صحابي جليل أحبه الله وأحبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، هو بلال بن رباح.
ما أن ذاع خبر إسلامه حتى صارت الأرض تدور برؤوس أسياده، تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف، فاجتمع عليه أهل الكفر وأذاقوه أليم العذاب ليترك لا إله إلا الله، فأبى، ضربوه، قيدوه بالحبال، جروه من قدميه والحصى يأكل من لحمه وعظمه، ألقوه في الصحراء في حر الظهيرة، والشمس ملتهبة ليعود إلى الكفر، فأبى، وقالها كلمة خالدة أبدية، أحدٌ أحد، لطموه على وجهه، فارتفع صوته متأثراً ثائراً مجروحاً أحدٌ أحد، ضربوه بالسياط حتى تمزق جلده وهو يقول: أحدٌ أحد .
ويمر أبوبكر الصديق رضي الله عنه أمام بلال وهو يعذب، فقال لسيده أمية بن خلف: أشتريه منك يا أمية، فقال أمية: خذه ولو بعشرة دنانير، قال أبو بكر: والله لو جعلت ثمنه مائة ألف دينار لاشتريته منك،
فاشتراه الصديق رضي الله عنه وأعتقه لوجه الله فأنزل الله قوله: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:17-21]،
أعتقه الصديق ثم ذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ممزق الثياب يتساقط دمه ولحمه من شدة التعذيب، فأخذه عليه الصلاة والسلام واحتضنه كما تحتضن الأم طفلها، فصار بلال سابع سبعة في الإسلام.
وهناك في المدينة عيّنه النبي صلى الله عليه وسلم مؤذناً فأصبح بلال أولَ مؤذن في التاريخ،
ويالها من وظيفة ما أشرفها، ومن منصب ما أكرمه.
إن كثيرين من علية البشر وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلالٌ رضي الله عنه. وكان كلما سمع كلمات المدح والثناء تُوجّه إليه، حنى رأسه وغض طرفه وقال: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً.
وفي ذات يوم قال عليه الصلاة والسلام لبلال: ((حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دُف نعليك في الجنة)). الله أكبر، أي جائزة أعظم من أن يعرف الإنسان أنه من أهل الجنة وهو لازال يعيش في هذه الدنيا،
فيجيب بلال ويقول: ((ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي)).
قد مات بلال سنة 20 من الهجرة، أي بعد إمامه بتسع سنوات، تسع سنوات على فراق المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرارة الشوق لم تبرد، بقي طوال هذه المدة وحياته اليومية على السنّة التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم لم يُغيّر قيد أنملة، ولهذا كان ذلك الاشتياق.
أولئك قوم شيّد الله فخرهم……فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
ما أن ذاع خبر إسلامه حتى صارت الأرض تدور برؤوس أسياده، تلك الرؤوس التي نفخها الكبر وأثقلها الغرور! وتجثم شياطين الأرض فوق صدر أمية بن خلف، فاجتمع عليه أهل الكفر وأذاقوه أليم العذاب ليترك لا إله إلا الله، فأبى، ضربوه، قيدوه بالحبال، جروه من قدميه والحصى يأكل من لحمه وعظمه، ألقوه في الصحراء في حر الظهيرة، والشمس ملتهبة ليعود إلى الكفر، فأبى، وقالها كلمة خالدة أبدية، أحدٌ أحد، لطموه على وجهه، فارتفع صوته متأثراً ثائراً مجروحاً أحدٌ أحد، ضربوه بالسياط حتى تمزق جلده وهو يقول: أحدٌ أحد .
ويمر أبوبكر الصديق رضي الله عنه أمام بلال وهو يعذب، فقال لسيده أمية بن خلف: أشتريه منك يا أمية، فقال أمية: خذه ولو بعشرة دنانير، قال أبو بكر: والله لو جعلت ثمنه مائة ألف دينار لاشتريته منك،
فاشتراه الصديق رضي الله عنه وأعتقه لوجه الله فأنزل الله قوله: وَسَيُجَنَّبُهَا الأَتْقَى الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نّعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ ابْتِغَاء وَجْهِ رَبّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى [الليل:17-21]،
أعتقه الصديق ثم ذهب به إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ممزق الثياب يتساقط دمه ولحمه من شدة التعذيب، فأخذه عليه الصلاة والسلام واحتضنه كما تحتضن الأم طفلها، فصار بلال سابع سبعة في الإسلام.
وهناك في المدينة عيّنه النبي صلى الله عليه وسلم مؤذناً فأصبح بلال أولَ مؤذن في التاريخ،
ويالها من وظيفة ما أشرفها، ومن منصب ما أكرمه.
إن كثيرين من علية البشر وذوي الجاه والنفوذ والثروة فيهم لم يظفروا بمعشار الخلود الذي ظفر به بلالٌ رضي الله عنه. وكان كلما سمع كلمات المدح والثناء تُوجّه إليه، حنى رأسه وغض طرفه وقال: إنما أنا حبشي كنت بالأمس عبداً.
وفي ذات يوم قال عليه الصلاة والسلام لبلال: ((حدثني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإني سمعت دُف نعليك في الجنة)). الله أكبر، أي جائزة أعظم من أن يعرف الإنسان أنه من أهل الجنة وهو لازال يعيش في هذه الدنيا،
فيجيب بلال ويقول: ((ما عملت عملاً أرجى عندي من أني لم أتطهر طهوراً في ساعة من ليل أو نهار إلا صليت بذلك الطهور ما كتب لي أن أصلي)).
قد مات بلال سنة 20 من الهجرة، أي بعد إمامه بتسع سنوات، تسع سنوات على فراق المصطفى صلى الله عليه وسلم وحرارة الشوق لم تبرد، بقي طوال هذه المدة وحياته اليومية على السنّة التي تعلمها من النبي صلى الله عليه وسلم لم يُغيّر قيد أنملة، ولهذا كان ذلك الاشتياق.
أولئك قوم شيّد الله فخرهم……فما فوقه فخر وإن عظم الفخر
تعليق