>>أهنئكم بمناسبة حلول السنة الهجرية الجديدة 1432سنة هجرية التي تساوي 354 يوما . وبمناسبة ذكرى الهجرة النبوية الشريفة.
جعلها الله سنة خير وبركة وألفة و ونجاح وتوفيق وترابط وتآلف ومحبة ومودة وإتحاد بين المسلمين ورفعة للإسلام والمسلمين من عرب وعجم ونصر مؤيد على الكافرين في مشارق الأرض ومغاربها بإذن الله عز وجل وأن يجنب الله تعالى المسلمين من الشرور كلها ما ظهر منها وما بطن.
وأرجو أن تقبلوا هديتي المتواضعة
أرجو منكم قراءتها كاملة وشكرا .
₪وصــــــــــايــــــــــا ونــــــــــصــائــــــــــح الصــالــــــــحيــــــــــن عــــــــــلــــــــــــــــــى فــــــــــــــــــــــــراش الــــــــــمــــــــــوت ₪
هذه وصايا للصالحين منهم من ينصح
ومنهم من يريد وضعه في القبر بطريقته ويريد أن يتبعوه في الجنازة بطريقته ومنهم من يذكر احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي لا يكتم علما . ومنهم من يناجي الله عز وجل قبل موته ومنهم من يدعوه وغيرها .
لعل وعسى أن تفيدكم وتمتعكم :
↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓
↓↓وصية أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
لما أحتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعاه فلما حضر قال : {اعلم أن لله عز وجل في النهار حقا لا يقبله في الليل واعلم أن لله عز وجل حقا في الليل لا يقبله في النهار واعلم أنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، واعلم أن لله عز وجل ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم فيقول القائل :أين يقع عملي من عمل هؤلاء ؟
وذلك أن الله عز وجل تجاوز عن سيئ أعمالهم فلم يثربه واعلم أن الله عز وجل ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم ويقول قائل : أنا خير من هؤلاء عملا ، وذلك أن الله عز وجل رد عليهم أحسن أعمالهم فلم يقبله واعلم أن الله عز وجل انزل آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون الإنسان راغبا راهبا لئلا يلقي بيده إلى التهلكة . ولا يتمنى على الله إلا الحق واعلم أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم . واعلم أنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا ، وخفه ذلك عليهم . فإن أنت قبلت وصيتي هذه فلا يكون شئ أحب إليك من الموت _ولا بد في لقائه _وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن شئ أكثر حبا إليك من الموت ولست بمعجزه } .
↓↓وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه ابن عباس رضي الله عنه فقال :أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان وقتلت شهيدا } .
فقال عمر :أعد علي مقالتك !
فأعاد عليه,فقال :المغرور من غررتموه ،ووالله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
وروي أن عمر رضي الله عنه قال لابنه حين حضرته الوفاة :{يا بني إذا قبضت فأغمضني وأقصدوا في كفني فإنه إن كنت لي عند الله خير أبدلني به خيرا منه، وإن يكن على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي ،وأقصدوا في حفرتي ، فإنه إن يكن لي عند الله خير وسع لي فيها مد بصري وإن كنت على غير ذلك ضيقها علي حتى تختلف أضلاعي ، ولا تخرجن معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في ،فإن الله أعلم بي وإذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي ،فإنه إن يكن لي عند الله خير قدموني إلي ما هو خير لي ،وإن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه }
↓↓وصية علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
لما ضرب علي بن ابي طالب رضي الله عنه تلك الضربة التي ضربها ابن ملجم له ، قال :ما فعل بضاربي ؟
قالوا :قد أخذناه .
فقال :أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن رضي الله عنه أن يغسله ولا يغالي في الكفن . قال :فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا }
↓↓وصية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه على ابن مسعود وهو مريض فقال له :ما تشتكي ؟
فقال :اشتكي ذنوبي .
فقال :فما تشتهي ؟
قال: أشتهي رحمة ربي .
قال :أفلا ندعو لك طبيبا ؟
قال :الطبيب أمرضني .
قال :أفلا نأمر لك بعطائك ؟
قال :لا حاجة لي به .
قال :تتركه لبناتك .
قال :لا حاجة لهن به . قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة ، فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا }
↓↓وصية سعيد بن العاص رضي الله عنه :
لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه :أيكم يقبل وصيتي ؟
فقال ابنه الأكبر :أنا يا أبت .
قال :فإن فيها قضاء ديني .
قال :وما دينك يا أبت ؟
قال :ثمانون ألف دينار .
قال :وفيم اخذتها يا أبتي ؟
قال :يا بني في كريم سددت منه خلة وفي رجل أتاني في حاجة ودمه ينزو في وجهه من الحياء فبدأته بها قبل أن يسألني .
↓↓وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه :
طلب منه ابنه أن يصف الموت ؟!
فقال :يا بني !الموت أعظم من أن يوصف ،ولكن سأذكر لك منه شيئا ،والله كأن على كتفي جبل رضوي {جبل ينبع بين مكة والمدينة } وكأن روحي تخرج من ثقب إبرة وكأن في جوفي شوكة عوسج وكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما .
↓↓وصية أبو الدرداء رضي الله عنه :
عن معاوية بن قرة قال :كان لأبو الدرداء جمل يقال له دمون ،فكان إذا استعاروه منه قال :لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا فإنه لا يطيق أكثر من ذلك ،فلما حضرته الوفاة قال :يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق .
وبإسناد ضعيف عن رجل من النخع قال :شهدت أبا الدرداء حين حضره الموت وقال :اني محدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أكن لأحدثكم به حتى أعلم اني ميت ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وعد نفسك في الموتى واتق دعوات المظلوم فإنها مستجابات ، ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل ولو حبوا }
↓↓وصية معاذ بن جبل رضي الله عنه :
لما حضر الموت معاذ رضي الله عنه قال :انظروا أصبحنا ؟
فقيل : لم نصبح بعد ... ، حتى أتي فقيل له :قد أصبحت .
فقال :{اعوذ بالله من ليلة صباحها النار ، مرحبا بالموت ،مرحبا زائر مغب ،حبيب جاء على فاقة ، اللهم اني كنت اخافك ، وأنا اليوم ارجوك ،اللهم إنك تعلم اني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكراء الأنهار ولا لغرس الاشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ،ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر }
وروى ابن سيرين عن ابن الديلمي قال :كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل فلما حضرته الوفاة قلنا :يرحمك الله ، إنما صبحناك وانقطعنا إليك لمثل هذا اليوم ،ولتحدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتفع به .
