السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مدخَـــــــل:
أنْ تشعرَ بصوتك يعلو السحابَ ليعانقَ دعوةً صادقةً افترشَت السماء ، فإنَّ زكريا (عليه السلام) أبٌ لهذه اللحظات .
أن ترَ نور العلمِ يشعشعُ مِن وجهٍ وضّاء ، فإنّك من دون أنْ تشعر ترحل إلى عالم سيدنا عمران العالم الفاضل .
أنْ ترفعَ رأسكَ المؤمن وأنتَ على يقينٍ بأنَّ نظرتك الموالية مباشرة ً قدْ أُثلِجَ نارها فإنّك عرفت مَنْ تكون زوجة عمران.
أنْ تحيا بحبٍ كبيرٍ لا تطفئه الأزمان ، فإنّك تعلمُ جيداً كيف كانت مريم (عليها السلام ) تتنفس!
شخوصٌ ملأها الإيمان حتى فاضَ نورها عبر العصور ، لتملأ الدنيا بأنوارها ، وهدىً من ربيعها .
سنكون معها هنا في رحلةٍ كلها أمل ..
كونوا معنا:
من هو زكريا عليه السلام:
زكريا عليه السلام نبي كريم من قوم بني إسرائيل أنزله الله لأمة اليهود ،
اسمه (زكريا بن برخيا) ويقال (زكريا بن دان) ، وهو من نسل سليمان وداود عليهما السلام ، كان يأكل من
كسب يديه حيث يعمل نجاراً.
وفي ذاتِ العصر كانَ سيدنا عمران عالماً عظيماً اختاره الله أن يصلي بالناس ،
كانت لديه زوجة صالحة ابتلاها الله بعقرها ، حتى أنّها كانت تناجي الله مناجاةً صادقة بأنْ يهبها ولداً ،
وتجعله خادماً لبيت الله مدى الحياة.
وبرحمةٍ تسع السماوات والأرض لُبّيت دعوتها لتشعرَ بأنها حامل ،
ولكن؟!
فوجئت امرأة عمران (عليه السلام) بأن المولودة أنثى ، وبدأت الأسئلة تنهل عليها ،
كيف ستخدم بيت الله وهي أنثى؟!! ، ولكنّ الوفاء بالوعد الذي كان يمشي في دمها قادها
لإرسال مريم (عليه السلام) حينَ كبرت ، لتصبحَ نورَه الذي لا يخفت!
كانت تناجي الله كما جاء في خير الكلام :
" وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " .
كفالة زكريا عليه السلام لمريم عليها السلام:
ولدت مريم البتول بعدما توفّى الله والدها عمران بأشهرٍ قليلة ، وصارت كفالتها
سباقا بين علماء بني إسرائيل كلٌّ يسعى لنيل هذا الشرف ، فهي
ابنة شيخهم الكبير ، وعالمهم الذي وسعهم علماً ، ولكنّ زكريا عليهم السلام
أصرّ على نيل كفالتها باعتبار نبوته وقرابتها لزوجته إذ كانت زوجته خالةً لمريم (عليها السلام) .
فاستقرّ الأمر على إجراء قرعةٍ ، بحيث يكفلها من يكسب ذلك .
ولكن كيف كان الاتفاق ؟
لكم أن تتخيلوا ، في المرة الأولى وضعت مريم الرضيعة على الأرض ، ووضعت أقلام
مَن يوّد كفالتها ، ثم أُحضر طفل صغير فاختار قلم زكريا عليه السلام ، رفض الجميع ذلك ،
وأصروا على إجرائها ثلاث مرات ، في المرة الثانيةعزم كل واحد منهم أن يحفر اسمه
على قلم خشبي ، ثم يتم إلقائه في النهر ، فإن سار قلمه عكس التيار نال شرف تربية مريم
البتول، فإذ بقلم زكريا عليه السلام يسير عكس التيار، ولكنهم أبوا فكانت المرة الثالثة
اتفاقا على عكس المرة الثانية ، انتهت بجريان قلم زكريا عليه السلام
وحيداً مع تيار النهر!! ، فسبحانَ مَن دبّر هذا بذاك !!
