السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ربما هذا أول موضوع أكتبه في هذا المنتدى المبارك المشع بنفحات الروحانيات وطيب القلوب النقية ، فأرجو أن تقبلوني بينكم ، وإن كنت متطفلا ، فعلمي بأنكم تقرون الضيف وتكرمون القادم والوافد ، ولكم الأجر والمثوبة والرضوان .
سلطنة عمان بلدٌ طيب ، وموطنٌ كريم ، عاش مرحلةً قوية من التوافق والتعايش بين الأرض والقاطن ، فكانت نعم الأرض التي تخرج الطيبات من الثمار وتجود بأكرم الخيرات وأعظم المنح ، وكان أبنائها أوفياءً لها ، بررة بها ، فلم يخذلوها حينما طمع بها الطامع ، وسقوها الماء وغذوها بالسماد ، بذلت السواعد في رقيها وتطورها جهدا عظيما ، وهي كذلك تكافئهم على صنيعهم ، وتعطهم الأجر قبل جفاف عرقهم .
عشنا زمنا طويلا ، يسودنا الود والمحبة ، ويحيط بنا رباط الدين والوطنية ، فلا تسمع سوى طيب الحديث ، ولا تجد غير حسن المعاملة ، فعشنا إخوةً يغبطنا الكثير عليها ، إلا أن الأمر أصبح حرجا ، وصرنا نفقد الكثير من الترابط ، وبدأت التفرقة والعصبية تنهش في بنياننا ، وإن لم نتدارك الأمر فستحل علينا عاصفةً هوجاء ، تأكل الأخضر واليابس ، وتحطم الطيب والخبيث ، والله لينقلب المآل إلى شرٍ مستطير ، وبالله وتالله ليتشقق الصف وينصدع الصدر ، وتخور كل القوى إن لم نتعاضد ونتماسك ونكوّن رباط التقوى بييننا ، " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، جميعا إخوتي ولا تفرقوا ، جميعا أحبتي ولا تفرقوا ، جميعا أيها العمانيون ولا تفرقوا ، جميعا أيها المذهبيون ولا تفرقوا ، جميعا أيها المتعصبون لتوافه الأمور ولا تفرقوا ، جميعا يا أبناء جلدتي ولا تفرقوا ، جميعا يا معشر المسلمين ولا تفرقوا .
في الأونة الأخيرة بدأت تظهر على السطح فتنة ليست مستحدثه ، ولكنها كانت مندثرة في مجتمعنا ، إلا أنها وفي الوقت الراهن قد ظهرت في لباس المجتمع وبقوة ، فصارت رداء الكثير ، ونعوذ بالله منها ، وأقسم بالله لأنها صلعاء شعواء سافره ، تنهش الجسد وتمزق الوطن ، فانتبهوا لها أيها العقلاء وإلا الهاوية .
نعم صارت الديانة ليست الإسلام ، أصبحنا حينما نتخاطب لا ننتسب إلا بالمذاهب ، فهذا إباضي وذاك سني والأخر شيعي ، والكل يقذف في مذهب الآخر ، والكل يهمز ويلمز ، ويصل الأمر إلى التكفير ، ويعلم الله أنه في السابق لم يكن يعلم أحد بعلم الكلام والمذاهب ، عشتُ زمنا من عمري لا أعرف إني إباضي ، ولا يعلم صديقي السني ما إسم مذهبه ، حتى كلمة المذهب كانت غريبةً لا يُعلم معناها ، فما بالنا اليوم نتطاحن تطاحن الرحى بسببها ، وعلام نتنكب لبعضنا لمعناها ، أو لا يجمعنا ما هو أقوى وأمتن ؟ ، ألسنا معتصمين بحبل الإسلام الذي لا يُفتل ؟ !!
إن المتأمل في واقع مجتمعنا ليشعر بالخطر العميق ، لستُ مبالغا إن قلت البعض يعامل الهندي الهندوسي أفضل من غريمه المذهبي ، بل أن الأمر يتعدى إلى الطعن في الدين والمعتقد والعلم ، والأكثر مضاضةً وألما ، السب في العلماء الأجلاء ، ويحكم ألا قاتل الله كل أفّاك ، أو ترمون العلماء بغثاء الكلام وسمجه ، أو لا يعلم قومي بأن لحوم العلماء مسمومةٌ مسمومة !!
نعم كل العلماء قدوتي ، لا فرق بين الخليلي وابن باز والسستاني وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل ، كلهم علماء أجلة ، والغريب حتى الأمور الفقهيه أصبحنا نرجعها لمسألة المذاهب ، أو ليس هذا مما يندى له الجبين ؟ !!
أحبتي دعوا عنكم كل هذه الخلافات ، واقترنوا بالإسلام لا سواه ، ولله الحمد أن البلد لا يزال بخير ، وإنما هوّلت من الأمر خشية أن ينقلب الحال إلى أسوأ مما عليه ، وكم هو رائعا حينما تجد أصدقائك المخلصين من كل المذاهب ، ولا يعترفون بالخلاف إلا في العقيدة ، وكلٌ يؤمن بما اعتقده .
والعذر على المداخلة البسيطة إنما أردتُ بها التوجيه والنصيحة لكي لا نقع فريسة للشيطان وأعوانه ، والله ولي التوفيق ، وبه الرشد والسداد .