فقال :ساء ساعة الكذب هذه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{من مات هو يؤمن بثلاث :أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور، قال ابن سيرين أما أنا نسيت قال {دخل الجنة} أو قال{نجا من النار }.
↓↓وصية عبادة بن الصامت رضي الله عنه :
عن سليمان بن حبيب بن الوليد بن عبادة ، أن عبادة لما حضرته الوفاة قال له أبنه :أوصني
{فقال :أجلسوني ،نعم يا بني ،اتق الله ولن تتق الله حتى تؤمن بالله ولن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {القدر على هذا من مات على غير هذا دخل النار }
↓↓وصية سلمان الفارسي رضي الله عنه :
دخل سعد ابن أبو وقاص على سلمان في مرضه الذي مات فيه ..
فبكى سلمان فقال له سعد :
ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وترد عليه الحوض .
فقال سلمان :أما إني ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا فقال :{لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب }
وقال سلمان :[ يا سعد أذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ،وعند قسمك إذا قسمت ]
↓↓وصية خالد بن الوليد رضي الله عنه:
عن أبو الزناد رحمه الله قال :لما حضرت الوفاة خالد بن الوليد قال :{لقد لقيت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة برمح وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي فلا نامت أعين الجبناء }
↓↓وصية أبو موسى الأشعري رضي الله عنه :
لما حضرت أبو موسى الوفاة قال يا بني أذكروا صاحب الرغيف !
قال :كان رجل يتعبد في صومعته _سبعين سنة _ لا ينزل إلا في يوم واحد ،فشبه الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبع ليال ; ثم كشف عنه غطاؤه ،فخرج تائبا فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد ، فآواه الليل إلى دكان عليه إثنى عشر مسكينا فأدركه الإعياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم ،وكان ثمة راهب يبعث اليهم كل ليلة بأرغفة فقال المتروك لصاحب الرغف :مالك لا تعطني رغيفي ؟
قال :أتراني أمسكته عنك ؟والله لا أعطيك الليلة شيئا . فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه . فدفعه إلى الرجل الذي ترك ،فأصبح التائب ميتا ،فوزنت السبعين سنة بالسبع الليالي فرجحت الليالي السبع ، فوزن الرغيف بالسبع الليالي فرجح الرغيف .
↓↓وصية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
لما إحتضر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
قال :غط يا موت غطك ، وشد يا موت شدك ،أبى قلبي إلا حبك ، جاء رخاء العيش بعدك ،حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، أليس ورائي ما أعلم ،الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها .
ولما اشتد به النزع جعل كلما أفاق من غمره فتح عينيه وقال :يا رب شد شدتك ،واخنق خنقك ، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك .
↓↓ وصية أبو أيوب الانصاري رضي الله عنه :
وعن ابي أيوب الانصاري رضي الله عنه أنه قال حين حضرته الوفاة :قد كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { لولا أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم }
↓↓وصية أبو هريرة رضي الله عنه :
صح عن ابن مهران أن أبا هريرة رضي الله عنه قال أوصى عند موته :
لا تضربوا علي فسطاطا ولا تتبعوني بمجمر وأسرعوا بي فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني وإن كان غير ذلك قالت :يا ويلاه أين تذهبون بي ؟ يسمع صوتها كل شئ إلا الثقلين ولو سمعها الإنسان لصعق }
↓↓وصية ابي مالك الأشعري رضي الله عنه :
عن شريح الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين :
ليبلغ الشاهد منكم الغائب ،إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {حلوة الدنيا مرة الآخرة ،ومرة الدنيا حلوة الآخرة }
↓↓وصية أبو سعيد الخدري :
عن أبو سلمة بن عبدالرحمن قال :دخلت على أبو سعيد الخدري عند موته فدعا بثياب جدد فلبسها ثم قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت عليها }.
↓↓وصية معاوية بن أبي سفيان :
قال أبو عمرو بن العلاء :لما احتضر معاوية قيل له :ألا توصي ؟!
فقال :اللهم أقل العثرة ،واعف عن الزلة ،وتجاوز بحلمك عن جهل من يرجو غيرك ،فما ورائك مذهب .
↓↓وصية الحسن بن علي رضي الله عنه :
جاء أن الحسن لما حضره الموت بكى بكاء شديدا فقال له الحسين :ما يبكيك يا أخي ؟ وإنما تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي وفاطمة وخديجة وهم ولدوك وقد أجرى الله لك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنك سيد شباب أهل الجنة وقاسمت الله ثلاث مرات ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشر مرة حاجا .
وإنما أراد الحسين أن يطيب نفسه ،فوالله ما زاده إلا بكاء وانتحابا ،وقال :يا أخي اني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط .
↓↓وصية الحسين بن علي رضي الله عنه :
لما حضرته الوفاة قال: { قد نزل من الأمر ما ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت ،وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبقى فيها إلا كصبابة الإناء ،إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه !
ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة ،والحياة مع الظالمين إلا جرما .
↓↓وصية عبدالملك بن مروان :
عن سعيد بن عبدالعزيز التنوخي قال :لما نزل بعبدالملك بن مروان الموت أمر بفتح باب قصره ، فإذا بقصار{القصار هو الذي يغسل الثياب } يضرب بثوب له على حجر ،فقال ما هذا ؟
فقالوا :قصار .
فقال :يا ليتني كنت قصارا _مرتين _.
فقال سعيد بن عبدالعزيز :الحمد لله الذي جعلهم يفزعون ويفرون إلينا ولا نفر اليهم .
↓↓وصية زين العابدين {هو علي بن الحسين بن علي بن أبو طالب }
عن أبو جعفرالباقر بن علي قال :كان أبي علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ،فلما حضرته الوفاة بكى .
فقلت : ما يبكيك يا أبت ؟ فوالله ما رأيت أحدا طلب طلبك ،ما أقول هذا لأنك أبي .
فقال :يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله عز وجل فيه المشيئة ،إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
↓↓مناظرة بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي:
لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف الثقفي قال له الحجاج :
ما أسمك؟
فقال :سعيد بن جبير .
فقال الحجاج :بل أنت الشقي ابن كسير.
