[align=center]أي دولة هذه؟
على الصعيد الخارجي، من قبيل الترف القول بأن إسرائيل دولة مارقة وخارجة على القانون الدولي، فهذا معلوم للقاصي والداني ومثبت في جميع المحافل وموثق بالأدلة والبراهين، وهو ليس مجالنا الآن لنخوض فيه.
أما على الصعيد الداخلي فانتهاكاتها الفاضحة ضد مواطنيها أنفسهم، واستغلالها لهم أبشع استغلال، وهي الدولة التي تتشدق بالديمقراطية وتتيه بها على جيرانها، تتحدث عن نفسها، هل سمع أحد في العالم بأسره أن أجهزة الأمن تستخدم الأطفال وتلاميذ المدارس، طلاب العلم، كمرشدين لها؟ حدث هذا في إسرائيل.
فقد نشرت جريدة «معاريف» في الثاني عشر من شهر نوفمبر خبرا مطولا عن انتحار تلميذ إسرائيلي يبلغ السادسة عشرة من العمر شنقا بعد إجراء الشرطة تحقيقا معه ومع زملائه ضمن حملة للكشف عن قضية تعاطي مخدرات في المدرسة.
تقول الجريدة: «بالأمس غادر الفتى المدرسة بعد ساعة واحدة من وصوله إليها، وذلك بعد أن لاحظ كتابات على الحائط وجهت إليه على ما يبدو وجاء فيها: " أيها المتعاون مع الشرطة... أيها الواشي... سيأتي يومك" ترك الفتى، الذي يشك زملاؤه في المدرسة في أنه ذكر أسماءهم خلال التحقيق في موضوع تعاطي المخدرات، ترك المدرسة وهو في حالة ثورة عارمة ووصل إلى حيه السكني، وهناك وضع حدا لحياته شنقا.
أما رفاقه الذين تم التحقيق معهم أيضا خلال الفترة الأخيرة من قبل الشرطة، فقد أثاروا مزاعم صعبة ضد الطريقة التي جرى من خلالها التحقيق معهم واشتكوا من سلوك أفراد الشرطة حيالهم قائلين: إنهم هددونا بأن من لم يجرم رفاقه فسيتم فتح ملف جنائي ضده.
* تعليق
ناهيك عن الأسلوب الخبيث والرخيص وغير المتحضر في استغلال الشرطة لتلاميذ المدارس للوشاية بأقرانهم ممن يتعاطون المخدرات داخل المدارس، فإن بودي التوقف عند الشعور الجارف بالخوف الذي اعترى هذا التلميذ المسكين من أترابه في المدرسة، والذي دفعه إلى الانتحار ووضع حد لحياته.
فهذا الشعور، وماتلاه، يعكس مدى العنف المستشري في المدارس الإسرائيلية، والذي يحتل في التصنيف العالمي مرتبة متقدمة.
فقد أظهرت دراسة ميدانية دولية أن العنف، سواء المادي أو اللفظي، متفش بين طلاب المدارس في إسرائيل، حتى أن كثيرين منهم يذهبون إلى مدارسهم وهم يحملون آلات حادة مختلفة وهراوات في بعض الأحيان.
ويعكس هذا العنف لدى هذه الشريحة من المجتمع سلوكا عدوانيا واضحا اكتسبه من مجتمع يقوم على العدوان ويحيا ويتغذى عليه.
أما البعد الآخر للموضوع، فهو افتقاد هذا الطالب المنتحر الثقة في أجهزة الأمن، التي ورطته، بدليل أنه لم يلجأ إليها لحمايته بعد تهديد أقرانه له وفضل الموت منتحرا.
وفي هذا دلالة بالغة على وجود هوة شاسعة تفصل بين المواطن العادي وبين هذه الأجهزة الأمنية، التي هي وسيلة قهر في نظره.
