إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين ف بيتك؟؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين ف بيتك؟؟


    مقال روعة للكاتب: مصطفى محمود ..


    ماذا تفعل لو زارك ضيف متدين فى بيتك؟ ..ربما لا تكون أنت متدينا بالمعنى المتعارف عليه فى مجتمعنا...ربما تكون غير ملتزم بالصلاة فى المسجد..أو صيام النوافل..بل ربما لا تكون لك أية علاقة بالدين على الإطلاق وربما لم تصم أو تصل منذ سنوات...بل ربما تكون لك ديانة أخري غير ديانة هذا الضيف المتدين ولك رؤية أخرى فى الحياة قد تتعارض مع منهج حياة هذا الضيف.

    كل هذا لا يهم!..لأن ذلك لن يثنيك عن إكرام الضيف ومحاولة عدم جرح مشاعره أو معتقداته، على الأقل فى الفترة التى سيزورك فيها..ستحاول أن تجعل زيارته سهلة عليه وعليك وستحاول أن تبحث عن أرضية مشتركة للحديث وقضاء الوقت معه.


    غير المعقول والذي قد تعتقد أنه جنون هو موقف أحد أصدقائي غير المتدينين حين زاره شيخ متدين فى بيته ... فما أن دخل ذلك الشيخ بيت صديقي حتى قام صديقي وقال للشيخ : "سأثبت لك أنى احتفل بقدومك وزيارتك الطاهرة .. فقط أعطني دقيقة" .. ابتسم الشيخ الأسمر الذي يشع وجهه نورا وقد جلس فى غرفة الضيوف مسبحاً ... ولكن ابتسامة الشيخ الرقيقة ما لبثت أن تحولت لفم مفتوح (على البحري) من الذهول ... فلقد رأى صديقي يدخل عليه وفى يده زجاجة من الخمر ويحمل على كتفه سماعات ضخمة تخرج منها موسيقى صاخبة لفرقة من فرق عبدة الشيطان .. ووقف صديقي فى منتصف الغرفة يرقص احتفالا بزيارة الشيخ ثم مال على الشيخ قائلا : (هلت) أنوارك...تشرب بيرة ولا ويسكي يا شيخ إن شاء الله؟

    الشيخ هو شهر رمضان وصديقي غير المتدين هو الإعلام العربي الذي نحسن به الظن معتبرين أنه أراد أن يحتفل بقدوم شهر رمضان المبارك (بغشامة) فوضعنا جميعا فى موقف لا نحسد عليه.

    تتسابق القنوات الإعلامية فى ماراثون من الفوازير والمسلسلات والبرامج ذات الإنتاج الضخم ... ولا أدري ما علاقة رمضان الذي هو شهر روحاني له وضع خاص فى العقيدة الإسلامية بالإنتاج الفنى والدرامي والترفيهي وبرامج قصص (كفاح) الفنانين .. ليكون السؤال المنطقي الوحيد الذي يمكن طرحه أمام هذا التناقض هوإيه اللى جاب القلعة جنب البحر)!..


    لماذا لا يحترم الإعلام العربي رمضان ... لماذا يتحول رمضان إلى شهر ترفيهى بدلا من شهر روحاني؟ .. لست شيخا ولا داعية ... ولكني أفهم الآن لماذا كانت والدتى تدير التلفاز ليواجه الحائط طوال شهر رمضان ... كنت طفلا صغيرا ناقما على أمي التى منعتني واخوتى من مشاهدة فوازير (شريهان) بينما يتابعها كل أصدقائي .. ولم يشف غليلى إجابة والدتي المقتضبة "رمضان شهر عبادة مش فوازير". لم أكن أفهم منطق أمى الذي كنت كطفل أعتبره تشددا فى الدين لا فائدة منه .. فكيف سيؤثر مشاهدة طفل صغير لفوازير على شهر رمضان؟
    مرت السنوات وأخذتني دوامة الحياة وغطى ضجيج معارك الدراسة والعمل على همسة سؤالي الطفولى حتى أراد الله أن تأتيني الإجابة على هذا السؤال من رجل مسن غير متعلم فى الركن الآخر من الكرة الأرضية ... كان ذلك الرجل هو عامل أمريكي فى محطة بنزين اعتدت دخولها لشراء قهوة أثناء ملء السيارة بالوقود فى طريق عملى ... و فى اليوم الذي يسبق يوم الكريسماس دخلت لشراء القهوة كعادتى فإذا بى أجد ذلك الرجل منهمكا فى وضع (أقفال) على ثلاجة الخمور... وعندما عاد للـ(كاشير) لمحاسبتي على القهوة سألته وكنت حديث عهد بقوانين أمريكا : "لماذا تضع أقفالا على هذه الثلاجة" .. فأجابنى :"هذه ثلاجة الخمور وقوانين الولاية تمنع بيع الخمور فى ليلة ويوم الكريسماس يوم ميلاد المسيح"... نظرت إليه مندهشا قائلا : أليست أمريكا دولة علمانية .. لماذا تتدخل الدولة فى شئ مثل ذلك؟ .. فقال الرجل :"الإحترام.. يجب على الجميع احترام ميلاد المسيح وعدم شرب الخمر فى ذلك اليوم حتى وإن لم تكن متدينا .. إذا فقد المجتمع الاحترام فقدنا كل شئ".
    الاحترام ... ظلت هذه الكلمة تدور فى عقلى لايام وأيام بعد هذه الليلة ... فالخمر غير محرم عند كثير من المذاهب المسيحية فى أمريكا .. ولكن المسألة ليست مسألة حلال أو حرام .. انها مسألة احترام ... فهم ينظرون للكريسماس كضيف يزورهم كل سنة ليذكرهم بميلاد المسيح عليه السلام .. وليس من الاحترام السكر فى معية ذلك الضيف ... فلتسكر ولتعربد فى يوم آخر إذا كان ذلك أسلوب حياتك ... أنت حر ... ولكن فى هذا اليوم سيحترم الجميع هذا الضيف وستضع الدولة قانونا يفرض الإحترام فيمنع بيع الخمر ذلك اليوم. وحتى إذا كنت مسلما أو يهوديا أو حتى ملحدا فى أمريكا فلن يمكنك شراء خمور فى هذا اليوم حتى وإن كنت لا تؤمن بأهميته ولا بقدسيته ... فبغض النظر عن عقيدتك وتدينك فستجبر على احترام ذلك اليوم.
    هكذا أرادت أمي أن تعلمني (احترام) رمضان منذ نعومة أظفاري .. فلتشاهد الفوازير والمسلسلات والأفلام كما تحب طوال العام إذا كان ذلك يتناسب مع معتقداتك وأخلاقك .. ولكن فى رمضان ستظهر احترامك لهذا (الضيف) الشهر سواء كنت متدينا أم لا.
    بالنسبة لى لم تعد القضية فى رمضان قضية هل المسلسلات والأفلام والبرامج الحوارية حلال أم حرام ... وليست القضية قضية هل تفسد الفوازير والأغاني المصورة صيامك أم لا ... القضية أن الباب سيدق عما قريب ليدخل ضيف كريم بيت كل واحد منا ... المتدين وغير المتدين .. الإسلامي والعلماني ... المسلم والمسيحي ... وسيكون عليك بغض النظر عن أفكارك أو أسلوب حياتك أو مدى تدينك أن تظهر لهذا الضيف ... الكثير من الاحترام.
    --,

