بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله حق حمده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى كل من اقتفى أثره وسار على نهجه وبعد ،،،
فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه هي الحلقة الأخيرة من حلقات مباركات من كلام ابن مسعود رضي الله عنه ( التمس قلبك في ثلاثة مواضع عند سماع القرآن وعند مجالس الذكر وعند الخلوة فان لم تجد قلبك في هذه المواضع فسل الله أن يهب لك قلبا فليس عندك قلب)
التمس قلبك عند الخلوة
وهنا مربط الفرس
هنا يتم التمحيص والغربلة
فكثيرون من هم أمام المرآة – الناس - ناصعوا البياض
خفيفوا الظل
حضورهم راقي
كلامهم موزون
ولكن إذا ما خلوا بأنفسهم
وأتت الظلمة انتكسوا على رؤوسهم
وغطى الران على قلوبهم
ونسوا قول الله تعالى في الحديث القدسي : (عبدي أجعلتني أهون الناظرين إليك)
ولم يلتفتوا إلى قول الاندلسي لابنه وهو يوصيه بتقوى الله:
وإذا خلوت بريبة في ظلمة الليل * * * * والنفس داعية إلى الطغيان
فاستحي من نظر الإله وقل لها * * * * إن الذي خلق الظلام يراني
والله من السهولة بمكان خداع الناس
واستمالة قلوبهم وإيهامهم بأنك من خيرة الناس
لكن
من الصعوبة والله
أن تكون بخلاف ذلك وتثبت في الخلوة
أما نظرنا إلى حال السلف الصالح
وكيف هي رقابتهم لله
جعل الله غاية أملهم والجنة أرقى مطالبهم
أسمع إلى ثعلب الأديب وهو يصور لنا حال الإمام بن حنبل رحمه الله
كما في بعض التواريخ يقول ثعلب :
دخلت على الإمام ، فقال: من أنت؟ قلت: أديبٌ أحفظ شيئاً من الشعر، قال: أسمعني، قال: قلت: يقول أبو نواس :
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل * * * * خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبنَّ الله يغفل ساعة * * * * ولا أن ما تُخفي عليه يغيب
قال: فترك كتبه ومحبرته، وأغلق على نفسه حجرته، ثم -والله- سمعته يبكي وهو يردد البيت:
إذا ما خلوت الدهر يوماً فلا تقل * خلوت ولكنْ قلْ عليَّ رقيب
أنظر كيف عملت هذه الكلمات عملها في قلبه
هكذا عبد الله يجب أن يكون حالك
عندما تخلو بنفسك مع الله
وقد أرخى الليل سدوله
وأغلقت البيوت أبوابها
وبقيت منفرداً مع نفسك
والشيطان من حولك
فاحذر كل الحذر
أن تجعل الله أهون الناظرين إليك
نفعني الله وإياكم بهدي كتابه
إنه على كل شيء قدير
إنه نعم المولى ونعم النصير
هذا وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هذا ما جاد به القلم
وان كان من توفيق فمن الله
وان كان من خطأ من نفسي والشيطان
تعليق