فقال سعيد :بل كانت أمي أعلم باسمي منك .
قال :لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى .
قال :لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها.
قال الحجاج :فما قولك في محمد ؟
قال سعيد :نبي الرحمة وإمام الهدى صلى الله عليه وسلم .
قال :فما قولك في علي ؟ أفي الجنة هو أم في النار ؟
فقال سعيد :لو دخلت النار فرأيت أهلها عرفت من فيها .
قال :فما قولك في الخلفاء ؟
قال :لست عليهم بوكيل .
قال الحجاج :أيهم أعجب إليك ؟
قال :أرضاهم لخالقي .
قال الحجاج :فأيهم أرضى للخالق ؟
قال سعيد :علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم .
قال الحجاج :أبيت أن تصدقني .
قال :اني لم أحب أن أكذبك .
قال الحجاج :ويلك يا سعيد.
فقال سعيد :الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
فقال الحجاج :إختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟
فقال سعيد :إختر لنفسك يا حجاج فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة .
قال :أتريد أن أعفو عنك ؟
قال :إن كان العفو فمن الله ،فأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
قال الحجاج :أذهبوا به فاقتلوه .
فلما خرج سعيد من الباب ضحك فأخبر الحجاج ، فأمر برده ،.
فقال :ما أضحكك يا سعيد ؟
فقال :عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك !
فأمر الحجاج بالنطع{بساط من الجلد يفرش تحت من يتم قتله ، لئلا يتناثر الدم } فبسط ، فقال اقتلوه.
فقال سعيد :{وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض وما أنا من المشركين }
فقال الحجاج :شدوا به لغير القبلة ،وجهوه إلى قبلة النصارى .
فقال سعيد :{فأينما تولوا فثم وجه الله }
فقال الحجاج :كبوه لوجهه
فقال سعيد :{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }
قال :اذبحوه.
فقال سعيد :أما اني اشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله . خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة ،ثم دعا ربه فقال :{اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي .
فذبح على النطع رحمه الله سنة 95هجري .
↓↓وصية عبدالصمد الزاهد:
قال عبدالصمد الزاهد عند موته :سيدي لهذه الساعة خبأتك ، فلهذا اليوم أقتنيتك ،حقق حسن ظني بك .
وتوفى سنة 397هجري .
↓↓وصية الشافعي :
الإمام الشافعي رحمه الله :
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي ،أبو عبدالله ، أحد الائمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة . ولد في غزة في فلسطين وتوفى في مصر سنة 204هجري .
رحمه الله .
قال المزني وهو أبو إبراهيم اسماعيل بن يحيى :دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت :كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت من الدنيا راحلا ،وللأخوان مفارقا ،ولكأس المنية شاربا ،وعلى الله جل ذكره واردا ،ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها؟ :
ثم بكى وأنشأ يقول :
إليك إلـــــــــــه الخلق أرفع رغبتي
وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبــــــي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجــــــا مني لعفوك سلـــما
تعاظمــــــني ذنبــــــــي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفــــــوك أعظما
فما زلت ذا عفــو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفــــــو منـــة وتكــــــرما
فلــــــولاك لم يصمـــــد لإبليس عابد
فكيف وقد أغوي صفــــــيـــك آدما
فيا ليت شعري هل أصيــر لجنــــــة
أهنئ ؟ وإما للسعيــــــر فأندمــــــا
فللــــــه در العارف النــــــدب إنــــــه
تفيــــــض لفرط الوجد أجفانه دمــا
يقيم إذا ما الليـل مــــــد ظلامــــــه
على نفسه من شـــــدة الخوف مأتما
فصيــــــحا إذا ما كان في ذكـر ربه
وفيما سواه في الورى كان أعجـما
ويذكر أياما مضـــــت من شبــــــابه
وما كان فيها بالجهــــالة أجــــــرما
فصـــــار قرين الهم طول نهـــــاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمــا
يقول:حبيبي أنت سؤلــــي وبغيتي
كفـــــى بك للراجيــن سؤلا ومغنما!
ألست الذي غذيتنـــــي وهديتنــــــي
ولا زلت منــــــانا علي ومنعمــــــا ؟!
عسى من له الإحســـــان يغفر زلتي
ويستر أوزاري وما قــــــد تقـــدما
تعاظمنـــــي ذنبي فأقبلت خاشــــــعا
ولولا الرضــــــا ما كنت يا رب منعما
فإن تعــــــف عنـــي تعف عن متمرد
ظــــــلوم غشوم ولا يزايل مأثـــما
فإن تنتــــقم مني فلست بآيــــــس
ولو أدخلوا نفسي بجــــــرم جهنمــا
فجرمي عظيــــــم من قديم وحادث
وعفــــوك يأتي العبد أعلى وأجسما
حوالــــــي فضل الله من كـــل جانب
ونور من الرحمان يفترش الســــما
وفي القلب إشراق المحــــــب بوصله
إذا قارب البشرى وجاوز الحمـــــــى
حوالي إينــــــاس من اللـــــه وحده
يطالعنـــي في ظلمة القبر أنجمـــــا
أصون ودادي أن يدنســــــه الهوى
وأحــــــفظ عهد الحب أن يتثلمـــــا
ففي يقظتــــي شوق وفي غفوتي منى
تلاحــــــق خطــــــوي نشوة وترنما
ومن يعتصم بالله يســــلم من الورى
ومن يرجه هيــــــهات أن يتنــــــدما
↓↓وصية الغزالي :
قال الغزالي{اعلم أن صاحبك الذي لا تفارقه في حضرك وسفرك ونومك ويقظتك وحياتك وموتك هو ربك ومولاك وسيدك وخالقك ومهما ذكرته فهو جليسك إذ قال أنا جليس من ذكرني ومهما انكسر قلبك حزنا على تقصيرك في حق دينك فهو صاحبك وملازمك إذ قال أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي فلو عرفته يا أخي حق معرفته لاتخذته صاحبا وتركت الناس جانبا فإن لم تقدر على ذلك في جميع أوقاتك فإياك أن تخلي ليلك ونهارك عن وقت تخلو فيه بمولاك وتتلذذ بمناجاته وعند ذلك فعليك بأدب الصحبة مع الله وأدبها أطراق الطرف وجمع الهم ودوام الصمت وسكون الجوارح ومبادرة الأمر وإجتناب النهي وقلة الاعتراض على القدر ودوام الذكر باللسان وملازمة الفكر وإيثار الحق واليأس من الخلق والخضوع تحت لهبه والانكسار تحت الحياء والسكون عن حبل كسب بالضمان والتوكل على فضل معرفة بحسن اختياره وهذا كله ينبغي أن يكون شعارك في جميع ليلك ونهارك فإنه آداب الصحبة مع صاحب لا يفارقك والخلق يفارقك في بعض الأوقات }
↓↓هنا شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه في مرثيته للرسول صلى الله عليه وسلم :
يقول :
بطيبة رسم للرسول ومعـــــهد
منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمه
