إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

رمضان متجر العابدين..

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رمضان متجر العابدين..


    رمضـــــان
    مَــتْــــجَـر العـــابِــدِيـن



    لِكُلّ قوم مِن التُّجّار موسِم ، ولكل بضاعة وَقْت تُطْلَب فيه ..
    فإن نام التُّجَار وأهْمَلُوا وقت الموسِم خسِروا .. وإن أغلقوا على بضائعهم كَسَدَتْ ..
    وإن التُّجّار يقِفُون على قَدَم وسَاق وقت المواسِم ، حتى إنهم ليأكلون القليل ، وينامون القليل ، ويتركون كثيرا مِن الراحة في سبيل الراحة !
    ذلك أن الراحة الكُبرى تحتاج إلى نَصَب قليل ..
    ومَن أراد الْمكارِم تحمّل الْمكارِه ..
    قال ابن القيم : المكارم منوطة بالمكاره ، والسعادة لا يُعْبَر إليها إلاَّ على جَسْر الْمَشَقَّة ، فلا تُقْطَع مَسافتها إلاَّ في سفينة الجد والاجتهاد ... وقد قيل : مَن طَلب الرَّاحَة تَرَك الرَّاحَة .
    وقال رحمه الله : المصالح والخيرات واللذات والكمالات كُلّها لا تُنَال إلاَّ بِحَظٍّ مِن الْمَشَقَّة ، ولا يُعْبر إليها إلاَّ على جَسرٍ مِن التعب .
    وقد أجمع عقلاء كل أمة على أن النعيم لا يُدْرَك بالنعيم ، وإن مَن آثر الراحة فاتته الراحة ، وإن بِحَسَب رُكوب الأهوال واحتمال الْمَشَاقّ تَكون الفرحة واللذة ، فلا فَرْحة لِمَن لا هَمّ له ، ولا لَذَّة لِمن لا صَبر له ، ولا نَعيم لِمن لا شَقَاء له ! ولا راحة لِمن لا تَعب له ، بل إذا تَعِب العبد قليلا استراح طويلا ، وإذا تَحَمَّل مَشَقَّة الصبر ساعة قادَه لِحَياة الأبد ، وكل ما فيه أهل النعيم المقيم فهو صبر ساعة ، والله المستعان ، ولا قوة إلا بالله ، وكلما كانت النفوس أشرف والهمة أعلا كان تَعَب البَدَن أوْفر ، وحَظّه مِن الرَّاحَة أقَلّ . اهـ .
    فإذا كان أهل الدنيا يَتْرُكون الراحة في سبيل الدنيا .. فأهل الآخرة وطُلاّبها أولى بذا ..
    وقد كان أسوتنا وقُدوتنا صلى الله عليه وسلم يجتهد في رمضان
    ما لا يجتهد في غيره ..
    ولو وقَفْنَا وَقْفَة تأمّل في ليلة عابرة مِن ليالي العام .. لم تكن مِن ليالي رمضان .. ولا كانت مِن، ليالي العشر ، التي يَشُدّ فيها المئزر ، ويُحيي فيها الليل ..
    تلك الليلة يُحَدِّث بها حذيفة رضي الله عنه فيقول : صَلّيت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فافتتح البقرة ، فقلت : يركع عند المائة ، ثم مضى ، فقلت : يُصلي بها في ركعة ، فَمَضَى ، فقلتُ يَرْكع بها ، ثم افتتح النساء فقرأها ، ثم افتتح آل عمران فقرأها ، يقرأ مُتَرَسِّلاً ، إذا مَرّ بآية فيها تَسبيح سَبَّح ، وإذا مَرّ بِسُؤال سَأل ، وإذا مَرّ بِتعوِّذ تَعوَّذ . رواه مسلم .(1)
    فإذا كان هذا في ركعة واحدة .. فكيف إذا اجتهد في العبادة ؟
    وكيف بِصلاة ليلة ؟
    كثير مِنّا قد يتثاقل صلاة التراويح ، وربما كانت ساعة أو نصف ساعة !
    وسبب ذلك أنه لم يَعتَد على العبادة .. ولم تُروّض النفس على الطاعة ..
    شأنها كَشأن الخيل التي يُراد لها أن تُسابِق وتقطَع الميدان عَدْوًا ، وهي لم تُمَرّن ولم تُدرّب طوال العام .. فما أبعدها مِن الفَوز !
    إن رمضان مَيدان العَامِلين ومَتْجَر العابِدين إن أحسنوا استغلال ساعات أيامه ولياليه ..
    وما أعْظَم أجور العاملين فيه إذا أخلصُوا واْحتَسَبوا ..
    فقد تَولّى الله جزاءهم ، واخْتَصّ بالصوم ، فقال تعالى في الحديث القدسي :
    كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ . رواه البخاري ومسلم . (2)
    وفي رواية : كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِمِائَةِ ضِعْفٍ .
    قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلاَّ الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِى بِهِ
    .(3)
    فقد أخْفَى الله جزاء الصائمين ؛ لأن الصيام سِرّ بين العبد وبين ربّـه تعالى .. كما هو حال القيام ، فإن القائمين لَمّا أخْفَوا القيام أخفَى الله جزاءهم ، فقال : (تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (16) فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) .
    ولِمَا تضمّنه الصيام مِن الصبر ،
    وقد قال الله عزّ وَجَلّ : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
    قال ابن كثير : قلت :
    ويشهد لهذا قوله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) .
    وقال ابن كثير : وقوله : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) قال الأوزاعي : ليس يُوزَن لهم ولا يُكَال ، إنما يُغْرَف لهم غَرْفًا .وقال ابن جُريج : بَلَغني أنه لا يُحْسَب عليهم ثواب عَمَلِهم قط ، ولكن يُزَادُون على ذلك .
    وقال السُّدّي : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) يعني : في الجنة .
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ
    4 / رمضان / 1431 هـ
    كتــبــه الشيـــخ / عبد الرحمن السحيم .حفظه الله
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
    (1) الراوي: حذيفة بن اليمان المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
    الصفحة أو الرقم: 772خلاصة حكم المحدث: صحيح .
    (2) الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري -
    الصفحة أو الرقم: 5927خلاصة حكم المحدث: [صحيح].
    (3) الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم - المصدر: صحيح مسلم -
    الصفحة أو الرقم: 1151خلاصة حكم المحدث: صحيح .


