكثر من ذلك فصبر


    وهكذا صاحب المبدأ يربط نفسه بقدوة عظيمة
    فالنبي صلى الله عليه وسلم
    حتى يستطيع الاستمرار في الصبر
    ربط نفسه باخيه موسى عليه السلام
    فسيدنا موسى لاقى ما لاقاه من أذي اليهود ولكنه صبر
    فهم – أي اليهود – عندما اصبحوا أمام البحر ومن خلفهم فرعون قالوا انا لمدركون
    فقال موسى كلا ان معي ربي سيهدين
    فجعلهم الله يعبرون في ارض لم يعبرها احد قبلهم ولن يعبرها احد بعدهم
    بل رأوا بأم عيونهم البحر وهو يطبق على فرعون ومن معه
    وما إن وصلوا الجهة الأخرى قالوا يا موسى اجعل لنا آلهة مثل ما لهم آلهه
    كذلك عندما أطعمهم الله العسل وألذ طيور البر
    قالوا يا موسى انا نرغب في البصل والثوم
    وهو صابر عليه السلام

    لكن تخيل هذه الكلمات وهي تخرج من فم النبي صلى الله عليه وسلم
    رحم الله أخي موسى لقد أوذي أكثر من ذلك فصبر
    والله إني أستشعر خروجها بحرقة وألم شديد
    وفي يوم من الأيام عندما اجتمعوا على النبي صلى الله عليه وسلم


    وأخذ أبو جهل لعنه الله يخنق النبي صلى الله عليه وسلم
    وأبو بكر يذود عنه
    وهو يقول خاب قوم قتلوا رسولهم
    خاب قوم قتلوا نبيهم

    آخر مثال من الصبر النبوي
    صبره هو وأصحابه في شعب عامر
    ثلاث سنوات لا طعام ولا كلام ولا سلام
    حتى أن شفاههم تقطعت من أكلهم لأوراق الشجر
    وكان صلى الله عليه وسلم يربط على بطنه الحجر والحجران من شدة الجوع

    وأما بالنسبة للتضحيات فهي كثيرة وعديدة
    فمنهم من ضحى بماله وولده كأبي سلمه
    ومنهم من ضحى بنفسه كعلي بن أبي طالب
    ومنهم من ضحى بماله كصيهب بن سنان الرومي
    وصهيب ليس روميا وانما هو عربي سرق وبيع في الروم ثم عاد لارض العرب مرة أخرى
    ومنهم من ضحى بنفسه وماله وولده كأبي بكر الصديق

    اذا قدرنا ذلك كله
    وأدركنا أن هذا الدين لم يصلينا الينا بالهوينا
    ما بالنا نرى أن بعضنا لا يعظم شأن الصلاة
    ما بالنا نرى بعضنا لا يعظم شأن الصلاة


    ليعلم أمثال هؤلاء أنهم بفعلهم هذا
    إنهم يضيعون جهد النبي صلى الله عليه وسلم
    ويضربون به عرض الحائط

    إلى درس آخر
    * ثانياَ : الثبات على المبدأ
    فرغم تآمر المشركين على قتل الرسول صلى الله عليه وسلم
    إلا أن ذلك لم يمنعه من رد الأمانات إلى أهلها
    (ولا يجرمنكم شنئان قوم على ألا تعدلوا)
    حتى ولو كانوا مشركين حتى ولو كاوا متآمرين
    فالمؤمن ثابت على مبادئه
    لا تتغير ولا تتبدل

    ليس كفعل البعض
    تتغير أحواله حسب المحيط الذي يعيش فيه


    متناسيا قول النبي صلى الله عليه وسلم
    (لا يكونن أحدكم إمعه أنا مع الناس أن احسن الناس احسنت وان اساؤا أساءت
    ولكن وطنوا انفسكم ان احسن الناس أن تحسنوا وأن اساؤا أن تجتنبوا إسائتهم)

    * ثالثاَ : مرورة النفي والآبعاد عن الوطن فالنفي يأتي في العقوبات بعد عقوبة الإعدام

    فالرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته انتزعوا من مكة انتزاعاَ
    ويوضح ذلك المصطفى صلى الله عله وسلم حين خاطب مكة ( ... والله يعلم أنك أحب البلاد إلى ولولا أن أهلك أخرجون ماخرجت أبداَ)
    ولقد وعك – مرض - فى المدينة على طيب ريحها ونقاء هوائها أبا بكر وبلال أخذتهم الحمى حزنا على فراق مكة
    حتى دعا الرسول صلى الله عيله وسلم :
    (( اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة أو أشد حباَ وبارك فى صاعها ومدها ))

    * رابعاً : إن مع العسر يسرا َ
    رغم أن المشركين إضطهدوا الرسول صلى الله عليه وسلم
    واضطهدوا دعوته وحاربوها إلا أن الله يأبى إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون
    يدلنا على ذل موقف (( أبا بريده )) وكان رئيسا فى قومه ذهب ليتعقب الرسول صلى الله عليه وسلم وابا بكر ليفوز بالمكافأة
    وما أن تحدث مع الرسول صلى الله عليه وسلم حتى إنشرح صدره للإسلام فأسلم ومعه 70 من قومه


    * خامساً : خطط ..وتوكل على الله

    إن توفيق الله سبحانه وتعالى وتأييده رسوله الكريم لم يمنعه من التخطيط المحكم ، والإدارة العسكرية الماهرة
    يسلك الرسول صلى الله عليه وسلم طريقا غير مألوف
    ويستعين بخبير طرق ماهر
    ويحافظ على السرية حتى عن لـ أبا بكر
    ونرى التوظيف الرائع للطاقات :فلسيدنا علي : دور فدائى .ولأسماء : دور تموينى وابن فهيرة : دور تمويهي ، ولعبد الله بن أبي بكر : دور استكشافى .

