إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

العيش مع القرأن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • العيش مع القرأن


    قال لي شيخي يوماً وقد رآني مقبلاً على كتاب الله في زاوية المسجد :

    إن لم تجدْ نفسكَ في كل مرةٍ تجلسُ مع كتاب الله ، قد خرجتَ بشيءٍ جديدٍ ،
    أو زيادة إيمان واضحة تحسها إحساساً ، فاعلم أنك لم تجلس إلا مع نفسك ..!

    ويبدو أنه رأى علائم التعجب قد تجلت على وجهي ، فواصل كلامه :
    ولكن لا تيأس إن لم تر ذلك ، بل بالعكس ، إن عدم وجدانك لهذه المعاني ،
    يلزمك أن تكرر المحاولة المرة بعد المرة ، وأن تستجمع خلال ذلك قلبك كله ،
    وأن تقبل على كلام ربك بكليتك لا تبق منك شيئا ..! ..

    ثم وطن نفسك أن الوصول إلى هذه المدارج ، والعروج إلى هذه الآفاق ،
    لن يكون بين يوم وليلة ،
    بل الأمر يبدأ قليلاً ثم مع المداومة والمراقبة ، والإصرار ،
    يكبر شيئا فشيئا ، حتى تصل إلى أن يصبح العيش مع القرآن قرة عين لك ،
    وبهجة لقلبك ، وأنس ومتعة لروحك..!

    إن هذا القرآن يا بني ، كالمطر أينما وقع نفع ، ولكن يلزمك أن تهيئ أرض قلبك أولاً ،
    لتخرج بهذه القرآن حدائق ذات بهجة ..!

    بل هو كلام مبارك كريم ، لأنه كلام الله جل جلاله ،
    فالقليل منه ، يصنع بهذه القلب الكثير ، كالندى إذا سقط مع ولادة الفجر ،
    على زهرة أيقظها وهزها ، فانتشت فرحة ، لتمنح الحياة عطرها وأريجها .. !!

    ولا يزال هذا القرآن يأخذ بيدك خطوة خطوة على الطريق ، حتى يصل بك إلى نعيم الفردوس ،
    وأنت بعد تخوض غمار هذه الدنيا ، وتعاني متاعبها ،
    ولكن نكهة التعب هذه المرة تصبح مختلفة جداً ..!!
    وكلما زدته حباً وإقبالاً واهتماماً ، زادك إشراقاً ومنحك أنوارا ،
    وأفاض على قلبك من بركته وهداه ورحماته ..!

    حاول مثلاً حين تمر بآيات الجنة ، أن تجمع قلبك كله فكأنك ترى ثم ترى نعيما وملكاً كبيرا ..!
    حتى لتكاد تشعر لو أنك مددت يدك ، لقطفت من ثمارها ، ورشفت من أنهارها ،
    وسمعت غناء حورها ، وتجولت في قصورها ..!

    فإذا نقلك القرآن _ كعادته _ فحدثك عن النار وأهوالها ،
    فكأنك تسمع صراخ وعويل أهلها ، يكاد يصم أذنيك ، ودخانها يكاد يعمي عينيك ،
    فإذا أنت ترتعد كعصفور داهمه إعصار في ليلة مطيرة ..!!

    أما إذا حدثك القرآن عن الله سبحانه ، وأسمائه وصفاته ، وبديع أفعاله ، وروائع آياته ،
    فلكأنك بين يديه ، وفي حضرته ، قد لبستك ثياب الخضوع والجلال والخشية والحياء ،
    والمهابة له والمحبة .. وقد تعجب من نفسك :
    كيف لم يذب قلبك في مثل هذه اللحظة الربانية الجليلة ،
    أو كيف لم تصعق ، وقد صعق موسى عليه السلام حين رأى الجبل قد دك ،
    حين تجلى عليه الرب سبحانه ، فخر موسى صعقا ..!
    ومثل هذه المشاعر كثيرة ، قد تجدها في نفحة ربانية كريمة
    تمر بقلبك في مثل تلك الساعة الصافية ..

    ومن هنا أعود فأقول لك :
    أنظر يا بني ماذا يزرع القرآن في قلبك من معانٍ
    في كل مرة تجلس بين يديه ، وتقبل عليه ، فإن لم تجد شيئا ألبته ،
    فأعلم أنك ما جلست إلا إلى نفسك .. ولكن لا ينبغي أن تيأس ، بل كرر المحاولة ،
    وجاهد نفسك في كل مرة ليجتمع لك قلبك خلال هذه الجلسة بين يدي الله ،
    وأنت تتلو كلامه المبارك المعطر الكريم ..

    يعينك على هذا يا بُني ، أن تتذكر ابتداءً وقبل أن تقول بسم الله الرحمن الرحيم لتقرأ ،
    أن هذا الكلام الذي تتلوه كلام ربك جل في علاه ، وأنه يخاطبك به أنت قبل غيرك ،
    وأن لك حظاً في كل آية تتلوها ، وأنت المعني بكل أمر ونهي !

    قال الراوي :
    وبقيت مشدوداً إلى شيخي خلال تدفقه في الحديث ، مبهوراً بما اسمع ،
    أجد له وقعاً قوياً في قلبي ، وأثراً واضحاً في نفسي ،
    وودت له أنه استمر وأطال واسترسل وأسهب ، ولكنه ابتسم في خاتمة حديثه ،
    وهز رأسه وأخذ يدعو لي بدعوات مباركة ، وجدت بركتها في ساعتها ،

    فما أن انصرف عني ، حتى وجدت نفسي أقرأ القرآن بصورة جديدة ،
    لم أعهدها من نفسي ، فلقد شعرت أن شلال أنوار القرآن ،
    قد جعل يتدفق بقوة في غور قلبي ، بل شعرت بوضوح :
    أنني انتقلت نقلة خارجية ، إلى حيث يحدثني القرآن الكريم ،
    فإذا أنا أتفاعل معها ، وأتأثر بها ، وأتزود منها ..!
    sigpic

  • #2
    جميل فالقُرآن هو ِنبراسُ الحياة ونور الظلمات اسألُ الله أن يَجعلنا مَِمن حَِفظ القُرآن وعََمِل بهِ

    تعليق


    • #3
      جزاك الله الف خير
      إن هذا القرآن فيه منار الهدى ومصابيح الدجى، فليجل جال بصره، ويفتح للضياء نظره، فإن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور.
      sigpic

      تعليق


      • #4
        سبحان الله - كلام جميل ^_^…

        صحيح، كل يوم نقرأ سورة الفاتحة في الصلاة
        احيانا نشعر باختلاف وكأنه اول مرة نقراها!..
        كنت قبل أيام اُشاهد فيديو للداعية احمد ديدات
        كان احدهم يساله سؤال ربما حال الكثير من الناس
        كحاله ينظر للقرآن نظرة سطحية متناسيا تدبرة ومعرفة معانيه!
        فقال في سورة البقرة ذكر الله انه خلق السماوات والارض في6ايام
        وفي سورة فُصلت ذكر انها خلق السماوات والارض في 8أيام
        فقال ما هذا التناقض!!في الاصل هو ليس تناقض ولكن يحتاج منا
        بعض التامل من اسم السورة فصلت فيها تفصيل لكيفية خلق السماوات والارض!!!
        فاولاً واخيراً حين قراءتنا للقرآن لابد ان نتدبر فيه...نعرف معانيه واعجازاته
        بارك الله فيك وفقكم بي /جزيل الشكر
        الله نور السماوات والأرض ونور قلـبي

        تعليق

        يعمل...
        X