بها منير الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالــــــــم
وربع له فيه مصلى ومسجــــــد
بها حجــــرات كان ينزل وسطها
من الله نــــــور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهدآيها
أتاها البلى فالآي منها تجــــــــــدد
عرفت بها رسم الرســــول وعهده
وقبرا بها واراه في الترب ملحــــد
ظلــلت بها ابكي الرسول فأسعدت
عيون ومثلاها من الجفن تسـعد
يـذكرن آلاء الرسول وما أرى
لهـا محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجـعة قد شفها فقـــــد أحمد
فظلت لآلاء الرســــول تعـــدد
وما بلغـت من كل أمر عشيرة
ولكن لنفسي بعدما قد توجــد
أطـــالت وقوفا تذرف العين جهدها
على طلل القبر الذي فيه أحمــد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت
بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحـد منك ضمن طيبا
عليه بناء من صفـــيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعيــن
عليه وقد غارت بذلك أسعـــــد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحـــمة
عشية علوه الثرى لا يوســـــــد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم
وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السموات يومه
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزيـة هالك؟
رزية يوم مات فيه محــــمد
تقطع فيه منزل الوحـي عنهم
وقد كان ذا نـور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به
وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحـق جاهدا
معلم صدق إن يطيعوا يسعدوا
عفـــو عن الزلات يقبل عذرهم
وإن يحسنوا فالله بالخير أجـود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله
فمن عنده تيسير ما يتشــــــدد
فبينا هم في نعمة الله بينهـــــم
دليل به نهج الطريقة يقصــــــد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى حريص على أن يستقيمواويهتدوا
عطــــــــوف عليهم لا يثنى جناحه
إلى كنف يحنــــــــو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غـــــــدا
إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محـــــــمودا إلى الله راجعا
يبكيه حق المرســـــــــلات ويحمد
وأمست بلاد الحــــرم وحشا بقاعها
لغيبة ما كانت من الوحي تعهــــد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها
فقيد يبكيـــــــــــــه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشــــــــات لفقده
خلاء له فيه مقــــــــــام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت
ديار وعرصات وربع ومـــــــولد
فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي
على الناس منها سابغ يتغمـــد
فجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقــد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقــــد
أعــــــــــف وأوفى ذمة بعد ذمة
وأقــــــــــــرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منــــــــــه للطريف وتالد
إذا ضمن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى
وأكرم جــــــــــدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العـــــلا
دعائم عز شاهقــــــــــات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبت
وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
ربــــــــــاه وليدا فاستتم تمامه
على أكرم الخيـــــرات رب ممجد
تناهـــــــت وصاة المسلمين بكفه
فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقــــــــى لقولي عائب
من الناس إلا عازب العقــــل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائـــــــه
لعلي به في جنة الخلد أخلـــــــــد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره
وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
{فداك أبي وأمي يا رسول الله}
هذه هي وصايا ونصائح بعض الصالحين على فراش الموت أرجو أنها أفادتكم .والسلام ورحمة الله وبركاته .
المصادر والمراجع :
وصايا ونصائح الصالحين على فراش الموت
للمؤلف :مجدي محمد الشهاوي
جعلها الله سنة خير وبركة وألفة و ونجاح وتوفيق وترابط وتآلف ومحبة ومودة وإتحاد بين المسلمين ورفعة للإسلام والمسلمين من عرب وعجم ونصر مؤيد على الكافرين في مشارق الأرض ومغاربها بإذن الله عز وجل وأن يجنب الله تعالى المسلمين من الشرور كلها ما ظهر منها وما بطن.
وأرجو أن تقبلوا هديتي المتواضعة
أرجو منكم قراءتها كاملة وشكرا .
₪وصــــــــــايــــــــــا ونــــــــــصــائــــــــــح الصــالــــــــحيــــــــــن عــــــــــلــــــــــــــــــى فــــــــــــــــــــــــراش الــــــــــمــــــــــوت ₪
هذه وصايا للصالحين منهم من ينصح
ومنهم من يريد وضعه في القبر بطريقته ويريد أن يتبعوه في الجنازة بطريقته ومنهم من يذكر احاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لكي لا يكتم علما . ومنهم من يناجي الله عز وجل قبل موته ومنهم من يدعوه وغيرها .
لعل وعسى أن تفيدكم وتمتعكم :
↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓↓
↓↓وصية أبو بكر الصديق رضي الله عنه :
لما أحتضر أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعث إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فدعاه فلما حضر قال : {اعلم أن لله عز وجل في النهار حقا لا يقبله في الليل واعلم أن لله عز وجل حقا في الليل لا يقبله في النهار واعلم أنه لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة ، واعلم أن لله عز وجل ذكر أهل الجنة بأحسن أعمالهم فيقول القائل :أين يقع عملي من عمل هؤلاء ؟
وذلك أن الله عز وجل تجاوز عن سيئ أعمالهم فلم يثربه واعلم أن الله عز وجل ذكر أهل النار بأسوأ أعمالهم ويقول قائل : أنا خير من هؤلاء عملا ، وذلك أن الله عز وجل رد عليهم أحسن أعمالهم فلم يقبله واعلم أن الله عز وجل انزل آية الرخاء عند آية الشدة وآية الشدة عند آية الرخاء ، ليكون الإنسان راغبا راهبا لئلا يلقي بيده إلى التهلكة . ولا يتمنى على الله إلا الحق واعلم أنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه يوم القيامة باتباعهم الحق في الدنيا وثقل ذلك عليهم . واعلم أنما خفت موازين من خفت موازينه يوم القيامة باتباعهم الباطل في الدنيا ، وخفه ذلك عليهم . فإن أنت قبلت وصيتي هذه فلا يكون شئ أحب إليك من الموت _ولا بد في لقائه _وإن أنت ضيعت وصيتي هذه فلا يكونن شئ أكثر حبا إليك من الموت ولست بمعجزه } .
