بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************************
قصـــــــــــة سليمـــــــــانُ عليـــــه الســــــلام
*************************
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
*************************
قصـــــــــــة سليمـــــــــانُ عليـــــه الســــــلام
*************************
سليمانُ الملكُ والنبيُّ :
************
هو سليمانُ بنُ داودَ عليهما السلام , الذي ورثَ الملك والنبوة عن أبيه داود عليه السلام ,وكان الله سبحانه وتعالى قد حباه معجزة عظيمة , وهي أن سليمان عليه السلام ,كان يعرف منطق الطير والبهائم ويفهم لغتها..يقول الله تعالى في كتابه العزيز من سورة النمل : ﴿وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ﴾..
سليمانُ والنملٌ:
********
ووهبه الله عزوجل ملكا عظيما, لم يملكه أحد من قبله ولا من بعده, وأيده بجنود من الجن والإنس والطير, فكانت الإنس والجن تسير على الأرض, أما الطير فكانت تحلق فوقه تظلله بأجنحتها لتمنع عنه وهج الشمس وحرارتها .
وبينما كان النبي سليمان عليه السلام ,يسير بهذا الجيش,إذا اقترب من واد تعيش فيه أسراب هائلة من النمل,فبصرت به نملة من النمال, وهو ما زال بعيدا,فجزعت وخافت من أن يدوسها سليمان وجنوده,ويدوسون باقي النمل,فنادت بأبناء قومها أن ادخلوا مساكنكم حتى لا تذهبوا ضحية سليمان وجنوده وهم لا يشعرون بكم .
وسمع سليمان عليه السلام قولها, وفهم نداءها وما خاطبت به تلك النملة لأمتها, فبتسم لذلك تبسم فرح واستبشار وسرور , لما أطلعه الله عليه دون غيرة ,من فهم للغة النمل وغيرة,وعندئذ منع جنده من التقدم ,حتى دخل النمل بيوتهم, ووقف سليمان شاكرا الله عزوجل , طالبا منه القدرة على شكر فضله ومنته, فاستجاب الله سبحانه تعالى له , يقول الله تعالى في سورة النمل :
{ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ }.
سليمانُ والهدهدُ:
*********
خرج في يوم سليمان يتفقد جيوشه من كل الأجناس فافتقد الهدهد فسأل عنه فعلم أنه غير موجود و غاب بغير إذن فنوى أن يعذبه أو يذبحه إن لم يأتي بسبب لغيابه فعندما جاء الهدهد ذهب الى سليمان و قال له : ( علمت بما لم تعلم و جئتك من سبأ بخبر مهم و يقين إني رأيت امرأة تملكهم و رأيتهم يسجدون للشمس من دون الله و زين الشيطان لهم أعمالهم ) ولكم أن تتصوروا المعجزة أن الهدهد مفطور من ربه على الإستنكار على العبادات الشركية فكان رد سليمان على الهدهد بكل حكمة فقال له ( سنرى هل صدقت أم كنت من الكاذبين ) أي أنه لم يصدقه و لم يكذبه حتى يتأكد فأرسل لهم سليمان كتاباً مع الهدهد و أمره أن يلقيه عليهم و يسمع ماذا يردون على كتابه و فعل الهدهد ذلك و في الكتاب كلمات مختصرات من سليمان و هي ( بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا على و أتوني مسلمين) فطلبت بلقيس رأي وزرائها فأجابوها :( نحن أقوياء و أصحاب بأس شديد و الرأي لك )فقد كانت هي الحكيمة فيهم و دل على ذلك ردها : ( إن الملكوك إذا دخلوا قرية أهلكوها و خربوها و جعلوا أهلها في مذلة ) و قد كان كلامها صحيحاً بشهادة الله الذي قال بعد ردها : { و كذلك يفعلون } فقررت أن ترسل لسليمان هدية و سترى مدى تأثير هذه الهدية و عندما ذهب الرسل إلى سليمان استعرض سليمان جيشه أمامهم و بهتوا و ذهلوا لما رأوه و قدموا هديتهم المكونة من الذهب لسليمان فقال لهم متعجباً و ساخراً كما في قوله تعالى :{ أتمدونني بمال فما