ولكم الخير كل الخير ونبض الدعاء الخافت بالهمس في عمق الصلوات وجوف الليل
ربما هذا أول موضوع أكتبه في هذا المنتدى المبارك المشع بنفحات الروحانيات وطيب القلوب النقية ، فأرجو أن تقبلوني بينكم ، وإن كنت متطفلا ، فعلمي بأنكم تقرون الضيف وتكرمون القادم والوافد ، ولكم الأجر والمثوبة والرضوان .
سلطنة عمان بلدٌ طيب ، وموطنٌ كريم ، عاش مرحلةً قوية من التوافق والتعايش بين الأرض والقاطن ، فكانت نعم الأرض التي تخرج الطيبات من الثمار وتجود بأكرم الخيرات وأعظم المنح ، وكان أبنائها أوفياءً لها ، بررة بها ، فلم يخذلوها حينما طمع بها الطامع ، وسقوها الماء وغذوها بالسماد ، بذلت السواعد في رقيها وتطورها جهدا عظيما ، وهي كذلك تكافئهم على صنيعهم ، وتعطهم الأجر قبل جفاف عرقهم .
عشنا زمنا طويلا ، يسودنا الود والمحبة ، ويحيط بنا رباط الدين والوطنية ، فلا تسمع سوى طيب الحديث ، ولا تجد غير حسن المعاملة ، فعشنا إخوةً يغبطنا الكثير عليها ، إلا أن الأمر أصبح حرجا ، وصرنا نفقد الكثير من الترابط ، وبدأت التفرقة والعصبية تنهش في بنياننا ، وإن لم نتدارك الأمر فستحل علينا عاصفةً هوجاء ، تأكل الأخضر واليابس ، وتحطم الطيب والخبيث ، والله لينقلب المآل إلى شرٍ مستطير ، وبالله وتالله ليتشقق الصف وينصدع الصدر ، وتخور كل القوى إن لم نتعاضد ونتماسك ونكوّن رباط التقوى بييننا ، " واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " ، جميعا إخوتي ولا تفرقوا ، جميعا أحبتي ولا تفرقوا ، جميعا أيها العمانيون ولا تفرقوا ، جميعا أيها المذهبيون ولا تفرقوا ، جميعا أيها المتعصبون لتوافه الأمور ولا تفرقوا ، جميعا يا أبناء جلدتي ولا تفرقوا ، جميعا يا معشر المسلمين ولا تفرقوا .
في الأونة الأخيرة بدأت تظهر على السطح فتنة ليست مستحدثه ، ولكنها كانت مندثرة في مجتمعنا ، إلا أنها وفي الوقت الراهن قد ظهرت في لباس المجتمع وبقوة ، فصارت رداء الكثير ، ونعوذ بالله منها ، وأقسم بالله لأنها صلعاء شعواء سافره ، تنهش الجسد وتمزق الوطن ، فانتبهوا لها أيها العقلاء وإلا الهاوية .
نعم صارت الديانة ليست الإسلام ، أصبحنا حينما نتخاطب لا ننتسب إلا بالمذاهب ، فهذا إباضي وذاك سني والأخر شيعي ، والكل يقذف في مذهب الآخر ، والكل يهمز ويلمز ، ويصل الأمر إلى التكفير ، ويعلم الله أنه في السابق لم يكن يعلم أحد بعلم الكلام والمذاهب ، عشتُ زمنا من عمري لا أعرف إني إباضي ، ولا يعلم صديقي السني ما إسم مذهبه ، حتى كلمة المذهب كانت غريبةً لا يُعلم معناها ، فما بالنا اليوم نتطاحن تطاحن الرحى بسببها ، وعلام نتنكب لبعضنا لمعناها ، أو لا يجمعنا ما هو أقوى وأمتن ؟ ، ألسنا معتصمين بحبل الإسلام الذي لا يُفتل ؟ !!
إن المتأمل في واقع مجتمعنا ليشعر بالخطر العميق ، لستُ مبالغا إن قلت البعض يعامل الهندي الهندوسي أفضل من غريمه المذهبي ، بل أن الأمر يتعدى إلى الطعن في الدين والمعتقد والعلم ، والأكثر مضاضةً وألما ، السب في العلماء الأجلاء ، ويحكم ألا قاتل الله كل أفّاك ، أو ترمون العلماء بغثاء الكلام وسمجه ، أو لا يعلم قومي بأن لحوم العلماء مسمومةٌ مسمومة !!
نعم كل العلماء قدوتي ، لا فرق بين الخليلي وابن باز والسستاني وأبو حنيفة والشافعي وابن حنبل ، كلهم علماء أجلة ، والغريب حتى الأمور الفقهيه أصبحنا نرجعها لمسألة المذاهب ، أو ليس هذا مما يندى له الجبين ؟ !!
أحبتي دعوا عنكم كل هذه الخلافات ، واقترنوا بالإسلام لا سواه ، ولله الحمد أن البلد لا يزال بخير ، وإنما هوّلت من الأمر خشية أن ينقلب الحال إلى أسوأ مما عليه ، وكم هو رائعا حينما تجد أصدقائك المخلصين من كل المذاهب ، ولا يعترفون بالخلاف إلا في العقيدة ، وكلٌ يؤمن بما اعتقده .
والعذر على المداخلة البسيطة إنما أردتُ بها التوجيه والنصيحة لكي لا نقع فريسة للشيطان وأعوانه ، والله ولي التوفيق ، وبه الرشد والسداد .
ولكم الخير كل الخير ونبض الدعاء الخافت بالهمس في عمق الصلوات وجوف الليل
تعليق