    * سادساً : ثبات أهل الإيمان في المواقف الحرجة
    ذلك في جواب النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بكر رضي الله عنه لمّا كان في الغار.
    وذلك لما قال أبو بكر: والله يا رسول الله لو أن أحدهم نظر إلى موقع قدمه لأبصرنا.
    فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم مطمئناً له: { ما ظنّك باثنين الله ثالثهما }.
    فهذا مثل من أمثلة الصدق والثبات، والثقة بالله، والإتكال عليه عند الشدائد، واليقين بأن الله لن يتخلى عنه في تلك الساعات الحرجة.
    هذه حال أهل الإيمان، بخلاف أهل الكذب والنفاق؛ فهم سرعان ما يتهاونون عند المخاوف وينهارون عند الشدائد، ثم لا نجد لهم من دون الله ولياً ولا نصيراً.

    * سابعاً : أن النصر مع الصبر
    فقد كان هيناً على الله عز وجل أن يصرف الأذى عن النبي صلى الله عليه وسلم جملة، ولكنها سنة الإبتلاء يؤخذ بها النبي الأكرم؛ ليستبين صبره، ويعظم عند الله أجره
    وليعلم دعاة الإصلاح كيف يقتحمون الشدائد، ويصبرون على ما يلاقون من الأذى صغيراً كان أم كبيراً.

    * ثامناً : أن من ترك شيئاً لله عوّضه الله خيراً منه
    فلما ترك المهاجرون ديارهم، وأهليهم، وأموالهم التي هي أحب شيء إليهم، لما تركوا ذلك كله لله
    أعاضهم الله بأن فتح عليهم الدنيا، وملّكهم شرقها وغربها.


    * تاسعاً : حصول الأخوة وذوبان العصبيات

    فلله الامر من قبل ومن بعد فقد شرح الله صدر الانصار واستضافوا اخوانهم المهاجرين وتناصفوا معهم الدور والاموال
    وهكذا ينبغي للمسلمين أن يكونوا جسداً واحدا يشعرون بما يمر به أخوانهم ان كان خيرا فرحوا معهم وإن كان شرا تأثروا لهم

    * عاشرا ً : الهجرة بداية عهد جديد
    فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يخرج فاراً وخائفاً لا وحاشاه ولكن المؤمن مطالب بأن يبذر بذور زرعه في تربة صالحة وبيئة نقيه ومكه في تلك الفترة لم تكن تلك البيئة الصالحة لتزهر فيها أزهار الاسلام ففر النبي صلى الله عليه وسلم إلى الطائف ولكن حالها لم يكن احسن حالا من مكه فوجد في المدينة تلك البيئة الصالحة
    وفتح الله بهجرته عهدا جديدا.


    هذا ما جاد به اليراع
    فان كان من توفيق فمن الله
    وان كان من خطأ فمن نفسي والشيطان
    وكل عام والامة الأسلامية بخير
    إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

    ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

    من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

  • #2
    السلام عليكم ...

    جزاك الله خير ...


    وجعله في ميزان حسناتك ....
    : : :
    لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ


    تعليق


    • #3
      وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

      سرني مروركم هنا

      بارك الله لنا ولكم
      إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

      ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

      من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

      تعليق


      • #4
        مشششششكور ع الموضوع
        فِي قِمـَ الْيَأس
        تَبقـَـے فُسْحـَـ مِنْ الْأَمَلJ~~

        تعليق


        • #5
          مشكور ع المعلومات .. في ميزان حسناتك ..
          (( وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطنا نصيرا *80*)) سورة الإسراء.

          تعليق


          • #6
            يا هلا فيكم نورتم
            إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

            ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

            من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

            تعليق


            • #7
              بارك الله فيك
              وجزاك خير الجزاء

              موضوع جميل ذكرنا بمواقف النبي صلى الله عليه وسلم
              استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم

              تعليق


              • #8
                نورتمممممممممممممممم\

                يا هلا فيكم
                إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

                ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

                من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

                تعليق


                • #9
                  شكرا لك
                  sigpic

                  فليـتك تحلو والحيـاة مـريرة * وليـتك ترضـى والأنـام غضـاب

                  تعليق


                  • #10
                    لكم خالص الشكر والتقدير
                    إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

                    ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

                    من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

                    تعليق


                    • #11
                      دروس وعبر في ظلال الهجرة المباركة

                      بارك الله فيك
                      الله يعطيك العافيه

                      تعليق


                      • #12
                        وعليك السلام
                        بارك الله فيك وفي ميزان حسناتك
                        اخترت في الدنيا ثلاث الستر و انصاف و صـــــــلاح
                        و كرهــــــت في الدنيا ثلاث لا و لا يمكن و لن
                        حبيت في الدنيا في الدنيا ثلاث الفن و أمي و الصباح
                        و حلفت ما اخون الثلاث أنتي و جاري و الوطن

                        تعليق


                        • #13
                          أشكر كل من مر بنا هنا

                          بارك الله لنا ولكم

                          نورررررتم
                          إذا اشتد سواد الليل فارتقب الفجر

                          ومهما طال العمر فلابد من دخول القبر

                          من شعارتي : لا للنقل ... نعم لإعمال العقل

                          تعليق

                          يعمل...
                          X