أخلص زكريا عليه السلام في كفالة مريم ، وأبعدها عن كل الناس في مسجد
بعيد تتعبد فيه ، لتعيش لأجل الله لا سواه ! حتى أنّه كان يحضر لجلب
الطعام لها فيفاجأ بكمٍّ هائلٍ من الطعام عندها ، لتجيب بأنها من كرم الله!!
فيتسبم ويرحل!
(مولد يحيى بن زكريا عليه السلام):
بعدما بلغ أرذل العمر سيدَنا زكريا ، حنّت نفسه لولدٍ يخلفه من بعده ليصبح
نبي أمته ، فانهالت دموع الصالحين على محرابه بين يدي الله ، متضرعاً مشتاقاُ ، وفجأة
سمع صوتا يناديه :
" (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
رغم اندهاشه ، لم ترد عليه الملائكة إلا بعظمة كن فيكون :
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
طار سيدنا زكريا فرحة وسعادة ، فسأل الله أن يرسل عليه دليلاً على حمل زوجته
العاقر العجوز ، فردّ الله قائلاً:
"قَالَ ربّ اجْعَل لي آيةً قَال ءايتكَ ألَا تكلم النّاسَ ثلاثَ ليالٍ سَوّيا " .
فَأُمسك لسان زكريا عليه السلام في ذاتِ يوم خرج فيه على الناس ، وأدرك حينها
بقدوم يحيى عليه السلام ، فأومأ بإشارات تحث الناس على الإكثار من التسبيح في الصباح والمساء.
وظل صدى التضرع لله يضج في محرابه ، وبَقيَ عليه السلام
يتحمل كل الأذى الذي عاناهُ من قومه ، يربّي ابنه ، ويدعو الناس بكل استطاعته ، حتى وافته المنية.
أعذروني على التأخير وإن التمستم الصواب فمن الرحمن ، وإن التمستم الخطأ فمني والشيطان.
فجــــــرجديد
مدخَـــــــل:
أنْ تشعرَ بصوتك يعلو السحابَ ليعانقَ دعوةً صادقةً افترشَت السماء ، فإنَّ زكريا (عليه السلام) أبٌ لهذه اللحظات .
أن ترَ نور العلمِ يشعشعُ مِن وجهٍ وضّاء ، فإنّك من دون أنْ تشعر ترحل إلى عالم سيدنا عمران العالم الفاضل .
أنْ ترفعَ رأسكَ المؤمن وأنتَ على يقينٍ بأنَّ نظرتك الموالية مباشرة ً قدْ أُثلِجَ نارها فإنّك عرفت مَنْ تكون زوجة عمران.
أنْ تحيا بحبٍ كبيرٍ لا تطفئه الأزمان ، فإنّك تعلمُ جيداً كيف كانت مريم (عليها السلام ) تتنفس!
شخوصٌ ملأها الإيمان حتى فاضَ نورها عبر العصور ، لتملأ الدنيا بأنوارها ، وهدىً من ربيعها .
سنكون معها هنا في رحلةٍ كلها أمل ..
كونوا معنا:
من هو زكريا عليه السلام:
زكريا عليه السلام نبي كريم من قوم بني إسرائيل أنزله الله لأمة اليهود ،
اسمه (زكريا بن برخيا) ويقال (زكريا بن دان) ، وهو من نسل سليمان وداود عليهما السلام ، كان يأكل من
كسب يديه حيث يعمل نجاراً.
وفي ذاتِ العصر كانَ سيدنا عمران عالماً عظيماً اختاره الله أن يصلي بالناس ،
كانت لديه زوجة صالحة ابتلاها الله بعقرها ، حتى أنّها كانت تناجي الله مناجاةً صادقة بأنْ يهبها ولداً ،
وتجعله خادماً لبيت الله مدى الحياة.
وبرحمةٍ تسع السماوات والأرض لُبّيت دعوتها لتشعرَ بأنها حامل ،
ولكن؟!