↓↓وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
لما طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه دخل عليه ابن عباس رضي الله عنه فقال :أبشر بالجنة يا أمير المؤمنين أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كفر الناس وجاهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين خذله الناس . وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض ، ولم يختلف في خلافتك رجلان وقتلت شهيدا } .
فقال عمر :أعد علي مقالتك !
فأعاد عليه,فقال :المغرور من غررتموه ،ووالله لو أن لي ما طلعت عليه الشمس أو غربت لافتديت به من هول المطلع .
وروي أن عمر رضي الله عنه قال لابنه حين حضرته الوفاة :{يا بني إذا قبضت فأغمضني وأقصدوا في كفني فإنه إن كنت لي عند الله خير أبدلني به خيرا منه، وإن يكن على غير ذلك سلبني فأسرع سلبي ،وأقصدوا في حفرتي ، فإنه إن يكن لي عند الله خير وسع لي فيها مد بصري وإن كنت على غير ذلك ضيقها علي حتى تختلف أضلاعي ، ولا تخرجن معي امرأة ولا تزكوني بما ليس في ،فإن الله أعلم بي وإذا خرجتم بي فأسرعوا في المشي ،فإنه إن يكن لي عند الله خير قدموني إلي ما هو خير لي ،وإن كنت على غير ذلك كنتم قد ألقيتم عن رقابكم شرا تحملونه }
↓↓وصية علي بن ابي طالب رضي الله عنه :
لما ضرب علي بن ابي طالب رضي الله عنه تلك الضربة التي ضربها ابن ملجم له ، قال :ما فعل بضاربي ؟
قالوا :قد أخذناه .
فقال :أطعموه من طعامي واسقوه من شرابي ، فإن أنا عشت رأيت فيه رأيي وإن أنا مت فاضربوه ضربة واحدة لا تزيدوه عليها . ثم أوصى الحسن رضي الله عنه أن يغسله ولا يغالي في الكفن . قال :فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{لا تغالوا في الكفن فإنه يسلب سلبا سريعا }
↓↓وصية عبدالله بن مسعود رضي الله عنه:
دخل عثمان بن عفان رضي الله عنه على ابن مسعود وهو مريض فقال له :ما تشتكي ؟
فقال :اشتكي ذنوبي .
فقال :فما تشتهي ؟
قال: أشتهي رحمة ربي .
قال :أفلا ندعو لك طبيبا ؟
قال :الطبيب أمرضني .
قال :أفلا نأمر لك بعطائك ؟
قال :لا حاجة لي به .
قال :تتركه لبناتك .
قال :لا حاجة لهن به . قد أمرتهن أن يقرأن سورة الواقعة ، فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{من قرأ سورة الواقعة لم تصبه فاقة أبدا }
↓↓وصية سعيد بن العاص رضي الله عنه :
لما حضرت سعيد بن العاص الوفاة قال لبنيه :أيكم يقبل وصيتي ؟
فقال ابنه الأكبر :أنا يا أبت .
قال :فإن فيها قضاء ديني .
قال :وما دينك يا أبت ؟
قال :ثمانون ألف دينار .
قال :وفيم اخذتها يا أبتي ؟
قال :يا بني في كريم سددت منه خلة وفي رجل أتاني في حاجة ودمه ينزو في وجهه من الحياء فبدأته بها قبل أن يسألني .
↓↓وصية عمرو بن العاص رضي الله عنه :
طلب منه ابنه أن يصف الموت ؟!
فقال :يا بني !الموت أعظم من أن يوصف ،ولكن سأذكر لك منه شيئا ،والله كأن على كتفي جبل رضوي {جبل ينبع بين مكة والمدينة } وكأن روحي تخرج من ثقب إبرة وكأن في جوفي شوكة عوسج وكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما .
↓↓وصية أبو الدرداء رضي الله عنه :
عن معاوية بن قرة قال :كان لأبو الدرداء جمل يقال له دمون ،فكان إذا استعاروه منه قال :لا تحملوا عليه إلا كذا وكذا فإنه لا يطيق أكثر من ذلك ،فلما حضرته الوفاة قال :يا دمون لا تخاصمني غدا عند ربي فإني لم أكن أحمل عليك إلا ما تطيق .
وبإسناد ضعيف عن رجل من النخع قال :شهدت أبا الدرداء حين حضره الموت وقال :اني محدثكم حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم لم أكن لأحدثكم به حتى أعلم اني ميت ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {أعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك ، وعد نفسك في الموتى واتق دعوات المظلوم فإنها مستجابات ، ومن استطاع منكم أن يشهد العشاء الآخرة وصلاة الغداة في جماعة فليفعل ولو حبوا }
↓↓وصية معاذ بن جبل رضي الله عنه :
لما حضر الموت معاذ رضي الله عنه قال :انظروا أصبحنا ؟
فقيل : لم نصبح بعد ... ، حتى أتي فقيل له :قد أصبحت .
فقال :{اعوذ بالله من ليلة صباحها النار ، مرحبا بالموت ،مرحبا زائر مغب ،حبيب جاء على فاقة ، اللهم اني كنت اخافك ، وأنا اليوم ارجوك ،اللهم إنك تعلم اني لم أكن أحب الدنيا وطول البقاء فيها لكراء الأنهار ولا لغرس الاشجار ولكن لظمأ الهواجر ومكابدة الساعات ،ومزاحمة العلماء بالركب عند حلق الذكر }
وروى ابن سيرين عن ابن الديلمي قال :كنت ثالث ثلاثة ممن يخدم معاذ بن جبل فلما حضرته الوفاة قلنا :يرحمك الله ، إنما صبحناك وانقطعنا إليك لمثل هذا اليوم ،ولتحدثنا حديثا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ننتفع به .
فقال :ساء ساعة الكذب هذه ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :
{من مات هو يؤمن بثلاث :أن الله حق وأن الساعة قائمة وأن الله يبعث من في القبور، قال ابن سيرين أما أنا نسيت قال {دخل الجنة} أو قال{نجا من النار }.