    عيش رمضانك بالطاعة......

    تبسم عشاني وخلي الدموع

  • #2
    مقال جميل جدا بل رائع بكل ما تحمله الكلمة من معنى
    لأسف فقدنا روحانية رمضان والسبب انشغالنا بملاهي الحياة
    أمد كفي إلى ماء ليطفئني *** فيشعل الماء جوفي ويحترق

    ابو المؤيد

    تعليق


    • #3
      مقال رائع جدا.. بارك الله فيكـ
      .
      على دربّ الطموح آمشي .. وآقول الله يسهلهـآ
      ………… وآنا مدريّ على وين .. السنين تسوق خطوآتي ..!


      حروف صآمتة. . ."( K !
      sigpic

      تعليق


      • #4
        مقال جدا رائع
        يحكي عن الواقع الذي يعيشة المسلمين في الشهر الفضيل والتسابق الاعلامي
        نسأل الله المغفرة
        ღأبـي كمـ أحبكـ ♥
        ،،،يآ عسى جنة الفردوس دآري ودآركـ
        ،،،

        ،، ツ ،،


        سبحان الله وبحمده ...
        سبحان الله العظيمـ

        تعليق


        • #5

          موضوع رائع وهادف أختي الفاضلة وردة ربيع. وشكراً لك حين شبهت رمضان بالضيف وبالمضيف بالإعلام والقنوات الفضائية.
          للأسف الشديد القنوات الفضائية العربية تظن ببثها المسلسلات العربية في شهر رمضان بأنها تقرب الشهر الكريم في قلوب صائميه وهي بالعكس تقربهم إلى الشيطان فبدل أن تغرس فيهم حب العبادة وحب الله والدين في شهر رمضان المبارك فإنها تغرس فيهم المسلسلات الكوميدية والحزينة والفقرات ذات الحركة الساخرة والهابطة. فكل المسلسلات العربية الهامة يؤجل عرضها إلى رمضان. وهذا للأسف يصرف المسلم عن عبادة ربه. ولكن للأسف لا نلوم القنوات العربية وحدها بل يقع اللوم على الشباب المسلمين والشابات المسلمات في قضاءهم أغلب الوقت في الشهر الفضيل في مشاهدة المسلسلات وهذه الفقرات من البرامج الهابطة مع باقي الأوقات طبعاً مع السهرات الليلية في المقاهي والأندية.
          ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك


          زورونا في سلسلة ( إقرأ معي )

          الكتاب الأول

          تعليق


          • #6
            شكرا لك أختي أميرة الفوتوشوب
            اسعدني المرور ع الموضوع
            اكيد يحكي وضعنا الحالي للأسف ولكن كفت الميزان ليست للاعلام فقط فنحن قد تنزل كفتنا ف هذا الميزان من كثر الاثم والذنب بمجرد مشاهدتنا لمثل بعض هذي البرامج والمسلسلات والي يا ليتها هادفة
            تبسم عشاني وخلي الدموع

            تعليق


            • #7
              شكرا أخي شيخ البيان ع المرور
              اخوي لا تحرم نفسك بالأجر العظيم الي تحصله ف رمضان بمجرد عملك لاشياء والله بسيطة ولا تخلي عذرك ملاهي الحياة
              تراها ما تخلص ...خلينا نحلي ونعلي هذا الشهر الجميل بكل معانية وطقوسة بالذكر والاستغفار ولا نفوت فية ولا دقيقة
              تبسم عشاني وخلي الدموع

              تعليق


              • #8
                مووووضوع فوق الرائع والقيم...
                جزاك الله خير

                تعليق

                يعمل...
                X