كما يدل الأمر، في المحصلة النهائية، على هشاشة هذا المجتمع البائس وغيرالمتجانس بالمرة[/align]
[align=center]المصدر : موقع يوم القدس العالمي[/align]
على الصعيد الخارجي، من قبيل الترف القول بأن إسرائيل دولة مارقة وخارجة على القانون الدولي، فهذا معلوم للقاصي والداني ومثبت في جميع المحافل وموثق بالأدلة والبراهين، وهو ليس مجالنا الآن لنخوض فيه.
أما على الصعيد الداخلي فانتهاكاتها الفاضحة ضد مواطنيها أنفسهم، واستغلالها لهم أبشع استغلال، وهي الدولة التي تتشدق بالديمقراطية وتتيه بها على جيرانها، تتحدث عن نفسها، هل سمع أحد في العالم بأسره أن أجهزة الأمن تستخدم الأطفال وتلاميذ المدارس، طلاب العلم، كمرشدين لها؟ حدث هذا في إسرائيل.
فقد نشرت جريدة «معاريف» في الثاني عشر من شهر نوفمبر خبرا مطولا عن انتحار تلميذ إسرائيلي يبلغ السادسة عشرة من العمر شنقا بعد إجراء الشرطة تحقيقا معه ومع زملائه ضمن حملة للكشف عن قضية تعاطي مخدرات في المدرسة.
تقول الجريدة: «بالأمس غادر الفتى المدرسة بعد ساعة واحدة من وصوله إليها، وذلك بعد أن لاحظ كتابات على الحائط وجهت إليه على ما يبدو وجاء فيها: " أيها المتعاون مع الشرطة... أيها الواشي... سيأتي يومك" ترك الفتى، الذي يشك زملاؤه في المدرسة في أنه ذكر أسماءهم خلال التحقيق في موضوع تعاطي المخدرات، ترك المدرسة وهو في حالة ثورة عارمة ووصل إلى حيه السكني، وهناك وضع حدا لحياته شنقا.
أما رفاقه الذين تم التحقيق معهم أيضا خلال الفترة الأخيرة من قبل الشرطة، فقد أثاروا مزاعم صعبة ضد الطريقة التي جرى من خلالها التحقيق معهم واشتكوا من سلوك أفراد الشرطة حيالهم قائلين: إنهم هددونا بأن من لم يجرم رفاقه فسيتم فتح ملف جنائي ضده.
* تعليق
ناهيك عن الأسلوب الخبيث والرخيص وغير المتحضر في استغلال الشرطة لتلاميذ المدارس للوشاية بأقرانهم ممن يتعاطون المخدرات داخل المدارس، فإن بودي التوقف عند الشعور الجارف بالخوف الذي اعترى هذا التلميذ المسكين من أترابه في المدرسة، والذي دفعه إلى الانتحار ووضع حد لحياته.
فهذا الشعور، وماتلاه، يعكس مدى العنف المستشري في المدارس الإسرائيلية، والذي يحتل في التصنيف العالمي مرتبة متقدمة.
فقد أظهرت دراسة ميدانية دولية أن العنف، سواء المادي أو اللفظي، متفش بين طلاب المدارس في إسرائيل، حتى أن كثيرين منهم يذهبون إلى مدارسهم وهم يحملون آلات حادة مختلفة وهراوات في بعض الأحيان.
ويعكس هذا العنف لدى هذه الشريحة من المجتمع سلوكا عدوانيا واضحا اكتسبه من مجتمع يقوم على العدوان ويحيا ويتغذى عليه.
أما البعد الآخر للموضوع، فهو افتقاد هذا الطالب المنتحر الثقة في أجهزة الأمن، التي ورطته، بدليل أنه لم يلجأ إليها لحمايته بعد تهديد أقرانه له وفضل الموت منتحرا.
وفي هذا دلالة بالغة على وجود هوة شاسعة تفصل بين المواطن العادي وبين هذه الأجهزة الأمنية، التي هي وسيلة قهر في نظره.
كما يدل الأمر، في المحصلة النهائية، على هشاشة هذا المجتمع البائس وغيرالمتجانس بالمرة[/align]
[align=center]المصدر : موقع يوم القدس العالمي[/align]
تعليق