↓↓وصية عبادة بن الصامت رضي الله عنه :
عن سليمان بن حبيب بن الوليد بن عبادة ، أن عبادة لما حضرته الوفاة قال له أبنه :أوصني
{فقال :أجلسوني ،نعم يا بني ،اتق الله ولن تتق الله حتى تؤمن بالله ولن تؤمن بالله حتى تؤمن بالقدر خيره وشره، وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما اخطأك لم يكن ليصيبك ،سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : {القدر على هذا من مات على غير هذا دخل النار }
↓↓وصية سلمان الفارسي رضي الله عنه :
دخل سعد ابن أبو وقاص على سلمان في مرضه الذي مات فيه ..
فبكى سلمان فقال له سعد :
ما يبكيك يا أبا عبدالله ؟ فقد توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنك راض وترد عليه الحوض .
فقال سلمان :أما إني ما أبكي جزعا من الموت ولا حرصا على الدنيا ولكن رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد الينا فقال :{لتكن بلغة أحدكم مثل زاد الراكب }
وقال سلمان :[ يا سعد أذكر الله عند همك إذا هممت ، وعند حكمك إذا حكمت ،وعند قسمك إذا قسمت ]
↓↓وصية خالد بن الوليد رضي الله عنه:
عن أبو الزناد رحمه الله قال :لما حضرت الوفاة خالد بن الوليد قال :{لقد لقيت كذا وكذا زحفا وما في جسدي شبر إلا وفيه ضربة سيف أو رمية سهم أو طعنة برمح وها أنا أموت على فراشي حتف أنفي فلا نامت أعين الجبناء }
↓↓وصية أبو موسى الأشعري رضي الله عنه :
لما حضرت أبو موسى الوفاة قال يا بني أذكروا صاحب الرغيف !
قال :كان رجل يتعبد في صومعته _سبعين سنة _ لا ينزل إلا في يوم واحد ،فشبه الشيطان في عينه امرأة فكان معها سبع ليال ; ثم كشف عنه غطاؤه ،فخرج تائبا فكان كلما خطا خطوة صلى وسجد ، فآواه الليل إلى دكان عليه إثنى عشر مسكينا فأدركه الإعياء فرمى بنفسه بين رجلين منهم ،وكان ثمة راهب يبعث اليهم كل ليلة بأرغفة فقال المتروك لصاحب الرغف :مالك لا تعطني رغيفي ؟
قال :أتراني أمسكته عنك ؟والله لا أعطيك الليلة شيئا . فعمد التائب إلى الرغيف الذي دفعه إليه . فدفعه إلى الرجل الذي ترك ،فأصبح التائب ميتا ،فوزنت السبعين سنة بالسبع الليالي فرجحت الليالي السبع ، فوزن الرغيف بالسبع الليالي فرجح الرغيف .
↓↓وصية حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
لما إحتضر حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
قال :غط يا موت غطك ، وشد يا موت شدك ،أبى قلبي إلا حبك ، جاء رخاء العيش بعدك ،حبيب جاء على فاقة ، لا أفلح من ندم ، أليس ورائي ما أعلم ،الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها .
ولما اشتد به النزع جعل كلما أفاق من غمره فتح عينيه وقال :يا رب شد شدتك ،واخنق خنقك ، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك .
↓↓ وصية أبو أيوب الانصاري رضي الله عنه :
وعن ابي أيوب الانصاري رضي الله عنه أنه قال حين حضرته الوفاة :قد كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: { لولا أنكم لا تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون ثم يغفر لهم }
↓↓وصية أبو هريرة رضي الله عنه :
صح عن ابن مهران أن أبا هريرة رضي الله عنه قال أوصى عند موته :
لا تضربوا علي فسطاطا ولا تتبعوني بمجمر وأسرعوا بي فأني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : { إذا وضعت الجنازة فاحتملها الرجال على أعناقهم فإن كانت صالحة قالت: قدموني وإن كان غير ذلك قالت :يا ويلاه أين تذهبون بي ؟ يسمع صوتها كل شئ إلا الثقلين ولو سمعها الإنسان لصعق }
↓↓وصية ابي مالك الأشعري رضي الله عنه :
عن شريح الحضرمي أن أبا مالك الأشعري لما حضرته الوفاة قال لأناس من الأشعريين :
ليبلغ الشاهد منكم الغائب ،إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول {حلوة الدنيا مرة الآخرة ،ومرة الدنيا حلوة الآخرة }
↓↓وصية أبو سعيد الخدري :
عن أبو سلمة بن عبدالرحمن قال :دخلت على أبو سعيد الخدري عند موته فدعا بثياب جدد فلبسها ثم قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول :{إن الميت يبعث في ثيابه التي يموت عليها }.
↓↓وصية معاوية بن أبي سفيان :
قال أبو عمرو بن العلاء :لما احتضر معاوية قيل له :ألا توصي ؟!
فقال :اللهم أقل العثرة ،واعف عن الزلة ،وتجاوز بحلمك عن جهل من يرجو غيرك ،فما ورائك مذهب .
↓↓وصية الحسن بن علي رضي الله عنه :
جاء أن الحسن لما حضره الموت بكى بكاء شديدا فقال له الحسين :ما يبكيك يا أخي ؟ وإنما تقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى علي وفاطمة وخديجة وهم ولدوك وقد أجرى الله لك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم أنك سيد شباب أهل الجنة وقاسمت الله ثلاث مرات ومشيت إلى بيت الله على قدميك خمس عشر مرة حاجا .
وإنما أراد الحسين أن يطيب نفسه ،فوالله ما زاده إلا بكاء وانتحابا ،وقال :يا أخي اني أقدم على أمر عظيم مهول لم أقدم على مثله قط .
↓↓وصية الحسين بن علي رضي الله عنه :
لما حضرته الوفاة قال: { قد نزل من الأمر ما ترون وإن الدنيا قد تغيرت وتنكرت ،وأدبر معروفها وانشمرت حتى لم يبقى فيها إلا كصبابة الإناء ،إلا خسيس عيش كالمرعى الوبيل ، ألا ترون الحق لا يعمل به والباطل لا يتناهى عنه !
ليرغب المؤمن في لقاء الله ، وإني لا أرى الموت إلا سعادة ،والحياة مع الظالمين إلا جرما .
↓↓وصية عبدالملك بن مروان :
عن سعيد بن عبدالعزيز التنوخي قال :لما نزل بعبدالملك بن مروان الموت أمر بفتح باب قصره ، فإذا بقصار{القصار هو الذي يغسل الثياب } يضرب بثوب له على حجر ،فقال ما هذا ؟
فقالوا :قصار .
فقال :يا ليتني كنت قصارا _مرتين _.