    اللهمَّ ياحنَّان يامنَّان , يابديع السموات والأرض , ياذا الجلال والإكرام , ياحيُّ ياقيوم..
    اللهمَّ ارحم جدتي رحمةً واسعة , وتغمدها برحمتك , اللهمَّ ارحمها فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك ,
    اللهمَّ أنزل نوراً من نورك عليها , اللهمَّ نوّر لها قبرها , ووسّع مدخلها وآنس وحشتها ,
    اللهمَّ وأرحم غربتها وشيبتها , اللهمَّ اغفر لها وارحمها , واعفُ عنها وأكرم نزلها


  • #2
    آلسلآم عليكوم ..
    بـآرك آلله فيج آختي عـلى آلطـرح ...
    آلنفس تحتآج آلى آلترويض فـي آلطـآعـآآت ..
    وهذآ آلشهـر فرصـة عظيمـةة لذلك ...
    جزآآكِ آلله خيــرآ [ ] ..ْ
    : : :
    لّا إِلَهَ إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ


    تعليق


    • #3
      سبحآآن الله ,, رمضآآآن شهرر التغيير

      جزاك الله خيرا ,

      أعجبني الموضوع بحق لا راحة بلا تعب

      شكرا




      ×
      × سلام لأرض خُلقت للسلام ، وما رأت يومًا سلاما ××




      تعليق


      • #4
        جزاك الله خيرا وأنالك رضوانه والجنة

        تعليق

        يعمل...
        X