ما أجمل هذا الكتاب العظيم ، وما أعظم تلك القلوب التي تجالسه وتأنس به وتتعلم منه ، وتستفيد من معانيه وتأتمر بأوامره ، وتجتنب زواجره ونواهيه ، وتسعد وترتقي الى العلياء والدرجات وهي ترتله ترتيلا ...
نعم اخوتاه ، انه القرآن الكريم ، كتاب الله تعالى ، ما أعظمه من كتاب وما أجمل معانيه وأمثاله وحكمه ، يالله كم تطيب لنا الأوقات التي نستغلها في تلاوته ، وحفظه ، والتعلم منه ، والبكاء والتباكي عند ترنيم آياته ، كيف لا وهو كتاب الله المعجز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، نعم انه الموعظة العظيمة التي أنزلها الله على عباده ، فيه الشفاء ، فيه الخير ، فيه سعادة القلوب وصفاء النفس ونقاء الأرواح .
يا صاحب الهم أين أنت من كتاب الله ، مالي أرى قومي هجروا القرآن ، مالي أراهم ولوا وجوههم عنه ، وانغمسوا في الدنيا وملذاتها ، أين التالون ، أين المحبون ، أين المستأنسون ، أين أنتم يا من احلولكت في وجوهكم الدنيا واشتد ظلامها ، أنشدكم الله يا رفاقي اجلسوا الى كتاب الله ، استعينوا بربكم واقرؤوا كتاب الله ، فوالله هو الخير وهو النور ( فئامنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ... ) نعم انه نور القلوب وسعادة لا نظير لها .
يا قاريء القرآن :
أبشر بالأجور العظيمة والخيرات الوفيرة ، فكل حرف تقرؤه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها ، لا أقول ( ألم ) حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف ، يا الله كم هو من فضل عظيم ، والذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة والذي يقرؤه وهو عليه شاق فله أجران ، ففروا رعاكم الله الى كتاب ربكم وخذوا من معينه الذي لا ينضب وتأدبوا بأدبه واحضروا مجالسه .
قال كعب الأحبار: "عليكم بالقرآن, فإنه فهم للعقل, ونور الحكمة, وأحدث الكتب عهداً بالرحمن, ولعظيم مافيه من البركات كانت تلاوته واستماعه من أعظم القربات, والاشتغال بتعلمه وتعليمه من أسمى الطاعات, وكان لأهله أعلى الدرجات وأوفى الكرامات".
قال قتادة بن دعامة السدوسي, وهو من علماء تابعي البصرة :" ماجالس القرآن أحد إلا فارقه بزيادة أو نقصان", ثم قرأ: (وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين ولايزيد الظالمين إلا خساراً
قال عبد الله بن مسعود: " ينبغي لقارئ القرآن أن يعرف بليله إذا الناس نائمون, وبنهاره إذا الناس مفطرون, وببكائه إذا الناس يضحكون, وبورعه إذا الناس يخلطون, وبصمته إذا الناس يخوضون, وبخشوعه إذا الناس يختالون, وبحزنه إذا الناس يفرحون, وينبغي لقارئ القرآن أن يكون باكياً محزوناً حكيماً حليماً مستكيناً, ولاينبغي لقارئ القرآن أن يكون جافياً ولاغافلاً ولاصخاباً ولاصياحاً ولاحديداً"
فاللهم جمل أخلاقنا بالقرآن ، واجعلنا من التالين له باليل والنهار الواقفون عند حدوده وأحكامه وشرائعه .
كتبه أخوكم / أبو داوود البلوشي ...
تعليق