فوجئت امرأة عمران (عليه السلام) بأن المولودة أنثى ، وبدأت الأسئلة تنهل عليها ،
كيف ستخدم بيت الله وهي أنثى؟!! ، ولكنّ الوفاء بالوعد الذي كان يمشي في دمها قادها
لإرسال مريم (عليه السلام) حينَ كبرت ، لتصبحَ نورَه الذي لا يخفت!
كانت تناجي الله كما جاء في خير الكلام :
" وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ " .
كفالة زكريا عليه السلام لمريم عليها السلام:
ولدت مريم البتول بعدما توفّى الله والدها عمران بأشهرٍ قليلة ، وصارت كفالتها
سباقا بين علماء بني إسرائيل كلٌّ يسعى لنيل هذا الشرف ، فهي
ابنة شيخهم الكبير ، وعالمهم الذي وسعهم علماً ، ولكنّ زكريا عليهم السلام
أصرّ على نيل كفالتها باعتبار نبوته وقرابتها لزوجته إذ كانت زوجته خالةً لمريم (عليها السلام) .
فاستقرّ الأمر على إجراء قرعةٍ ، بحيث يكفلها من يكسب ذلك .
ولكن كيف كان الاتفاق ؟
لكم أن تتخيلوا ، في المرة الأولى وضعت مريم الرضيعة على الأرض ، ووضعت أقلام
مَن يوّد كفالتها ، ثم أُحضر طفل صغير فاختار قلم زكريا عليه السلام ، رفض الجميع ذلك ،
وأصروا على إجرائها ثلاث مرات ، في المرة الثانيةعزم كل واحد منهم أن يحفر اسمه
على قلم خشبي ، ثم يتم إلقائه في النهر ، فإن سار قلمه عكس التيار نال شرف تربية مريم
البتول، فإذ بقلم زكريا عليه السلام يسير عكس التيار، ولكنهم أبوا فكانت المرة الثالثة
اتفاقا على عكس المرة الثانية ، انتهت بجريان قلم زكريا عليه السلام
وحيداً مع تيار النهر!! ، فسبحانَ مَن دبّر هذا بذاك !!
أخلص زكريا عليه السلام في كفالة مريم ، وأبعدها عن كل الناس في مسجد
بعيد تتعبد فيه ، لتعيش لأجل الله لا سواه ! حتى أنّه كان يحضر لجلب
الطعام لها فيفاجأ بكمٍّ هائلٍ من الطعام عندها ، لتجيب بأنها من كرم الله!!
فيتسبم ويرحل!
(مولد يحيى بن زكريا عليه السلام):
بعدما بلغ أرذل العمر سيدَنا زكريا ، حنّت نفسه لولدٍ يخلفه من بعده ليصبح
نبي أمته ، فانهالت دموع الصالحين على محرابه بين يدي الله ، متضرعاً مشتاقاُ ، وفجأة
سمع صوتا يناديه :
" (يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن قَبْلُ سَمِيًّا).
رغم اندهاشه ، لم ترد عليه الملائكة إلا بعظمة كن فيكون :
(إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ).
طار سيدنا زكريا فرحة وسعادة ، فسأل الله أن يرسل عليه دليلاً على حمل زوجته
العاقر العجوز ، فردّ الله قائلاً:
"قَالَ ربّ اجْعَل لي آيةً قَال ءايتكَ ألَا تكلم النّاسَ ثلاثَ ليالٍ سَوّيا " .
فَأُمسك لسان زكريا عليه السلام في ذاتِ يوم خرج فيه على الناس ، وأدرك حينها
بقدوم يحيى عليه السلام ، فأومأ بإشارات تحث الناس على الإكثار من التسبيح في الصباح والمساء.
وظل صدى التضرع لله يضج في محرابه ، وبَقيَ عليه السلام
يتحمل كل الأذى الذي عاناهُ من قومه ، يربّي ابنه ، ويدعو الناس بكل استطاعته ، حتى وافته المنية.
أعذروني على التأخير وإن التمستم الصواب فمن الرحمن ، وإن التمستم الخطأ فمني والشيطان.
فجــــــرجديد