أين من حصن الحصون المشيدة و احترس
وعمر الحدائق فبالغ و غرس
ونصب لنفسه سرير العز وجلس
و بلغ المنتهى و رأى الملتمس
وظن في نفسه البقاء و لكن
خاب الظن في النفس
أزعجه و الله هازم للذات واختلس
ونازلة بالقهر فأنزل عن الفرس
ووجه به الى دار البلاء فانطمس
وتركه في ظلام ظلمة من الجهل الدنس
فالعاقل من أباد أيامه فاءن العواقب في خلس ينظر .
----------------
تبني و تجمع و الاثار تندرس
وتأمل اللبث و الأعمار تختلس
ذا اللب فكر فما في العيش من طمع
لا بد ما ينتهي أمر وينعكس
أين الملوك و أبناء الملوك ومن
كانوا اذا الناس قاموا هيبة جلسوا
ومن سيوفهم في كل معترك
تخشى ودونهم الحجاب و الحرس
أضحوا بمهلكة في وسط معركة
صرعى و صاروا ببطن الأرض و انطمسوا
وعمهم حدث وضمهم جدث
باتوا فهم جثث في الرمس قد حبسوا
كأنهم قط و ما كانوا و ما خلقوا
ومات ذكرهم بين الورى و نسوا
والله لو عاينت عيناك ما صنعت
أيدي البلى بهم و الدود يفترس
لعاينت منظرا تشجي القلوب له
وأبصرت منكرا من دونه البلس
من أوجه ناضرات حار منظرها
في رونق الحسن منها كيف ينطمس
وأعظم باليات ما بها رمق
وليس تبقي لهذا وهي تنتهس
وألسن ناطقات زانها أدب
ما شأنها بالافة الخرس
حنان يا ذا النهي لا ترعوي سفها
ودمع عينيك لا يهمي و ينبجس
-----------------
يا من يرحل في كل يوم مرحلة
وكتابه قد حوى حتى الخردلة
ما ينفع بالنذير و النذر متصلة
ولا يصغي الى ناصح و قد عذله
و دروعه مخرقة و السهام مرسلة
و نور الهدى قد بدا و لكن
ما راه و لا تأمله
وهو يأمل البقا و يرى مصير من قد أمله
قد انعكف بعد الشيب على العيب بصبابة ووله
كن كيف شئت فبين الحساب و الزلزلة ونعم جلدك
لا بد للديدان أن تأكله
فيا عجبا من فتور مؤمن بالجزاءو المسألة
أتستيقن من غرور و بله:
ويحك يا هذا من استدعاك و فتح منزلة
فقد أولاك لو علمت منزله
فبادر ما بقي من عمرك
و استدرك أوله فبقية عمر المؤمن
جوهرة لا قيمة له .______
عن كتاب :" الكبائر في الاسلام " , للذهبي - رحمه الله
وعمر الحدائق فبالغ و غرس
ونصب لنفسه سرير العز وجلس
و بلغ المنتهى و رأى الملتمس
وظن في نفسه البقاء و لكن
خاب الظن في النفس
أزعجه و الله هازم للذات واختلس
ونازلة بالقهر فأنزل عن الفرس
ووجه به الى دار البلاء فانطمس
وتركه في ظلام ظلمة من الجهل الدنس
فالعاقل من أباد أيامه فاءن العواقب في خلس ينظر .
----------------
تبني و تجمع و الاثار تندرس
وتأمل اللبث و الأعمار تختلس
ذا اللب فكر فما في العيش من طمع
لا بد ما ينتهي أمر وينعكس
أين الملوك و أبناء الملوك ومن
كانوا اذا الناس قاموا هيبة جلسوا
ومن سيوفهم في كل معترك
تخشى ودونهم الحجاب و الحرس
أضحوا بمهلكة في وسط معركة
صرعى و صاروا ببطن الأرض و انطمسوا
وعمهم حدث وضمهم جدث
باتوا فهم جثث في الرمس قد حبسوا
كأنهم قط و ما كانوا و ما خلقوا
ومات ذكرهم بين الورى و نسوا
والله لو عاينت عيناك ما صنعت
أيدي البلى بهم و الدود يفترس
لعاينت منظرا تشجي القلوب له
وأبصرت منكرا من دونه البلس
من أوجه ناضرات حار منظرها
في رونق الحسن منها كيف ينطمس
وأعظم باليات ما بها رمق
وليس تبقي لهذا وهي تنتهس
وألسن ناطقات زانها أدب
ما شأنها بالافة الخرس
حنان يا ذا النهي لا ترعوي سفها
ودمع عينيك لا يهمي و ينبجس
-----------------
يا من يرحل في كل يوم مرحلة
وكتابه قد حوى حتى الخردلة
ما ينفع بالنذير و النذر متصلة
ولا يصغي الى ناصح و قد عذله
و دروعه مخرقة و السهام مرسلة
و نور الهدى قد بدا و لكن
ما راه و لا تأمله
وهو يأمل البقا و يرى مصير من قد أمله
قد انعكف بعد الشيب على العيب بصبابة ووله
كن كيف شئت فبين الحساب و الزلزلة ونعم جلدك
لا بد للديدان أن تأكله
فيا عجبا من فتور مؤمن بالجزاءو المسألة
أتستيقن من غرور و بله:
ويحك يا هذا من استدعاك و فتح منزلة
فقد أولاك لو علمت منزله
فبادر ما بقي من عمرك
و استدرك أوله فبقية عمر المؤمن
جوهرة لا قيمة له .______
عن كتاب :" الكبائر في الاسلام " , للذهبي - رحمه الله
تعليق