آتاني الله خير مما آتاكم بل أنتم بهديتكم تفرحون ارجع إليهم فلنأتينهم بجنود لا قبل لهم بها و لنخرجنهم منها أذلة و هم صاغرون } فذهب الرسل و عندها تكلم سليمان مع حاشيته بعد أن سمع بعرشها العظيم كما قال تعالى{ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين } العرش هنا كرسي الحكم فوقف عفريت من الجن و قال له :( أنا آتيك به قبل أن تقوم من مجلسك ) يعني ساعة بالكثير و يكون عندك و وقف رجل عنده علم من الله و اختلف في هذا العلم و قيل أنه كان عنده علم باسم الله الأعظم الذي إذا دعي به أستجاب فقال : ( أنا آتيك به قبل أن ترمش عينك ) و بالفعل وجد سليمان كرسي عرشها أمامه فقال سليمان( هذا من فضل ربي ) و شكر ربه فلم يكن مغروراً بما معه من قوة وأمر سليمان البنائين أن يبنوا قصراً من زجاج شديد الصلابة فوق مياه البحر و تمر من تحته الأمواج و أمر للذين معه من حاشيته أن ينكروا لها عرشها أي يغيروا فيه قليلاً من أماكن المجوهرات و ما شابه فلما جاءت بلقيس سألوها حاشية سليمان بذكاء بالغ ( أهكذا عرشك ؟ ) و لم يقولوا أ هذا عرشك حتى لا تعرف ما حدث فاحتارت فهو يشبه عرشها كثيراً و لكن غير معقول أنه هو لأنها تركته في مكان حكمها في اليمن و كانت بلقيس تحكم اليمن فأجابت برد يدل على هذه الحكمة التي لديها و جمعت في الرد بين التأكيد أنه عرشها و النفي بأنه ليس عرشها و قالت :( كأنه هو) فتعجب سليمان و قال( لقد أوتينا العلم من قبلها و كنا مسلمين) تعجب سليمان من أن هذا العقل لم يهديها للإسلام فأدخلها سليمان إلى القصر الذي فوق الماء و أمرها بالدخول فراحت ترفع ثوبها تظنه بحراً فداست فلم تجد شيئاً من الماء عليها فتعجبت فقال لها سليمان كما في قوله تعالى{ إنه صرح ممرد بقوارير} فعلمت أن هذا ليس بقدرة الإنس فأعلنت بلقيس إسلامها و دخولها في حكم سليمان و قيل أنها تزوجت سليمان و قيل أنها تزوجت أحد رجاله و الله أعلم .
إكرامٌ سليمانُ:
*******
سخر الله عزوجل لنبيه سليمان عليه السلام, الريح لتجري كما يأمرها,أي لتنتقل به حيث أراد من أي البلاد,وذلك تعويضا له عن الخيل التي وهبها له الله عزوجل عندما أراد قتال الأعداء والتى أخرته عن الصلاة بعد أن توارت الشمس فأمر بذبحها وقطع أرجلها تقربا ألى الله تعالى,وتصدق بلحمها على الفقراء,كما سخر الشياطين يبنون له الأبنية العجيبة,ويغوصون في البحر يستخرجون اللؤلؤ وآخرين مقيدين بالسلاسل يفعلون ما يأمرهم به سليمان عليه السلام ,يقول سبحانه وتعالى في سورة (ص):
موت سليمانُ عليه السلام:
**************
كان الناس يتحدثون عن أن الجن تعلم الغيب فأراد الله بموت نبيه أن يبين لهم عكس ذلك ففي يوم من الأيام سخر سليمان الجن تسخيراً شديداً و جعلهم يعملون أعمالاً شاقة و بدأ يراقبهم وهو متكئ على عصاته و فاتح عينه ففي تلك اللحظة قبض سليمان و مات و بقي الجن يعملون مدة ذكر في الروايات أنها سنة كاملة ولم يعلموا أنه ميت فبدأوا يشكون في موته لأنه لم يتحرك أبدا لكنهم خائفون من محاولة التأكد حتى أتت دابة الأرض و هي النملة آكلة الخشب فأكلت عصاة سليمان فسقط فعلم الجن أنه مات و علم الناس أن الجن لا يعلمون الغيب هذه قصة أعظم من حكم الأرض فأي فخر أن تكون حاكم الأرض و تحكمها بالإسلام و أنت نبي فسبحان الله الذي جمع هذا كله لرجل واحد .
**************
قصة سيدنا سليمان عليه السلام لشيخ عبد الرحمن علا الدين.
لتحميل :
أضغط هنـا
**************
وفي الختام أسأل الله التوفيق ,,