فناء الدنيا.:
أين أنت اﻵن ؟ ثم أين أنت غدا؟
أنت اﻵن في بيت فسيح، وغدا في قبر ضيق وحيش.
أنت اﻵن فوق اﻷرض ، وغدا تحت التراب.
أنت اﻵن في منظر جميل ، وغدا تسيل اﻷحداق على الوجنات.
غدا تنتفخ في القبر ثم تنفجر ، ويبدأ الدود في مهمته المنوطه به.
غدا ترتفع اليدان ، وتيبس القدمان ، وتشخص العينان، وتتخرق اﻷذنان، وتنتفخ البطن.
غدا تنزل من علياء قصرك إلى ضيق قبرك، ومن طول أملك إلى انقضاء أجلك ،ومن
التفكير في الناس إلى التفكير في نفسك.
ورغم ذلك مازلت مشغولا بالدنيا عن الطاعة ، وبالمال عن اﻷستقامة، وبالهوى عن اﻷلتزام
وبتنميق الظاهر عن إصلاح الباطن.
الميل إلى الدنيا طبيعة فيك لاتعدل إلا بضوابط الشرع ، ولا تبدل إلا بأوامر الرب.
مازلت مشغولا بالدنيا، والله يناديك:-
قال تعالى( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في اﻷموال
واﻷولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يكون حطاما وفي اﻵخرة
عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور)
فالله يناديك :-
( إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا).
فتذكر نفسك وقد قبض ملك الموت روحك، وتركك جثة هامدة، فإذا بولدك يقلبك
، وأمك تنظر في عينيك ، وأختك تضرب صدرك. ، ولكن هيهات........ هيهات
.............إنه قد مات. ......... نعم مات.
تعليق