النموذج الثالث:
الشيخ الأعمى
قصة الشيخ الأعمى يرويها لنا الشيخ محمد الدويش فيقول: (ولا زلت أذكر شيخا أعمى لحيته ليس فيها شعرة واحدة سوداء يأتي إلينا في الحلقة ونحن ندرس القرآن في الصغر يتوكأ على عصاه فكان الأستاذ يكلفني أن أقرئ هذا الرجل الأعمى فكنت أقوم بذلك وشأني شأن الصبيان- على كره مني- لأن ذلك يأخذ علي وقتا فكان يحفظ كل يوم صفحة كاملة فأقرأها عليه ثم يقرأ خلفي وما هي إلا فترة يسيرة حتى يحفظ ويتقن هذه الصفحة ثم يأتي من الغد فلما افتقدته في الحلقة وصار لا يأتي سألت عنه فأخبرنا أنه قد مات-رحمه الله-)
عجيبة همة هذا الشيخ فلو أنه بحث عن عذر لوجد أعذارا، فلربما قال:أنا شيخ كبير ذاكرتي ضعيفة، وليس على الأعمى حرج، وهل يعقل أن أحفظ على يد غلام بعمر أحفادي...؟!
ولكنها روح عظمت بحب الطاعة، فصغرت في عينها الجبال ونفس امتلأت هما، فلم يعد أمامها شيء محال.
الشيخ الأعمى
قصة الشيخ الأعمى يرويها لنا الشيخ محمد الدويش فيقول: (ولا زلت أذكر شيخا أعمى لحيته ليس فيها شعرة واحدة سوداء يأتي إلينا في الحلقة ونحن ندرس القرآن في الصغر يتوكأ على عصاه فكان الأستاذ يكلفني أن أقرئ هذا الرجل الأعمى فكنت أقوم بذلك وشأني شأن الصبيان- على كره مني- لأن ذلك يأخذ علي وقتا فكان يحفظ كل يوم صفحة كاملة فأقرأها عليه ثم يقرأ خلفي وما هي إلا فترة يسيرة حتى يحفظ ويتقن هذه الصفحة ثم يأتي من الغد فلما افتقدته في الحلقة وصار لا يأتي سألت عنه فأخبرنا أنه قد مات-رحمه الله-)
عجيبة همة هذا الشيخ فلو أنه بحث عن عذر لوجد أعذارا، فلربما قال:أنا شيخ كبير ذاكرتي ضعيفة، وليس على الأعمى حرج، وهل يعقل أن أحفظ على يد غلام بعمر أحفادي...؟!
ولكنها روح عظمت بحب الطاعة، فصغرت في عينها الجبال ونفس امتلأت هما، فلم يعد أمامها شيء محال.
تعليق