فقال سعيد بن عبدالعزيز :الحمد لله الذي جعلهم يفزعون ويفرون إلينا ولا نفر اليهم .
↓↓وصية زين العابدين {هو علي بن الحسين بن علي بن أبو طالب }
عن أبو جعفرالباقر بن علي قال :كان أبي علي بن الحسين يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة ،فلما حضرته الوفاة بكى .
فقلت : ما يبكيك يا أبت ؟ فوالله ما رأيت أحدا طلب طلبك ،ما أقول هذا لأنك أبي .
فقال :يا بني إنه إذا كان يوم القيامة لم يبق ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا كان لله عز وجل فيه المشيئة ،إن شاء غفر له وإن شاء عذبه .
↓↓مناظرة بين سعيد بن جبير والحجاج بن يوسف الثقفي:
لما دخل سعيد بن جبير على الحجاج بن يوسف الثقفي قال له الحجاج :
ما أسمك؟
فقال :سعيد بن جبير .
فقال الحجاج :بل أنت الشقي ابن كسير.
فقال سعيد :بل كانت أمي أعلم باسمي منك .
قال :لأبدلنك بالدنيا نارا تلظى .
قال :لو علمت أن ذلك بيدك لاتخذتك إلها.
قال الحجاج :فما قولك في محمد ؟
قال سعيد :نبي الرحمة وإمام الهدى صلى الله عليه وسلم .
قال :فما قولك في علي ؟ أفي الجنة هو أم في النار ؟
فقال سعيد :لو دخلت النار فرأيت أهلها عرفت من فيها .
قال :فما قولك في الخلفاء ؟
قال :لست عليهم بوكيل .
قال الحجاج :أيهم أعجب إليك ؟
قال :أرضاهم لخالقي .
قال الحجاج :فأيهم أرضى للخالق ؟
قال سعيد :علم ذلك عند الذي يعلم سرهم ونجواهم .
قال الحجاج :أبيت أن تصدقني .
قال :اني لم أحب أن أكذبك .
قال الحجاج :ويلك يا سعيد.
فقال سعيد :الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
فقال الحجاج :إختر يا سعيد أي قتلة تريد أن أقتلك ؟
فقال سعيد :إختر لنفسك يا حجاج فوالله ما تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة .
قال :أتريد أن أعفو عنك ؟
قال :إن كان العفو فمن الله ،فأما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
قال الحجاج :أذهبوا به فاقتلوه .
فلما خرج سعيد من الباب ضحك فأخبر الحجاج ، فأمر برده ،.
فقال :ما أضحكك يا سعيد ؟
فقال :عجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك !
فأمر الحجاج بالنطع{بساط من الجلد يفرش تحت من يتم قتله ، لئلا يتناثر الدم } فبسط ، فقال اقتلوه.
فقال سعيد :{وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض وما أنا من المشركين }
فقال الحجاج :شدوا به لغير القبلة ،وجهوه إلى قبلة النصارى .
فقال سعيد :{فأينما تولوا فثم وجه الله }
فقال الحجاج :كبوه لوجهه
فقال سعيد :{منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى }
قال :اذبحوه.
فقال سعيد :أما اني اشهد وأحاج أن لا إله إلا الله وأن محمد صلى الله عليه وسلم عبده ورسوله . خذها مني حتى تلقاني يوم القيامة ،ثم دعا ربه فقال :{اللهم لا تسلطه على أحد يقتله بعدي .
فذبح على النطع رحمه الله سنة 95هجري .
↓↓وصية عبدالصمد الزاهد:
قال عبدالصمد الزاهد عند موته :سيدي لهذه الساعة خبأتك ، فلهذا اليوم أقتنيتك ،حقق حسن ظني بك .
وتوفى سنة 397هجري .
↓↓وصية الشافعي :
الإمام الشافعي رحمه الله :
هو محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي ،أبو عبدالله ، أحد الائمة الأربعة عند أهل السنة وإليه نسبة الشافعية كافة . ولد في غزة في فلسطين وتوفى في مصر سنة 204هجري .
رحمه الله .
قال المزني وهو أبو إبراهيم اسماعيل بن يحيى :دخلت على الشافعي في مرضه الذي مات فيه فقلت :كيف أصبحت ؟
فقال : أصبحت من الدنيا راحلا ،وللأخوان مفارقا ،ولكأس المنية شاربا ،وعلى الله جل ذكره واردا ،ولا والله ما أدري روحي تصير إلى الجنة فأهنيها أم إلى النار فأعزيها؟ :
ثم بكى وأنشأ يقول :
إليك إلـــــــــــه الخلق أرفع رغبتي
وإن كنت يا ذا المن والجود مجرما
ولما قسا قلبــــــي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجــــــا مني لعفوك سلـــما
تعاظمــــــني ذنبــــــــي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفــــــوك أعظما
فما زلت ذا عفــو عن الذنب لم تزل
تجود وتعفــــــو منـــة وتكــــــرما
فلــــــولاك لم يصمـــــد لإبليس عابد
فكيف وقد أغوي صفــــــيـــك آدما
فيا ليت شعري هل أصيــر لجنــــــة
أهنئ ؟ وإما للسعيــــــر فأندمــــــا
فللــــــه در العارف النــــــدب إنــــــه
تفيــــــض لفرط الوجد أجفانه دمــا
يقيم إذا ما الليـل مــــــد ظلامــــــه
على نفسه من شـــــدة الخوف مأتما
فصيــــــحا إذا ما كان في ذكـر ربه
وفيما سواه في الورى كان أعجـما
ويذكر أياما مضـــــت من شبــــــابه
وما كان فيها بالجهــــالة أجــــــرما
فصـــــار قرين الهم طول نهـــــاره
أخا السهد والنجوى إذا الليل أظلمــا
يقول:حبيبي أنت سؤلــــي وبغيتي
كفـــــى بك للراجيــن سؤلا ومغنما!
ألست الذي غذيتنـــــي وهديتنــــــي
ولا زلت منــــــانا علي ومنعمــــــا ؟!
عسى من له الإحســـــان يغفر زلتي
ويستر أوزاري وما قــــــد تقـــدما
تعاظمنـــــي ذنبي فأقبلت خاشــــــعا
ولولا الرضــــــا ما كنت يا رب منعما
فإن تعــــــف عنـــي تعف عن متمرد
ظــــــلوم غشوم ولا يزايل مأثـــما
فإن تنتــــقم مني فلست بآيــــــس
ولو أدخلوا نفسي بجــــــرم جهنمــا
فجرمي عظيــــــم من قديم وحادث
وعفــــوك يأتي العبد أعلى وأجسما
حوالــــــي فضل الله من كـــل جانب
ونور من الرحمان يفترش الســــما
وفي القلب إشراق المحــــــب بوصله
إذا قارب البشرى وجاوز الحمـــــــى
حوالي إينــــــاس من اللـــــه وحده
يطالعنـــي في ظلمة القبر أنجمـــــا
أصون ودادي أن يدنســــــه الهوى
وأحــــــفظ عهد الحب أن يتثلمـــــا
ففي يقظتــــي شوق وفي غفوتي منى
تلاحــــــق خطــــــوي نشوة وترنما
ومن يعتصم بالله يســــلم من الورى
ومن يرجه هيــــــهات أن يتنــــــدما
↓↓وصية الغزالي :
قال الغزالي{اعلم أن صاحبك الذي لا تفارقه في حضرك وسفرك ونومك ويقظتك وحياتك وموتك هو ربك ومولاك وسيدك وخالقك ومهما ذكرته فهو جليسك إذ قال أنا جليس من ذكرني ومهما انكسر قلبك حزنا على تقصيرك في حق دينك فهو صاحبك وملازمك إذ قال أنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي فلو عرفته يا أخي حق معرفته لاتخذته صاحبا وتركت الناس جانبا فإن لم تقدر على ذلك في جميع أوقاتك فإياك أن تخلي ليلك ونهارك عن وقت تخلو فيه بمولاك وتتلذذ بمناجاته وعند ذلك فعليك بأدب الصحبة مع الله وأدبها أطراق الطرف وجمع الهم ودوام الصمت وسكون الجوارح ومبادرة الأمر وإجتناب النهي وقلة الاعتراض على القدر ودوام الذكر باللسان وملازمة الفكر وإيثار الحق واليأس من الخلق والخضوع تحت لهبه والانكسار تحت الحياء والسكون عن حبل كسب بالضمان والتوكل على فضل معرفة بحسن اختياره وهذا كله ينبغي أن يكون شعارك في جميع ليلك ونهارك فإنه آداب الصحبة مع صاحب لا يفارقك والخلق يفارقك في بعض الأوقات }
↓↓هنا شعر حسان بن ثابت رضي الله عنه وأرضاه في مرثيته للرسول صلى الله عليه وسلم :
يقول :
بطيبة رسم للرسول ومعـــــهد
منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحي الآيات من دار حرمه
بها منير الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالــــــــم
وربع له فيه مصلى ومسجــــــد
بها حجــــرات كان ينزل وسطها
من الله نــــــور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهدآيها
أتاها البلى فالآي منها تجــــــــــدد
عرفت بها رسم الرســــول وعهده
وقبرا بها واراه في الترب ملحــــد
ظلــلت بها ابكي الرسول فأسعدت
عيون ومثلاها من الجفن تسـعد
يـذكرن آلاء الرسول وما أرى
لهـا محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجـعة قد شفها فقـــــد أحمد
فظلت لآلاء الرســــول تعـــدد
وما بلغـت من كل أمر عشيرة
ولكن لنفسي بعدما قد توجــد
أطـــالت وقوفا تذرف العين جهدها
على طلل القبر الذي فيه أحمــد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت
بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحـد منك ضمن طيبا
عليه بناء من صفـــيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعيــن
عليه وقد غارت بذلك أسعـــــد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحـــمة
عشية علوه الثرى لا يوســـــــد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم
وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السموات يومه
ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزيـة هالك؟
رزية يوم مات فيه محــــمد
تقطع فيه منزل الوحـي عنهم
وقد كان ذا نـور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به
وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحـق جاهدا
معلم صدق إن يطيعوا يسعدوا
عفـــو عن الزلات يقبل عذرهم
وإن يحسنوا فالله بالخير أجـود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله
فمن عنده تيسير ما يتشــــــدد
فبينا هم في نعمة الله بينهـــــم
دليل به نهج الطريقة يقصــــــد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى حريص على أن يستقيمواويهتدوا
عطــــــــوف عليهم لا يثنى جناحه
إلى كنف يحنــــــــو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غـــــــدا
إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محـــــــمودا إلى الله راجعا
يبكيه حق المرســـــــــلات ويحمد
وأمست بلاد الحــــرم وحشا بقاعها
لغيبة ما كانت من الوحي تعهــــد
قفارا سوى معمورة اللحد ضافها
فقيد يبكيـــــــــــــه بلاط وغرقد
ومسجده فالموحشــــــــات لفقده
خلاء له فيه مقــــــــــام ومقعد
وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت
ديار وعرصات وربع ومـــــــولد
فابكي رسول الله يا عين عبرة
ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد
ومالك لا تبكين ذا النعمة التي
على الناس منها سابغ يتغمـــد
فجودي عليه بالدموع وأعولي
لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد
وما فقــد الماضون مثل محمد
ولا مثله حتى القيامة يفقــــد
أعــــــــــف وأوفى ذمة بعد ذمة
وأقــــــــــــرب منه نائلا لا ينكد
وأبذل منــــــــــه للطريف وتالد
إذا ضمن معطاء بما كان يتلد
وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى
وأكرم جــــــــــدا أبطحيا يسود
وأمنع ذروات وأثبت في العـــــلا
دعائم عز شاهقــــــــــات تشيد
وأثبت فرعا في الفروع ومنبت
وعودا غذاه المزن فالعود أغيد
ربــــــــــاه وليدا فاستتم تمامه
على أكرم الخيـــــرات رب ممجد
تناهـــــــت وصاة المسلمين بكفه
فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند
أقول ولا يلقــــــــى لقولي عائب
من الناس إلا عازب العقــــل مبعد
وليس هواي نازعا عن ثنائـــــــه
لعلي به في جنة الخلد أخلـــــــــد
مع المصطفى أرجو بذاك جواره
وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد
{فداك أبي وأمي يا رسول الله}
هذه هي وصايا ونصائح بعض الصالحين على فراش الموت أرجو أنها أفادتكم .والسلام ورحمة الله وبركاته .
المصادر والمراجع :
وصايا ونصائح الصالحين على فراش الموت
للمؤلف :مجدي محمد الشهاوي
تعليق